Culture Magazine Monday  23/07/2007 G Issue 208
الملف
الأثنين 9 ,رجب 1428   العدد  208
 

استقلالية الفكر
د. موسى بن عيسى العويس

 

 

الدكتور محمد بن سعد بن حسين واحد من أبرز الرموز الأدبية الذين أنجبتهم هذه البلاد على مر تاريخها، وإن كان لهذا الأديب صفة خاصة انفرد بها عن سواه من مؤرخي ومؤصلي الحياة الأدبية في المملكة العربية السعودية. هذه الخصوصية تكمن في كونه الراصد والراسم للخطوط العريضة للأدب السعودي، والمبرز لغاياته وأهدافه، حتى استطاع عبر إسهاماته المتنوعة أن يقيم لهذا الأدب وزنه بين الأقطار العربية في أوج صراع المدارس الأدبية، وأن يحملهم على الاعتراف به، وإبراز أثره في حيز الدراسات الأدبية، ومدى تأثيره وتأثره بغيره، ولا بدع في ذلك (فابن حسين) عاصر حقبة طويلة من تاريخ هذه البلاد، وعاش كثيراً من أحداثها وتقلباتها في أنماط الحياة السياسية، والثقافية، والاجتماعية، زد على ذلك احتكاكه بشكل أو بآخر بتيارات وثقافات إقليمية أتيح للأديب إبان حياته العلمية والعملية خارج البلاد أن يتشربها دون أن يذوب فيها، بل أحسبها من أسباب استقلاليته في الرأي والتفكير، والدقة في المقارنة والاستنتاج لبعض الظواهر.

لقد كان (ابن حسين) ولا يزال كواحد من أدباء المملكة العربية السعودية الذين انغمسوا في قضايا أمتهم، مخلصين لها، ذابين عنها، في عالم اضطربت فيه بعض القيم، وجدّت فيه بعض التحولات الفكرية، ومن هنا فليس من الغريب أن يشعر في حياته المليئة بالجد بغربة نفسية، بدافع من ثقافته، عبّر عنه بقوله:

إن تسلني عن حياتي فالجواب

وحشة الوحدة في ذل اغتراب

ومع ذلك لم يكن هذا الشعور الذي لازم الشاعر في بعض سني حياته مانعاً له أن يعيش حياة منطلقة، ملؤها التفاؤل، كغيره من الشعراء، بل إنك حين تنظر في أشعاره الوجدانية، وبخاصة في بواكير شبابه يمتلكك الإعجاب بقوة عواطفه، وغزارة شعوره، ودقة تصويره .

+ مدير مركز إشراف شرق الرياض- وزارة التربية والتعليم


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة