لا يكاد يوجد لفظ أكثر إثارة على الساحة الدولية من كلمة (إرهاب) فقد استخدم على إطلاقه دون تمحيص لدلالته اللغوية أو تدقيق في مؤداه الشرعي حتى شاع المعنى مرتبطاً بثقافات وايديولوجيات تنظره حسب هواها وتفلسفه تبعاً لتوجهاتها. لقد راج كمصطلح ودرج على الألسن بمفهوم غربي دون أن نُدرك أنه لفظ له مدلول خاص في لغتنا العربية وشريعتنا الإسلامية يخرجه من نطاق تعميم المفهوم إلى تخصيص المدلول بينما عام مفهومه في لغة الغرب وعميق فكرهم يطوعون كمصطلح كيفما يريدون ويطلقونه حسبما يوافق الهوى والمصلحة فما كان مع مصالحهم فليس إرهاباً وما لا يخدم أغراضهم ويجانب سياساتهم فهو الإرهاب بعينه ومن باب هذا المفهوم قاموا يلصقون الإرهاب بالإسلام وكأنهم يقولون لنا أنتم أيضاً تعترفون أن لفظ الإرهاب مقترن به الاعتداء على الأبرياء بالقتل والترويع بدليل أنكم تستخدمون نفس المصطلح الذي نستعمله إذا المعنى واحد عند كلانا.
فهل هذا يعني أننا لم نستوعب لغتنا؟ هذا السؤال يجيب عنه الأستاذ عبدالرحمن الرفاعي حيث أوضح في محاضرة له أن لفظ الإرهاب عندنا تحكمه خصوصية خاصة وما جعله ينطوي تحت طائلة التعميم كما عند الغير هو لأن تداوله سار في معزل عن النص القرآني ولذلك نحى منحى عمومياً تنقصه الخصوصية وهو أن الفعل أرهب الذي اشتقت منه كلمة إرهاب لها دلالة خاصة عند المسلمين بمعنى إعداد القوة لردع الاعتداء على ديار المسلمين وليس للاعتداء ابتداء فكيف جيروا لنا مفهومهم ورددناه معهم؟