Culture Magazine Monday  22/10/2007 G Issue 219
فضاءات
الأثنين 11 ,شوال 1428   العدد  219
 

وجوه وزوايا
أوراق جنوبية(2-2)
أحمد الدويحي

 

 

أسئلة.. وأسئلة كلما مرغت أنف السؤال في التفاصيل، مرغت الغزلان الجبلية أنوفها في عبق حبق الجبال، فتهطل سماء المكان بثقافة إنسانه وطقوسه ونماذج من طرائق حياته، وتصبح السطور طاعنة في الوهن، إذا لم يعززها تلاقح الأجيال وتعاطي المعرفة، وكأني بصوت أحدٍ يصيح بي (خفف الوطء ما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد)، والصوفيون والدراويش هم دائماً ما يتخلقون بلغة الواقع والحال، ويتشكلون من تربة وشفافية مناخات المكان.

جاء هارباً من ظلم الحياة، وقسوة المحيطين به، لينير الفرح في مكان أخر بين الناس في الحقول، ويضئ مساءاتهم بلثغة لطيفة، ُتبدل حرف (الكاف) إلى تاء، ليحيل الليل بكلماته إلى مسرح مضيء بالغبطة، والجبليون مزاجيون (أخليتم المال والرعيان والذئب طاوي)، يفعلها أحد الأشرار، يعبئ بارود في سيجارة، تنفجر في وجه الشاعر العاشق الوسيم نزقاً وكيداً.. سطوة القبيلة، ورفع الظلم المتراكم، تسودُ ولا بأس أن ُُيذبح ( ثور) الفاعل الشرير، يسُتلب منه بالقوة (رمز) العطاء والحرث، والنماء والحياة والحقوق والدين في الناموس القبلي، صديقي المتفرد وحفيد الشاعر الذي رحل، وبقيت حكمه وكلماته نقشُ في صخور الجبال، وذاكرة الأجيال ما يزيد على نصف قرن. انتظرته يأتي ذات مساء، يضئ في (الغار) وهجه، ويؤمنا محرضاً ورافضاً في معاصرة لنا، يبتدع هوية شعرية (لا يلتفت منكم أحد!) ممهورة بتوقيع الصديق الجبلي د. علي الرباعي.. إذن رحل جده (عبد الله البشيري)، وننتظر معه موعد ملتقى (الرواية والتحولات في الحياة) فيظهر بيننا فجأة، الفنان التشكيلي والشاعر الشعبي عبد الله أبو ظهر يغني جبله، وكأنه يغني لكل منا جبله بلذة شاهقة، فهاكم مفردات الإنسان المعجون، عشقاً برائحة الأرض والسلاح، وحكايات ممعنة في التفاصيل...

يا جبل القهر، ُطولك غيًب الشمس عنا..

سبحان من شرّفك بالطول، وأرخى تهامه

حينها هتفت في نهاية ليلة مملئة بالشعر والحكايات، أسال الولد الشقي في باريس (يحيى سبعي)، إذا ما كان الأنيق أحمد أبو دهمان ما زال يضعنا في مقارنة مع ثقافة المزايين؟، فبعث لي برسالة صغيرة، من أقوال نتشة تقول: إن (الآلهة مجازات شعرية) فعذرته، إذا صارت الأرض التي كانت رمزا، سلعة عارها لا يصيب الضعفاء، شيخ القبيلة يتواطأ في بيعها، يستفيد البيروقراطي منها و بطبيعة الحال التاجر.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال،أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5212» ثم أرسلها إلى الكود 82244

- الرياض


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة