Culture Magazine Monday  29/01/2007 G Issue 184
تشكيل
الأثنين 10 ,محرم 1428   العدد  184
 

تأسيس الجمعية أبرز أحداثه
المعارض المحلية وتدني مستوى المشاركات الخارجية تحت مجهر العام الجديد

 

 
*إعداد -محمد المنيف:

في حقيبتنا لهذا الأسبوع لمحات وإشارات على بعض الجوانب المهمة على ساحتنا التشكيلية، نستعرضها بمناسبة دخولنا عاما جديدا، نرفع من أجله التهاني لكل الفنانين، داعين الله أن يجعله عام خير وبركة للوطن عامة وللفن التشكيلي على وجه الخصوص.

لقد كان العام المنصرم هادئا إلا من بعض المعارض هنا وهناك، البعض منها أبقى في الذاكرة صدى جميلا، ومنها ما ذهب كما جاء دون أن يضفي أو يضيف شيئا يذكر سوى التكرار والتراجع.. واليوم نطرح التساؤل الأزلي: هل يحمل لنا العام الجديد جديداً؟.. متى.. وأين.. وما مساحة وحجم ما يمكن أن نتوقعه؟ وهل سيكون تقارب الفنانين في سياق ما سنتوقع حدوثه أم أن فجوة التباعد ستزداد اتساعاً؟ وماذا عن جمعية التشكيليين والمعارض المحلية والمشاركات الخارجية؟ وهل هذا عام الفنانات أم أنه كسابقه يسيطر فيه الفن الرجالي على الساحة ويحتويها؟؟.

أسئلة كثيرة وتوقعات بحجم الحلم الكبير وآمال لا تتوقف عند حدود نهاية عام أو بداية آخر، بل تمتد أعواما تلو أعوام وأجيال تلو أجيال ما دام الوطن وقيادته وشعبه بخير وسلام.

إذن، دعونا نستعرض ما بحقيبتنا لهذا الأسبوع.

جمعية التشكيليين والعام الجديد

م نفسه والتفاؤل المؤطر بالكثير من تحقيق الآمال.. ولعل ما يمكن أن نحمله من العام المنصرم إقرار تأسيس جمعية التشكيليين وهو أبرز الأحداث التشكيلية منذ أن بدا هذا الفن في التحرك والمساهمة في رسم خريطة الثقافة السعودية، الذي بعثت الوكالة من أجل تحقيقه بالخطابات للفنانين المؤسسين لإتاحة الفرصة للراغبين منهم في الترشح لمجلس الإدارة، وحدد لاستقبال الإجابة عليها الخامس عشر من هذا الشهر؛ ما يجعل الساحة تعود إلى حالة الترقب والتوقعات المشوبة بنوع من الخوف أو الشك في قدرة الفنانين على إكمال ما بدأته الوزارة ممثلة في وكالة الشؤون الثقافية، بعد أن وضعت الكرة في مرماهما بما أسهمت به من دعم وسرعة في اتخاذ القرار والإعلان عنه، محملة تبعية ما يأتي بعد هذه الخطوة على الفنانين أنفسهم، فالأمر بالنسبة للوزارة قد انتهى ليبدأ الفنانون بالخطوات المتبقية لتحقيق هذا الإنجاز أمام منسوبي المناشط الثقافية الأخرى المنتظرين دور الفنانين التشكيليين في ريادة هذا التوجه الذي حظوا بشرف انطلاقته قبل أي مجالات أخري التي أتت لاحقا ومنها جمعية المسرحيين والفوتوغرافيين.

ومع أن الثقة كبيرة في الساحة إلا أن حداثة الآلية المتبعة لتأسيس جمعيتهم أوجدت الكثير من ردود الفعل بين مقتنع وبين متخوف وبين متفائل.. فالشعور الذي امتلك الفنانين وأدار رأس الساحة تجاه خبر التأسيس وكيفية التنفيذ يحتاج إلى تواصل وتتابع في مراحل التنفيذ حتى لا يشعر الفنانون بالتراخي ويضعف الحماس أمام تشكيك البعض الآخر بنجاح المشروع؛ لهذا يمكن أن نعتبر إرسال خطابات الترشيح وتحديد الموعد لاستلامها وما سيتبعه من خطوات هي الأهم ونعني بها انعقاد الجمعية العمومية التي ستعيد الروح لجسد الجمعية، كما أن في تهيئة الظروف والإعداد المنظم له أثره ودوره في ولادة الجمعية بشكل سليم معافى.

المعارض المحلية

يرى البعض أن الهدف من إقامة المعارض المحلية هو التشجيع والأخذ بالفنانين نحو التواجد والحضور دون أدني فهم بأهميتها في رقي الذائقة وبناء جمهور يقدر هذا الإبداع ويهتم به.. وكثير ما نسمع أو نقرأ أحاديث لفنانين قاموا على تنظيم معارض جماعية أشاروا فيها إلى أن ما قاموا بتنظيمه وما يشتمل عليه من أعمال يمثل خلاصة الفن التشكيلي السعودي.. هذا القول جاء على لسان أحدهم وعلى شاشة التلفزيون حول معرض أقل أن يقال عنه إنه معرض لطلبة موهوبين، مستشهدا بأسماء كبيرة أتت مشاركتها في ذلك المعرض دون علمهم زج بها منظِّم المعرض للاتكاء عليها وجعلها جسراً للعبور لتحقيق أهداف خاصة لا تخدم الفن أو الساحة. وإذا كنا نتفق مع أهمية التشجيع والأخذ بكل منتسب للساحة التشكيلية، فنحن أيضا نختلف على كيفية التنفيذ، فأولئك المنظمون للمعارض لا يتعدى دورهم سوى الاتصال وتجميع الأعمال من كل من لديهم رقم هاتف أو عنوان دون أدنى وعي بالأهداف أو النتائج، عوداً إلى تدني قدراتهم ومعرفتهم بما يدور حولهم في العالم من تطور في أساليب العرض وتنويع المستويات وكيفية تصنيف الأعمال وتحديد نوع المعرض المناسب لها وتوقف معرفتهم على مرحلة سابقة كان دون وجود أي نظام أو قانون يحد من مثل هذا التوجه؛ لهذا نأمل أن يكون في عامنا الجديد ما يعيد التوزان ويضع قطار التشكيل في وضعه الطبيعي.

مقهى يجمع التشكيليين

جاء في تصريح في إحدى الصحف للدكتور الفنان محمد الرصيص عضو وأمين مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون أن الجمعية تسعى لإعداد مقاهٍ ثقافية داخل الجمعية وفروعها يلتقي فيها الفنانون على مختلف مشاربهم، الهدف منه تقريب المسافة وردم الفجوة التي تشهدها الساحة الثقافية عامة والتشكيلية بشكل خاص.. والحقيقة أن مثل هذا التوجه الذي ننتظر تنفيذه ونأمل ألا يكون مجرد تصريح كما عهدنا من مجلس إدارة الجمعية السابق يجعلنا سعداء أيضاً بأن نتابع ونستعرض ما يمكن نشره من الأحاديث والمحاور المتسمة بالشفافية المطروحة في هذه الملتقيات البعيدة عن الأجواء الرسمية.

هذ وبين الجمهور.. المهم هنا ومع بداية العام الجديد نتمنى أن يتحرك الفنانون نحو بعضهم البعض لنبذ المنافسة غير الشريفة والوقوف أمام من يؤجج الكراهية والبغضاء وتضييق الخناق على كل من يسعى إلى هذا السلوك الذي نستغرب تكاثره وتأثيره على الساحة في السنوات الأخيرة عكس ما كانت عليه الساحة في فترة تأسيسها وانطلاقتها، حيث تشهد تلاحما وتقاربا وتعاونا محفوفا بالصراحة والمصداقية يضع الجميع فيها ثقافة الوطن هدفا ساميا تذوب من أجله كل العقبات وتضمحل كل الخلافات.

المعارض والمشاركات الدولية

قضية أزلية وأخطاء تتوالى وإساءات ترتكب في حق الفن التشكيلي وفي حق ثقافة الوطن.. تلك هي عدم مصداقية من كلف وحمل مسؤولية التعامل مع المنجز التشكيلي محلياً ودولياً.. وإذا كنا أشرنا بإيجاز إلى المعارض المحلية فلنا أن نشير إلى المعارض الخارجية التي طفح فيها ا بينالي القاهرة أقرب شاهد مع ما شوهد من أعمال في المعرض المصاحب للأسبوع الثقافي بالقاهرة.. هذه المواقف والمستويات تؤكد جهل المسؤولين عنها بأهمية تمثيل المملكة والتعريف بالمستوى الحقيقي للإبداع التشكيلي فيها وضيق أفق المعد لها، وقصر نظره عند حدود رأس أنفه متجاهلاً اتساع مساحة الوطن وكثافة المبدعين فيه واقتصار دعوته على أسماء معينة أثارت التساؤلات وطرحت علامات الاستفهام.

وإذ وتنفيذا الثقافة والفنون عوضا عن نقص الكوادر في إدارتي الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة والإعلام بالشؤون الثقافية المحلية والخارجية باعتبار أن الجمعية الجهة التي ساهمت بشكل كبير وموثق في تأسيس الحركة التشكيلية مع ما سيطرأ عليها من جديد في قادم الأيام.

إننا في حاجة ماسة لوضع معايير جادة للمعارض الخارجية لأي جهة كانت بمتابعة من وزارة الثقافة والإعلام - وكالة الشؤون الثقافية خالية من المجاملة أو التنازل.. وليكن هناك منتخب تشكيلي يتم اختيار المشاركين فيه بشكل دقيق يحقق الهدف ويحفظ ماء وجه الفن التشكيلي السعودي مقابل ما يشاهد من معارض تحمل اسم الوطن إلا أنها لا تمثل الحقيقة.

الفنانات والمنافسة

يتوقع نقاد الساحة والمتابعون لمسيرتها أن يكون هذا العام الجديد عام التشكيليات بعد أن أصبحت أعدادهن تقترب من منافسة أعداد التشكيليين مع التحفظ على المستوى الذي يقل عند غالبية التشكيليات عنه عند التشكيليين.. برزت هذه الظاهرة في كثير من المعارض التي أقيمت في الأعوام السابقة خصوصا المسابقات أو المعارض الجماعية. ويرى بعض النقاد أن مثل هذه الكثافة قد تكون بسبب وجود فراغ عن التشكيليات أو للبحث عن تنمية هواياتهن دون النظر لمفهوم الفن التشكيلي ودوره الثقافي حيث تظهر بعض الأعمال متواضعة في مستوى الأداء أو الفكرة وتميل الغالبية إلى النقش والتزيين والحرص على التفاصيل الدقيقة في العمل على حساب جوانب كثيرة مهمة في بناء العمل، تلك الكثافة تعتبر ظاهرة صحية نتج عنها تألق عدد لا بأس به من الأسماء يمكن أن يصنفوا في الجيل الثالث في مسيرة الفن التشكيلي بعد جيل الرائدات صفية بن زقر ونبيلة البسام ومنيرة الموصلي إلى آخر المنظومة، إضافة إلى من أتى تباعاً قريبا من مرحلة ريادة الدايات منهن فوزية عبداللطيف ونوال مصلي وبدرية الناصر ومنال الرويشد وسلوى الحقيل وشريفة السديري وبقية من سجلت لهن الساحة حضوراً ومساهمة.

monif@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة