Culture Magazine Monday  22/10/2007 G Issue 219
فضاءات
الأثنين 11 ,شوال 1428   العدد  219
 

ما لم أقلْهُ حياً
شجن على نهر السّين ( 1918م-2006م)
عبد السلام العجيلي

 

 

ليَ الله من طَرْفٍ كسيرٍ تلوّعا

ومن خافقٍ كلّ الهموم تجرّعا

يعاني الجوى في مهمهِ الكونِ حائراً

ويبعثه روحاً سما وترفّعا

يُذيب الأسى في أكؤس النور سلوةً

ليسكبها كأساً أرقَّ وأروعا

ويهمس في ناي الهيام نشيدهُ

فيرسله سحراً وعرفاً تضوَّعا

* * *

ولمّا رآني السينُ صاح معاتباً

لماذا فتاةَ الشرقِ لم تأتيا معا !

فقلت له: قد راح غير مودّع

وما قال لي عن قصده حين أزمعا

ولا أخذ العنوان منّي، ولا درى

بأنّ كتاباً كان عندي أودعا

أتيتك هذا اليوم أشكو لواعجاً

تأجُّجُها في الصدر، لم يُبقِ أضلعا

أكابدُ وَجداً لا أطيقُ احتماله

ترعرعَ ما بين الحنايا، وأينعا

وما عادتي بثُّ الشجونِ وإنّما

أنوء بعبءٍ في فؤادي تربّعا

ونحن بناتُ العُربِ إنْ جلّ خطبنا

فإنّا بغير الصبر لن نتذرّعا

* * *

فقال: شبابُ الأرض عندي أيُّهم

يروقُ، يكن عبداً أمامَكِ طيّعا

لديكِِ، انتقي من كلّ لُسنٍ وأمّة

على ضفّتيَّ العالَمانِ تجمّعا

فقلت له: والله يا سينُ لم يَمِلْ

إلى غيره قلبي، ولم يحوِ موضعا

وقلت له: يا سين مثلك إنّه

على طبعه يجري مصبّاً ومنبعا

وصافٍ على ألحانه رقّتِ المنى

وأصغى له قلبُ الوجود ورجّعا

ويغمرهُ حيناً هدوء وراءَهُ

عواصفُ بحرٍ إثرها الموجُ أقلعا

وآسٍ له تشكو الجراحُ أنينَها

ولكنّه ما صـان عهداً ولا رعى!


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة