Culture Magazine Monday  29/01/2007 G Issue 184
ذاكرة
الأثنين 10 ,محرم 1428   العدد  184
 

ربح في البحر وبات منزله متحفاً
وثيقة شعرية عمرها ثمانون عاماً

 

 

هذه وثيقة لقصيدة شعرية نادرة جداً.. لأنها نظمت قبل ثمانين عاماً؛ أي في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري، وتحديداً في عام (1348هـ).. وقد نظمها الشاعر الكبير علي بن محمد السنوسي، والد شاعر الجنوب المشهور محمد بن علي بن محمد السنوسي، وقد قالها احتفاء برجل الأعمال الكبير، وأكبر تجار اللؤلؤ في الوطن العربي؛ الشيخ المنور بن أحمد الرفاعي بعد عودته الرابحة من شرق آسيا والهند لبيع صفقة كبيرة من اللؤلؤ... وما دعاني إلى نشرها الآن هو صدور الأمر السامي من خادم الحرمين الشريفين بضم منزله الذي يعد تحفة معمارية نادرة، وكذلك منزل ابن عمه الشيخ حسين ابن يحيى الرفاعي، الكائنين بجزيرة فرسان، بضمهما إلى وزارة الثقافة لجعلهما متحفاً معمارياً، وإقامة مركز ثقافي ومكتبة بهما أيضاً لخدمة الثقافة والسياحة... وقد خصصت بها الثقافية هدية مني لاهتمامها الدائم بأدب منطقة جازان وأدبائها... ومني لمدير التحرير للشؤون الثقافية إبراهيم عبدالرحمن التركي وفقه الله تعالى. أرجو أن تنال رضاه، وينشرها.

***

قصيدة علي السنوسي

***

أعِدِ الحديثَ فإنني لك سامِعُ

وضميرُ قلبي بالهوى لك طائعُ

قد قيل في المثل الشهير تفاؤلاً

العود أحمد والتفاؤل نافع

واسند لنا طرق الهُدى عن الذي

رزق السعادة وهو طفلٌ راضِعُ

ونشا وألطافُ الإله تحوطُهُ

والسعد يخدمهُ وجاهٌ واسعُ

ذاك المنوَّر قلبه وفِعاله

مبنيةٌ فيما أحب الشارع

فأكرم به من سيدٍ ما زال في

عمل الرضا قبل البلوغ يسارعُ

ويضمُّ أطراف العلاء بهمةٍ

في مفرق الإكليلِ منها طالعُ

وطوى بساط الكبرياء تواضعاً

لله نعم الخاشع المتواضعُ

ويصون عن فحش الكلام لسانه

ورعاً وعن كذب يمج السامعُ

وتراه من لين الطبيعة منهلاً

راقت من التنسيم منه ينابعُ

وأبيُّ نفسٍ ليس يقبل خِطَّة

يأتي بها الزمن المريب الخادعُ

وقوارعُ الأيام تعلم أنه

شهم عزائمه لهن قوارعُ

وإذا نوى شيئاً لعمرك لم يكن

من دونه أبداً هنالك مانعُ

ومن العناية ساعدته فكل ما

يهواه خاطرة فحسبك واقعُ

وصنائع المعروف طوع يمينه

بدأ وعوداً كيفما هو صانعُ

وهو المطاع لدى الأنام وإنما

تعصية في منع العطاء أصابعُ

وشماله عندي اليمن لأنها

أخت التي منها لديّ صنائعُ

ونواله حلو المذاق وطعمه

منٌّ بلا منّ ورطبٌ يانعُ

وإذا جرى ذكر الكرام فإنه

عنوان ختم دار فيه الطابعُ

ويليه إبراهيم ابن محمد

سامي المقام الأريحي الشاجعُ

ويحوط من آوى إليه وإنه

يكفيه شاغله وعنه يدافعُ

ويقابل الضيف النزيل برحبه

فيما أحب وفوق ما هو طامعُ

وإذا تلون صاحبٌ فوجدته

من لا تلون قط منه طبائِعُ

وحوى من الشيم الحميدة جملة

عظمى وها هو للمفاخر جامعُ

وفريد عصر همة وشهامة

ودهاوة يُخشى وسيف قاطعُ

وكفى به علماً شهيراً ماجدا

شهماً وقنديلاً ضياه الساطعُ

ثم الصلاة على النبي وآله

وصحابه ما ذرَّ نجم طالعُ

د. عبدالرحمن الرفاعي


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة