الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 26th December,2005 العدد : 135

الأثنين 24 ,ذو القعدة 1426

من الحقيبة التشكيلية
في ظل غياب اتحاد العرب
هل نرى اتحاداً للتشكيليين الخليجيين؟

إعداد: محمد المنيف
خلال إقامة مسابقة الرياض الدولية الأولى لرسوم الأطفال دعت وزارة التربية والتعليم أسماء معروفة على الساحة التشكيلية العربية والعالمية لتحكيم المسابقة وهم: الفنان طلال معلا من سورية الذي يعمل في الشارقة مديرا للمركز العربي للفنون التشكيلية، ويعتبر من ابرز الأسماء الفاعلة والمنتجة في مجال المعارض سواء من خلال إبداعه أو من خلال عمله في العديد من المهام ومنها بينالي الشارقة إضافة إلى ما يطرحه من بحوث ومقالات عبر الصحف أو طباعة الكتب المتخصصة في مجال الفنون التشكيلية. الفنان والضيف الآخر الدكتور احمد باقر من البحرين وهو أحد رواد الفن التشكيلي بمملكة البحرين ويعمل أستاذاً مساعداً للفنون الجميلة - جامعة البحرين) وله الكثير من الدراسات والبحوث كما ان له حضورا إبداعيا على مستوى العالم العربي.
أما الضيف الثالث فهو البروفسور قاوت فينج (مدير معهد الفنون البصرية - تايوان) وكان لي شرف زيارة مرسمي بمشاركة الزملاء المشرفين في وزارة التربية والتعليم الأستاذ صالح العمري والأستاذ جهاد زين العابدين والأستاذ سليمان الرويشد وبحضور الفنانين الدكتور محمد الرصيص والدكتور فواز أبو نيان والفنان علي الرزيزاء والفنان عبدالعزيز الرويضان والفنان عبدالعزيز الناجم.
حوار يكشف الفجوة
مع أن هدفي من دعوتهم للزيارة منحهم شيئا من الراحة من عناء تحكيم المسابقة الذي استغرق ثلاثة أيام في صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية بمعهد العاصمة النموذجي والتي تشرفت بالتعاون مع الوزارة في مرحلة الفرز والتحكيم الذي عرضت نتائجها بقاعة المعارض بمكتبة الملك عبد العزيز فرع المربع، نعود للقول ان اللقاء وما دار فيه من أحاديث احمدية كما يقال جاءت دون سابق ترتيب أو إعداد إلا أنها كانت فرصة للتعارف والتعريف بالفن التشكيلي بين الزملاء، أظهرت الحوارات أو المداخلات الكثير من جهل بعضنا بما يحدث في محيطنا العربي من مسيرة تشكيلية إلا من خلال ما ينشر في الصحف أو عبر الانترنت، ومن المؤسف أن تلك الوسائل لا تجد متابعة من غالبة التشكيليين إلا حينما يكون الموضوع أو الخبر معنيا بهم، وقد عزا الحضور قصور المعرفة إلى عدم وجود حلقات وصل وجسور رسمية للتواصل بين الفنانين إلا من خلال بعض المناسبات والمهرجانات التي قد لا يحضرها إلا القلة ويكتفى فيها أحيانا بممثلين للفن التشكيلي من الإداريين ممن لا علاقة لهم بالمجال، كما دار في اللقاء مداخلات حول منابع ومصادر الإلهام في الفنون وتحديد الهوية.
وكان لحضور الدكتور محمد الرصيص باعتباره متمكنا في مجال الآثار والمتاحف وله تجربة طويلة في البحوث في هذا المجال أشار إلى انه قام ببحث موجز عن التراث البصري السعودي المتعلق بالزخرفة والنقوش.
حرص الدكتور احمد باقر على أن يحصل على نسخة منه باعتباره باحثا في هذا المجال وله انجازات مماثلة في جامعة البحرين.
من يجمع هؤلاء المبدعين
ذلك اللقاء الذي جمع أطرافا فاعلة في الوطن العربي والخليجي في مجال الفنون التشكيلية وما دار فيه من حوار مفعم بالحماس لسماع كل ما يتعلق بهذا الفن من أفواه اقرب الناس إليه جعلنا نشعر جميعا بأننا غرباء ونجهل بعضنا ما يجعل الغريب يتوقع أن بيننا مسافة جغرافيا كبيرة مع العلم أن علاقة دول مجلس التعاون تنطلق من قيم ومبادئ وعادات وتقاليد واحدة أصبحت فيها شعوب الخليج شعبا واحدا لا يمكن للحدود السياسية فصل بعضها عن البعض، هذا الواقع وهذا الترابط والتلاحم الاجتماعي والبيئي انعكس جليا في كل ما يتعلق بالإبداعات الفكرية والأدبية وفي مختلف الفنون الأخرى فحينما يقرأ أحدنا رواية لكاتب خليجي لا يمكنه أن يحدد موقع الكاتب أو مصدر استلهامه لروايته اهو من البحرين أم من السعودية أم من قطر أو عمان أو الإمارات العربية المتحدة.
ويمكن قياس هذا الانتماء والاستلهام على الفنون التشكيلية، فالمشاهد الغربي لمعرض جماعي من مختلف دول المجلس لا يمكن له ان يفصل أحدهم عن الآخر من حيث استلهام الواقع والتعبير عنه مهما اختلفت أساليب الطرح او تقنياته، لهذا فمن الأولى لنا كفنانين خليجيين أن نكون على دراية بواقعنا وبما نحن مقبلون عليه أمام زحف العولمة التشكيلية وهذا لن يتم أو يحقق دون انجاز رسمي من قبل المسؤولين عن الثقافة وفي مقدمتها وزارة الثقافة والإعلام السعودية ممثلة في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية بقيادة الدكتور عبدالعزيز بن سبيل الذي يأخذ على عاتقه الكثير من المهام ورغم ذلك نجزم بقدرته على إيجاد سبيل لجمع الشمل ولتكن المملكة كما هي دائما المبادرة في مختلف الشؤون التي تهم المواطن الخليجي وهذه أحد المهام أو الآمال التي يحملها التشكيليون إلى الوزارة والى المسؤولين عن الثقافة والفنون في مجلس التعاون الذي نستبشر ونأمل في كل ما تحقق من نتائج للقمة الأخيرة التي عقدت الأسبوع الماضي مشيرا إلى أن المملكة قد بادرة بفكرة مسابقة المعرض الدوري لفناني مجلس التعاون أقامت أول معارضها في الرياض افتتح على شرف صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- في صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية التابعة لمعهد العاصمة النموذجي وحصل فيها على السعفة الذهبية الفنان السعودي عبد الله الشيخ..
هذا المعرض الذي توقف بعد أحداث الخليج وكان منطلقا قد يصل بنا إلى تأسيس اتحاد تشكيلي خليجي نتيجة ما تحقق فيه من تقارب وتماذج ومعرفة لواقع الفن الخليجي جمع فيه مختلف القواسم المشتركة في هذا الإبداع وظهر بشكل رائع ليكون رافدا لاتحاد التشكيليين العرب الذي تأسس عام 1972م وتوقف عند محطته في العراق منتظرا أن تعود إليه روحه ونشاطه المأمول منه.
محاولات
لم يكتب لها الاستمرار
مع ذلك فقد قام عدد من الفنانين الخليجيين بمحاولات التواصل والتقارب والتعاون في معارض مشتركة حاول التشكيليون من خلالها إيجاد سبل جديدة داعمة للجهات الرسمية مع ما يؤملون منها من دعم ومساندة فكانت مجموعة أصدقاء الفن التشكيلي الخليجي أبرز تلك التجمعات وأكثرها نشاطا وتحركا وتبيانا لواقع الفن التشكيلي الخليجي مع أنه لم يكتب لها الاستمرار والتي ولدت في أحد المعارض الجماعية بدولة قطر لتشمل عددا متميزا من فناني بقية دول مجلس التعاون ومن مختلف أطيافه الإبداعية شارك في تأسيس المجموعة عدد بارز وأسماء رائدة في الساحة المحلية السعودية نذكر منهم الفنان محمد السليم والفنان عبدالجبار اليحيا والفنان عبدالرحمن السليمان والفنان نبيل نجدي ومنيرة الموصلي وأقيم للمجموعة معرض متجول محليا ودوليا أثرى بها الساحة الخليجية وأوصل الرسالة إلى أعين الآخرين عبر جسد خليجي واحد استلهمت أعمال المشاركين فيه من قيم ومبادئ وعادات وتقاليد وواقع بيئي واجتماعي واحد،
فهل نرى تحركاً خليجياً جديداً في قادم الأيام؟


monif@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved