حين تداهمه حالة الكتابة، يتحول بيته إلى سجن، وحده القلم يجوس الوجوه والجدران، ينفث فيها صمت القبور، ليتوحد مع صاحبه، فتغدو الورقة أنثى مهزومة، ينثر عليها سطورا لا تخلو من ارتعاشات الهيبة، في لحظة تجلي تحيله كائناً بدائياً، يضحك.. يزعق.. يبكي، وأحيانا يحادث نفسه بكلام مبهم، فتتلبس البيت موجة رعب، يغلقون الأبواب، ويوصدون النوافذ، حبساً لهذيانه الذي انطلق من قمقم الكتابة، وهو يحدق في كل شيء،
...>>>...