أضحت الثقافة فيما يبدو بلا أهداف، وبلا رؤى متجانسة، بل تمادت في صياغة ناموسها المضطرب، والملون والمتماوج في العديد من التجاذبات.
أصبح القرار الثقافي لدينا يصدر من قبل القلة، ففي استطاعة أي هاوٍ في أمور الاستشارات أن ينصب نفسه منظراً في أي ملتقى أو تجمع.. لتشم رائحة الرغبة المفرطة في حضور (فلان) وإقصاء (علان)، وعلى هذا النحو من الرغبات تتم مهرجاناتنا، ومعارضنا، ووفودنا، وكأنهم كلفوا بأن يُقصوا أكبر عدد ممكن من المثقفين والأدباء بل حتى الإدارات المعنية؛ لأن الاستشارة الثقافية باتت الآن في مهب الريح.. فهؤلاء يقفون مع ما يسن الآن من قرارات وتعاميم ضد نادي القصة، وخالد اليوسف مثلاً، وفرع جمعية الثقافة والفنون وعبدالله الوصالي، ومشروع القصة وفهد المصبح، والقصة القصيرة جداً وناصر الجاسم، والأمسيات الإبداعية مع عبدالعزيز الصقعبي.. حتى ذكرى عبدالعزيز مشري، وسباعي عثمان، وإبراهيم العيد - رحمهم الله - أصبحت في واد سحيق من النسيان.