Culture Magazine Monday  29/01/2007 G Issue 184
فضاءات
الأثنين 10 ,محرم 1428   العدد  184
 

حكايات
أين منه تأبط شراً؟!
محمد بن أحمد الشدي

 

 

بلا مناسبة.. ويلا تخطيط.. اشتبكت مع ناقد حاد ومشاكس حول الحالة الراهنة لركود الحركة الأدبية والثقافية في بلادنا، وحول سقوط بعض رموزها - كما يقول هو - في الضحالة والسطحية والتهريج والاجترار والأنانية وتلميع الذات!

كان ذلك بعد وقت قصير من إقلاع الطائرة بنا من الرياض إلى جدة، حيث فوجئت بهذا الناقد يجلس بجانبي ويسألني بعد عبارات المجاملة المعهودة من مثل (يا هلا ويا مرحباً) هذا السؤال:

* هل تشكو من الضغط أو السكري؟!

- قلت مستغرباً:

لا والحمد لله - ولكن ما الداعي إلى سؤالك هذا؟

- قال بابتسامة ماكرة:

إن ما سيدور بيننا من حديث قد يضايقك ويرفع الضغط عندك؟

* قلت:

أعوذ بالله منك، إنني غير مهيأ للمناقشة والجدل لا ذهنياً ولا نفسياً.. كف شرك عني من فضلك!.

- قال:

ولكني مهيأ لكل ذلك! ما رأيك بصفتك من الجسم الثقافي: فيما ينشر هذه الأيام من داودين شعرية هزيلة وروايات تافهة مضحكة نشرت بأسماء مستعارة!! لبعض طواويس الأدب الصغار - والكبار والمحسوبين على حركتنا الأدبية في المملكة!!

* قلت:

أنا أرى أن هناك نتاجاً جيداً لقليل منهم يستحق القراءة والدراسة والنقد والاهتمام من المتلقين بشكل عام، كما أن هناك أعمالاً لا ترقى إلى المستوى الذي تطمح إليه الحركة الثقافية في المملكة، ولكن الجهود مبذولة لإيجاد كثير من الإنجازات الثقافية.

* قال:

هكذا نحن دائماً نقول كلاماً عائماً ومجاملاً يساعد الكثير على الاستهزاء بالقراء، والتسلق نحو الشهرة على ظهورهم! فعلى سبيل المثال ما رأيك في صاحبك فلان.. الذي يحاول أن يكون من أصحاب الدم الخفيف وهو من أصحاب الأوزان الثقيلة! والدماء الحجرية!!

قلت:

إذا كنت تقصد فلاناً بذاته، فهو على العكس مما تقول: إنه يصعد ويتألق باستمرار، والقراء ينتظرون عطاءه الأدبي ويتعاملون معه على أنه عطاء متميز. رغم رأيه فيه!

* قال:

هل مثل ذلك عطاء متميز؟ قد يكون صاحبك منتشراً لكن القراء الجادين لا يتلفتون إلى ما ينشره فقد سقط المذكور. إنني لا أنكر أن صاحبك قد كتب شيئاً جميلاً ومفيداً في بداية صعوده، ولكنه قد رجع إلى سلوكه الأول الأناني، ودخل في نفق اللا مبالاة والغرور، ومن دخل فيه لا خير فيه!

* قلت:

كفى.. أرى أنك تجاوزت الخطوط الحمراء، فإذا كنت شجاعاً فأكتب نقداً منطقياً وموضوعياً لتلك الأعمال. إن النقد مسألة أخلاقية. أما الحجارة الملقاة بهذا الشكل العشوائي فهي لا تؤثر على العمالقة والمبدعين.

وهنا أشاح عني بوجهه وهو يتمتم! ومن المؤكد أنه كان يشتمني!! فتعوذت بالله منه، ومن أمثاله من أصحاب القلوب العمياء، الذين يخفون تحت جوانحهم قلوباً غير منصفة سوداء مثل نظاراتهم الشمسية التي يعتمرونها على تلك الأنوف المحمرة!!

فقلت له: وداعاً والله أنك لم تترك لتأبط شراً - الله يجازيك - إلى اللقاء مع السلامة..!


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة