الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 3rd December,2002

الثلاثاء 28 ,رمضان 1423

الصحافة في خدمة المجتمع
أفهم أن مهمة الصحافة تتمثل في نقل الأخبار إلى متلقيها..
وأن هذا كان هدفاً أساسياً ضمن أهداف أخرى قامت عليها نشأة الصحافة في العالم..
وأزعم أنه لايخونني سوء التقدير أو البعد عن الفهم حين أقول إن هذا التصور هو السائد إلى اليوم في عقول الكثيرين منا..
والأمر في هذا لا يحتاج إلى استحضار أدلة أو البحث عن مسوغات لتأكيد سلامة وجهة النظر هذه وصحة مثل هذا الاعتقاد..
***
نعم، هناك الرأي في الصحافة وله أهميته..
وهناك دور الصحافة في تثقيف قرائها وله من الأهمية ما له..
ولايجوز إغفال مهام الصحافة في نشر المعلومة لما تمثله من عنصر جذب للقراء..
كما لا يصح تجاهل رسالتها في خلق الوعي بضوابطه الأخلاقية..
ونخطئ في كل حساباتنا لو لم نلق بالاً لما ينبغي أن نقوم به في قضايا ساخنة وحساسة، وهذا ما عنيته وأعنيه باختياري لدور الصحافة في خدمة المجتمع عنواناً لمقال هذا الاسبوع..
***
مناسبة كتابة هذا الموضوع..
دون حاجة إلى مزيد من ذكر الأسباب ومبررات اختيار هذا التوقيت..
قيام سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بزيارته التفقدية للفقراء في الأحياء الأشد فقراً..
كان من ضمن دلالات الزيارة..
كما أفهمها..
ومع كل ما حملته من مؤشرات كثيرة..
توجيه رسالة إلى الصحافة..
إلى العاملين في بلاطها..
وإلى القيادات فيها..
كما لو كان نقداً مهذباً على تقصيرها في دور أوكل لها..
تقصير في مسؤولية هي من أول واجباتها..
على شكل سؤال، كما لو ان سموه قد قال: أينكم مما رأيته..؟
***
نعم، أين الصحافة من هذه الحالة وحالات أخرى كثيرة..؟
ومتى تمارس دورها في خدمة المجتمع..؟
بعد أن فتح سمو ولي العهد الطريق أمامها نحو آفاق رحبة لممارسة دورها المسؤول..؟
***
أريد باختصار ان أقول إن خدمة المجتمع تبدأ من اقتحام الصحافة للأحياء التي بلغها البؤس ويعوز قاطنيها الحاجة إلى لقمة العيش ويسكنها صوت من لا صوت له في جهد أمين ونزيه وصادق يقدم على كشف المستور ونقل واقعه إلى القيادة للوصول إلى حل..
***
واسأل الزملاء في هذه المجلة..
هل فكرتم قبل زيارة سمو الأمير في زيارة لهذه الأحياء..؟
وماذا أنتم فاعلون بعد هذه الزيارة..؟


خالد المالك

المخابرات الأمريكية و«المهمة المستحيلة» في العراق
اصطياد صدام.. كيف؟؟!!
رصاصة واحدة لن تكفي «رامبو» إذا أراد رأس النظام !!
عشرات القصور الرئاسية و«أشباه صدام» يعقدون مهمة الاصطياد!!

* مجلة الجزيرة خاص:
عدة مبررات يسوقها المحللون الاستراتيجيون لتحديد ماهية الأهداف الحقيقية وراء الاندفاع الأمريكي تحت إدارة الرئيس بوش نحو إعادة صياغة المعطيات السياسية في العراق والمنطقة.
ويعتقد إلى حد التأكيد أن الإطاحة المزعومة بالرئيس العراقي ليست سوى عنوان يخفي وراءه جملة من الأهداف والنوايا التي لا تريد واشنطن الإفصاح عنها حالياً مكتفية بالإشارات إلى أن يأتي الوقت المناسب للإعلان عنها.
هناك عامل البترول والسيطرة على الموارد الاقتصادية وهناك الحديث عن أجندة سياسية أمريكية للعراق والمنطقة كلها.
وفي ظل الرغبة الأمريكية الجامحة لتفعيل أجندتها السياسية فإن الحرب واقعة لا محالة.
وكما يقول الاستراتيجيون السياسيون فإن صدام حسين لم يعد أمامه سوى خيارين: «الحرب او الحرب»!!.. لأنه حتى لو تعاون الرئيس العراقي مع عمليات البحث عن أسلحة الدمار الشامل فستظل الولايات المتحدة تشك وتختلق الذرائع والمبررات لإقناع المجتمع الدولي بالانتهاكات المزعومة للعراق!!
في أوروبا لا تزال الشكوك تلقي بظلالها تجاه حقيقة النوايا الأمريكية.. فها هو اوتو هابسبورغ (90 عاما)، الابن الأكبر لآخر أباطرة النمسا يقول وبالصوت العالي إن يهود وزارة الدفاع الأمريكية يقفون وراء المشاريع العسكرية الأمريكية ضد العراق.
ويضيف: «يهود البنتاغون يسعون إلى الهجوم على العراق لحماية إسرائيل».
هابسبورغ المتحدر من أقدم السلالات الملكية في أوروبا والذي يعتبر من الداعين إلى الاتحاد الأوروبي يرى في الدبلوماسية الأمريكية (صراع نفوذ بين اليهود والسود).. مشيراً إلى أن الانغلوساكسونية أي الأمريكيون البيض يلعبون حالياً دوراً هامشياً إلى حد ما في السياسة الأمريكية.
ويعتقد هابسبورغ أن البنتاغون حيث يحتل اليهود المراكز الأساسية بات مؤسسة يهودية، فيما السود في وزارة الخارجية بقيادة كولن باول.. وتبقى في البيت الأبيض كوندليزا رايس مستشارة الرئيس جورج بوش للأمن القومي.
يهود البنتاغون وفقاً لهابسبورغ يعتقدون أن إسرائيل في خطر، ويسعون إلى حمايتها بأي ثمن ومن بين ذلك تشجيع ضرب العراق.
الواقع أن إدارة بوش مصممة على الإطاحة بالنظام العراقي.. ليس هذا فحسب بل إنها لا تخفي رغبتها في اصطياد الرئيس العراقي ومعاونيه لتقديمهم للمحاكمة كمجرمي حرب.
لو تم عرض فيلم يصور عملية مطاردة أمريكية للقبض على صدام حسين على الشاشة الفضية، فإنه لن تكون هناك صعوبة في معرفة نهاية الفيلم، حيث يتسلل جون رامبو إلى العاصمة العراقية بغداد ويتعقب الرئيس العراقي في مخبئه الموجود على أعماق بعيدة تحت الأرض، وهناك ينفذ سياسة البيت الأبيض التي تهدف إلى «تغيير النظام الحاكم في بغداد برصاصة واحدة» ثم يخرج آمنا !!.
وعلى الرغم من أن عالم الأفلام الكثيرة ربما يرسم صورة لبعض الخيارات الأمريكية الخاصة بالعراق، إلا أن الضباط الأمريكيين والمحللين يحذرون من المهمة المستحيلة في عملية ملاحقة صدام حسين «لقطع رأس» النظام العراقي.
دروس الماضي
لقد ثبت من خلال عمليات المطاردة الأخيرة التي جرت في الصومال وأفغانستان وحتى أثناء حرب الخليج عام 1991م عندما تردد أن صدام حسين كان هدفاً للقوات الخاصة الأمريكية، إنه نادراً ما عاد المطاردون الأمريكيون إلى بلادهم بالهدف المنشود، والدليل على ذلك أن مصير أسامة بن لادن لا يزال مجهولاً رغم الجهد العسكري الأمريكي الضخم ورغبة بوش في العثور عليه «حياً أو ميتاً» كما يعتقد أن الملا محمد عمر زعيم حركة طالبان لا يزال هارباً في أفغانستان.
لقد كانت قلة المعلومات وراء الفشل في كل جهد تم بذله في الآونة الأخيرة.
مهمة رامبو
يتكهن عدد قليل من الناس بإمكانية تحقيق النجاح في العراق، وذلك عندما يدخل رامبو عاصمة تعدادها السكاني خمسة ملايين نسمة وفي بلد يزخر بعشرات القصور الرئاسية لمطاردة رجل يشترك في سماته مع ثلاثة بدلاء معروفين ويعيش في الخفاء منذ عشر سنوات.
يقول جوزيف هوار القائد السابق للقوات المركزية الأمريكية خلال مقابلة معه عبر الهاتف: «إن الأسلوب الوحيد لمعرفة ما يجري في بغداد يكون من خلال شخص ما يقف في مكان انتظار عام واضعاً على رأسه علامة مميزة وهو يقول إن صدام حسين موجود في عنوان كذا وكذا».. وهنا سوف نلتقط له صورة.
التكنولوجيا لا تكفي
في الوقت الذي شهدت فيه قدرات المراقبة والتنصت والرؤية من مسافات بعيدة وثبة كبيرة خلال العقد الماضي، فإن المتخصصين يقولون إنه لا بديل عن وجود عناصر تعمل على الأرض.
والحقيقة أن العناصر الأمريكية العاملة تحت غطاء اللجنة الدولية الخاصة التابعة للأمم المتحدة والمكلفة بنزع أسلحة الدمارالشامل العراقية قامت بجمع تفاصيل أساسية عن العراق، وساعدت الأمم المتحدة عام 1998م في إجراء مسح لمجموعة من المواقع العراقية الرئاسية، إلا أنه تردد أن مهمتهم الخاصة انحصرت في التعرف على أساليب القيادة العراقية في حماية وإخفاء نفسها.
يقول هوار: «أعتقد أن لديهم الكثير من المعلومات عن المواقع العراقية الرئاسية إلا أن المعلومات التي نادراً ما نحصل عليها يمكننا فقط التكهن بها، كما أنه لدينا عالم ببواطن الأمور يعرف طريقة تفكير الشعب العراقي وكيفية تصرفه.. فما الذي يمكن أن تضربه فرق الموت في مدينة بهذا الحجم.. ومع كل هذه القصور الرئاسية وهذا العدد من البدلاء.. ومع رجل ينام كل ليلة في مكان مختلف ولا يثق في أحد بعيداً عن أفراد أسرته؟
إن من يعتقدون أن تنفيذ هذه العملية سوف يكون أمراً سهلاً إنما أسرفوا في مشاهدة العروض التليفزيونية».
رصاصة واحدة
اعتبرت الولايات المتحدة صدام حسين بمثابة هدف لها، وأعلن آري فلايشر المتحدث باسم البيت الأبيض أنه بوسع الشعب العراقي أن يتجنب مواجهة حرب باهظة التكاليف بإطلاق «رصاصة» على صدام حسين.
لقد اختزل الرئيس الأمريكي جورج بوش الحرب في شخص صدام حسين عندما قال عنه «لقد حاول قتل والدي» وعلى الرغم من نفي ذلك رسمياً، إلا أن الوحدات الأمريكية حاولت من جانبها أثناء حرب الخليج اغتيال صدام حسين نفسه.
يقول ضابط بارز سابق بالقوات الخاصة الأمريكية ولديه خبرة كبيرة في عمليات حرب الخليج: «لا يمكن لأحد الادعاء بأننا لم نحاول قتل صدام حسين.. بل حاولنا وتلك هي الحقيقة.. إلا أن التوفيق لم يحالفنا في جهودنا، لأن صدام «أستاذ» في فن الخداع ولا يظهر كثيراً.. لقد كانت هناك جهود حثيثة للقبض عليه إلا أن الفكرة كانت تدور حول قتله بقنبلة حتى يبدو الأمر وكانه حادث..
«إن هذه الفكرة تتمثل في التعرف على مكانه ثم إلقاء قنبلة ذكية من النافذة عليه».
لعبة الحظ
يعترف الأمريكيون الذين اشتركوا في حملة بنما عام 1989م أن الحظ لعب دوراً هاماً في القبض على الجنرال مانويل نورييجا، وأشاروا إلى أن الحرب العالمية الثانية شهدت فشل الحلفاء في محاولة القبض على الجنرال ايروين روميل في شمال أفريقيا، وكذلك فشل البريطانيون في محاولات اغتيال هتلر «ووصف الضابط الأمريكي السابق الفرص الأمريكية الخاصة بالقيام بعملية مطاردة ناجحة في العراق بأنها ضئيلة للغاية» وقال «إنه من الصعب القبض على زعيم محاصر يتسم بالدهاء ولديه معرفة بأساليب المجرمين ويسيطر عليه جنون العظمة الذي يلازمه كل يوم، فضلا عن فقدانه الثقة فيمن حوله إلى الحد الذي يدفعه إلى تغيير أساليبه الخداعية باستمرار حتى لا يعرف أحد مكانه أو الطريقة التي يفكر بها».
صدام مختلف
يرى الضابط الأمريكي «أن معظم القادة الذين تم اغتيالهم حدث لهم ذلك في الوقت الذي كانوا يفكرون فيه في شيء ما آخر غير حماية أنفسهم»، ولكن صدام حسين لديه مخابىء كثيرة، واستبد به القلق بشأن حماية نفسه على مدى فترة حكمه الممتدة لأكثر من ثلاثين عاماً.
ويرى المسؤولون الأمريكيون أنهم يريدون تركيز بحثهم في القصور الرئاسية الثمانية على العثور على أي بقايا لبرامج أسلحة الدمار الشامل، فضلا عن العثور على صدام حسين نفسه، ويوجد من بين هذه القصورثلاثة في بغداد والباقون موزعون بالقرب من مسقط رأس صدام حسين في تكريت على بعد نحو تسعين ميلاً إلى الشمال من بغداد، وفي المدن الأخرى.
قصور ومهرجانات
تقع القصور الرئاسية العراقية على مساحات شاسعة تبلغ نحو 12 ميلاً مربعاً عليها أكثر من ألف مبنى وفقا لما ذكرته الأمم المتحدة التي قام مفتشوها بإجراء مسح لكل واحد من هذه القصور عام 1998م ويوجد بهذه القصور حمامات سباحة، ومناظر طبيعية خلابة مفتوحة ومستقلة عن بعضها البعض، وآلاف الشقق، ويتردد أنه تتم إقامة المهرجانات تحت الأرض بهذه القصور وتنتشر في أركان هذه القصور أعداد لا تعد ولا تحصى لتماثيل صدام حسين المنحوتة وصوره المرسومة.
وقد أظهر ملف بريطاني نشر الشهر الماضي بخصوص أسلحة الدمار الشامل العراقية الحجم النسبي لأحد هذه القصور، من خلال مطابقة صورة مصغرة لقصر باكنجهام على صورة تم التقاطها بالأقمار الصناعية لواحد من هذه القصور.
تشير تقديرات خبراء منظمة «جلوبال سيكيورتي» إلى أنه يوجد بالعراق نحو 57 قصراً، وتقول اندي ميسنج؟ ميجور متقاعد بالقوات الخاصة الأمريكية وترأس حالياً مؤسسة مجلس الدفاع الوطني في واشنطن وتدافع عن إلغاء القوانين الأمريكية التي تمنع الاغتيال: «يتعين التحلي بالصبر، وهذا يعني العمل على جمع المعلومات، التي بمجرد الحصول عليها، يمكن الحصول على أي شيء آخر.
مكافأة سخية للقاتل
تقول ميسنج: إذا كان من الصعب الحصول على المعلومات فإنه يمكن في هذه الحالة رصد مكافأة قدرها 250 مليون دولار أو منح الجنسية الأمريكية لأسرة القاتل حتى النسل الثالث للقاتل مع توفيرالحماية للنسل الأول وتتوقع ميسنج أنه مع هذه الاغراءات لن يبقى صدام حسين في السلطة أكثر من شهر واحد وترى ضرورة التزام الجدية عند تقديم هذه الوعود السخية.. مشيرة إلى أن الناس سخروا من المكافأة التي تم رصدها لقتل أسامة بن لادن وقدرها خمسة ملايين دولار، في الوقت الذي أشادوا فيه بعرض الأمم المتحدة الذي قدمته عام 1993م عندما رصدت 25 ألف دولار لمن يقتل فارح عيديد أحد أمراء الحرب في الصومال.
التجارب الأمريكية في تنفيذ سيناريوهات مشابهة لمحاولة اصطياد صدام مليئة بالفشل ويمكن استعراض ذلك على النحو التالي:
الصومال والعراق
نزلت القوات الأمريكية في البداية على شواطئ مقديشيو في ديسمبر عام 1992م لوقف المجاعة المتفشية هناك، والقيام بما أسماه جورج بوش الأب مهمة لا يمكن أن يفشل فيها الأمريكيون، إلا أن جهود الولايات المتحدة والأمم المتحدة كانت تنصرف إلى محاولة القضاء على قوة عيديد التي تهدد بناء الدولة.
وبحلول منتصف عام 1993م تحولت المواجهة إلى عملية مطاردة، وكان مفتاح النجاح في الصومال كما وصفه وليام جاريسون قائد قوة دلتا في تقرير له تم الحصول عليه وفقاً لقانون حرية المعلومات كان يتمثل في الحصول على معلومات «دقيقة وموثوق بها وحديثة» وقد ثبت أن الحصول على مثل هذه المعلومات أمر نادر مثل الحصول على ذرات الذهب، إلا أنه ربما يحمل ذلك تحذيراً ينطبق على الوضع في العراق.
فشل أمريكي
هبط رجال كوماندوز أمريكيون من قوة دلتا من طائرات هيليكوبتر بناءً على معلومات زائفة تم الحصول عليها من عملاء صوماليين مأجورين في مجمع تابع للأمم المتحدة، وبعد ذلك قاموا بضرب وكالة إغاثة غربية، الأمر الذي دفع مديري وكالات الإغاثة إلى اصطحاب القادة الأمريكيين في جولة في مقديشيو لتعريفهم «بالمبانى الخاصة بهم».
وفي غارة أخرى، تم القبض على قائد بقوة الشرطة التي تدعمها الأمم المتحدة وتجريده من مسدسه.
يقول هوار الجنرال المتقاعد «لو أنني كنت أسيراً في مدينة من مدن العالم الثالث، واقتربت مني وطلبت مني بعض المعلومات، فإنني اضطرك للانتظار عاماً ونصف لإعدادها لك».
الماضي البعيد
تعد العملية التي قامت بها الولايات المتحدة في المكسيك عام 1916م للقبض على باتشو فيللا زعيم إحدى العصابات الشهيرة في ذلك الوقت مثالاً رمزياً على عمليات المطاردة، فقد أرسل الرئيس الأمريكي حينئذٍ وودرو ولسون نحو أحد عشر ألف رجل مع أكثر من تسعة آلاف حصان في مهمة للقبض على شخص واحد في أراضٍ وعرة.
يقول هوار: «إننا لم نعثر على أثر له على مدى أحد عشر شهراً، وفي النهاية وقع القتال الوحيد بين القوات الأمريكية والقوات المكسيكية، ولولا اندلاع الحرب العالمية الأولى لكان بالإمكان بقاء الجنود الأمريكيين هناك حتى الآن».
المطرقة والسندان
عودة إلى التداعيات المصاحبة لوصول المفتشين الدوليين إلى بغداد يقول المراقبون إن الرئيس العراقي صدام حسين أصبح الآن بين خيارين هما الحرب أو السلام والأمر الآن متروك للعراق لكي يختار بين الحرب والسلام.
هذه هي الرسالة الواضحة من جانب هانز بيليكس رئيس لجنة التفتيش الدولية على الأسلحة العراقية الذي غادر بغداد بعد مباحثات وصفها بالإيجابية، فريق بليكس الذي يضم فريقاً من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يعتزم البحث عن أي دليل على أسلحة الدمار الشامل، وبنهاية العام الحالي فإن المتوقع أن ينضم إلى بيليكس في العراق أكثر من مائة مفتش من أربعين دولة من دول العالم لتنفيذ المهمة.
هؤلاء المفتشون يمتلكون حقاً فورياً وغير مقيد بالوصول إلى أي مواقع يريدون الدخول إليها فيما يعتقد نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز أن المفتشين لن يعثروا على شيء ، لأن العراق لم يعد يمتلك أي برامج لإنتاج الأسلحة البيولوجية ولا الكيماوية ولا النووية.
ويضيف عزيز أن عمليات التفتيش ستثبت أن كل ما تردده أمريكا عن امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وانتهاك القرارات الدولية المفروضة عليه منذ حرب الخليج الثانية قبل أكثر من عشر سنوات مجرد أكاذيب.
في الثامن من ديسمبر القادم سيقدم العراق إلى الأمم المتحدة قائمة كاملة بأي أنشطة أو برامج يمكن أن تتعلق بإنتاج أسلحة دمار شامل.
من ناحيتها ما زالت إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش تشكك في النوايا الحقيقية للرئيس صدام حسين على الرغم من موافقته على الالتزام الكامل بقرار مجلس الأمن الدولي الجديد الذي صدر بإجماع آراء أعضاء المجلس الخمسة عشر.
يطالب الرئيس الأمريكي جورج بوش بتطبيق كل بنود القرار الجديد بمنتهى الصرامة كما هدد بأنه لن يكون هناك أدنى تسامح مع العراق وهو ما عبر عنه بسياسة «مستوى التسامح صفر».
من المنتظر أن يراجع مسؤولو المخابرات الأمريكية القائمة التي سيقدمها العراق إلى الأمم المتحدة حول أنشطته في مجال أسلحة الدمار الشامل.
وفي حالة اعتبار أن هذه القائمة غير كاملة ولا حقيقية من وجهة نظر هؤلاء المسؤولين فإن إدارة الرئيس بوش ستعتبر هذا انتهاكاً ملموساً من جانب العراق، وهو ما قد يعني شن الحرب الأمريكية ضد العراق.
في الوقت نفسه إذا تعاون العراق فإن هانز بيليكس يشير إلى احتمال إعادة دمجه في المجتمع الدولي ثم رفع العقوبات الدولية المفروضة عليه فيما بعد.
يضيف بيليكس أن هذه فرصة من أجل السلام ويتمنى أن ينتهزها العراق بالكامل.
وقد رافق بيليكس إلى بغداد رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي وهو مصري حيث قال إنه حتى إذا قال العراق إنه لم يعد لديه أي برامج لأسلحة الدمار الشامل فالمتوقع أن يقوم المفتشون الدوليون بالتأكد من هذه الحقيقة.
من ناحيته حث الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان الولايات المتحدة بإظهار قدر من الصبر في التعامل من العراق، لكن التوتر ما زال يتصاعد، وفي كل يوم تهاجم الطائرات الأمريكية والبريطانية موقعاً للدفاع الجوي في شمال العراق متذرعة بإطلاق القوات العراقية نيرانها ضد هذه الطائرات.
وهناك بالفعل زيادة أخيرة في عدد الحوادث التي تتورط فيها الدوريات الجوية التي تقوم بها الطائرات الأمريكية والبريطانية فوق منطقتي الحظر الجوي شمال وجنوب العراق.
إقامة منطقتي الحظر الجوي بعد حرب الخليج الثانية كانت قد تمت خارج قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالعراق تحت ذريعة حماية الأكراد في الشمال والمسلمين الشيعة في الجنوب من الهجمات الجوية للنظام العراقي.
في الوقت الذي تقرع فيه أمريكا طبول الحرب يكشف المسؤولون الأمريكيون النقاب عن مراقبة أنشطة آلاف العراقيين في الخارج لمعرفة المتعاطفين مع صدام حسين منهم.
وهناك قلق متزايد من أن مثل هؤلاء الأشخاص يمكن أن يشكلوا خطراً في حالة نشوب الحرب.
من ناحيته يقول وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد بأن أمريكا ستسعى إلى «إنهاء الحرب بسرعة» في حالة نشوبها.
الأمين العام للأمم المتحدة أعرب عن قلقه من أن أمريكا تستسهل الحرب أكثر من باقي الدول الأعضاء في مجلس الأمن وتضع لها أسباباً أقل أهمية منهم.
مجلس الأمن
من المفترض أن يكون لمجلس الأمن الدولي دور في تقرير ما يجب عمله في حالة أي انتهاك حقيقي من جانب العراق للقرار الأخير الصادر عن المجلس في الوقت الذي تواصل فيه أمريكا احتفاظها بالحق في استخدام القوة بدون موافقة الأمم المتحدة.
ويعتقد عدد من الدول أن مجلس الأمن هو فقط الذي يمكنه تحديد العقوبة التي سيتم فرضها على العراق في حالة عدم الخضوع الكامل لقرار المجلس.

..... الرجوع .....

اعرف عدوك
تحت الضوء
الطابور الخامس
تكنولوجيا الحرب
فن الادراة
النصف الاخر
الطب البديل
تحت المجهر
تربية عالمية
العاب الكمبيوتر
الفن السابع
عالم الاسرة
المنزل الانيق
كتاب الاسبوع
ثقافة عالمية
رياضة عالمية
هنا نلتقي
المستكشف
داخل الحدود
الصحة والتغذية
مسلمو العالم
الصحة والتأمين
أنت وطفلك
الملف السياسي
فضائيات
ملف الماسونية
رمضانيات
الاخيرة
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية


ابحث في هذا العدد

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved