Culture Magazine Monday  26/11/2007 G Issue 224
فضاءات
الأثنين 16 ,ذو القعدة 1428   العدد  224
 

(الدولار الأسود)
سارة عبدالله الزنيدي

 

 

مروّا من هنا..

وتوقفوا هناك..!!

لهم رائحة الزيت تتدلى من على أكتافهم أغلال الفرار يدفنون الناس برماد بارد، يحملون المديح تحت جلودهم

مصابون بشيء من العمى يعتقدون بأن دماءهم معلبة في زجاج ومأرخة بتاريخ زمني طويل ومعمّر!

يتقاذفون المواعيد وحينما تطرح الأسئلة عليهم تفوح من أفواههم الحكايا الكاذبة..

لعلنا نفضحهم بالقصص، نذكرهم بالمستحيل، امتهنوا الغياب بألف طريقة وحشية للموت!

كيف لهم أن يدركوا الفرق بين خارطة الطريق وبين القواميس الموزعة في الأركان؟ كلما اقتربت من أعينهم شاهدت تلك النظرة البلهاء!!

شعب يستفرد به وحشٌ غريب يسعى نحو المناكب، وحشٌ يقتل آمالنا ويشيّ بنا في احتفاليات الزيت والاحتراق!

بئرٌ ينهر أيامنا ويقودنا أشخاص مذعورون يعتذرون عن تصديق أبسط أحلامنا..

وكأنه يخاف أن يقول: إن الكنز الأسود يرحل!!

تجتمع أشباحهم عبر الأغطية لينجوا بكل بساطة من التدقيق البشري.

يلهثون خوفاً من أن يأتي من يفضح الأسرار.. ذاك الشخص تبرق من عينية بهجةٌ كبهجة بنيّ!!!

لم يعد في الأماكن متسع الأفعى الحقود تتسكع في جميع الزوايا المنكسرة لتبدو أكثر قوة وعدداً!

ما من نبضة إلا وتدق هناك، وما من هدنة إلى ولها فتنة، وكأن الجسد ليس له إلا قدرة المبارزة والهجوم.

يوهب الموت لتنجو تلك الأجساد من طعنة خنجر أو قذيفة عابرة نحو رأس متخم بالفراغ والانعزالية، روح طفل صغير توهب بالصدفة لأرواح شريرة والجرح ما زال يغريه الخنجر..

رفاقنا جميعهم ينتسبون للطين ويعودون للطين يقودنا الهذيان لليأس حيث الحرية التي لا توهب إلا للموتى!

وكأن الأحاديث حبال تجدل حتى تصل للأعناق فتتحول لمشانقٍ يعلق عليها الرفاق فلا يبقى إلا ذكريات بسيطة تختبئ في وبر سجادة قديمة ذات طراز (إسلامي) مجيد في خيوط السجادة بقايا نصل مسحت بصمات الجريمة من أطرافه..

وتدور الأسئلة..

من قال إننا قتلنا من رأى الدماء تسيل من سيوفنا..؟

من سيشاركنا في إرثنا..؟

لا أجابة لأنه في مساء السجاد الفاخر لا توجد أسئلة

فقط يجوز لهم التذكر ولا يحق لنا إلا أن ننسى كل الأحداث

تكتبنا الكوارث ونتقاسم الشوارع المهجورة وننام في طرقات القرى المنسية نوزع الخرائط ونتقاسم الخبز ونرش الملح!!

نبني قلعة الرمل ونجمع الأشخاص يحملون الكأس نفسه ويمررون أسلاك الكهرباء في أعينهم يتحدثون بكثير من اللباقة عن خديعة المستقبل ويخرجون من السهرة ملطخين بالرذيلة مخطئين بالعنوان..

يخرجون من النوافذ متجهين نحو الطريق الآمن ولغيرهم الكمين!!

قرأت ذات مساء: (بغداد ما زال طعم بلحكِ في فمي،،، من قال أن النفط أغلى من دمي)!

- عنيزة


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة