Culture Magazine Monday  29/01/2007 G Issue 184
كتب
الأثنين 10 ,محرم 1428   العدد  184
 
اليهود في الأدب الإنجليزي

 

 

تأليف: رمسيس عوض

القاهرة: الهيئة العامة للكتاب 2006

يبدأ الدكتور رمسيس تناوله موضوع كتابه بتقديم لمحة تاريخية عن الوجود اليهودي في انجلترا، فيبدأ منذ فترة ما قبل عام 1290م تاريخ طرد اليهود من إنجلترا ويصف الأوضاع والظروف التي كان اليهود يعيشون فيها سواء من الناحية الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية حيث كان اليهود قبل عام 1290م يعيشون في إنجلترا تحت حماية العرش البريطاني، وبطبيعة الحال كانت هذه التبعية تضعهم تحت رحمة هذا العرش وأهوائه في الوقت الذي لم يكن مسموحا لهم أن يعملوا بأي حِرف من تلك التي يعمل بها المواطنون الإنجليز.

وعلى هذه الخلفية يشير المؤلف إلى أن اليهود لم يجدوا سوى الأعمال المصرفية التي كانوا يجنون من ورائها الأموال الضخمة والتي سرعان ما كان يتم الاستيلاء عليها من قبل العرش عن طريق اقتراضها أولاً ثم مصادرتها أو عن طريق فرض المكوس والضرائب الباهظة.

فضلا عما سبق فقد كان اليهود مجموعات غير محبوبة بين المواطنين الإنجليز في هذا الوقت؛ نظراً للمعاملة الخاصة والحماية المباشرة التي يتلقونها من العرش، وبسبب ما كانت تروج له الكنيسة في ذلك الوقت من قيام اليهود بالاعتماد على سفك دماء الصبية المسيحيين والاستيلاء على أعضاء ذكورتهم لاستخدامها في طقوسهم الدينية؛ الأمر الذي وصل إلى حد أن قام الملك هنري الثاني ذات مرة بالإشراف على إعدام اليهودي المتهم بإحدى هذه الجرائم.

لقد كان محصلة هذه الأوضاع، وفق ما يشير الكتاب، أنه مع حلول عام 1290 تم طرد اليهود على يد الملك إدوارد الأول وهو ما أدى إلى أن ظلت إنجلترا خالية من اليهود تماماً لمدة 374 عاما امتدت من 1290 إلى 1656م.

وفي معرض التفصيل يشير إلى أنه كان يتم في ذلك الوقت جلب بعض اليهود العاملين بالطب ليقوموا بمداواة أحد أفراد العائلة المالكة، وكانت الطريقة التي يتم بها معاملتهم خلال هذه الفترة هي الصور اللاحقة لليهودي في العديد من الكتابات الأدبية الإنجليزية، فقد كان الأطباء اليهود يتعرضون للاضطهاد وإذا فشلوا في علاج الملوك والملكات اعتبرهم الناس سحرة مشعوذين.

غير أنه في عام 1735 تقدم البرلمان الإنجليزي بمشروع قانوني لمنح الجنسية الإنجليزية لليهود المقيمين في إنجلترا وبالسماح لهم أيضا بتملك الأراضي، الأمر الذي قوبل بالرفض الشديد من جانب جموع الشعب الإنجليزي حتى اضطرت الحكومة إلى سحب مشروع القانون، واكتفى اليهود حينها بلعب دورهم في إنعاش الاقتصاد الإنجليزي من وراء الستار دون أن يكون لهم أي كيان مستقل ودون المطالبة بأية حقوق مدنية.

وفي أواخر القرن التاسع عشر بدأت الهجرة اليهودية تزيد إلى بريطانيا بشكل ملحوظ خاصة تلك القادمة من روسيا كنتيجة مباشرة للمجازر الروسية ضد اليهود في ذلك الوقت.

ومن جهة أخرى كانت المشاحنات والخلافات تزيد بين اليهود والإنجليز.

ومن جهة أخرى لعبت بروتوكولات حكماء صهيون (1903) دوراً كبيراً في الترويج لفكرة التآمر اليهودي على العالم بأسره على الرغم من - حسبما يذكر الكتاب - ثبوت قيام قيصر روسيا بتزوير هذه البروتوكولات حتى أن أحد الساسة البريطانيين عبر صراحة عن إيمانه بفكرة التآمر اليهودي عام 1938م قبل نشوب الحرب العالمية الثانية قائلاً (إن اليهود قد يدفعوننا إلى الحرب.. فنفوذهم السياسي يحركنا في اتجاهها). وهنا ترسخت فكرة المؤامرة اليهودية على العالم في أذهان الإنجليز بشتى طوائفهم، كما ترسخت في أذهان غيرهم من الشعوب.

وعن أول دراسة أجريت حول صورة اليهود في الأدب الإنجليزي التي قام بها (ديفيد فليبسون عام 1951) يحدثنا الدكتور رمسيس قائلا: إن الدراسة تناقش شرعية معالجة موضوع اليهود، وتشكك في هذه الشرعية؛ لأنه يرى أنه طالما أن اليهودي الإنجليزي قد ترك الحي اليهودي والعادات اليهودية وأصبح يتصرف كأي مواطن إنجليزي وتحركه نفس المشاعر الوطنية فليس هناك معنى لتناول الأدباء الإنجليز موضوع اليهودي في أدبياتهم إلا إذا كان هدفهم من وراء ذلك تصويره كمعتنق للدين اليهودي.

ويعرض الدكتور رمسيس في هذا السياق للعديد من الدراسات التي تناولت موضوع اليهود في الأدب الإنجليزي سواء من الإنجليز اليهود أو من غير اليهود أو من غير الإنجليز، فنرى كاتبا ألمانيا يهوديا مثل (هيرمان سينشماير) الذي ألّف كتاب (شيلوك) وعاود نشره في بريطانيا عام 1947، وتناول المؤلف

شخصية شيلوك (باعتبارها تجسيدا) لليهودي الجائل ويهوذا الخائن والمرابي الجشع. يقع الكتاب في (239) صفحة من القطع العادي.

www.albayan.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة