Culture Magazine Monday  26/11/2007 G Issue 224
مداخلات
الأثنين 16 ,ذو القعدة 1428   العدد  224
 

حول (صندوق الأدباء وطموح المثقفين)
الاستجداء الثقافي إلى متى؟! إلى أين؟!

 

 

*في نسيج اهتمامات الدولة بالحياة الاجتماعية يأتي الاهتمام بحياة المثقف (الأديب) أو من يحمل عبء الهم الثقافي في مقدمة تلك الاهتمامات، لذلك وجدت القنوات الإعلامية والعلمية الأدبية والفنية لاحتضان عناصر التعبير، واستقطاب نشاطهم، وفتح آفاق الفعاليات المناسبة لانطلاق الحراك الثقافي، وإسهاماته المتواشجة لتنمية الوعي، والارتقاء باهتمامات الناس نحو العطاء الأمثل، والتعبير الخلاق، والفعالية الأثيرة.

* هذا الأنموذج الطامح لما يمكن أن يكون عليه الوضع الثقافي في بلادي لتحقيق مستوى من الفعالية المثلى المنسجمة مع توجهات التنمية والارتقاء في مجالات وميادين شتى يأتي الهم الثقافي مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بأوليات همومها في ميدان المعرفة والتعليم والتدريب، وما ينسجم معها من الاهتمامات الحضارية المأمولة لصناعة الإبداع والابتكار في أبرز تجلياته ومنافساته المتسارعة عبر عجلة الحياة التنموية التي تسابق الزمن، وتحفل كل لحظة بكل جديد ومثير، مما يقتضي تسخير إمكانات ورؤى وعناصر شتى لدعم الفكر والثقافة، بدعم عناصر الفكر والثقافة وسواعدها لتتمكن من النهوض والانطلاق في آفاق التعبير والابتكار والتجديد والتغيير نحو الأفضل، وذلك يتطلب اقتراح فتح نوافذ، ووضع برامج، ووسائل وأسس لتهيئة الأجواء والفرص والحقول المناسبة لهذا التوجه الحضاري المهم في نسيج البناء والتنمية، منها:

أولاً: إعداد برنامج متكامل يضمن اشتراك الأديب والمثقف في فعالية العطاء، والاستفادة من فكره وتجربته، ورأيه، وعمله.

ثانياً: وضع ضوابط لدعم الأديب والمثقف تمنحه طاقات للتوجه نحو الإبداع، وتهيىء له الحياة المناسبة ليتمكن من الصلة والعمل والتفكير والبحث والعطاء.

ثالثاً: إيجاد الوسائل المناسبة والإمكانات الفعالة لتوفير مراكز البحث، وحقول المعلومات، والمكتبات الحديثة المجهزة للإفادة منها في البحث والتأليف.

رابعاً: توفير مراكز التدريب والتأهيل، والتجريب لاحتضان المواهب، ودعم طاقاتها، وتنمية قدراتها لضمان الجدوى والإتقان.

خامساً: تأسيس (رابطة للمثقفين والأدباء) تعنى بشؤونهم وتضمن دعم أعمالهم واتصالهم واستمرار عطائهم، ورعاية أعمالهم وتجاربهم، ونشرها وتوزيعها واستثمارها لمصلحتهم لكي لا يكونوا عالة على الآخرين، أو ينشغلوا بالتفرغ له لخدمة الفكر والتنمية في المجتمع.

سادساً: إنشاء (صندوق للأدباء والمثقفين) وفق ضوابط معينة، يدار من قبل اقتصاديين اختصاصيين لمصلحة أعضاء رابطة الأدباء والمثقفين تقديراً لأوضاعهم وأحوالهم، ومهنتهم التي لا يجيدون في الغالب غيرها.

سابعاً: إيجاد صيغ للتعاون بين هذه العناصر والقنوات الإعلامية (الإذاعة، والتلفزيون، والصحافة) عن طريق (وزارة الثقافة والإعلام) والقنوات التعليمية (الجامعات) وغيرها وفق ضوابط مكتوبة لهذا التعاون ومكافآت مناسبة لما يقومون به من جهد وبحث وعطاء لضمان الاتقان في الأداء ومعرفة حق الكاتب أو المؤلف أو المبدع ويسر الحصول عليه.

ثامناً: إنشاء (هيئة عامة للكتاب) تعنى بشؤون البحوث العلمية والأدبية، ودعم نشرها وتوزيعها عبر دور النشر، ومعارض الكتب الداخلية والخارجية، وإعداد البرامج والندوات والمحاضرات على هوامش المعارض، والفعاليات الثقافية، والمهرجانات الأدبية والفنية داخل المملكة وخارجها، والتنسيق بين الأندية الأدبية والقنوات الإعلامية، والفعاليات الأخرى لضمان الصلة والاتصال والاستمرارية، ووضع برامج وقنوات للتعريف، والتعامل، وتوثيق العلاقات الأدبية والثقافية بين العناصر الثقافية والإعلامية في داخل المملكة وخارجها لتحقيق نماذج الحراك الثقافي المتكامل المتصل عبر أيام العام وفق برامج مدروسة معينة.

ولتفعيل هذه الأمور، ووضعها في ميدان التنفيذ لابد من تعامد المرافق المعنية الآتية:

1- وزارة المالية.

2- وزارة الثقافة والإعلام.

3- الرئاسة العامة لرعاية الشباب.

4- مجلس الشورى.

5- وزارة الاقتصاد والتخطيط.

6- المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني.

7- وزارة التربية والتعليم.

8- وزارة التعليم العالي.

واقع الحال:

عندما نلتفت إلى أوضاع معظم الأدباء وبخاصة الكهول نلحظ تراكمات من المعاناة التي لا يدركها أصحاب الأبراج العاجية من مسؤولين وغيرهم، ولأدركنا أن الصوالين الأدبية إنما وضعت للوجاهة الاجتماعية والاستقطاب الإعلامي ليستفيد منها فئات محدودة وفق علاقات خاصة ومبررات عابرة تذهب أدراج الرياح، ولا يضمن لها الاستمرار لأنها - في معظمها - لم تؤسس على التعاون على البر والتقوى والبراءة والارتقاء فظلت هامشية التأثير، خاوية التعبير، لذلك يطمح كل مثقف واع إلى أسلوب حضاري أمثل للتعامل مع الفكر والثقافة يظل أكثر تأثيراً وتعبيراً في مجتمع تسكنه الأمية الثقافية وتتضاءل فيه الاهتمامات الفكرية الحقيقية في ظل العناية بجوانب أخرى من الحياة ذات بهرج وحضور وتأثير إعلامي ووجاهي!! فمن يستطيع أن يمنح الثقافة والفكر دورهما برعاية عناصرهما، وفتح الآفاق لها للإبداع والتأثير والانطلاق في آفاق الحياة؟!

عبد الله الحميد


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة