بعض من كثيرين سمعتُ بهم فأعجبت بهم وحين عرفتهم تعجبتُ منهم وليتني عرفتهم، كما أتمنى لهم لسبب بسيط هو تناقض أقوالهم مع أفعالهم.. وجه أبيض خادع.. ووجه رمادي مخادع.. تقاطع بين حالتين لا تتفقان..

أما هو (حجاب) فله من اسمه شفافية الصورة.. ونقاء السريرة.. عرفته عن بعدٍ سماعاً.. وعرفته عن قربٍ اجتماعاً.. وجه واحد لا يتلون. ولا يتلوث..

إنسان تشدك نحوه فطريته.. وبساطته.. وسلاسة حديثه.. وسلامة طويته.. تشعر أنك وأنت تقرأ ملامحه وتستغرق مقولته أنك مع أنموذج حي من الرجال الذين تبحث عنهم في لهفة، فما تلقاهم إلا ندرة.. وبشق الأنفس.

في طباعه الحزم فهو (الحازمي).. وفي حركته الحيوية والعزم.. وعلى يده وُلد النادي الأدبي في جازان حيّاً ينبض بالحياة والعطاء والإثراء..

يوم أن زرت جازان بدعوة كريمة منه اكتشفتُ معدن الرجل المسؤول.. مكتبة عامرة بمحتوياتها.. إصدارات ثرة وكثيرة لعقول أبناء جازان المنتجة.. أنشطة لا تهدأ طوال العام تصب في جدول النادي مؤكدة حيوية حياته.. ثم أريحيته التي تحرج كثيرين ممن استضافهم وكنت واحداً منهم..

ليس هذا فحسب.. وهو ليس بالقليل.. فإن في مكنونات فكر كاتبنا ما زود به مكتبة الوطن من مؤلفات.. قيَّمة تنم عن أفق واسع باتساع أنواع المعرفة.. وهذا بعض حصاد ثماره الثري الغني بمعطياته الفكرية...

- وهو رجل تربية وتعليم أصدر كتابه (نبذة تاريخية عن التعليم في تهامة المخلاف السليماني وتهامة عسير ما بين عامي 930هـ و1350هـ) تناول فيه التعليم بكل أنماطه إلى جانب المدن والأسر العلمية في تهامة مشفوعة بنماذج شعرية من كل أسرة.

- وهو المثقف الوفي لمنطقته تناول الحركة الشعرية بشيء من الدراسة الموسعة.

- لمحات عن الشعر والشعراء في منطقة جازان خلال العهد السعودي.. المؤلف ليس مجرد لمحات وإنما عرض تفصيلي لأبرز الشعراء في القرن الرابع عشر من خلال فصول ثلاثة تناول فيها عوامل تطور الشعر خلال العهد السعودي.. وأتى على الشعراء الرواد والمجددين والشباب بشيء من الإسهاب.

- الحركة الأدبية والثقافية في منطقة جازان خلال عهد خادم الحرمين الشريفين وبيبلوجرافيا بالكتب الصادرة في منطقة جازان..

ثلاثة مؤلفات قيمة هي ما أمكنني الوصول إليها والحصول عليها تمثل جهداً قيماً لأديبنا حجاب الحازمي..

وجه مشرق.. وآخر أيضاً لا يقل إشراقاً، تلك هي حياته العملية وأنشطته في مجال خدمة مجتمعه أشير إلى بعضها:

- ترأس نادي جازان بكل حرفية وأمانة ونشاط.

- عضو الهيئة الاستشارية الثقافية في الهيئة العليا للسياحة.

- عضو مجلس إدارة جائزة الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز للتفوق- رئيس لجنة المواهب.

- عضو جمعية حقوق الإنسان.

- أحد أمناء مؤسسة حمد الجاسر الخيرية.

- له مشاركات في بعض المؤتمرات والمهرجانات العربية.

هذا الحجاب الشفاف المرهف تجسد وبروحه.. ألا يستحق التكريم؟! بلى إنه جدير به وهو ما أقدمت عليه مشكورة الثقافية الأسبوعية.. المعطاء جدير به أن يكرَّم!