Culture Magazine Monday  26/11/2007 G Issue 224
مداخلات
الأثنين 16 ,ذو القعدة 1428   العدد  224
 
أيريد البواردي إقداماً أكثر من هذا؟

 

 

في ثالث صفحة من صفحات الملحق الجيد -المجلة الثقافية- عدد 220 بتاريخ الاثنين 18 من شوال 1428هـ طالعنا هذا الماتع والمفيد للأخ عبدالمحسن الحقيل والمعنون (الحازمي يتذكر خطة الثمانينات والبواردي يفتش عن الانتماء.. أدبي الرياض يتجه إلى إقامة عروض سينمائية) وتحت هذين العنوانين جاء ما يلي:

على هامش احتفال أدبي الرياض بعيد الفطر المبارك دار حوار بين نخبة من المثقفين بالرياض حيث امتد الحديث ليشمل أبعاداً متنوعة أبرزها ما طرحه الدكتور منصور الحازمي في معرض حديثه عن الخطة الخمسية للثقافة في الثمانينات التي لم تبصر النور بعد قائلاً: في مداعبة لطيفة اقترح وجود تلك الخطط الخمسية، وفي نقطة أخرى ذكر الأستاذ البواردي أن الجيل الحالي يفتقد الكثير من روح الانتماء والرغبة في الإقدام والمغامرة التي كانت تزين جيل الستينات والسبعينات الذي يجعل جيل اليوم يسعى إلى أهداف محددة يطمع لتحقيقها مما يظهر جيلاً بلا هوية). وكانت الاقتراحات بارزة وظاهرة منها وجود عرض سينمائي للأفلام السعودية وكذلك ما ذكره الأستاذ يوسف المحيميد نية مجلة (قوافل) إدراج أقراص مدمجة (دي في دي) تصدر مع المجلة.. ومن هنا ومن هذه الملحقة المهمة نطالب د. الحازمي - اتصالاً- مع لطيفته أن يذكر لنا هذه الخطة الخمسية التي لم ترَ النور ولم تبصر هذا الواقع المعاش بمتغيراته وتحولاته، وإن شاء الله تعالى يكون في معايدة عيد الأضحى المبارك، أما مجلة (قوافل) فلا أدري.. لماذا هذا التباطؤ في حضورها والإهمال في بقائها حتى نخال أن العدد الجديد لا يتم معرفته إلا بالإعلان عنه قبل صدوره وبيعه.. أما ما يخص أستاذنا - البواردي- فما ذكره من ملاحظات فلنجعلها من الأغاليط مرة من الأضاحيك مرات عديدة لغموض ما أورده ولتعدد القصد فيه في ظل هيجان التأليف وحمى الكتابة على مستويات عالية ومجازف فيها مناطة بمعظم الأجناس الأدبية شهرة وبأقربها ثقافة -فكراً وسلوكاً- وقبولاً لدى المهتمين والمعنيين والمتذوقين - الرواية- القصة - الشعر فلماذا أستاذنا -البواردي- حين يذكر القاص خالد اليوسف في مجلة اليمامة عدد 19450 بتاريخ 1-1-1428ه تحت عنوان (الانفجار الروائي النسائي أدب أم ألعاب نارية؟) وكذلك مجلة الإعلام ص 66 عدد 102 الرواية اللغة الأدبية للمجتمع الجديد. 46 رواية سعودية خلال العام الماضي.. وحينما يعطي بعضاً صفة العبور والتأييد إلى عالم أوسع مملوء بالحظوة الثقافية والحركة الفكرية بتعدد أنواعها كالذي كتبه الأديب خليل القريع في مقالته المعنونة ب(ثمن الشكولاتة أم ثمن الخطيئة) جديدة اليوم عدد 12377 السبت 18-4-1428ه الذي يشير فيه إلى الشاعرة بشاير محمد في شأن روايتها.

(نحن أمام رواية جديدة سيكون لها مستقبل مرموق في هذا المجال).

وماذا يقول: أستاذنا البواردي أيضاً في مثل هذه الروايات بشكل مختصر بقايا امرأة لنجاة الشيخ (2006م)، وغابت شمس الحب لأميرة المضحي 2005م، الضياع لمريم الحسن 2006م، الآخرون لصبا الحرز 2006م، المحبوبات لعالية ممدوح 2003م، وغير وغير لهاجر مكي 2005م، وسعوديات لسارة العليوي 2006م، جاهلية ليلى الجهني 2006م، حدة الأشواك وفاء العمير 2006م، الأدبة لوردة عبدالملك 2006م، المطاوعة لمبارك الدعيلج 2006م، البحريات لأميمة الخميس 2006م، ملامح لزينب حنفي 2006م، حب في السعودية لإبراهيم بادي 2006م، هند والعسكر بدرية البشر 2006م.. إلخ، مما شجع شهية الراغبين في هذا المسار أن ينهلوا من فيض معينه وأن يستفيدوا من حضوره وتسليط الأضواء عليه باعتباره نقلة نوعية في مفهوم الكتابة وحراكاً قائماً في رفع سقف المشهد الثقافي المحلي والخارجي (إن أمكن). وتعدد الأساليب في التجديد والتطوير في شكل ومضمون القصة الطويلة أو الرواية الحديثة، وأيضاً توجيه اشعار خفي مستور بواقع الظرف والنتيجة لتكنقراط الكتابة ومحترفي القلم بأن يعيدوا حساباتهم وترتيباتهم من أجل مواكبة تسونامي في الكتابة والتأليف في أكثرها شيوعاً وبروزاً الحكاية فالقصة ومن ثم الرواية وهي المرتبطة بالحركة الثقافية الحالية وربما فاقت الشعر كما يحلو للبعض تسميتها بأن الرواية هي ديوان العرب بل الشعر رغم تجاوز بعضها الخطوط الحمر أو (التابوات) المعروفة بتنوع مفهوم الأيديولوجيا في نقل الواقع الصحيح أو الإشارة إليه بصورة فيها الكثير من البلاغة والإشادة كالدارج منها في المدرسة الرمزية باعتبار التنويه والإشارة أقوى في الوصول إلى القصد أو المبتغى من القول الصريح نظراً لوجود المساحة الخاصة بالتذوق والفهم وبالتالي الوصول لما عناه الكاتب. فلا أدري ما الذي حدا بأستاذنا -البواردي- بأن ينعت هذا الجيل بما ذكره من افتقاده لروح الانتماء والرغبة في الإقدام والمغامرة، فهل يريد أكثر من ذلك جرأة ومغامرة لا أدري!!

ثانياً: هل الانتماء المقصود تخصصي مهني فيما هو متجه إليه هذا تنقصه أدواته الفنية وآلياته الحرفية في هذا المجال وقصوره أو تقصيره في محاولة السعي إليها.. وإذا كان الانتماء (زمكاني) فيرجع ذلك للتخصص ونوعية وضع المتغير ذاته أما الرغبة بالإقدام فالمشهد الفكري والثقافي المحلي والخارجي حظي بعدد من المؤلفات وبالتنوع اللافت فيها ولكن الأبرز والأظهر كما هو معبر عنه آنفاً أما بلا أهداف فيمكن للمتغير دوره وحضوره في فهم ما يتعلق بثقافة الجيل.

ثالثاً: ما هو مطلوب في الستينات أو السبعينات غير مطلوب حالياً نص يترجمه لنا د. الحازمي لاحقاً في خططه الخمسية. أما ما ذهب إليه من عدم الهوية له فكان بمقدور الأستاذ أن يصفه بأنه جيل بلا ريادة كما قال: أحد الشعراء له وبهذا يصبح (فعلاً) بأن الجيل الحالي مكمل لما قبله ولم يأتِ بجديد يُذكر يصلح أن يكون مرجعاً أو أن يكون مصدراً من المصادر المهمة البانية. مهما يكن فإنه مكافح ومثابر لا يبخس حقه وأنه قد أسهم في بناء ثقافة معينة يمكن الوقوف عليها والاعتماد عليها بأساليبها المعروفة والمألوفة لديهم وإذا نالت شيئاً من الحظوة والتأليد فلربما تنطلق من المحلية إلى الإقليمية والعالمية فروايات نجيب محفوظ هي كذلك وما ذكرناها من الروايات هي كذلك. وأيضاً في حقل القصة والشعر فبعد هذا أَيريد (البواردي) جرأةً وإقداماً ومغامرةً أكثر من ذلك، فليدلنا عليه.

وأخيراً فليقرأ معي ما كتبه عبدالله فيصل الربح (شعر مصطفى جمال الدين دراسة فنية مولود 1-9- 1977م وكذلك محمد حسن علوان.

واصل عبدالله البوخضر - الأحساء


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة