وميض
أصيلة.. مدينة الفنون
|
علاقتي بموسم أصيلة الثقافي الذي تشهده هذه المدينة المغربية خلال شهر أغسطس وبعض من أيام يوليو من كل عام يزيد على العشرين عاماً، كنت أحضر بعض أنشطة الموسم الثقافية من معارض ومحاضرات وندوات، بل إنني تعرفت على عدد من الشخصيات السعودية المثقفة خلال ذلك الموسم الذي كانت المملكة ببعض مثقفيها جزءاً من أنشطته وفعالياته على كافة أوجهها، بل إن من أهم المعالم في أصيلة ذاتها المكتبة التي أنشأها الأمير بندر بن سلطان وأخذت اسمه وأصبحت مزاراً للمهتمين والمثقفين ومكاناً ضمن العلامات البارزة في المدينة والموسم.
هذا العام احتفل الموسم بدورته السابعة والعشرين متواصلاً في برامجه الثقافية والفنية (الندوات والمحاضرات ومشاغل أو ورش الحفر ورسم الجداريات والمسابقات الأدبية والموسيقية) وغيرها وقد شهد الموسم خلال عمره الكثير من المتغيرات التي أسهمت في منحه الأهمية الدولية وهو يستقطب المفكرين! والساسة والمثقفين ويقيم العروض المتنوعة في أجواء حميمية، يعيش الزائر أياما في أصيلة مشبعة بالثقافة والمتعة ولقاء الأصدقاء وممارسة فنه وهو ما كنت أعيشه خلال الفترات التي حضرت أو شاركت خلالها في برامج وأنشطة الموسم، تحولت جداريات الموسم بشكل سنوي أو شبه ذلك من فنان إلى آخر، كانت الجداريات الأولى في الموسم قد رسمها فنانون مغاربة مشهورون مثل المليحي، شبعه، بلكاهية، البناني، القاسمي وغيرهم من الأجيال المتتالية (غطاس، ورحول ولعرج والديباجي) إلى الأجيال الأحدث التي تمثل أجيال الشباب.
ومرت على الموسم أسماء عربية رسمت جداريات أصيلة من بينها سعاد العطار ومجموعة المحور المصرية التي كان الفنان أحمد نوار أحد أعضائها الأربعة، ورسم فنانون من البحرين جداريات خلال موسم سابق، هناك حيوية سنوية تعيشها هذه البلدة الصغيرة التي تتسع كل عام وتفتح أذرعتها لزوارها القادمين من داخل المغرب أو من خارجه، وأظهرت أصيلة العديد من الأسماء الفنية في مجالات الرسم والحفر والتصوير تفتحت أعينهم على الموسم وعلى كبار المبدعين!.
العرب الذين كانوا يشاركون في الندوات أو الورش أو المشاغل عامة وكنت في أكثر من دورة قد التقيت وبعض الفنانين العرب والإسبان وعملنا في مشاغل الحفر أو الصباغة الزيتية - كما تُسمى - كان من بينهم أسعد عرابي ورافع الناصري وضياء العزاوي ومليكه أكزناي وهيلين الخال وراشد دياب وكريم العريض، وكان المشرف على الورش - مشاغل الحفر - الفنان محمد عمر خليل الذي أسس لها منذ بدايات الموسم وأصبح جزءا من الموسم تقام في مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية والندوات والمحاضرات والعروض الفنية (الموسيقية والتشكيلية) وكانت قبل ذلك تقام في الهواء الطلق في فضاء مفتوح كما كانت بعض الأنشطة التشكيلية تقام في طنجة القريبة من أصيلة أو في أماكن مهيأة للأعمال الفنية في أصيلة نفسها، كما كانت بعض الأنشطة المنبرية أو الموسيقية تقام في القصر الكبير وهو مكان لم يزل يحافظ على رونقه وطابعه التقليدي وقد شهدت الأعوام الأخيرة - في بعض أجزائه - اهتماما بمكان ممارسة الحفر فتم تجهيز مقر جديد لذلك، كان المستضافون من الفنانين يسكنون حجرات مخصصة للضيافة في هذا القصر وكانت وسائل الإقامة متاحة للجميع.
موسم أصيلة شارك فيه أو حضره بعض الفنانين التشكيليين السعوديين أبرزهم عبد الله حماس أما الحاضرون فمن بينهم سعد العبيد وصالح المحيني وصالح العمري وعثمان الخزيم وقد كانت رسالة الماجستير للفنان ياسر أزهر عن الجداريات ضمنها جزءاً كبيراً عن جدريات أصيلة التي تعتبر الأشهر على مستوى الوطن العربي، لم يزل هذا الموسم متواصلاً ومع المد والجزء الذي يمكن أن يعتري بعض أنشطته التشكيلية فلم يزل الأقوى والأكثر لفتا بين المواسم والمهرجانات الثقافية العربية التي يسعى معظمها أن يكون لها ذات الصدى الإعلامي الذي يحظى به وكذلك الإقبال بل والاستجابة من المدعوين للمشاركة فيه وفي أي من أنشطته الثقافية والفكرية التي تلامس غالباً قضايا راهنة.
عبد الرحمن السليمان
aalsoliman@hotmail.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
