الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 2nd November,2004 العدد : 105

الثلاثاء 19 ,رمضان 1425

إلى أمريكا وعنها..!
دولة عظمى..
بحجم الولايات المتحدة الأمريكية..
حيث خلا لها الجو لإدارة العالم كما يشاء رئيسها..
وحيث لا خيار لدولة أخرى بأخذ موقف يخالف سياساتها..
أمريكا، من لها السيطرة على القرار الدولي..
وبأمرها يقرر مجلس الأمن ما تريد..
ويستجيب لما يمليه مندوبها على أعضائه..
***
دولة بهذا الحجم..
باقتصادها القوي..
وقوتها العسكرية الضاربة..
واستعدادها لضرب من يخالف أوامرها..
أو يتردد في الوقوف مع ما تراه صحيحاً من وجهة نظرها..
فمن هي الدولة التي تعلن العصيان على توجيهات وإملاءات الولايات المتحدة الأمريكية لدول العالم..
دلّوني على دولة واحدة قالت لأمريكا لا دون أن تنال ما تستحق من عقاب على موقف كهذا..
***
لقد تمادت أمريكا..
وأصابها الغرور بشكل فاضح..
فباستثناء إسرائيل ليس لها من يمكن اعتباره صديقاً لها..
فكرهها من دول العالم بازدياد..
منذ أن أصبحت القطب الواحد..
والدولة الأعظم دون شريك آخر..
وهو كره ينمو بشكل واضح..
ما كنا نتمناه ولا نريده على نحو ما هو مشاهد ومعروف..
***
صورة الولايات المتحدة الأمريكية ينبغي أن تتحسَّن..
ومن العار أن تقود العالم دولة بهذه الأهمية وهي بهذا الشكل في أسلوب تعاملها مع الدول والشعوب..
ولا بد من إعادة النظر في مجمل سياساتها..
باستخدام العقل والحكمة والتعامل الحسن بديلاً للسلاح..
وعليها لكسب الدول والشعوب أن تَعْدِل وتتجنب الظلم..
عليها أن تبتعد وتُبعد من تصرفاتها كل ما يؤثِّر على نظرة الناس لها..
وهي بعض ملاحظات وهناك قائمة طويلة غيرها يمكن لأمريكا أن تفكر بها جيداً وتعالج نفسها منها لتبلغ ولو بعض رضا الآخرين عن سياستها..
***
إن تحسين صورتها يبدأ أولاً من تخليها عن دعمها الأعمى لإسرائيل..
وثانياً أن تعيد النظر في سياساتها بالعراق قبل موعد الرحيل المر منه..
فالإفراط في استخدام القوة لن يرسِّخ الأمن والاستقرار في العراق وباقي دول المنطقة كما تبشِّرنا عن ذلك..
فهذه إسرائيل بكل عدوانها المتواصل على الشعب الفلسطيني الأعزل لم تستطع أن تغيِّر من الحال الذي هي عليه..
حيث تعيش حالة رعب من الأشباح التي تطاردها في ليلها ونهارها..
دعك من مطاردة رجال المقاومة الفلسطينيين الذين يتلقون في صدورهم رصاص العدو وآلته القاتلة..
***
أعرف وتعرفون أن كثيراً من المواقف الأمريكية يتم اتخاذها ضمن حسابات انتخابية محددة بما فيها العلاقات الخارجية مع الشعوب والدول..
وأن السباق بين المرشحين على دعم إسرائيل مثلاً والدفاع عن اليهود على سبيل المثال إنما هو ضمن هذه اللعبة التي لا تراعي مصالح الدول والشعوب فضلاً عن مصالح الولايات المتحدة الأمريكية..
وقد حان الوقت في ظل تصاعد الإرهاب الذي ربما كان سببه مواقف غير محسوبة من الولايات المتحدة الأمريكية أن يعاد النظر فيها..
وأن يتعلَّم هؤلاء من تجاربهم ما يساهم أو يساعد على أخذ زمام المبادرة لتصحيح ما اعوج من مواقف وسياسات باتجاه تجفيف منابع الإرهاب.


خالد المالك

يبلغ حجمها حوالي200 مليار دولار
شطب ديون الدول الفقيرة..بين التأييد والمعارضة!
* إعداد أشرف البربري

إن فكرة تخليص الدول الأشد فقراً في العالم من عبء الديون التي تراكمت عليها على مدى سنوات طويلة من حكم أنظمة مستبدة وفاسدة ظلت على مدى سنوات عديدة مطلبا أساسيا لأنصار حقوق الإنسان ومناهضي العولمة في العالم.
والحقيقة التي يتفق عليها الخبراء أن هذه الديون تستنزف الجانب الأكبر من موارد وإمكانيات هذه الدول الفقيرة وتعوق تقدمها نحو الخروج من دائرة الفقر والتخلف.
وفي تقرير عن هذه القضية لصحيفة (كريستيان سيانس مونيتور) الأمريكية قال الصحفي أبراهام ماكلوهلاين إن إلغاء ديون الدول الأشد فقرا في العالم سوف يساعدها في توجيه هذه الأموال التي كانت تخصص لسداد فوائد تلك الديون إلى برامج الرعاية الصحية والتعليم وغير ذلك من الأنشطة التنموية.
الحقيقة أن كل هذه الدعوات والنداءات من جانب النشطاء السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان ومكافحة الفقر في العالم كانت مجرد أصوات تتردد في برية العالم الغني بلا أي صدى.
ولكن الفترة الأخيرة شدهت تحولاً مهماً في اتجاه هذه القضية حيث بدأت حكومات دول كبرى مثل بريطانيا والولايات المتحدة تتحدث عن ضرورة علاج قضية ديون الدول الأشد فقرا في العالم جذريا.
وبالفعل تم وضع هذه القضية على جدول أعمال وزراء مالية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى وهي الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وكندا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا التي عقدت في واشنطن مؤخرا.
وعلى الرغم من عدم صدور قرارات ملموسة من جانب هؤلاء الوزراء بشأن القضية إلا أن المناقشات أكدت أنها مطروحة بقوة على جدول أعمال الدول الكبرى.
ولعل اهتمام إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش بمعالجة هذه القضية ينبع من حملته لاسقاط الديون المستحقة على العراق وقدرها حوالي 120 مليار دولار في حين أن ديون أكثر من 30 دولة فقيرة لا تتجاوز مائتي مليار دولار.
وبالطبع لا يمكن للرئيس بوش أن يطالب العالم بإسقاط ديون العراق الغني بالنفط دون أن يلتفت إلى ديون الدول الأشد فقرا في العالم.
ولكن المراقبون لا يتوقعون بالتأكيد نتائج فورية للتحرك البريطاني الأمريكي في هذا الشأن نظرا لوجود عقبات مالية وفنية كثيرة يجب تجاوزها قبل الوصول إلى مرحلة شطب الديون عن الدول الفقيرة.
ورغم ذلك فإن هناك اتفاقا على أن هذا التحرك سوف يسفر في النهاية عن نتائج غير مسبوقة.
يقول صالح بوكير رئيس منظمة العمل الإفريقي وهي منظمة غير حكومية مقرها في واشنطن وخاضت نضالا شرسا ضد نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا في الثمانينيات (إن هذا يتجه بنا ناحية إلغاء ديون الدول الأشد فقرا في العالم بنسبة مائة في المائة).
والحقيقة أن تبني الولايات المتحدة وبريطانيا الدعوة لإسقاط هذه الديون يعني تغيير شروط وقواعد النقاش بشأن هذه القضية. فيكفي أن الولايات المتحدة وبعد سنوات طويلة بدأت تؤيد مبدأ (اسقاط الديون) على أساس أن الشعوب ليست ملزمة بسداد القروض التي حصل عليها الحكام الطغاة المستبدون ولم تستفد هذه الشعوب منها بأي صورة من الصور.
والحقيقة أن السيد صالح بوكير من مؤيدي هذه الفكرة تماما ويقول إنه مع إسقاط الحكام الطغاة يجب إسقاط القروض التي حصلوا عليها.
ويشير في هذا المجال إلى ديكتاتور زائير السابق والتي أصبحت حاليا جمهورية الكونغو الديموقراطية موبوتو سيسيسيكو وديكتاتور نيجيريا الراحل سان أباتشا.
وتبلغ ديون نيجيريا حوالي ثلاثين مليار دولار في حين تبلغ ديون الكونغو 9.3 مليارات دولار.
خطة بريطانية
والحقيقة أن بريطانيا قررت أن تأخذ بزمام المبادرة فأعلنت عن خطة من جانب واحد تسقط بمقتضاها 180 مليون دولار سنويا من ديون الدول الأشد فقرا في العالم وعلى مدى عشر سنوات.
كما نجحت مبادرة الدول الفقيرة ذات الديون الثقيلة في شطب حوالي 31 مليار دولار من ديون 27 دولة فقيرة في العالم.
وتهدف هذه المبادرة إلى إلغاء 110 مليار دولار من ديون الدول الفقيرة.
ويشير مؤيدو شطب الديون إلى الآثار الإيجابية التي حققتها مبادرة الدول الفقيرة ذات الديون الثقيلة عندما خففت الديون عن دولة مثل تنزانيا.
فقد وجهت تنزانيا 80 مليون دولار سنويا كانت تدفع لخدمة الديون إلى تحسين التعليم وإلغاء مصروفاته.
وكانت النتيجة عودة أكثر من 1.6 مليون طفل تنزاني إلى المدارس.
ورغم ذلك هناك معسكر آخر يعارض فكرة إسقاط الديون عن الدول الأشد فقرا في العالم على أساس أن خطوة مثل هذه يمكن أن تزيد اعتمادية الدول الفقيرة على المجتمع الدولي.
يقول هاري زاريندا استاذ الاقتصاد في جامعة وايت ووتر سراند الأمريكية إن مثل هذه الخطوة سيكون لها آثار إيجابية على المدى القصير ولكنها ستخلق سابقة تجعل باقي دول العالم تتوقع شطب ديونها فلا تفكر في العمل من أجل سدادها.
كما أن هناك محللين يرون إنه سيكون من غير العدل الإبقاء على ديون الدول ذات المديونية الأقل لمجرد أن ديونها أقل من ديون الدول الأخرى.
علاوة على ذلك فإن إسقاط الديون عن الدول الأشد فقرا في العالم لن يحل مشاكلها.
فهذه الدول تعتمد على دول العالم الغنية في توفير جزء كبير من احتياجاتها الاقتصادية. وتصل القروض والمساعدات الخارجية لبعض الدول الأشد فقرا في العالم وبخاصة في إفريقيا إلى حوالي ثلثي ميزانية هذه الدول.
وهناك سؤال مهم للغاية هو كيف سيتم تمويل خطط إسقاط ديون الفقراء في العالم؟ ويقترح وزير خزانة بريطانيا جوردون براون استخدام جزء من احتياطي الذهب لدى صندوق النقد الدولي والذي يقدر بحوالي 42 مليار دولار على أن تقوم الدول الغنية بتوفير الجزء المتبقي من خلال تحركات فردية وفقا لظروف كل دولة.
ولكن هذا يختلف مع الرؤية الأمريكية التي ترى ضرورة قيام صندوق النقد الدولي باستخدام أمواله بما في ذلك حصيلة إيراداته من سداد ديون الدول المدينة له في تمويل خطة إلغاء ديون الدول الأشد فقرا.
ويشير جون وليامسون الباحث في معهد الاقتصاديات الدولية بواشنطن إلى أن إدارة الرئيس بوش تفضل حلا دوليا جماعيا لأزمة ديون الدول الفقيرة.
كما أن معارضي هذه الفكرة من الأوروبيين يرون أن استخدام أموال صندوق النقد الدولي في سداد ديون الدول الأشد فقرا سوف يستنزف ميزانية هذه المؤسسة الدولية ولن يتمكن من تقديم قروض جديدة للدول الفقيرة.
كما يضغط فريق إدارة الرئيس بوش باستمرار من أجل تحويل كل الأموال التي يقدمها الصندوق للدول الفقيرة إلى منح لا ترد وليس قروضا. ولكن الأوروبيين يعارضون هذه الفكرة لأنها ستؤدي على المدى الطويل إلى تقلص أموال الصندوق.
ورغم كل ذلك الخلاف يبقى هناك ضوء في نهاية النفق لفقراء العالم.

..... الرجوع .....

الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
رياضة عالمية
نادي العلوم
خارج الحدود
الملف السياسي
فضائيات
السوق المفتوح
العمر الثالث
استراحة
إقتصاد
منتدى الهاتف
تحقيق
مجتمعات
من الذاكرة
جزيرة النشاط
روابط اجتماعية
7xسياسة
الحديقة الخلفية
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved