الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 26th December,2005 العدد : 135

الأثنين 24 ,ذو القعدة 1426

تكوين
كاتبات وحكايات....؟؟
محمد الدبيسي

«.. معظم روايات المرأة موضوع الدرس هنا.. تتسم بضعف فني بارز, مرده على الأرجح الافتقار إلى الموهبة لدى أغلب الكاتبات.
ولعل منطلق بعض الروايات لم يكن الفن بالدرجة الأولى, بل استغلال الكتابة لفرض هيمنة الحضور. فالكتابة قادرة على حمل انتصارات للمرأة في مقابل انتصارات الرجل الواقعية. ومن ثم فإن الكتابة هنا تنقل من صفتها الأدبية إلى صفتها الاجتماعية..».
يشكل هذا المقتبس للدكتور (حسن النعمي) جزءاً من نتيجة توصل إليها عبر دراسته (لخمس عشرة رواية نسائية محلية) في كتابه (رجع البصر).
وهو الحكم القيمي الذي يلي تفصيلاً تحليلياً لمضامين تلك الروايات وبنيتها؛ وقد تناهى إلى ذهني وأنا أتتبع الاحتفاء الصحفي و(النتي).. الذي يواكب كل عمل روائي تنتجه (المرأة) في بلادنا..!
والولع القرائي النسبي أو المتوهم - المتمثل في تلقف هذه النتاجات النسوية..
والفضول الاجتماعي, (الشعبي) لتقصي رأى (المرأة).. أو صوتها المحجوب.. في وعن المجتمع القلق..! فيما يمكن أن يُبرر نظرياً بأن السرد.. مقول أدبي جمالي يكشف الممارسات والأفكار. والتفاصيل اليومية التي تخص (الإنسان - المرأة) في مجتمعنا..؟! ولكن القراء (هنا) لا يبحثون عن القيمة الجمالية أو نسق الأفكار وسيروراتها.
فصوت (المرأة) أو مدونتها.. تمتلك كل تلك الجاذبية المغرية.. والموقف المفارق لسائد الخطاب النمطي المهيمن, الذي يمتاز به الرجل الكاتب، أو الخطاب الرسمي في مساراته الدينية والإدارية (السلطوية) عن مجتمع وأمكنته وفضاءاته المحجوبة - في أدنى مستوياتها - عن الاختراق الكتابي..! وهنا.. تسقط مسألة (الأدبية - الفنية السردية).. من اعتبار الكاتبات.
وهو ما يعبر عنه (النعمي) ب(الانتقال من الأدبية.. إلى الاجتماعية).. ناهيك عن غلواء مباشرة ورئيسة, أضحت فكرة وتيمة محورية، تقوم عليها جُلّ الأعمال السردية. تتمثل في إقامة نموذج (ذكوري) متسلط.. تقوم تلك
الأعمال على النضال، من أجل تعريته وكشف سوءته وسيئاته. وتعليق كل مآسي (المرأة) وانتكاساتها وحماقاتها الاجتماعية والعاطفية والفكرية عليه، وإعلان تفوقها وانتصارها, في حال الفكاك من سلطويته..؟ وبقدر ما يوهم هذا التناول معضداً بما أسلفناه من إغرائية تختط عناوينها بذكاء لجذب المستهلك القارئ ك(بنات الرياض) مثلاً.. لتلك الكتل من السواد الجاذب والفتان. يتجاوز التعامل معه؛ الخطوات القلقة والنظرات المرتابة في الشوارع والدروب والأسواق.. والأمكنة المغلقة.. إلى المكنون المشتهى من أسراره وإشكالاته المسجلة في الأعمال السردية..؟؟
ثمة (إشكال) يتجاوز ما يسترعي النقاد من قيم فنية وثراء سردي وتناول نوعي, في متن الخطاب الروائي - بوصف (الرواية) نصاً غير مهادن.. جرئ وكاشف- لمحاميل ودلالات من شأنها إثراء ذلك الخطاب والتناول الابتكاري للمبدعين، بدل استنساخ وتكرار ذات الفكرة ,وإعادة تزويقها شكلانياً.. وتزييف طلائها الظاهري.. على ذات المكنون والمحتوى..؟
في (دائرة) يساهم النقد الصحفي، في انتشارها وقيمتها التسويقية، في حين يستلب الاستعجال والقدرات الفنية المتواضعة؛ القيمة التناولية المبتغاة لها، والغنى الفني والدلالي في متنها النصي، مضافاً إليه.. الديباجة الصحفية الترويجية المغالية في قيمة تلك الأعمال..! فهذه (كاتبة) لم تتجاوز الثامنة عشر (هالتهم)
عبقريتها المبكرة.. وتلك (دوختهم) جرأتها في تعرية هوان (المرأة) على مجتمع يستلب دورها وحقوقها..؟ و(أخرى) فضحها واقتحامها ومغامرتها في كشف نسق اجتماعي خفي, وممارسات مستترة.، وفيها جميعاً يتبدى (الرجل) كطاغوت متسلط يحاصرهن في قوقعة الجحود والاستلاب والقمع والجحيم..؟ ويحرم المجتمع من فيض عطائهن وقدراتهن وعبقريتهن..؟
وعلى اعتبار وجود (نماذج) جيدة المستوى من ناحية التصور الموضوعي
لقضية (المرأة) وتشييد بنية نصية تحمل ذلك التصور وتعبر عنه, في إطار فني سردي متطور نسبياً، إلا أن إنجازها - عموماً - على الصعيد الجمالي والوعي بالسياقات الاجتماعية، ومتغيراتها التاريخية وتنوعها البيئي والمذهبي، وخصوصية بعض الأقاليم والمناطق.. (اعتبارات) لا يزال النص السردي النسوي المنجز، يقصر دون الوعي بها واستلهام آفاقها واستثمار مكوناتها الإشكالية؛ في عمل سردي لم يولد بعد..؟ على الرغم من كل الدعايات والهوامش التجميلية المصاحبة, التي تستأنف تدشين (أعمال) جديدة مراعية فقط؛ (اسم المؤلفة) التي ستنقلنا إلى مشهد روائي تُتوجه الروائيات الجدد بصراخ وانفعالات متأججة.. فيها قليل من الإبداع الحقيقي, وكثير من الجرأة الفجة, والفضائيات السمجة, والمواهب التي لم تنضج...؟


Md1413@hotmil. Com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved