بروايات مختلفة وصلنا حديث عن أبي عمرو بن العلاء أنه لما عرض عليه شعر جرير والفرزدق قال: (لقد أحسن هذا المولد حتى لقد هممت أن آمر صبياننا برواية شعره)..
هذه الرواية على تعدد طرقها تبين لنا مدى إحساس أبي عمرو بقيمته على خارطة الأدب فمجرد روايته لنص ما تعطيه الضوء الأخضر للمرور.
هكذا كانوا.. فما حال نقادنا اليوم؟
نحن بالكاد نراهم مع نص حقق حضورا إعلاميا كبيرا أو مع مبدع من قائمة الكبار وكأنهم بهذا هم من يبحث عن إشارة المرور التي يهبها لهم المبدع؛ ليجدوا مساحة يعبرون فيها عن أفكارهم ورؤاهم.
الوضع لدينا مقلوب فالمبدع هو من يملك حق إعطاء المساحة للناقد!!
قبل مدة ليست بالطويلة صرح الدكتور عبدالله الغذامي بموت النقد الأدبي، ويومها جوبه بحملة ردود مفصلة على كل وسيلة إعلامية في رفض صريح من نقادنا الكرام.. فهل هم اليوم يوافقون بأفعالهم على ما سبق ورفضوه بأقلامهم؟! .. سؤال لا يملك الإجابة عنه إلا نقادنا الأفاضل.