الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 17th August,2004 العدد : 94

الثلاثاء 1 ,رجب 1425

بانتظار الموعد والنتائج
ها نحن نقترب من موعد انتخابات المجالس البلدية..
ومن التجربة التي تهيِّئ المجتمع إلى أن يتعلَّم ويتعرَّف أكثر وأكثر عن ثقافة الانتخابات..
في ضوء ما قيل ويُقال عنها من أنه آن أوان ممارستها في المملكة ضمن تقاليدها وثوابتها وما نرى أنه يصبُّ في مصلحة مواطنيها..
***
إذ لم يعد يفصلنا من الزمن عن البدء فيها سوى القليل..
بانتظار أن يكون التخطيط والإعداد الذي سبق الموعد المقرَّر لهذه الانتخابات قد أنجز خطواتٍ وآلياتٍ مهمة لإنجاحها..
بما لا يكون لأي منا مجال أو فرصة للانتقاد أو الطعن بمَنْ سيكون قد حصل على ثقة الناخبين بانتخابه..
***
وحسناً إذ جاء القرار بانتخابات المجالس البلدية بمضامينه وتفاصيله واضحاً وبلا غموض؛ حتى لا يكون للاجتهاد أو التفسير الخاطئ مجال في تشويه الصورة الجميلة المتوقَّعة لهذه الانتخابات قبل وبعد إجرائها..
***
وجميلٌ تشكيل لجان مختصة لهذه الانتخابات ضمن إطارها الصحيح وبالآلية التي ارتأتها هذه اللجان واعتمدتها الجهات العليا المنوط بها الترتيب والإشراف والمتابعة لكل خطوات إجرائها، بما يجعلنا على ثقة من أنها سوف تسير إن شاء الله وفق ما خُطِّط وحُدِّد لها..
***
ومن المهم جداً أن ننظر إلى هذه المجالس على أنها إضافة جديدة لتفعيل دورة العمل في المملكة، وتطوير مجالات التنمية في كل مجال، وبما يرضي المواطن ويساعد أجهزة الدولة في أداء مسؤولياتها؛ تحقيقاً لما نحن موعودون به إن شاء الله من تقدُّم في كل الميادين..
***
وعلى صاحب الحظ السعيد..
مَنْ سيحصل على ثقة الناخبين..
أن يكون مُدرِكاً وواعياً بما يتطلَّبه ويُلزمه نجاحه في الانتخابات من مسؤوليات..
وهي كثيرة، ليس بينها بالتأكيد الانصراف عن مهمته في المجلس إلى حب الظهور إعلامياً..
***
لقد وصل المواطن إلى مستوًى متقدِّم..
في ثقافته..
وتعليمه..
وتجاربه..
بحيث لن ينتخب إلاَّ مَنْ يثق الناخب بكفاءته ومصداقيته ونزاهته وحرصه على تبنِّي كل فكر نيِّر، أو مشروع مفيد، أو عمل يسهم في تحقيق الرفاه والعيش الكريم لناخبيه، وبالتالي لكل المواطنين، وهذا هو المهم.


خالد المالك

بين المسيحيين الصهاينة واليهود الأصوليين
تحالف مشبوه يهدد استقرار العالم
* إعداد أشرف البربري

راي سانديرز وزوجته شارون نشآ في مزارع الغرب الأوسط الأمريكي ولكن إسرائيل أصبحت موطنهما منذ وقت طويل، بدأت رحلتهما إلى فلسطين المحتلة في السبعينيات عندما قرآ كتاب هال ليندساي (المساء العظيم لكوكب الأرض) الذي احتل قائمة الكتب الأكثر مبيعا عند صدوره ولسنوات تالية، تضمن هذا الكتاب سيناريو نهاية العالم وفقا لنبوءات المسيحيين.
ويشرح سانديرز في مكتبه الفسيح بمدينة القدس، طبقا لتقرير نشرته (كريستيان ساينس مونيتور) يشرح رؤيته وتأثير هذا الكتاب عليه فيقول إنه، أي الكتاب، نبه إدراكنا لإسرائيل ودورها المحدد في نبوءات الأيام الأخيرة لهذا العالم، لقد كان هذا تحول مثالي في حياتنا.
هذا التحول كان قوياً لدرجة دفعت الزوجين إلى ترك أعمالهما والانضمام إلى كلية للدراسات اللاهوتية ثم انتقلا إلى القدس بعد ذلك حيث شاركا عام 1985 في تأسيس منظمة مسيحية صهيونية تسمى (المسيحيون أصدقاء إسرائيل).
ومن خلال عدد من المنظمات المماثلة بدأت المساعدات المالية والمعنوية تتدفق من المسيحيين الإنجيليين حول العالم وبخاصة في الولايات المتحدة إلى إسرائيل من أجل القيام بما يعتبرونه دورهم من أجل تجميع كل يهود العالم في فلسطين تمهيدا لعودة المسيح وفقا لمعتقداتهم.
ومن بين المجموعات الفرعية للمسيحيين الإنجيليين، المسيحيون الصهاينة الذين يبلغ عددهم في الولايات المتحدة حوالي عشرين مليون شخص، وهؤلاء المسيحيون الصهاينة قدموا خلال العشرين سنة الماضية ملايين الدولارات من المساعدات إلى إسرائيل وشكلوا تحالفا وثيقا مع سياسيي حزب الليكود اليميني المتشدد في إسرائيل الذي يسعى إلى إقامة (إسرائيل الكبرى) ويحشدون قواعدهم الشعبية في الولايات المتحدة لإجبار الإدارات الأمريكية على تبني سياسة خارجية مساندة لإسرائيل.
ويتمتع زعماء المسيحيين الصهاينة حاليا بنفوذ كبير في البيت الأبيض والكونجرس بما في ذلك دعم اثنين من زعماء الأغلبية في مجلس النواب الأمريكي، والحقيقة أن غالبية اليهود يرحبون بهذا التأييد الحماسي من جانب المسيحيين الصهاينة لإسرائيل
وبخاصة عند تصاعد مشاعر العداء لليهود، ويطلق العديد من زعماء إسرائيل على المسيحيين الصهيونيين لقب (أفضل أصدقاء إسرائيل).
ولكن هناك مسيحيون كثيرون ويهود بدأوا يعربون عن رفضهم لهذا التحالف بين اليمين المسيحي واليمين اليهودي الذي يعتبرونه مزجا خطيرا بين الدين والسياسة سوف يضر كل من إسرائيل وآفاق التسوية السلمية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
معارضة تسوية الصراع
ويعتقد المسيحيون الصهاينة أن قيام دولة إسرائيل الحديثة شرط أساسي من أجل العودة الثانية للمسيح وقيام معركة (أرمجدون) النهائية حيث يهزم المسيح أعداء المسيحية.
كما يعتقدون بعودة كل يهود العالم إلى فلسطين لإقامة دولة إسرائيل التي ستفرض سيطرتها على كل الأراضي الممتدة من النيل إلى الفرات وإعادة بناء هيكل سليمان في مكان قبة الصخرة المقدسة لدى المسلمين بمدينة القدس.
هذه المعتقدات التي يؤمن بها المسيحيون الصهاينة أدت إلى تبنيهم مواقف معارضة
لأي تسوية سلمية وتتجاهل رغبة غالبية اليهود في إسرائيل في التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، وفي هذا الصدد يقول جيرشوم جورنبرج كبير محرري مجلة (جيروزاليم ربيورت) الإسرائيلية: الضغط على حكومة الولايات المتحدة من أجل التخلي عن مفاوضات السلام وتأييد السياسة التوسعية لإسرائيل كان له آثار سلبية على احتمالات التغيير في الشرق الأوسط.
كما أن اثنين ممن شغلوا منصب كبير حاخامات إسرائيل سابقا وهما إبراهام شابيرا وموردخاي إلياهو أصدرا مؤخرا فتوى تطالب أتباعهما بعدم قبول أي أموال من جماعات المسيحيين الصهاينة مشيرين إلى أن الهدف
النهائي لهذه الجماعات هي تنصير اليهود.
ويعتقد المسيحيون الصهاينة بأنه في الأيام الأخيرة من عمر هذا العالم وبعد عودة المسيح سيكون على اليهود إما التحول إلى المسيحية وإما مواجهة الموت.
كما أن المسيحيين في فلسطين يعارضون تفسيرات المسيحيين الصهاينة التي يعتبرونها تفسيرا ملفقا للمسيحية يؤدي إلى زيادة التوتر في فلسطين.
ويقول القس رفيق خوري بطريرك الكاثوليك اللاتينيين في القدس (المسيحية الصهيونية حولت الدين إلى أيديولوجيا سياسية وإلى دين يحتاج إلى عدو). ولكن المسيحيين الصهاينة يقولون إن على المسيحي أن يدعم إسرائيل بكل قلبه، لذلك فهذه الجماعات المسيحية المتصهينة ترعى هجرة آلاف اليهود من روسيا وإثيوبيا وغيرهما من دول العالم إلى إسرائيل.
كما أنها تضخ أموالا هائلة لتمويل الخدمات الاجتماعية للتجمعات اليهودية في فلسطين وتشجع الكنائس في الولايات المتحدة على دعم المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.
ويقول القس مالكولم هيدينج مدير منظمة (سفارة المسيحية الدولية في القدس) وهي
واحدة من أكبر منظمات المسيحية الصهيونية ولها فروع في 55 دولة على مستوى العالم: لا يوجد شيء اسمه فلسطين.
جذور المسيحية الصهيونية
وظهر مصطلح المسيحية الصهيونية لأول مرة في أواخر القرن التاسع عشر للتعبير عن تيار ديني ظهر في المسيحية يعرف باسم ما قبل الألفية، يقسم التاريخ البشري إلى عصور دينية، وتنظر أغلب المجموعات المسيحية الأخرى إلى هذه الكتابات وما بها من نبوءات باعتبارها نبوءات تحققت بالفعل منذ عهود بعيدة أو أنها نبوءات رمزية وليس لها أن تتحقق بالضرورة في الحياة الواقعية، ولكن تيار المسيحية الصهيونية يرى أن هذه النبوءات ستتحقق في المستقبل.
وقد أشعل قيام الكيان الصهيوني عام 1948 وانتصارها في حرب الخامس من يونيو 1967 واحتلالها للضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء وهضبة الجولان، أشعل حماس هذا التيار المسيحي الذي يؤمن بعودة المسيح في نهاية الألفية واعتبروا أن الأيام الأخيرة التي تسبق ظهور المسيح بدأت.
وفي السبعينيات ظهر كتاب لندساي الذي حقق مبيعات هائلة ونشر تعاليم هذه الطائفة
المسيحية المحدثة بين ملايين الأمريكيين وجعل قيام ما يسمى بإسرائيل والحفاظ عليها في قلب العقيدة المسيحية لهذه الطائفة كما يؤكد دونالد واجنر استاذ الدراسات الدينية والشرق أوسطية في جامعة نورث بارك بمدينة شيكاغو الأمريكية.
يقول واجنر إن ليندساي أسس شركة كانت لها تعاملات واسعة مع وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) وجنرالات إسرائيليين وأعضاء في الكونجرس الأمريكي.
ولكن لم يكن ليندساي أول كاتب من طائفة ماقبل الالفية الذي يترك مثل هذا الأثر، فقد سبقه إلى ذلك وليام بلاكستون وهو مسيحي أصولي مهد الطريق أمام هذه الأفكار في الولايات المتحدة وأصدر عام 1882 كتابا تحت عنوان (المسيح يأتي).
وفي عام 1891 نظم أول حملة من أجل تأييد إقامة دولة لليهود في الشرق الأوسط، وقد ضمت حكومة الإمبراطورية البريطانية في مطلع القرن العشرين عدد من أتباع هذه الطائفة مثل اللورد أرثر بلفور وزير المستعمرات وصاحب وعد بلفور الشهير الذي تعهد فيه بإقامة دولة لليهود في فلسطين عام 1917 ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد لويد جورج.
المسيحية الصهيونية اليوم
وتنتشر تعاليم ماقبل الالفية أو المسيحية في الولايات المتحدة هذه الأيام عبر شبكة كبيرة من القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية والصحف والمجلات، ويتراوح أنصار هذا التيار ما بين متطرفين وشركاء إيجابيين يؤمنون بالنبوءات ويرون أنها تتحقق بالفعل، والحقيقة أن تعاليم مثل هذا التيار يمكن أن تجذب المزيد من الأتباع في أوقات الأزمات والضغوط كما يقول المراقبون حيث إنها تقدم تفسيرات غيبية مريحة لأحداث العالم المضطربة.
يقول مارتن مارتي مؤرخ الأديان المدير المساعد لبرنامج المشروع الأصولي (فاندمنتليست بروجكت) الذي يدرس تفاعلات الأديان المختلفة في كل أنحاء العالم مع الحداثة يقول: المسيحية الصهيونية قدمت رؤية للعالم تبناها الناس وهم لا يدركون حقيقة حجمها.
ولكنه أدرك كما أدرك غيره بما في ذلك بعض المسيحيين الإنجيليين أن المسيحيين الصهاينة أصبحوا نشطاء بصورة متزايدة وأن نشاطهم هذا قد يكون له عواقب خطيرة وكارثية.
يقول القس تيموثي فيبر رئيس الحلقة النقاشية الدينية في ولاية تينسي الأمريكية ومؤلف كتاب (الطريق إلى أرمجدون: كيف أصبح الإنجيليون أفضل أصدقاء إسرائيل؟) الخطورة أنه عندما يعتقد بعض الناس أنهم يعرفون كيف ستسير الأمور ويتصرفون على أساس هذا الاعتقاد فإنهم يستطيعون توجيه الأحداث بالفعل في الاتجاه الذي يمكن أن يجعل مثل هذه النبوءات تتحقق تلقائيا فتبدو الأحداث وكأنها وقعت كما تنبؤوا.
ويضيف فيبر قبل حرب يونيو 1967 المعروفة باسم حرب الأيام الستة كان أتباع تيار ما قبل الالفية يعتمدون على التاريخ في شرح لعبة نهاية الزمن حيث كانوا يوجهون الأحداث ويحددون اللاعبين من بين ثنايا التاريخ.
ولكن بعد توسع إسرائيل في أعقاب الحرب بدأ هؤلاء المسيحيون في النزول إلى الميدان ليتأكدوا من اصطفاف الفرق في أماكنها المحددة وأصبحوا يشاركون على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والدينية بصورة لم تحدث من قبل.
والحقيقة أن تسلسل الأحداث خلال عقدي السبعينات والثمانينات من القرن العشرين مهدت الطريق أمام هذا النشاط البالغ للمسيحيين الصهاينة.
فبعد حرب 1967 انضم المسيحيون الكاثوليك ومجموعات كبيرة من البروتستانت إلى الرأي العام العالمي الذي يطالب إسرائيل بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها عام 1967 مقابل تحقيق السلام مع الدول العربية.
في الوقت نفسه أصبح المسيحيون الإنجيليون أكثر نشاطا على الصعيد
السياسي ولأول مرة يصل حزب الليكود اليميني إلى الحكم في إسرائيل، وأهم مبادئ هذا الحزب هو احتفاظ إسرائيل بالضفة الغربية المحتلة إلى الأبد.
ويقول كليفورد كيراكوف العضو السابق في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكية أنه في عام 1978 أجرى باحث إسرائيلي دراسة عن دور الكنائس الأصولية الأمريكية.
وساعدت هذه الدراسة في التقريب بين حزب الليكود وزعماء المسيحية الصهيونية في أمريكا مثل القس جيري فالويل وبات روبرتسون.
ومنذ ذلك الحين أصبح رؤساء وزراء إسرائيل من حزب الليكود مثل إسحق شامير وبنيامين نيتانياهو وآرييل شارون يستقبلون باستمرار الآلاف من المسيحيين الصهاينة الأمريكيين في القدس المحتلة ويلتقون مع زعماء المسيحيين الإنجيليين ومنظماتهم خلال زيارات هؤلاء الرؤساء الإسرائيليين إلى أمريكا، كما بدأ الزعماء المسيحيين الإنجيليين يسافرون إلى إسرائيلي وينظمون الرحلات السياحية لأتباع كنائسهم إليها، وقد تأسست بالفعل في أمريكا الآن أكثر من 200 منظمة مسيحية موالية لإسرائيل تقدم لها كل ما تحتاج إليه من دعم مالي وسياسي ومعنوي.
بالنسبة لراي سانديرز وغيره من آلاف المسيحيين الصهاينة الأمريكيين فإن دورهم هو تعلم كيف يمكنهم خدمة إسرائيل بأفضل ما يمكن.
يقول سانديرز نحن نتعامل مع الوصية الخاصة بإسرائيل بمنتهى الجدية ونحن نريد أن يدرك الشعب اليهودي حسن نوايانا تجاهه بعد قرون طويلة من العداء لليهود وتدير منظمة (المسيحيون أصدقاء إسرائيل) العديد من المشروعات الخيرية تضم مراكز لتوزيع المساعدات الإنسانية على المحتاجين من الإسرائيليين في القدس المحتلة حيث تستقبل هذه المراكز التبرعات القادمة من الولايات المتحدة لتوزيعها على حوالي 250 ألف يهودي.
أما منظمة (التآلف الدولي للمسيحيين واليهود) التي تحصل على دعم كبير من تجمعات المسيحيين الصهيونيين في الولايات المتحدة، فقد بدأت في جمع التبرعات قبل ثماني سنوات وبلغ إجمالي المساعدات التي قدمتها للإسرائيليين أكثر من 100 مليون دولار منها عشرون مليون دولار العام الماضي فقط، كما رعت هذه المنظمة هجرة حوالي 100 ألف يهودي من روسيا وإثيوبيا إلى إسرائيل كما يقول ياشائيل إيكستاين مؤسس هذه المنظمة.
ويضيف إيكستاين لدينا أكثر من350 ألف متبرع يدعمون عملنا كما نحصل يوميا على ما يتراوح بين 2000 و2500 شيك مصرفي بالبريد.
ويطوف القس إيكستاين قارات العالم لتعريف رعايا الكنيسة بالجذور اليهودية للمسيحية ويحث أتباعه على تأييد إسرائيل.
وعندما كانت محكمة العدل الدولية تناقش عدم مشروعية الجدار العازل الذي تقيمه إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة قاد هذا القس آلاف المتظاهرين أمام مقر المحكمة للاحتجاج على مجرد النظر في مشروعية الجدار.
كما يشترك مخطط الحملات الانتخابية للحزب الجمهوري رالف ريد مع إيكستاين في تنفيذ برنامج يسمى (تأييد إسرائيل) يهدف إلى نشر ثقافة مساندة إسرائيل بين المسيحيين في الولايات المتحدة.
وتمارس لجنة الشئون العامة الاسرائيلية (ايباك) وهي مجموعة ضغط موالية لإسرائيل ضغوطا على الكونجرس الأمريكي ليرفض أي محاولة لفرض أي قيود على حركة إسرائيل بما في ذلك خطة السلام الأمريكية المعروفة باسم خريطة الطريق.
وقد دعا ريتشارد هيلمان رئيس (ايباك) مؤخرا زعماء أمريكا إلى التوقف عن تقديم أي مقترحات جديدة لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي.
كما انضمت منظمة (أمريكيون من أجل حماية إسرائيل) إلى العديد من المنظمات الموالية لإسرائيل في أمريكا إلى حملة تحمل شعار (حل قائم على دولة واحدة) بهدف وقف محاولات تنفيذ خريطة الطريق حيث استخدمت هذه المنظمات المطبوعات واللافتات في مظاهرات بالقرب من البيت الأبيض مع نشر رقم هاتف البيت الأبيض ودعوة الأمريكيين إلى الاتصال بالإدارة الأمريكية لإعلان رفضهم تنفيذ خطة خريطة الطريق.
ويتعاطف أعضاء الكونجرس الأمريكي مع وجهة نظر المسيحيين الصهيونيين بشأن ضرورة انفراد إسرائيل بالسيطرة على فلسطين وهو ما يتعارض مع السياسة المعلنة للإدارة الأمريكية التي تؤيد قيام دولة فلسطينية إلى جوار إسرائيل.
يقول توم ديلاي زعيم الاغلبية الجمهورية في مجلس النواب الأمريكي خلال زيارته إلى فلسطين المحتلة (لم أر أي أراض محتلة ولكنني فقط رأيت إسرائيل).
أما عضو مجلس النواب الأمريكي السابق ريتشارد أرمي فقال عام 2002 عندما كان زعيما للأغلبية في المجلس في برنامج (هارد
بول) التلفزيوني الذي يقدمه كريس ماتيوس إنه يؤيد نقل الفلسطينيين من بلادهم إلى دول أخرى.
يقول جورنبرج: هذا الموقف في إسرائيل ينظر إليه كما ينظر إلى موقف جماعات كوكلوكس كلان العنصرية المتطرفة التي تطالب بطرد السود من أمريكا، ويضيف أن هؤلاء الأمريكيين يتخذون مواقف أكثر تطرفا من مواقف الإسرائيليين أنفسهم.
توجيه السياسة الامريكية
يقول ديل هودسون رئيس تحرير مجلة (كرايسز) أو (الأزمة والمسيحي الكاثوليكي المحافظ) إن الحديث عن تأثير المسيحيين الصهاينة على السياسة الخارجية الأمريكية مبالغ فيه، ويضيف التزام الإدارة الأمريكية بإسرائيل بدأ منذ اليوم الأول لظهور الدولة العبرية وقبل صعود المسيحيين الإنجيليين إلى قمة السلطة في واشنطن خلال السنوات الثلاث ونصف السنة الماضية.
ويضيف قائلا: دور هؤلاء المسيحيين الصهيونيين بالنسبة للسياسة الخارجية الأمريكية تجاه إسرائيل مجرد دور مساعد.
ويشير جاري باور رئيس منظمة (أمريكان فاليوز) على سبيل المثال إلى انتقاد الرئيس الأمريكي جورج بوش للمحاولة الإسرائيلية الفاشلة لاغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في فلسطين في يونيو 2003م، ولكن العديد من زعماء المسيحيين الإنجيليين أثاروا هذه القضية مع الرئيس بوش وأعربوا عن استيائهم من موقفه، كما دعوا أنصارهم إلى التعبير عن رفضهم لموقف الرئيس بوش حيث وصل بالفعل آلاف من رسائل البريد الإلكتروني إلى الرئيس بوش، وخلال 24 ساعة فقط عدل الرئيس الأمريكي موقفه وأكد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
وفي إبريل الماضي عندما نجحت المحاولة الإسرائيلية الثانية في اغتيال الدكتور الرنتيسي أعرب البيت الأبيض عن تأييده للعملية الإسرائيلية علانية.
ونتيجة للتحالف الحالي بين المسيحيين الصهيونيين وبين حكومات حزب الليكود الإسرائيلية بدأ هؤلاء المسيحيون يعملون مع العديد من المنظمات اليهودية في أمريكا على الرغم من الخلافات التاريخية بين الجانبين بشأن العديد من القضايا الرئيسية.
ويقول مورتون كلاين رئيس المنظمة الصهيونية لأمريكا وأحد زعماء لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك) الموالية لإسرائيل إن أهمية الدور الذي تلعبه الجماعات المسيحية الصهيونية تتزايد.
ففي الكثير من الدوائر الانتخابية التي لا يوجد بها سوى عدد محدود من اليهود نجد ممثليها في مجلسي الشيوخ والنواب يؤيدون إسرائيل بفضل الحضور القوي للمسيحيين الصهاينة في تلك الدوائر.
الواقع في القدس
أكثر ما يثير القلق بالنسبة لمعارضي تيار المسيحيين الصهيونيين في إسرائيل هو احتمال أن يكون موقفهم متقلبا.
يقول بعض المسيحيين الفلسطينيين إنهم يشعرون بتأثير المسيحية الصهيونية بشكل مباشر وإن بعض المسلمين الفلسطينيين يفترضون الآن أن هذه الرؤية المسيحية الغربية المناهضة لقيام دولة فلسطينية
مقبولة من جميع المسيحيين.
وبالنسبة لغالبية المسيحيين الفلسطينيين فإن المسيحية الصهيونية مثيرة للقلق لأنها تنطلق من أفكار تتناقض تماما مع رغبتهم العميقة في تحقيق السلام العادل لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين.
والكثيرون من المسيحيين الفلسطينيين ينتمون إلى عائلات إما تحولت إلى لاجئين وإما تحولت إلى الحياة في دولة إسرائيل التي تأسست عام 1948م، فعائلة نعيم عتيق اضطرت إلى ترك منزلها المريح في مدينة بيسان الفلسطينية على يد القوات اليهودية عندما كان في الحادية عشرة من عمره.
دعم الاستيطان اليهودي
ويقول المسيحيون الفلسطينيون إن مما يزيد الموقف اشتعالا أن تجد جماعة مسيحية تقدم المساعدات اللازمة لبناء مستوطنات يهودية على أراض مصادرة من الفلسطينيين، فعلى سبيل المثال، وبعد توقيع اتفاق أوسلو للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين عام 1993 الذي تضمن اتخاذ خطوات في اتجاه إزالة المستوطنات الإسرائيلية من الأراضي الفلسطينية المحتلة أسس تيد بيكيت المسيحي الأمريكي في ولاية كولورادو منظمة تسمى (المسيحيون أصدقاء المستوطنات الإسرائيلية) بهدف جمع التبرعات لمساعدة المستوطنين اليهود في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قامت هذه المنظمة بنشاط كبير في مجال مساندة المستوطنين سواء من خلال جمع التبرعات أو تنظيم رحلات سياحية للمسيحيين الصهيونيين لزيارة هذه المستوطنات أو تمويل مشروعات خاصة في هذه المستوطنات.
وتقول ساندرا باراس وهي يهودية متطرفة ترأس أحد برامج دعم المستوطنين التي تنظمها منظمة المسيحيون أصدقاء المستوطنات الإسرائيلية إنها تنظم حوالي عشر جولات سياحية إلى المستوطنات في الشهر، وتضيف المجتمع الإنجيلي يقف إلى جوارنا بكل قوة وهو من خلال الدعم المالي أو الزيارات التي يقوم بها أعضاؤه يبعث برسالة تشجيع لهؤلاء الذين يعيشون في المستوطنات.
في المقابل فإن حركة السبيل التي أسستها الطوائف المسيحية في فلسطين قررت شن هجوم مضاد على المسيحية الصهيونية فعقدت مؤتمرا دوليا تحت عنوان (تحدي المسيحية الصهيونية) شارك في هذا المؤتمر الذي عقد في مدينة القدس المحتلة أكثر من 500 شخصية مسيحية من 31 دولة لمناقشة طرق مواجهة النفوذ المتزايد للمسيحية الصهيونية، كما شهد المؤتمر تحذيرات من جانب بعض اليهود من هذا النفوذ بالفعل.
ويحذر جيف هالبر استاذ علم الأديان في جامعة بن جوريون الإسرائيلية من أنه عندما يتحول الصراع السياسي إلى صراع ديني فإننا نفقد القدرة على التعامل معه ويصبح الحل الوحيد المتاح هو الحل النهائي.
ويضيف هالبر أن التحالف الحالي بين المسيحيين الصهاينة والأصوليين اليهود يثير قلق الإسرائيليين لأن غالبيتهم من العلمانيين، ولعل أخطر الاحتمالات المتعلقة بنبوءة عودة المسيح يتمثل في محاولة إعادة بناء الهيكل اليهودي في المكان الذي توجد به قبة الصخرة والمسجد الأقصى المقدس لدى المسلمين.
ويقول فيبر إن بعض المسيحيين الصهاينة في أمريكا (أصبحوا مشاركين بقوة سواء ماليا أو بأي طريقة أخرى في حركة تسمى حركة الهيكل) تهدف إلى إعادة بناء الهيكل مكان المسجد الأقصى.
ويضيف فيبر عندما تتحدث مع المسيحيين الصهاينة عن تدمير قبة الصخرة المقدسة لدى المسلمين من أجل بناء الهيكل يقولون لك إن هذا كله متنبأ به وأنه سيحدث، ويقول البعض منهم إن زلزالا يمكن أن يحدث لكي يزيل كل المباني الموجودة على جبل الهيكل، ويتنبأ البعض الآخر بإمكانية سقوط صاروخ أرض أرض على القدس خلال إحدى الحروب بين العرب وإسرائيل فيزيل قبة الصخرة.
مثل هذه الرؤى تثير فزع الخبراء بشدة، ويقول المؤرخ مارتن مارتي إن هذا الخلط بين النبوءة والسياسات يمكن أن (تشعل حربا عالمية ثالثة).

..... الرجوع .....

الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
المستكشف
خارج الحدود
الملف السياسي
فضائيات
العمر الثالث
استراحة
منتدى الهاتف
مجتمعات
جزيرة النشاط
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved