Culture Magazine Monday  22/10/2007 G Issue 219
تشكيل
الأثنين 11 ,شوال 1428   العدد  219
 

من الحقيبة التشكيلية
الدهام
اجتهد فأبدع فتلقى الشكر والتقدير والمغلوثيعود شاباً ينافس الأجيال الجديدة

 

 

رغم أن مساحة الحقيبة لا تكفي للحديث عن الزميلين الفنان التشكيلي سمير الدهام والفنان احمد المغلوث نتيجة ما يحمله كل منهما من تاريخ وتجربة تجمعهما قواسم مشتركة يمثلها الإبداع التشكيلي والعمل الصحفي إلا أننا أيضا لا يمكن أن نعتبره عذرا نفقد فيه تواجدهما اليوم بيننا مع اعتذارنا لهما عن إيجاز ما يمكن التطرق إليه علما أننا في حقيبتنا اليوم لا نقصد توثيق أو سرد تجاربهم بقدر ما نتحدث عن جوانب لها علاقة بأحداث قريبة أسهم فيها كل منهم بطريقته وحق علينا أن نذكرهم بها شكرا وتقديرا لهم ولجهودهم.

الدهام وجهود خلف الكواليس

لم يكن للإجراءات المهمة في تشكيل وتأسيس الجمعية السعودية للفنون التشكيلية أن تتم دون جهود رجال نذروا وقتهم لإنجازها وفي مقدمتهم الدكتور عبدالعزيز السبيل وكيل وزارة الثقافة والإعلام كما لم يكن للتفاصيل أن تتشكل لتصبح عملا واحدا ومنجزا كبيرا على مستوى ثقافة الوطن إلا بجهود أطراف ولجان عملت بصدق فحققت النتائج المرجوة ومن هؤلاء يبرز اسم الزميل التشكيلي والإعلامي المخضرم الفنان سمير الدهام الذي قاد فريق العمل الخاص بتأسيس جمعية التشكيليين ابتداء من اللجنة التحضيرية التي شكلت من ثلاثة عشر فنانا من مختلف مناطق المملكة حيث كان المنسق والأمين للجنة حيث قام بجهود كبيرة في متابعة دعوة المرشحين للجنة وتهيئة الإركاب والسكن لهم إضافة إلى تسجيل محاضر الحوارات التي تمت على مدى أربعة أيام، ولم يتوقف جهد الزميل سمير بل تبعه متابعة إرسال محضر الاجتماع المتضمن النظام المقترح الذي استخلصته اللجنة إلى كل الفنانين في مناطق المملكة بالتعاون مع فروع جمعية الثقافة والفنون وبعض الزملاء في المناطق التي لا توجد فيها فروع للجمعية إضافة إلى إعداد استمارات عضوية الجمعية العمومية ومتابعة إرسالها مع ما تبع ذلك من تلقي استمارات الترشيح وصولا إلى إعداد دليل الجمعية إلى أن وصلت الجمعية إلى مرحلة الانتخابات والتصويت التي شكلت له لجان خاصة، هذا الجهد الذي قد لا يعرفه إلا القليل يجد التقدير والاحترام من قبل المسئولين بوكالة الشئون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام ومن أعضاء اللجنة التحضيرية ومن أعضاء مجالس إدارة جمعية التشكيليين بعد تأسيسها، ومن كل الفنانين الذين حصدوا ما زرعوه سنوات طويلة.

إبداع لا ينقطع

الفنان سمير الدهام ومع ما كان يحمله من جهد وهموم ومسئوليات فترة الإعداد للجمعية كان يعمل على جبهات أخرى لا تقل أهمية بل إنها أكثر ضغطا وإثارة للقلق اليومي ومنها رئاسته لتحرير مجلة الفنون التي تصدر عن جمعية الثقافة والفنون وممارسته إبداعه التشكيلي ومساهماته في جماعة الرياض، كل هذه الجهود أصبحت جزءا من شخصية الزميل الفنان الدهام، التي أصبح مسكونا بها لا يمكن أن يتخلى عن أي منها وفي حال الحاجة إلى البحث عن أفق جديد فلن يصعب عليه التحول نتيجة ما يحمله ويمتلكه من خبرات تضيف إلى أي مجال يتعامل معه وهجا وتميزا جديدا، مع ما يعد له الفنان الدهام من جديد فسيظهر قريبا ككتاب يضم نخبة من التشكيليين يحمل رؤيته الفنية وصورا لأعمالهم. إضافة إلى معرضه المتضمن الكثير من أعماله الجديدة.

المغلوث نشاط وإبداع لا ينضب

أما الفارس الآخر في حقيبتنا فهو الزميل الفنان احمد المغلوث أحد أبرز رواد الفن التشكيلي في ساحلنا الشرقي وفي الإحساء تحديدا الذي وصل إبداعه إلى مختلف مناطق المملكة وحقق له به شخصية متميزة ومستقلة سجل به الواقع في كل جزء من الوطن وجعل من الإحساء مسقط الرأس نبع ينهل منه ناقلا الحياة الاجتماعية وأنماط البناء وخصوبة المنطقة الزراعية إلى آخر المنظومة، كان الفنان المغلوث ولا زال عاشقا حتى العظم لكل ما هو واقعي مخلصا لهذا التوجه مع ما لامس من تجارب في جماليات الحرف في اللوحة أو السريالية والخيال الحالم إلا أن الواقع البيئي لا يزال يأسره ويجبره على التعامل معه.

حضور وتميز

الفنان المغلوث من أوائل التشكيليين الذين أسهموا بالتواجد بقوة في بداية انطلاقة الفن التشكيلي المملكة اشتهر بقدرته على الانغماس في تفاصيل العمل الفني والولوج في أعماق التراث نتيجة امتلاكه للذاكرة البصرية القوية المؤطرة بالذكاء الذي أتاح له أن يستعيد بها واقع لم يعد له وجود الآن في جوانب الحياة والعادة والتقاليد وأساليب المعيشة في محيطه الذي نهل منه كل جميل، كما أن من الجوانب التي كان ولا زال الفنان المغلوث متمكن فيها رسم (البورتريه) أو الشخصيات المعروفة ومنها مشاركته بثلاثة أعمال لثلاثة أدباء سعوديين فازوا بجائزة الدولة، منهم الأديب حمد الجاسر والأديب عبدالله بن خميس، ولوحة خاصة للأمير تشارلز والأميرة الراحلة ديانا أهديت إليهم خلال زيارتهم للمملكة، مع ما قام برسمه للملوك والرؤساء ومشاهير الأدب والفن والصحافة، هذا الإبداع لم يكن يظهر عند بقية الفنانين بحجم ما يقدمه الفنان المغلوث مما أعطاه التميز والتفرد.

تواصل والتزام

كان حضور الفنان أحمد المغلوث مناسبة افتتاح الفعاليات التي أقامتها وكالة الشئون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام بمناسبة اليوم الوطني السابع والسبعين فرصة ليلتقي بأجيال الفن التشكيلي الجديدة وبزملائه القدامى بعد غيبة طويلة افتقدناه فيها دفعنا لحوار معه لم يخل من العتب والبحث عن الأسباب إلا انه أزاح العتب بتأكيد وجوده وتواجده واستمرار إنتاجه الذي يعد له موقعا على الانترنت، مع ما أعده له من متحف في مزرعته بالإحساء يضم العديد من أعماله يستقبل فيه كل وفد يزور الأحساء.

المغلوث جاء تواجده في هذه المناسبة وبأعمال تجدد معرفتنا بريادة كانت مجال تعليق البعض حيث قال أحد الفنانين: إن المغلوث عاد أكثر شبابا وحيوية لينافس الأجيال الجديدة ونحن نؤكد صدق هذا القول فالفنان أحمد لا يزال يحمل نفس الروح والحيوية التي عهدناها منه قبل ثلاثين عاما.

الطخيس وتجربة الحديد

فوجئ الكثير من الفنانين بصورة العمل المنشور للفنان علي الطخيس في عدد سابق شارك به في معرض الفن العربي لتشكيل الحديد المقام بسوريا قبل فترة قليلة من هذا العام وتأتي المفاجأة في استخدام الفنان الطخيس خامة الحديد التي اعتبروها خطوة نحو البحث عن خامة جديدة بديلة أو إضافة إلى أعماله في النحت على الحجر التي اشتهر بها.

هذا التحول أو التجديد أمر مستحب إلا أن الجميع يتفق على أن مستوى العمل لم يكن بالشكل الذي عرف عن الطخيس، فهل يتراجع عن التجربة أو أن العمل جاء بشكل عاجل فقد بسببها شخصيته وروحه التي تتسم بها أعماله النحتية السابقة، البعض ما زال يشك في أن العمل ليس للطخيس وأن شرح الصورة وضع خطأ، وهذه شهادة تؤكد أن الطخيس حقق ميزة وأسلوبا في النحت على الحجر مسجل باسمه فقط وجاء أقل مما عرف عنه.

الجدير بالذكر أن مشاركة المملكة كانت بأعمال لكل من الفنانين صديق واصل ومحمد الثقفي صحابي تجارب معروفة وبارزة في مجال النحت بالحجر وتشكيل الحديد، إضافة إلى الطخيس.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة