Culture Magazine Monday  29/01/2007 G Issue 184
تشكيل
الأثنين 10 ,محرم 1428   العدد  184
 

وميض
ملتقى النحت في الكويت
عبد الرحمن السليمان

 

 

مناسبتان تشكيليتان هامتان شهدتهما العاصمة الكويتية مؤخرا نظمتهما جهة واحدة هي الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، الأولى هي (ملتقى الكويت العالمي للنحت المعاصر) أو ما سمي ب(سمبوزيوم النحت) ودعت له عددا من النحاتين العرب والأجانب بجانب الكويتيين، أما المناسبة الثانية فهي بينالي الخرافي الدولي للفن العربي المعاصر، وأقيمت المناسبتان في مقر الجمعية الذي شهد إضافات خلال الفترة الأخيرة، تعيدنا المناسبتان إلى النشاط الذي كانت تنظمه الكويت وتستضيف له فنانين من الدول العربية منذ الستينيات وبإشراف الجمعية ذاتها، على أنها من جهة أخرى تستضيف أنشطة ثقافية ضمنها الفن التشكيلي مثل مهرجان القرين أو غيره، والمناسبة التي نظمتها جمعية الكويت وتمثلت في المعرض والسمبوزيوم تعني حركة دائبة تشهدها أروقة الجمعية التي عملت في رئاسة الفنان عبدالرسول سلمان على إصدار مجلة تشكيلية متخصصة هي التشكيلي الكويتي وكذلك سمبوزيوم النحت الذي يمكن أن يسهم في تحريك الركود الذي انتاب الفنانين الكويتيين والنحاتين منهم على الخصوص، فالكويت عرفت في مجال الفن التشكيلي واشتهر فنانوها من خلال النحت الذي برع فيه وبرز (سامي محمد والراحل عيسى صقر وخزعل عوض وجاسم بوحمد) وغيرهم إلا انه مرّ خلال العقود الأخيرة بفترة ركود كانت أسبابه متعددة مثل النظرة الاجتماعية للنحت ووفاة بعض رواده ومع ذلك كانت هناك حاجة إلى إيجاد أو خلق حالة تجديد ودفع للجيل الجديد من الفنانين الذين اثبت بعضهم ومن خلال السمبوزيوم أن هناك طاقات يجب أن تُرعى وتدعم وتشجع ماديا ومعنويا، ولعل حالة الاحتكاك والتعارف الذي تم من خلال اللقاء واستمر لأكثر من أسبوعين قد يسهم في مزيد من الاهتمام بالنحت من قبل فئات جديدة تمتلك الموهبة وينقصها الدراسة والاحتكاك والمعرفة وهو في الواقع ما تحصلت عليه الأجيال السابقة والتي ابتعثت إلى مصر أو فرنسا أو غيرهما من الدول وعادوا منها متسلحين بالمعرفة الفنية.

اعتقد أن وجود نحاتين من ألمانيا والسويد ولبنان وفرنسا والمغرب وإيران وايطاليا وبلغاريا وغيرها له الأثر في إيجاد علاقة تؤسس لحالة جديدة من النتاج النحتي الذي عرفته الأوساط الفنية واشتهرت الحركة التشكيلية الكويتية من خلال بعض أسمائه.

في هذا الملتقى الذي تواصل لمدة أسبوعين كانت هناك اكتشافات جديدة على مستوى النحت في الكويت لقد لفت نظري أعمال احمد البناي ونوال القريني كما كانت في المعرض أعمال تعبر عن محاولات حثيثة وجادة بذلت للسمبوزيوم حالة جهد مضاعف حقق معه الفنانون المشاركون أعمالا كبيرة في زمن قياسي وكم كانت المفاجأة عندما تم الافتتاح في فضاء مفتوح (حديقة الجمعية) وبمستوى كبير كنت أتساءل حينها عن غياب بعض الفنانين النحاتين الذين وددت وغيري لقاءهم وأن يشكلوا حضورا أو تواجدا خلال تلك الفترة (الأسبوعان) أو في مناسبة الافتتاح لأنني اعتقد أنه من الأهمية أن يتم الاستفادة من خبرات الفنانين الأسبق من أبناء الكويت نفسها، بجانب التعريف بهم ومع الحضور اليومي للنحات خزعل القفاص كان الغياب الواضح لأحد أهم الأسماء الكويتية في مجال النحت واعني سامي محمد ثم جاسم بوحمد وربما غيرهما، لكن الملتقى من الجانب الآخر حقق هدفا مطلوبا وارى انه تجاوز الكثير من المعوقات والصعوبات التي يمكن أن تواجه مثل هذا المشروع الكبير في دورته الأولى، واستطاع استقطاب أسماء وتجارب هامة كانت واضحة على ارض الواقع (العرض) أشير منها إلى الألماني رولاند ماير والإيراني طاهر شيخ حكمائي والجورجي جمبير جيكيا والفرنسية جانين كورتز وينتروب والمغربية إكرام قباج والمصري هاني فيصل.

إن مثل هذه المناسبة في أهميتها تحقق عودا إلى واحد من أهم المجالات الفنية التي تميز بها عدد من فناني الكويت منذ الستينات وأن المحافظة على استمرارها مطلوب خاصة مع غياب المرسم الحر وعدم وجود بعثات للخارج في مجال النحت بجانب محدودية الاهتمام خلال العقود الأخيرة.

aalsoliman@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة