Al Jazirah Magazine Tuesday  07/08/2007 G Issue 230
الافتتاحية
الثلاثاء 24 ,رجب 1428   العدد  230
 
بين عنيزة والمذنب (2-2)

 

 

كنت منذ زمن بعيد قد دعيت إلى زيارة المذنب لإلقاء محاضرة في جمع من أهلها، ومثل ذلك تلقيت دعوة للمشاركة في مهرجان عنيزة الأول للثقافة والتراث بإلقاء محاضرة في يوم من أيامه..

كانت مصادفة - لم يُخطط لها - بأن تكون المناسبتان في موعدين متقاربين جداً، حيث تمتا في أسبوع واحد؛ ففي بدايته كنت في محافظة المذنب، وفي منتصفه كانت وجهتي إلى محافظة عنيزة.

* * *

لن أتحدث عن المحاضرتين فقد نشرتا في صحيفة الجزيرة؛ وعرضتا في أكثر من موقع في الشبكة العنكبوتية، وبالتالي فقد كان له ذلك مَن رغب أن يقرأهما أو يطلع عليهما..

وهذا الكلام أقرب ما يكون إلى الانطباعات السريعة عن بعض المشاهد التي رأيتها، منه إلى الحديث عن كل ما لفت نظري عن الإبداع في هاتين المحافظتين خلال زيارتي لهما.

* * *

ففي عنيزة لجنة للأهالي، وهي - على حدّ علمي - أقدم لجنة أهلية في القصيم..

وللمذنب لجنتها الأهلية الخاصة التي تقوم بذات الأدوار التي تقوم بها لجنة الأهالي في عنيزة..

ومهمة اللجنتين ممارسة أعمال تطوعية؛ لاستكمال النقص الذي تعاني منه كل محافظة، وتقديم عرض للجهات المسؤولة عن المتطلبات، ومساعدة المسؤولين في إنجاز مهماتهم، وخلق بيئة مناسبة لخلق التنافس بين المواطنين لدعم المشاريع الأهلية المساندة للمشاريع الحكومية.

* * *

ومن الواضح أن لجنتي الأهالي في كل من المحافظتين تقومان بأدوار إيجابية وكثيرة..

وأنهما تتواصلان مع القادرين مالياً من أبناء المحافظتين؛ فتحثانهم على دعم كل محافظة بالمال لإقامة المشاريع المفيدة، وتقدمان لهم تصوراً لخيارات كثيرة من المشاريع لاختيار كل واحد منهم مشروعاً لينفذ على حسابه الخاص.

* * *

هذه الظاهرة..

أو هذا السباق الجميل على بذل الخير ودعم إقامة مشاريع ضخمة وكبيرة وذات أغراض وأهداف متنوعة..

وجدتها في المحافظتين بشكل جليّ وواضح، وبكل تفاصيلها ومنافعها وبرامجها..

وهو عمل يجب إشهاره والثناء على من اقترحه وموّله وتابع تنفيذه، بأمل أن يقتدي به بقية القادرين في أعمال مماثلة في محافظات أخرى.

* * *

والحديث عن تميز عنيزة والمذنب، بهذه المبادرات وبمشاريع غير مسبوقة، لا يلغي وجود نماذج من المواطنين الأخيار قدموا لمحافظاتهم شيئاً من الإنجازات أو بعضاً من المشاريع على حسابهم الخاص في محافظات أخرى..

لكن اقتصار حديثي على هاتين المحافظتين جاء اعتماداً على ما تأكدت منه على الأرض، بالمشاهدة الحقيقية، حين كنت في زيارة لكل من عنيزة والمذنب..

وأكثر ما أثلج صدري أن من تصدّى لهذه المشاريع، وأنفق على الكثير منها بسخاء، هم بعض أهالي هاتين المحافظتين الذين لا يقيم بعضهم في عنيزة أو المذنب، لكنهم فعلوا ذلك وأقدموا عليه واستجابوا لطلب من اقترحه عليهم من باب الوفاء والاحتفاظ بالجميل والعرفان لمحافظات يعتزون بانتمائهم إليها.

يبقى أن نتوجه بالشكر لأمير القصيم فيصل بن بندر بن عبدالعزيز الذي شجع الأهالي على هذا التنافس الجميل حين رعاه بدعمه ووقته بمساعدة أخيه ونائبه الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب «2» ثم أرسلها إلى الكود 82244

خالد المالك


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة