Culture Magazine Monday  23/07/2007 G Issue 208
مداخلات
الأثنين 9 ,رجب 1428   العدد  208
 
لوزارة الثقافة والإعلام وجمعية الثقافة والفنون
أين التنسيق بينكم في الفعاليات؟

 

 

من الأشياء الجميلة التي تسعد كافة المنتمين للثقافة والأدب هو ذلك التواصل الرائع وتعدد الفعاليات الثقافية في كافة مناطق المملكة والتي تقوم بها فروع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في المناطق والمحافظات أو المقر الرئيس بالرياض، أو ما تقوم به فروع الأندية الأدبية على مستوى المملكة كل حسب إمكاناته المادية والبشرية المتوفرة، أو ما تقوم به الجهات الأدبية الأخرى وعلى سبيل المثال مركز البابطين الثقافي أو رابطة الأدب الإسلامي أو بعض الجهات التي تبادر بمبادرات تسجل لهم بالتقدير كوكالة وزارة الثقافة والإعلام والشؤون الثقافية. لكن الشيء المؤسف الذي يضعف ويقلل من أهمية تلك الفعاليات ويجعل الحضور شبه قليل أو معدوماً في بعضها هو عدم وجود أي تنسيق فيما بين تلك الجهات وخصوصاً الأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون ووكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية في كل منطقة. فعلى سبيل المثال في منطقة الرياض تقام أمسية ثقافية في جمعية الرياض في يوم ما وفي الوقت نفسه تقام أمسية أخرى يقيمها النادي الأدبي وتوقيتها في نفس الوقت، كما أن هناك أمسية ثالثة في نفس الوقت تقام في مركز سعود البابطين الثقافي. هذا شيء يقبل لو كانت الفعاليات بشكل مستمر طوال العام بهذا الشكل إي في اليوم أكثر من أمسية لاعتبرنا هذا ظاهرة صحية طيبة، لكن الأمر عكس ذلك، فالفعاليات لدينا يمكن أن تكوي يوماً في الأسبوع أو كل نهاية شهر، الشيء الذي يجعلنا نؤكد على أهمية وجود تنسيق مسبق لأنها أمسيات نادرة والمشاركون في كل أمسية من الأسماء التي لها متابعون سواء في أمسية الجمعية أو في أمسية النادي الأدبي وهكذا.

السؤال الذي نود طرحه هو لماذا لا تقوم وكالة وزارة الثقافة للشؤون الثقافية بدور التنسيق لهذه الفعاليات بحيث لا تقام الأمسيات في يوم واحد حرصاً على استمرار النشاطات لأكثر من يوم، فحبذا لو قامت الوزارة بعمل جدولة وتنسيق فيما بين تلك الجهات لتحقيق الفائدة المرجوة.

كما أنه يجب ألا ننسى أن ما ذكرناه ينطبق على الفعاليات والأمسيات التشكيلية والمعارض الفنية التي تنظمها تلك الجهات فتحتاج هي الأخرى للتنسيق. كما أن عدداً من السفارات بالمملكة أيضاً كسفارة فرنسا التي تعد من أنشط السفارات العالمية في الجانب الثقافي والتي تقيم باستمرار عدداً من المعارض التشكيلية حيث يفترض أن توضع هي كذلك في الحسبان من حيث التنسيق. ومن دون أدنى شك فإن كل ذلك الهدف منه هو أن يصبَّ في النهاية لصالح النشاطات والفعاليات الثقافية المحلية في كل مدينة ومحافظة من محافظات بلادنا.

كما أنني أتمنى على المسؤولين في وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية وفي مقدمتهم سعادة الوكيل الدكتور عبدالعزيز السبيل الرجل النشط المتفاعل والمتجاوب مع كل رأي فيه خدمة للوطن المعطاء ألا تذهب تلك الفعاليات والأنشطة دون توثيق وتسجيل، فلماذا لا يقوم التلفزيون السعودي بتصويرها وتسجيلها وتعرض في سهرات القناة الأولى وخصوصاً الأمسيات القوية منها.

كون التلفزيون السعودي مقصراً في حق الأمسيات والنشاطات والفعاليات الثقافية أليست تلك الأنشطة التي تغذي الفكر أهم من ما تناقلته الصحف مؤخراً بأن التلفزيون السعودي سوف يقوم بتصوير الحفلات الفنية الغنائية التي تقام خارج المملكة في مصر ليتم عرضها عبر الشاشة الفضية بالقناة الأولى؟! هل الغناء التجاري والحفلات التجارية التي تقام في مسارح أو فنادق وملاهي القاهرة أهم من الأمسيات والفعاليات الثقافية والأنشطة المسرحية؟!

نتمنى أن يحظى الجانب الثقافي بحقه عبر القناة الأولى، فنحن بحاجة ماسة لكي نثقف العقول ونحميهم من كل ما يحاك ضدهم من أفكار هدامة غزت عقولهم ومن أساليب الغزو الثقافي في الأغنيات والحفلات التي أضاعت شبابنا وفتياتنا فأدمنوها وأصبح لديهم عزوف عن الثقافة الحقيقية وفي مقدمتها القراءة أو الاستماع للبرامج الثقافية التي تقدم لهم الثقافة الدينية الحقيقية والثقافة العامة التي يفترض أن تضطلع القنوات السعودية بها وتقدمها ولتسهم في حماية عقولهم من تلك الحفلات والأغنيات التي تدعو للتحرر والإسفاف والانغماس في الملذات المحرمة. فهل هذه ثقافة!؟ الثقافة الحقيقية هي التي تدعو للتمسك بالدين ثم العادات والتقاليد وحب الوطن. فما أحوجنا لتلك الأمور لنحمي وطننا بثقافتنا الوطنية الحسية والأمنية. فإذا لم نصح وننتبه لما يحاك ضدنا وضد شبابنا باسم الفن والثقافة الوافدة فما الذي سيحل بنا! فمتى نصحو ونتعظ ونسخر ثقافتنا ومثقفينا العقلاء لتثقيف شباب الوطن وصرفهم عن ما يشوش عقولهم بثقافة غربية؟ وللأسف الثقافة العربية لا تقل خطورة عن الثقافة الغربية في أغلب الأوقات.

محمد بن عبدالعزيز اليحيا mhd1999@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة