الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 8th June,2004 العدد : 84

الثلاثاء 20 ,ربيع الثاني 1425

اليمن السعيد
ما إن تزور اليمن سائحاً أو في مهمة رسمية..
ويأخذك التجوال إلى معالمها الكثيرة واللافتة للنظر..
حيث ينتصب التاريخ ببهاء وكبرياء واعتزاز ليقول لك: أنا هنا..
وحيث الحديث والحوار مع رجالاته يعزز ما تناقله الرواة، أو قيل وكتب عن هذا البلد الشقيق.
***
ما إن يأخذك المسير نحو جزء غالٍ من عالمنا العربي ثري بالمعالم التاريخية والإنسانية والاجتماعية والثقافية..
حيث يحتفظ هذا البلد بشخصيته ومعالم كثيرة من التاريخ القديم الذي يشكل اليمن جزءاً من أحداثه وصناعته، وتأثيره على مجريات الكثير مما ترويه لنا كتب التاريخ..
وحيث يشعر الزائر لليمن بزخات من مطر الإعجاب تلامسه وتداعبه وتشعره بالزهو والاعتداد ممايراه.
***
في اليمن الشقيق..
يرسل الزائر نظراته إلى نمط العمران فيها..
المباني والطرق ورسم الأحياء وتخطيط المدن واستخدام الألوان والمواد..
فإذا به يكتشف دون عناء أن اليمن قد مزج بين القديم والحديث في بناء مدنه وأحيائه وشوارعه..
وأنه وإن أخذ بالتحديث في كثير من المنشآت وأوجه الحياة فإنه لم يتخل عن شخصيته التراثية والتاريخية حيث أبقى النمط العمراني القديم وحافظ عليه.
***
وفي كل لقاء يجمعك بمسؤول..
أو مناسبة تضمك بقاعدة من المثقفين..
فإن الحديث في هذه المناسبات..
والكلام في مثل هذه اللقاءات..
يتركز عادة وغالباً على ما يضيف إلى معارفك الكثير من المعلومات والصور واللمحات عن القديم والحديث من التاريخ والتراث والمعارف الأخرى.
***
وإن بلداً كاليمن..
بمساحاته الواسعة...
وبحدوده التي تمتد إلى آلاف الكيلوات..
مع أكثر من دولة..
وبطبيعته الجبلية المعقَّدة..
وبالتركيبة القبلية الصارمة في سلوكها وتوجهاتها هناك..
مع دخل قومي محدود لسكان يتجاوز عددهم العشرين مليوناً..
يواجه ولاشك تحدياً كبيراً لا تكفيه ميزانية سنوية لاتتجاوز أربعة بلايين دولار.
***
ومع هذا
فإن الرجال في اليمن..
قد واجهوا التحدي بالتحدي..
وهم اليوم يتصدون وبقوة لمعالجة الأوضاع القاهرة, وذلك ما ميز مسؤوليه بالقدرة على معالجة الدَّيْن العام وترتيب أمور الصرف على الحاجات المُلِحَّة والفعلية..
ضمن سياسة تقوم على الترشيد في الصرف دون الإخلال بمتطلبات واحتياجات المواطن والوطن..
هكذا قالوا لنا..
وهذا ما تأكد لنا ورأيناه.


خالد المالك

رفح دخلت قاموس النضال الفلسطيني
قصة إغتصاب مدينة فلسطينية

* إعداد إسلام السعدني
يدور جدل عنيف في إسرائيل بعد ان انهى الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية المكثفة في رفح جنوب قطاع غزة حيث يقول العديدون ان الضرر الذي احدثته تلك العملية على سمعة إسرائيل في العالم يفوق المكاسب العسكرية منها.
وظهر شبه اجماع في الصحافة الإسرائيلية بأن الحملة العسكرية لم (تكن تستحق العناء) حيث قال المعلقون ان العالم لن يتذكر سوى صور المدنيين الفلسطينيين وهم يبحثون عن امتعتهم بين انقاض منازلهم التي دمرتها الجرافات الإسرائيلية او صور قذائف الدبابات تسقط على رؤوس مشاركين في تظاهرة سلمية.
قال وزير العدل الإسرائيلي تومي لابيد ان صورة امرأة فلسطينية تتفقد انقاض منزلها في رفح ذكرته بصورة جدته التي قتلت في المحرقة النازية.
واثارت انتقادات لابيد، الناجي من معسكرات الاعتقال النازية، تنديدا هستيريا بين صفوف زملائه من اعضاء البرلمان، الا ان العديد من الصحف وافقته الرأي بعد ان اعلن الجيش انتهاء عملية (قوس قزح) في قطاع غزة.
ونقلت صحيفة معاريف عن ضابط شارك في العملية قوله (لقد تصرفنا كالثور الهائج).
كما نقلت عن ضابط آخر قوله انه لا شك في ان التقريع الدولي الذي وجه لإسرائيل اجبر كبار الضباط في البلاد على وقف العملية. وقالت الصحيفة في تحليل لها (في هذه الحالة فان كلفة العملية مرتفعة فقد لامست الصور القاسية للبيوت المدمرة في رفح واصحابها التعساء يقفون بين انقاضها، قلوب الكثيرين بما فيهم إسرائيليون).
واضافت الصحيفة ان تلك الحملة (اظهرت للقوات الإسرائيلية ان حجم شرعيتها بالقيام بعمليات جذرية محدود).
وذكرت صحيفة هارتس ان إسرائيل خسرت معركة اعلامية كبيرة تشنها ضد الفلسطينيين. واوضحت الصحيفة انه (حتى قبل ان يشن جيش الدفاع الإسرائيلي هجومه على رفح كان من الواضح للعديدين ان التوغل الضخم سيمثل اصعب تحد منذ سنوات لجهود تبرير قضية إسرائيل في الخارج).
فبعد مقتل 43 فلسطينيا بعضهم من المسلحين وبعضهم من الاطفال والمدنيين، فان حجم الحملة الإسرائيلية الغى التعاطف الضئيل الذي حصلت عليه إسرائيل بعد مقتل 13 جنديا إسرائيليا قبل اسبوعين. وقالت منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) في بيان لها ان العملية التي بدأتها إسرائيل في 18 ايار مايو ادت الى هدم 45 منزلا وشردت 575 فلسطينيا. وفيما اعتبر الجيش الإسرائيلي عملية (قوس قزح) ناجحة، شككت الصحافة الإسرائيلية في المكاسب العسكرية للعملية التي تعد الاوسع منذ بدء الانتفاضة الفلسطينية. وتزعم إسرائيل ان العملية تهدف الى القضاء على جماعات مسلحة مثل حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وحركة الجهاد الاسلامي اللتين تنشطان في رفح ولوضع حد لتهريب الاسلحة من خلال انفاق تمر تحت الحدود بين رفح ومصر.
ونقلت صحيفة يديعوت احرونوت الواسعة الانتشار عن ضابط عسكري إسرائيلي قوله انه (فيما عدا تدمير البيوت والعثور على نفق ونصف، فلم نحدث تغييرا كبيرا) في الوضع. وقالت صحيفة معاريف ان (فوائد الحملة العسكرية محل نقاش) مؤكدة على ان النتائج التي لا تذكر التي حققتها الغارة (لا تبرر هذه العملية العسكرية الكبيرة والتسبب بهذه المعاناة المروعة للشعب الفلسطيني بما في ذلك ايقاع الضرر غير المقصود بالمدنيين الابرياء).
أسبوع كامل وقوات الاحتلال الإسرائيلي تعيث فسادا في قطاع غزة في اجتياح جديد اختارت له إسرائيل وللمفارقة المريرة اسم (قوس قزح)، وهو قوس اصطبغت ألوانه السبعة في مدينة رفح ومخيمها وغيرهما من المدن والبلدات والمخيمات في غزة بلون دماء الأبرياء من الفلسطينيين العزل الذين لم يكتف جيش الاحتلال بسفك دمائهم، بل وأقدم على هدم منازلهم أحياناً فوق رؤوسهم غير عابئ بأية إدانات دولية حتى وإن كانت في صورة قرار من مجلس الأمن الدولي لم تجسر الولايات المتحدة التي دأبت دائما على عرقلة أي قرار للمجلس يدين الممارسات الإسرائيلية على استخدام حق النقض للحيلولة دون استصداره. وقد أثارت هذه المجازر غضب الرأي العام في مختلف أنحاء العالم حتى بداخل الأوساط المعروفة بتأييدها لإسرائيل، وهو ما انعكس في صورة سيل من المقالات والتحليلات التي استعرضت أبعاد العدوان الوحشي الذي تعرض لها قطاع غزة خلال الأيام الماضية والمزاعم التي تذرعت بها قوات الاحتلال للإقدام عليه وردود الفعل الدولية التي قوبل بها، وتأثير كل هذه الممارسات العدوانية على الجهود المبذولة لإيجاد تسوية شاملة وعادلة ودائمة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، تلك التسوية التي تعد حجر الزاوية في المساعي الرامية لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط بأسرها.
حكاية شهيد
وعلى صفحات جريدة (كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية، نشر مقال تحليلي للكاتبة (إلين بريشر) بدأته بالحديث عن الطفل الفلسطيني (مبارك) البالغ من العمر تسع سنوات، والذي كان أصغر شهداء قصف إسرائيلي استهدف مسيرة سلمية فلسطينية في رفح خلال أحد أيام الاجتياح، وهو القصف الذي أسفر عن استشهاد تسعة فلسطينيين آخرين .
وأشارت (بريشر) إلى أن الهم الأكبر الذي كان يشغل بال والدة هذا الطفل قبل استشهاده هو كيفية منعه من المشاركة في المسيرات الجنائزية التي عادة ما تجوب شوارع الحي الذي يسكن فيه في غزة لتشييع الشهداء الذين يسقطون ضحايا الرصاص الإسرائيلي، وتوضح الكاتبة في هذا الصدد أن الأم كانت تلجأ إلى إخفاء حذاء ابنها كلما استشهد أحد الجيران، حتى لا يتسنى للطفل المشاركة في الجنازة، قائلة إنه كان يتحايل على هذا الأمر ويصر على السير في مثل هذه الجنازات حتى ولو حافي القدمين. ولكن سرعان ما تحقق أسوأ كوابيس هذه الأم المكلومة، بعدما صار ابنها بغتة إثر القصف الإسرائيلي للمسيرة التي كانت متوجهة إلى حي تل السلطان المحاصر شهيدا يحمله جيرانه على الأعناق، بدلا من أن يكون كما اعتاد دائما واحدا من بين الأطفال الذين يسيرون في الجنازات. وتنقل (بريشر) عن الأم الفلسطينية قولها وهي تغالب الدموع: لقد قُتل هؤلاء الأطفال الأبرياء دون أي جريرة على مرأى ومسمع من كاميرات شبكات التليفزيون، إنني آمل أن تشعر أمهات الجنود الإسرائيليين يوماً ما بمشاعر الحزن والغضب والمرارة التي تجتاحني الآن.
وهنا تلقي الكاتبة الضوء على التجاهل الإسرائيلي لكافة النداءات الدولية المطالبة بإنهاء العمليات العسكرية التي كانت تقوم بها قوات الاحتلال في جنوب قطاع غزة، وهي النداءات التي تصاعدت بعد ارتفاع حصيلة ضحايا هذه العمليات إلى نحو 39 شهيدا فلسطينيا في الأيام الثلاثة الأولى من الاجتياح.
وتشير الكاتبة إلى المبررات التي أعلنها الجيش الإسرائيلي لعملياته تلك والتي تنوعت ما بين القضاء على الناشطين الفلسطينيين، وتدمير أنفاق تقول إسرائيل إنها تستخدم لتهريب الأسلحة إلى داخل قطاع غزة عبر الحدود مع مصر، مشيرة في هذا الصدد إلى حقيقة مهمة مفادها أن القطاع بأكمله يعد محورا للخطة التي أعلنها رئيس الوزراء الإسرائيلي (آرييل شارون) مؤخرا لفك الارتباط مع الجانب الفلسطيني، وهي الخطة التي تتضمن انسحابا كاملا من غزة التي يوجد فيها نحو ثمانية آلاف مستوطن يهودي. وأضافت (بريشر) أن مشاعر الأسى والمرارة باتت تفعم الأجواء في رفح، مشيرة إلى أن هذه الأجواء تفاقم من حالة الاستياء والحنق التي تتملك الفلسطينيين حاليا بسبب ما جرى هناك، وهو ما يجعل من غير المحتمل أن يعتبر أحد من هؤلاء التصريحات التي يدلي بها (شارون) حول اعتزامه الانسحاب من غزة نقطة تحول في تفكير القيادة السياسية الإسرائيلية.
وتوضح (بريشر) في الوقت ذاته أن الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة أثارت مناخا من عدم الارتياح في أوساط بعض الإسرائيليين أنفسهم الذين وجدوا أنه من العسير الحديث عن أية فوائد يمكن أن تنجم عن عملية عسكرية مثل تلك. وتشير في هذا الشأن إلى الانتقادات التي وجهتها بعض الصحف الإسرائيلية لهذا الأمر، من خلال ذكر بعض ما جاء في صحيفة (يديعوت أحرونوت) التي تعد أكثر الصحف اليومية مبيعا في إسرائيل حيث خرجت الصحيفة على قرائها قبل أيام بمانشيت عريض على صدر صفحتها الأولى يقول( قبل اقتراف الخطأ القادم)، حيث كتب الصحفي الإسرائيلي (أليكس فيشمان) مؤكدا أن شرعية العمليات التي تقوم بها القوات الإسرائيلية في غزة تتآكل بمرور الوقت حتى لو صدق الإسرائيليون التبريرات التي قدمها المسؤولون العسكريون بشأن إطلاق قذائف الدبابات على مسيرة تل السلطان.
وهي التبريرات التي تضمنت كما تشير بريشر أن القوات الإسرائيلية قامت بإطلاق رصاصات تحذيرية على المسيرة لمنعها من التقدم بعد أن رصدت وجود مسلحين بين المشاركين فيها، ثم أعقب ذلك حسبما قال المسؤولون الإسرائيليون إطلاق أربع قذائف دبابات على مبنى مهجور كان يحول على حد قولهم دون رؤية الجنود للمتظاهرين الفلسطينيين .
وتلفت الكاتبة النظر إلى أن الاعتذار الرسمي الذي قدمه الجيش الإسرائيلي عن الضحايا المدنيين الذين سقطوا جراء هذا القصف والذي ترافق مع إعلان المسؤولين العسكريين الإسرائيليين عزمهم مواصلة العمليات في رفح لم ينجح في حمل الرأي العام الدولي على تغيير موقفه إزاء هذه الحملة العسكرية التي تعد الأعنف في القطاع منذ سنوات طويلة.
المأزق الأمريكي
وألقت الكاتبة الضوء في مقالها على موقف إدارة الرئيس الأمريكي (جورج بوش) في هذا الشأن، والذي اختلف بشكل كبير عن المواقف التي اعتادت واشنطن اتخاذها منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، حيث لم تدافع الولايات المتحدة عن الاجتياح الإسرائيلي لغزة في مجلس الأمن كما كانت تفعل مع العمليات العسكرية التي قامت بها إسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة طيلة الأعوام التي مضت من عمر هذه الانتفاضة.
وقالت (بريشر) إن قيام أمريكا بالامتناع عن التصويت، والإحجام عن استخدام حق النقض في مجلس الأمن سمح بصدور قرار دولي يدين اجتياح رفح، ويطالب تل أبيب بوضع حد له، بل ويصفه بأنه (جريمة حرب)، وهو موقف نادر بالنسبة لواشنطن في السنوات الأخيرة. ومضت (بريشر) قائلة إن الإدارة الأمريكية امتنعت عن توجيه أي انتقادات لإسرائيل في السنوات القليلة الماضية منذ اعتبرتها تخوض حربا ضد الإرهاب تماما كما هو الحال مع الولايات المتحدة نفسها، إلا أن الكاتبة أوضحت أن الموقف الأمريكي تغير مع بدء الجيش الإسرائيلي عمليات هدم عشرات من منازل المواطنين الفلسطينيين في جنوب قطاع غزة لتوسيع المحور الحدودي الذي يفصل بين مصر وبين القطاع والمعروف باسم ( محور فيلادلفيا).
وأشارت (بريشر) إلى أن عمليات الاجتياح الإسرائيلية المتواصلة للأراضي الفلسطينية والتي تزامنت مع التدهور المستمر لمكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بسبب ما يجري في العراق تجعل من العسير على واشنطن الحفاظ على دورها فيما يتعلق بتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وفي هذا السياق تنقل عن وزير الخارجية الأمريكي (كولن باول) قوله (أعتقد أن أنشطة الجيش الإسرائيلي في غزة خلال الأيام الأخيرة أدت إلى حدوث مشكلة، وكذلك أدت إلى تعقيد الوضع أكثر، كما أرى أنها زادت من صعوبة المضي قدماً للأمام بغية العودة إلى المسار السلمي ).
وتردف (إلين بريشر) قائلة: إن من بين العوامل التي أدت إلى تفاقم الوضع في الشرق الأوسط خلال الأيام الماضية، إدانة إحدى المحاكم الإسرائيلية ل(مروان البرغوثي) أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني بأنه كان العقل المدبر لعمليات أدت إلى مقتل خمسة إسرائيليين على الأقل من بين ستة وعشرين اتهم بالتورط في تدبير جرائم قتلهم على حد قول المحكمة الإسرائيلية. وتقدم الكاتبة في مقالها نبذة مختصرة عن حياة (البرغوثي) مشيرة إلى أن نجمه بدأ في السطوع خلال سنوات الانتفاضة الأولى بين عامي 1987 و1993 قبل أن ينتخب عضوا في المجلس التشريعي الفلسطيني عام 1996، حيث تضيف أنه سرعان ما أصبح وجها بارزا يثير حماسة الجماهير الفلسطينية، قائلة إنه قد يكون في يوم من الأيام خليفة للرئيس الفلسطيني (ياسر عرفات).
وتصف (بريشر) المناضل الفلسطيني بالقول إنه يعد رأس حربة الانتفاضة الحالية التي اندلعت في سبتمبر من عام 2000، مشيرة إلى أن إسرائيل اعتقلته في إبريل من عام 2002 بعد أن اتهمته بقيادة كتائب شهداء الأقصى، التي تعد بمثابة الجناح العسكري لحركة فتح التي يقودها (عرفات).
وتؤكد الكاتبة أن هذه الاتهامات زادت من شعبية الرجل في صفوف أبناء شعبه حتى أصبح رمزا للمقاومة الفلسطينية يلتف حوله المزيد والمزيد من الفلسطينيين حتى وهو خلف القضبان، قائلة إن مصيره يتراوح ما بين مواجهة عدة أحكام بالسجن مدى الحياة كما أشار قاض إسرائيلي مؤخرا، أو إطلاق سراحه بعد فترة ليستقبله الفلسطينيون حينذاك استقبال الأبطال، وذلك كما تتوقع بعض الدوائر السياسية الإسرائيلية.
وتخلص (بريشر) قائلة: إن (مروان البرغوثي) ما هو إلا شهيد حي، لتعود مرة أخرى إلى حكاية (مبارك) ذلك الطفل الشهيد التي افتتحت بقصته سطورها، مشيرة إلى أن نيل الشهادة كان كل ما يتمنى هذا الطفل، الذي روت أمه أنه كان حريصا على جمع صور الشهداء ليضعها على جدران المنزل قائلا لها ( يوما ما ستضعين صورتي بجوار هؤلاء).
ولعل هذه العبارة الموجعة والتي تختزل المأساة الفلسطينية في أبلغ صورها كانت حافزا للكثيرين حتى في داخل إسرائيل نفسها للإعراب عن استنكارهم وتنديدهم بالممارسات التي ارتكبتها قوات الاحتلال في غزة، ومن بين هؤلاء الكاتب والناشط الإسرائيلي (يوري إفنيري) الذي لخص في بداية مقال له المشهد كما بدا في رفح خلال الأيام الماضية (جيش هائل حشد قواه من مختلف أنحاء إسرائيل لشن هجوم على منطقة فلسطينية نائية على هامش قطاع غزة المعدم والمنهك.. وهناك قُتل العشرات من الفلسطينيين سواء كانوا مسلحين أو مدنيين، كما دمرت المنازل بالجملة، وأعادت مشاهد النازحين من ديارهم ذكريات نكبة عام 1948.
جنون القوة
وبعد هذه السطور التي سعت لاستجلاء طرف من مأساة رفح المنكوبة، تساءل (أفنيري) عن أسباب هذا كله ولأجل ماذا قام الجيش الإسرائيلي بحملته العسكرية تلك. وهكذا سعى الكاتب في ما تبقى من سطور مقاله لتفسير الأسباب التي حدت بالقيادة الإسرائيلية سياسية كانت أو عسكرية للقيام بهذا العدوان.
في البداية يشير الكاتب إلى أن المشهد للوهلة الأولى يبدو عبثيا لأن الانسحاب من قطاع غزة الذي اجتاحت القوات الإسرائيلية أجزاء منه يعد لب خطة (فك الارتباط) التي أعلن عنها شارون، وهو ما يعني أن الأراضي الواقعة في القطاع بما فيها محور (فيلادلفيا) لا تعد ذات أهمية من الناحية الأمنية لإسرائيل، وفي هذا الصدد ينقل الكاتب عن رئيس الوزراء الإسرائيلي تأكيده على أن غزة تعد عبئا من الناحيتين العسكرية والديموغرافية يجدر بإسرائيل أن تتخلص منه اليوم قبل الغد.
كما يستعين (إفنيري) بما أكد عليه (شاؤول موفاز) رئيس الأركان الإسرائيلي السابق ووزير الدفاع الحالي من أن قطاع غزة ليس من بين (ما ورثه الإسرائيليون عن أجدادهم) على حد قوله، وهو ما يعني أن الأنشطة الاستيطانية هناك تمثل خطأ من بداية الأمر.
وبناء على ما تقدم من تصريحات، أكد (إفنيري) أن ما يقوله المسؤولون الإسرائيليون يعني أن الجنود الذين قتلوا في غزة (قتلوا من أجل لا شيء، من أجل خطأ وأن كل جندي (إسرائيلي) يقتل في غزة يلقى حتفه سدى).
ويتساءل الكاتب والناشط الإسرائيلي ثانية قائلا (هل هذا يعني أن ما جرى في غزة كان ضربا من الجنون) ، خاصة بعد أن راح العشرات من الفلسطينيين من بينهم نساء وأطفال ضحايا لذلك(الخطأ) الذي تحدث عنه موفاز؟. ويواصل (إفنيري) تساؤلاته قائلا: (أي روح شريرة استحوذت على رئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس أركانه لشن عملية عسكرية بهذا الحجم في منطقة من المفترض أن ينسحب الجيش منها في أي لحظة؟).
وهنا يصل الرجل إلى بيت القصيد قائلا إن هناك شيئا من المنطق بالتأكيد وسط كل هذا الجنون، مشيرا إلى أن السبب الحقيقي للعمليات الإسرائيلية في رفح لم يكن تدمير الأنفاق التي تحدث عنها الجيش، حيث يقول إنه لم يتم اكتشاف سوى نفق واحد منها حتى الآن وهو ما يعني قلة عددها من ناحية كما يعني في الوقت نفسه حسبما يشير الكاتب إلى أن أية عمليات عسكرية لن تنجح في القضاء على هذه الأنفاق بشكل كامل حتى مع توسيع المحور الحدودي من خلال هدم المنازل الفلسطينية ، إذ أن اتخاذ مثل هذه الإجراءات سيؤدي إلى زيادة طول هذه الأنفاق وليس أكثر. ويخلص (إفنيري) من هذه السطور للقول إن ما تقدم يؤكد أن تدمير الأنفاق ليس إلا ذريعة، تخفي وراءها الأهداف الحقيقية للاجتياح الوحشي الذي قامت به القوات الإسرائيلية لمدينة صغيرة مثل رفح.
ويستطرد الرجل موضحا أن السبب الأول يتمثل في شهوة الانتقام لدى الجيش الإسرائيلي، بعدما قُتل ثلاثة عشر من جنوده على يد الفصائل الفلسطينية في غزة مؤخرا، وهو ما دفع قادة هذا الجيش للسعي إلى إجبار الفلسطينيين على دفع فاتورة هذه العمليات ليعود الاتزان إلى حصيلة القتلى من الجانبين في نظر هؤلاء القادة، وهو ما قاد في النهاية إلى مقتل عشرات الفلسطينيين في مقابل الجنود الثلاثة عشر، وتدمير مئات المنازل الفلسطينية مقابل الآليتين العسكريتين الإسرائيليين اللتين دمرتا في الهجومين اللذين أوديا بحياة هؤلاء الجنود.
ويضيف الكاتب أن اجتياح رفح استهدف أيضا تأكيد تفوق الجيش الإسرائيلي، ورفع الروح المعنوية لجنوده الذين كانوا في حالة من الحسرة الشديدة بعد الضربات التي تعرضوا لها في غزة قبل الاجتياح.
ويشير (إفنيري) في هذا الشأن أيضا إلى أن المرء بوسعه أن يقول إن تأنيب الضمير الذي ربما يكون قد انتاب بعض القادة العسكريين الإسرائيليين الذين أرسلوا جنودهم إلى ساحة قتال مثل غزة دون إجراء الاحتياطيات اللازمة مما أدى إلى مقتل ثلاثة عشر منهم قد يعتبر بدوره أحد العوامل التي قادت إلى شن تلك الحملة العسكرية واسعة النطاق.
ويلفت الكاتب النظر إلى أن ذلك التصرف يخالف ما يمكن أن يحدث في أي جيش محترم، حيث يتوقع المرء من ضباط مثل هذا الجيش تقديم استقالاتهم إذا ما كانوا مسؤولين عن عمليات فاشلة، مردفا أن الأمور لا تتم على هذا النحو في الجيش الإسرائيلي الذي قد يكافأ الضابط الفاشل فيه بالترقية إلى منصب أرفع.
سبب آخر يشير إليه (إفنيري) في هذا السياق ألا وهو رغبة الجنرالات الإسرائيليين في أن تنسحب قواتهم من غزة مرفوعة الرأس، حتى لا يكون بوسع الفصائل الفلسطينية القول إنها استطاعت دحر قوات الاحتلال وإجبارها على الانسحاب من القطاع كما فعل حزب الله قبل عدة أعوام في جنوب لبنان.
ويسخر الرجل من هذا الدافع قائلا إنه يتسم بالصبيانية والتفكير الطفولي، ويشير إلى أن الانسحاب الإسرائيلي بعدما حدث في رفح سيفسر أيضا من جانب الفلسطينيين بوصفه نتيجة للصمود البطولي الذي أبدوه خلال الاجتياح، وهو ما لن يستطيع أحد أن يجحده وقتذاك على حد قوله.
مغامرة شارون الدامية
وبعدما يحلل (يوري إفنيري) أسباب اجتياح رفح من الوجهة العسكرية ينتقل إلى العوامل السياسية التي حدت بالحكومة الإسرائيلية إلى الأقدام على هذا العمل، قائلا: إن رئيس الوزراء (شارون) كان في حاجة إلى عمل عسكري ضخم يوقع أكبر عدد ممكن من القتلى ويسفر عن خسائر مادية فادحة حتى يشبع غريزة الانتقام لدى الإسرائيليين وبالتالي يضمن الفوز بأصواتهم في أي اقتراع قادم، بعد أن يؤكد من خلال هذا العمل أنه تم إلحاق خسائر بالفلسطينيين تفوق ما ألحقوه هم بالجيش الإسرائيلي أضعافا مضاعفة.
ويضيف (إفنيري) أن من بين أسباب لجوء (شارون) لهذه العملية العسكرية أيضا المأزق الذي يمر به حاليا بعد أن بات محاصرا من جميع الاتجاهات إثر فشله في الحصول على تأييد غالبية أعضاء حزب (الليكود) الذي يتزعمه لخطة (فك الارتباط).
وهنا يورد الكاتب نص تحذير نشرته حركة (جوش شالوم) الإسرائيلية للسلام بعد أيام من خسارة رئيس الوزراء الإسرائيلي لاستفتاء الليكود أكدت فيه أن (شارون) أصبح حاليا كالثور الجريح وهو ما يجعله أكثر خطورة وشراسة، وأشار (إفنيري) إلى أن هذا التحذير الذي نُشر قبل أقل من أسبوعين على بدء اجتياح رفح، تضمن أيضا التأكيد على أن السبيل الوحيد الذي صار أمام (شارون) بعد فشل خطته وعجزه عن صياغة خطة بديلة مقنعة هو القيام بمغامرة عسكرية دراماتيكية لا حدود لضحاياها فقط من أجل أن يبقى رئيس الوزراء الإسرائيلي على المسرح السياسي.
وهكذا كانت العملية العسكرية في رفح كما يؤكد (إفنيري) محاولة للانتقام للقتلى من الجنود الإسرائيليين من الناحية العسكرية، وكذلك محاولة لرفع أسهم (شارون) على الصعيد السياسي، حيث احتلت أنباء ما يجري في الأراضي الفلسطينية صدارة وسائل الإعلام العالمية، ولم يعد هناك من يتحدث عن الفشل إلذي مني به صقر صقور الدولة العبرية، إلى جانب إدراك رئيس الوزراء الإسرائيلي حسبما أشار إفنيري أن أي إدانة دولية يتعرض لها ستؤدي إلى زيادة شعبيته بين مواطنيه.
نقطة أخرى ينتقل إليها الكاتب ألا وهي الضعف البادي في قوى المعارضة الإسرائيلية، حيث يدلل على ذلك بالعزلة التي وجدت فيها الحركات اليسارية في إسرائيل نفسها عندما خرجت في تظاهرات احتجاجية على ما جرى في رفح دون أن تحظى تلك التظاهرات بمساندة كافية من جانب قوى المعارضة الأخرى.
ويؤكد الكاتب في مقاله أن اجتياح رفح قد فشل كما فشل من قبله اجتياح مخيم جنين بالضفة الغربية، مفسرا ذلك بالقول إن أي جيش نظامي لا يمكنه كسر شوكة رجال حرب عصابات مدعومين من سكان محليين، ويشير إلى أن الجيش النظامي مهما كانت قوته لا يستطيع فرض حل أو تسوية على الرغم من أنه قادر بما لديه من بأس أن يقتل العشرات بل والمئات من الأشخاص، وأن يدمر أحياء بأكملها، وأن يجبر آلاف السكان على النزوح من ديارهم في صورة مصغرة من النكبة الفلسطينية، إلا أن هذا الجيش كما يقول (إفنيري) لن يستطيع إنهاء حرب العصابات سوى من خلال تنازلات متبادلة وتسوية سلمية.
ويذكرنا الرجل في نهاية المقال بأن مصطلح حرب العصابات ظهر للمرة الأولى في أسبانيا عند الغزو الفرنسي لها بقيادة نابليون، عندما لم يتمكن هذا القائد بكل ما كان لديه من قوة وبكل ما استخدمه جيشه من أساليب البطش والقمع من القضاء على حركة المقاومة، وهو ما رآه الكثير من المؤرخين ضربة مميتة نالت من الإمبراطورية التي سعى نابليون لإقامتها حتى قبل أن يقدم على غزوه الكارثي لروسيا.
ويخلص (يوري إفنيري) للقول إن شارون سيجبر في النهاية على أن يرحل عن (رفح) كما رحل من قبل عن (جنين)، فإن شيئا لن يتغير سوى أن رفح مثلها مثل جنين ستأخذ مكانها في قاموس الملاحم الفلسطينية الذي سيبقى أجيالاً وأجيالاً. وإذا كان مقال (إفنيري) قد تركز بشكل كبير على الأسباب التي دفعت القيادتين السياسية والعسكرية في إسرائيل إلى اجتياح (رفح)، فإن مقال الكاتب (غالي حسن) قد تركز على الصمت الدولي إزاء الجرائم التي ارتكبت خلال هذا العدوان باعتبار ذلك الموقف فشلا أخلاقيا للعالم بأسره.
ويستهل (حسن ) مقاله بمقولة للمفكر الأمريكي الفلسطيني الأصل (إدوارد سعيد) يتحدث فيها عن أنه ليس من حق اليهود أن يستغلوا ما تعرضوا له على يد النازي لتهجير وقمع شعب آخر لا يتحمل أي مسؤولية عما حاق باليهود في الماضي من مظالم .
مأساة غزة
وينتقل بعد ذلك للحديث عما عاناه الفلسطينيون منذ النكبة التي حلت ذكراها السادسة والخمسين منتصف شهر مايو الماضي، مشيرا إلى استلاب أراضيهم، وعمليات التطهير العرقي التي تعرضوا لها، وهو ما حولهم إما إلى لاجئين يعيشون في مخيمات تقع على أراضي الدول العربية المجاورة لفلسطين، أو إلى مواطنين يعيشون في جيوب معزولة تحت الاحتلال الإسرائيلي الذي يقتطع تدريجيا ما تبقى لهم من أراض.
ثم يتناول الكاتب الأوضاع المأساوية التي يعاني منها قطاع غزة من كثافة سكانية هائلة حيث يعيش فيه 1.3 مليون فلسطيني أغلبهم ضحايا لعملية التهجير القسري التي قام بها الإرهابيون اليهود عام 1948، وكذلك الحصار المفروض على القطاع بفعل الحواجز والأسيجة الإسرائيلية التي تجعله مطوقا من كل الجهات تقريبا. ويمضي قائلا إن إسرائيل لم تسمح بقيام أي نشاط صناعي في القطاع حتى ترتفع معدلات البطالة هناك أكثر وأكثر وهو ما حدث بالفعل حيث وصلت نسبة البطالة إلى أكثر من 60%، فيما يعيش 85% من السكان تحت خط الفقر ويعتمدون في الأساس على المعونات الخارجية التي يحصلون عليها، وهو ما يجعل غزة على شفا كارثة إنسانية محققة حسبما تؤكد العديد من المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية.
وعلى الجانب الآخر يعرض (غالي حسن) في مقاله لأوضاع المستوطنين اليهود في غزة، مشيرا إلى أنهم يحرصون على حمل الأسلحة، ويتمتعون بمستوى معيشة مرتفع ويسيطرون رغم عددهم الضئيل على ثلث مقدرات الحياة في القطاع. ويضيف أن هؤلاء المستوطنين يعيشون في بيوت واسعة تحيطها الحدائق الغناء، وتتوافر لديهم المياه التي لا يجد الفلسطينيون القدر الكافي منها حتى للشرب.
وبعد هذه المقدمة يوجه الكاتب انتقادات شديدة اللهجة للموقفين الأمريكي والأوروبي حيال الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة على الرغم من تواصل هذه الجرائم بشكل مستمر سواء من خلال الاجتياحات أو من خلال عمليات الاغتيال التي كان من أبشعها اغتيال الشيخ (أحمد ياسين) الزعيم الروحي لحركة (حماس)، والذي يعتبر (حسن) اغتياله مثالا للسياسة الإجرامية التي تنتهجها إسرائيل، وتجد الدعم لها من قبل الإدارة الأمريكية بحجة أنها ليست سوى (دفاع عن النفس).
ويسخر الرجل من ادعاءات الدول الغربية بأنها حامية حقوق الإنسان، مشيرا إلى أن هذه الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة لا تحرك ساكنا عندما تحيل الآلة الحربية الإسرائيلية أجساد الفلسطينيين ومنازلهم إلى أشلاء ، مقللا من شأن التصريحات التي تصدر في بعض الأحيان من جانب المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين والتي يعربون فيها عن قلقهم إزاء الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة في الأراضي المحتلة.
ويقول (حسن) إن وسائل الإعلام الغربية تحاول التقليل من خطورة وحجم هذه الاعتداءات خشية اتهامها بمعاداة السامية، مضيفا أن الخوف من أن توصم هذه الوسائل بتلك التهمة يجبرها على ترديد الأكاذيب التي تبرر بها إسرائيل جرائمها التي تصل إلى حد التطهير العرقي. ويشير الكاتب في هذا الصدد إلى تفسير قدمه (عزمي بشارة) العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي لهذا الصمت الدولي وخاصة الأوروبي تجاه الجرائم الإسرائيلية، حيث قال إن أوروبا بالتحديد تجد لنفسها الراحة والسلوى في تحميل العرب والفلسطينيين المسؤولية عما حل باليهود في الماضي، وهو ما تقبله بعض الشعوب الأوروبية أيضا وليست الحكومات فحسب.
ويلفت الكاتب النظر إلى أن العالم لم يتحرك بالقدر المطلوب إزاء الجرائم التي ارتكبت في رفح من مقتل عشرات المدنيين من بينهم هؤلاء الذين كانوا يشاركون في مسيرة (تل السلطان) السلمية، إلى جانب تشريد الآلاف جراء عمليات هدم مئات من المنازل، وهي العمليات التي أكدت منظمة العفو الدولية أنها ترقى إلى مستوى جرائم الحرب مطالبة بوضع حد لها. ويستعين ( غالي حسن) في هذا الصدد بمقال كتبته الصحفية الإسرائيلية (عميره هاس)، وشرحت فيه بإسهاب مناخ الرعب الذي خيم على غزة جراء الاجتياح الإسرائيلي، وأشارت فيه إلى قوافل العربات المحملة بمتاع الفلسطينيين الذين اضطروا للرحيل عن ديارهم التي قام الجيش الإسرائيلي بهدمها.
وعلى الرغم من الانتقادات اللاذعة التي يوجهها الكاتب إلى الحكومة الإسرائيلية وما تقوم به من جرائم بحق المواطنين الفلسطينيين، إلا أنه يشيد بموقف بعض الإسرائيليين الذين يتبرأون من هذه الحكومة وجرائمها، قائلا إنه يقدر موقف هؤلاء أكثر بكثير من مواقف الكثير من وسائل الإعلام العالمية المتحيزة والمراوغة التي لا تنقل الواقع بدقة وأمانة. وفي نهاية مقاله يقول الرجل: إن سياسة الصمت حيال ما يرتكب من مجازر في الأراضي المحتلة أسهمت بفعالية في تقويض طموحات الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن الوقت قد حان لهؤلاء ممن يمتلكون قدرات عسكرية متفوقة أن يقوموا بتطبيق المبادئ الأخلاقية التي يتحدثون عنها، خاصة أن الشعب الفلسطيني في غزة لا يزال ينتظر.

..... الرجوع .....

الطب البديل
الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
رياضة عالمية
عواصم ودول
المستكشف
خارج الحدود
الملف السياسي
فضائيات
حوار
السوق المفتوح
استراحة
تقرير
أقتصاد
حياتنا الفطرية
منتدى الهاتف
بانوراما
مجتمعات
عالم الجمال
جزيرة النشاط
روابط اجتماعية
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved