Culture Magazine Monday  27/08/2007 G Issue 213
تشكيل
الأثنين 14 ,شعبان 1428   العدد  213
 

وميض
عبدالله حماس.. الفنان المسؤول
عبد الرحمن السليمان

 

 

بين أبها وتبوك والرياض وجدة كانت حياته، وفي معهد التربية الفنية بالرياض، كان تعلمه الفن ليتخرج منه معلما للتربية الفنية وكغيره من الدارسين، كان احتكاكه واستفادته من معلميه في المعهد، أولئك (الفنانون) المتعاقد معهم من العراق أو السودان أو مصر أو غيرها من دول العالم العربي.. ذلك هو الفنان التشكيلي عبدالله حماس عسيري.

عرفت الساحة التشكيلية في المملكة (عبدالله حماس) مبكرا؛ فهو من أوائل من أقاموا عروضا شخصية في مدينة الرياض، ذلك عام 1974 وبعد تخرجه في معهد التربية الفنية بعام وكان المعرض وكما أبدت بعض أعماله التي شاهدت صورها تمثل توجها نحو استلهام الموروث الشعبي الأكثر وضوحا في لوحته ومن خلال توجيهات أو تأثير بعض معلميه في المعهد ممن يتوجهون بعيدا عن النقل أو المحاكاة.

الفنان يقر بذلك التأثير الذي يراه طبيعيا كما يرى أهمية تعلمه وغيره على أيدي فنانين أصحاب تجربة فنية أصيلة تركت أثرا في قناعات بعض الفنانين الذين توجهوا بأعمالهم إلى جانب تأصيلي استلهموا معه معطيات وموروث محلي، يختلف من فنان لآخر ومن منطقة لأخرى.

الفنان عبدالله حماس كان أحد أولئك الذين استوعبوا مبكرا هذا الإنجاز، يستند في ذلك إلى موروث غني بالرموز والدلالات، ذلك هو الموروث العسيري المتنوع بمعطياته.

ولم تكن مناسبة إقامة المعرض الجماعي الأول للفنانين التشكيليين السعوديين عن طريق الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالرياض عام 1978 إلا المناسبة الأهم لتقديم عدد من الفنانين التشكيليين والفنانات من عدد من مناطق البلاد أعمالهم في ذلك المعرض الذي تزامن أو اقترب منه معرض آخر - ذو أهمية مماثلة - هو معرض كبار الفنانين التشكيليين السعوديين الذي نظمته الرئاسة العامة لرعاية الشباب في مدينة الرياض.

بدأ الفنان عبدالله حماس في المعرضين واضح المعالم ولم تقتصر مشاركته في ذلك العقد (السبعينات) عليهما فقد كان نشاطه الفني يمتد في حدود النشاطات المقامة.

كانت الثمانينات بداية لانطلاقة أوسع فقد تحرك الفنان في جولات عربية وأجنبية يتعرف من خلالها على إنجازات الفنانين العرب والأجانب، ومعه كان اسم الفنان يبرز في الساحة ويحقق الجوائز ولفت الأنظار، تقلد مهاما تشكيلية في أكثر من موقع، فالجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في مدينة جدة كان رئيس قسمها التشكيلي وبيت التشكيليين لم يزل يدير دفته، ومهام أخرى كلف بها عضوا أو محكما أو خلاف ذلك. ولم تمنحه هذه المسؤوليات إلا المزيد من الجهد والجدية ومع كل الإشكالات التي يمكن أن يواجهها الفنان في مثل تلك المسؤوليات إلا أن حماس كان يؤثر العمل عن الكلام وقد قدر لي الاطلاع في زيارة لجدة على الورشة التي ينظمها بيت التشكيليين، ثم استضافة معرض الفن السعودي المعاصر بجانب الأنشطة الأخرى التي يتبناها البيت. صاحبت هذا الفنان في أكثر من مناسبة خارجية في القاهرة وأصيلة وغيرهما ولم أجده إلا جاداً ونشطاً وفاعلاً لا يتوانى في حمل أدواته الفنية وبالتالي لا ينتظر تجهيزاً، ففي أصيلة رسم أكثر من عمل، أحد هذه الأعمال ثُبت في قاعة المحاضرات بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، والعمل رسمه على مساحة كبيرة من القماش يحمل شخصية الفنان ورموزه المحلية.

عبدالله حماس انتقل بأعماله في أكثر من موقع فعرض في الرباط أواخر الثمانينات، وفي باريس عن طريق المنصورية للثقافة والإبداع في قاعة فيفاندي كما كانت مشاركاته وحضوره في مناسبات عربية أخرى كبينالي القاهرة والشارقة وغيرهما، هذا بجانب مشاركاته المحلية التي حقق في بعضها جوائز أولى كما في مسابقة ملون السعودية الأخيرة التي نظمتها الخطوط الجوية العربية السعودية وقبلها معرض الفن السعودي المعاصر.

كتب عنه عدد من الفنانين والنقاد ورأى بعضهم في تجربته الفنية أصالة وشخصية فنية متميزة ومستقلة، يتميز بنشاطه ودأبه وجديته وحيويته الفنية ليكون اسما مهما في الحركة التشكيلية المحلية.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7177» ثم أرسلها إلى الكود 82244

aalsoliman@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة