الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 26th December,2005 العدد : 135

الأثنين 24 ,ذو القعدة 1426

قصيدة بـ60 لهفة
عبد الرحمن النويصر *
يحدو بشوقي للقريض تتيمُ
ملك الزمام على مدى لحظاتِ
يكفي بأن يسبى الجمال خواطري
فمع الجلال تعجلت بشتاتِ
يضفي على تلك المليحة أصلها
وبراعة الأخلاق والميزات
إن لملمت جرح المريض وهونتْ
من ذا يعيد إلى الحياة رفاتي
ما حيلتي والحُسنُ فاق إرادتي
وضراوة الأشواق والحسرات
يا شعرُ بلغها الحديث وحاذرنْ
أن تُبلغ الأقوال دون أناة
منْ ذا يؤمن أن يشبّ حريقها
ناراً من العبرات والآهاتِ
تحكي الحكاية عن مريضٍ بالأسى
كيف استقرّ الوهن في الخلجات
كيف استطاعتْ بالعبير وبالشذا
أن تُبلغَ الأسقام للذروات
لا تسألوا عنها وبوح جمالها
وفجيعتي بالحُسنِ والتبعاتِ
فالسيل عذب بالهنا ومثمرُ
ومولد الحسرات والنكبات
والزهر فوّاح الأريج وزينة
ومنابت القاسي من الشوكات
والنحلُ فيه الشهدُ حلو سائغٌ
ومبادرٌ للناسِ باللسعاتِ
هي زينة الباقين من نسلٍ لأح
مد خير ما يصفوا من الطبقات
لا تعجبوا كيف الحروف تجمَّعت
بالوصف والتحليل والأدوات
فتناسق الألفاظ ليس صناعتي
لكنها صنعتْ بسحر فتاةِ
وتتابع الكلمات كان إجابة
لبراعة الافصاح والملكات
وتأخر المقضي كان تعجلٌ
بتوهج الكلمات والرعشات
رباه هلاّ صنتني كمحمدٍ
هونتَ عنه كربه بالآتي
وصنعت منه بالبيان وبالمنى
بحراً وليداً رائع الصدفات
أو كنت بالدنيا كصخرٍ أبكمٍ
لم تَبْله غصصٌ من الكرباتِ
لوعات قلبي مرسماً لكتابتي
كالنار ضاء لهيبها الشعلات
يا توأماً مني ومحض تحدثي
وتصارع النجوى مع الخطراتِ
ردِي فؤادي بالوداد وأفصحي
وامضي بذكرٍ طيب الدعوات
لا تتركي قلبي بنصف حياته
وخذي فؤاداً كامل الخفقاتِ
قد كنتُ أرجو أن تكون مشاعري
لبستْ من الإصرار طوق نجاةِ
حتى أتت كالصبح يرفل بالضيا
وشدتْ بسحرٍ بارع النغماتِ
رجع الفؤاد إلى سنين يفاعةٍ(1)
ماضٍ لعمري ليَّن الجنبات
ملكتْ فؤادي دون تاج تسودٍ
في ويل ما سطعتْ من اللحظاتِ
لو تمسك الأوقات كنت عضضتها
بنواجذي وسبحتُ في الغمرات
وقت اللقا والعودُ غضٌ مثمرٌ
ومبارك الأغصان والثمرات
لأعيش أوقاتي مكبّل بالهنا
ومسربل الأحوال في البركاتِ
فلقد مللتُ من التدثر بالهوى
والخيط مثل خيواط عُش العنكباة
وضح النهارُ تبددت أحلامهـ
نَّ هي النهارُ أتى بخير غداةِ
من هول ما سكب البهاء بمهجتي
صدح القريض منوّع الصدحات
وتعلقتْ ذاتي بسحر بيانها
حسناً بدا سحراً بخمس لغاتِ
فتدثرتْ نفسي على وقع اللظى
حُللاً من الاعجاب والإنصات
بدلال طفل في ثباتِ رجولةٍ
إكرام نخل في شذى زهراتِ
بعيون ظبي في التفاتِ غزالةٍ
ريمٌ بقاعٍ في ثياب أساة(2)
تتلعثم الكلمات حين قدومها
وتُشنّف الآذان والنظرتِ
سأمتطي بحر القريض مفاخراً
وأذلّل المركوب والخطواتِ
لأعلق المكتوب وسط ذخائري
وأخبأ المقصود بالتركاتِ
وأعيد ترتيب الأنام ببدئها
وأبدل الغايات والخطواتِ
وأمزّق الأشعار تحت قصيدها
وأخفضْ المرفوع للدركاتِ
لتكون طرغاء(3) القريض على المدى
فأزين المكتوب والورقاتِ
هي حسرة الذكرى ومولد حاضري
وتزاحم الأنواء(4) والعظماتِ
لكن إذا جنح الخيال وحاد بي
وتجاوز الغايات والرحلات
وغدا كطيرٍ سابح بجناحه
أعلى من الأفلاك والنجمات
يبقى أسيراً بالفضاء معلقاً
بإجابة المرجو من الأبياتِ
أرجو وأفجع بالمآسي والهنا
ونهاية المكتوب أصل حياتي
ليلايَ إنْ يسلو القريضُ عن الورى
ويقتّر الأوزان والكلماتِ
والله لن ينسى توهّج ما رأى
وتلهّب الخلجات والنفحاتِ
هيهات تسليه المشاغل والنوى
متعذّر الإحجام والإفلاتِ
لنْ يستطيع بأن يجسد درةً
بلغتْ مراتب خارق العاداتِ
كالطير في قفص الوداد محلهُ
وجناحه في أبعد السبحاتِ
قدْ أمسك الشعر المطوّلَ حقبةً
حتى أتته فانبرى كرماتِ
وهما كسيل زاخرٍ من غيثها
ونما وروداً عذبةً نظراتِ
فتسورتْ مني محاريبي التي
جلّلتها بتلاوتي وصلاتي
ما كنت أحسب أن يداس عرينها
حتى دنتْ منّي بويْل صفاتي
قدري قضى نحري بكفّ طبيبتي
ودمي جرى شعراً بلحظ نُعاة
قدري قضى نحري بكفّ طبيبتي
ودمي جرى شعراً بلحظ نُعاة
قدري قضى نحري بكفّ طبيبتي
ودمي جرى شعراً بلحظ نُعاة
قدري قضى نحري بكفّ طبيبتي
ودمي جرى شعراً بلحظ نُعاة
قدري قضى نحري بكفّ طبيبتي
ودمي جرى شعراً بلحظ نُعاة
***
(1) الفتى اليافع: هو الذي قارب البلوغ.
(2) أساة: جمع آسي وهو الطبيب.
(3) طرغاء: طرغاء الشيء عنوانه
(4) الأنواء: جمع نوء وهو النجم.

 

* شاعر سعودي له ديوان بعنوان (لوعة ظنون)
nowisar@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved