Al Jazirah Magazine Tuesday  05/02/2008 G Issue 252
حوار
الثلاثاء 28 ,محرم 1429   العدد  252

ليلى الشربيني:
عوائق تمويلية أمام المشروعات النسائية

* حوار : ماجدة السويح

حملت على عاتقها المساهمة في القضاء على البطالة في مجتمع السيدات، من خلال دعم السعودة بالتوجيه والتطبيق في مشروعها الخاص، كما قامت بتأسيس مجموعة دعم رائدات الأعمال (فبراير 2007)، والتسويق لرائدات الأعمال عبر المشاركة في المعارض. أخذت القضايا الاستثمارية والاقتصادية والإدارية الكثير من وقتها، فقدمت الأستاذة ليلى محمد ياسين شربيني، المدربة المعتمدة وعضو لجنة سيدات الأعمال، ومؤسسة مجموعة دعم رائدات الأعمال العديد من الاستشارات المجانية في مجالات الإدارة والتسويق والإنتاج تحت مظلة مركز سيدات الأعمال بالخبر.

مجلة الجزيرة رصدت أهم المحطات في حياتها، وأثارت معها العديد من القضايا التي تحظى باهتمام الكثير من صاحبات الأعمال، فإلى تفاصيل الحوار.

الإدارة علم وفن

* ما سبب اختيارك التخصص في مجال إدارة الأعمال؟

- السبب هو محبتي للمجال ورغبتي إقامة مشروعي الخاص وإدارته بشكل جيد بعيداً عن العشوائية.

* حدثينا عن بداية عملك كمدربة معتمدة من التعليم الفني والتدريب المهني؟

بداية عملي كمدربة كانت بسبب ما لمسته من حاجة للتدريب الجيد في مجال إدارة الأعمال، وقدرتي - ولله الحمد - على إيصال المعلومات بكل إخلاص وتمكن ومصداقية.

التدريب في اليابان

* تم ترشيحك من مؤسسة التعليم الفني والتدريب المهني بالتعاون مع مكتب جايكا للمشاركة في برنامج تدريبي باليابان، حدثينا عن هذه التجربة وماذا أضافت لك؟

- كانت التجربة رائعة تشرفت فيها بتمثيل المرأة السعودية، وتعرفت من خلالها على كيفية دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في اليابان سواء من الجهات الحكومية أو القطاع الخاص. وكانت الرحلة بصفة عامة مثمرة, وقد استطعت الآن أن أخدم الوطن الحبيب ببعض ما تعلمته هناك من خلال مركز سيدات الأعمال بالخبر.

وقد تمكنت من التعرف على المجتمع الياباني بشكل أفضل، وأصبحت لدي فكرة إيجابية عن الثقافة اليابانية، فالمرأة اليابانية من الشخصيات الكريمة والمتميزة التي قابلتها في الرحلة، حيث ضربت نموذجاً حياً للمرأة المجتهدة المتميزة في عملها، وهدوئها وحبها لأن تكون عضواً فاعلاً ومنتجاً في الأسرة والمجتمع.

ولا أنسى روح الأسرة السعودية، وكرم وحسن استقبال حرم سفيرنا في اليابان سعادة السفير فيصل طراد، حيث استقبلت البعثة بكل ترحاب ضاربة نموذجاً مميزاً للسيدة السعودية التي تحمل معها تراث وطنها وتقدمه بشكل رائع. لقد كانت زيارة السفارة السعودية مسك الختام حيث شعرت بأننا في الوطن قبل أن نعود إليه.

الاستثمارات النسائية

والفرص المتاحة

* ما سبب اختيارك الاستثمار في مجال المستلزمات النسائية؟

- الاستثمار في هذا المجال جيد وواسع، وهذا سبب كافٍ للدخول فيه.

* لماذا تعزف الكثير من سيدات الأعمال عن الاستثمار في القطاع الصناعي وتقصر استثماراتها في نشاط تجزئة الجملة والتجارة؟

- توجد استثمارات نسائية محدودة على حد علمي في المجال الصناعي (على شكل ورش لتصنيع الأثاث أو الملابس النسائية (جلابيات)....) إلا أن دخول المرأة للمناطق الصناعية، أو إنشاءها مصنعاً نسائياً 100% هو شيء سنراه قريباً - بإذن الله - مع كل ما يقدم من مساهمات في تطوير المجال الاستثماري النسائي الصناعي.

ومن المؤكد أن من تعزف عن دخول المجال الصناعي لا بد وأنها واجهت بعض العوائق منها التمويلية أو الإدارية أو الإجرائية أثناء استخراجها التصاريح، حيث يعجز البعض عن توضيح فكرته أو أنه يصر على شيء واحد فقط، علما بأن النجاح يتطلب المرونة في التعامل والتواصل.

* هل النسبة التي تحظى بها الكوادر النسائية من التدريب والتأهيل والتوظيف قليلة، وما أسباب ذلك؟

- لا أجد أن المرأة في المجتمع بصفة عامة تعاني من أي نقص في مجال التدريب حيث يتم توفير برامج لمختلف الاحتياجات تناسب جميع الميزانيات، ومركز سيدات الأعمال في الخبر له تجارب ناجحة في مجال التدريب، الذي يقدم بسعر مدعوم مناسب للجميع, ولا ننسى أن المرأة في بعض القطاعات الحكومية أو الخاصة تحظى بالتدريب اللازم للعمل من قبل الجهة الموظفة بها.

تحديات تواجه السعودة

* ما مدى تحقيق القطاع النسائي نسب السعودة؟

- تميزت سيدات الأعمال السعوديات بسعيهن الحثيث من أجل توظيف بنات وطنهن، وقمن بذلك عن طيب خاطر، واجتهدت بعضهن في إعطاء رواتب جيدة (2000-4000 ريال)، لكن لم توفق كثير منهن بالعدد المطلوب للعمل والخبرات المطلوبة له, ومن نجحت في توفير العدد الكافي تجد صعوبة في استمرار أغلب الموظفات لديها بسبب رغبتهن الانتقال إلى القطاع الحكومي أو أرامكو، مسببات خلخلة في سير العمل، بالإضافة إلى الخسائر المالية الكبيرة التي يتعرضن لها، بسبب الانسحابات المفاجئة من العمل وتكلفة التدريب وخلافه. وما زالت سيدات الأعمال يجاهدن من أجل الالتزام بالنسبة المطلوبة للسعودة.

* ما التحديات التي تواجه سيدات الأعمال في قضية السعودة؟

- التحديات التي تواجه المرأة لا أعتقد أنها تختلف عما يواجهه الرجل، وذلك حسب ما ظهر أثناء مشاركتي في جلسات الحوار الوطني في أبها (لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني)، ومن أبرز هذه التحديات عدم وجود التخصصات المطلوبة لبعض الأعمال أو قلتها (خصوصاً الفنية أو الطبية واللغات)، وافتقاد نسبة ممن يتقدمن للعمل السمات الشخصية والقدرات العالية في الاتصال مع الجمهور الذي تتطلبه بعض الأعمال، وضعف القدرة على التواصل اللغوي وسوء الفهم، والاعتماد على الاعتقاد الشخصي عن الآخر، أو على خبرات سابقة في الغالب تكون سلبية, وعدم وضوح مفهوم العمل والإخلاص في تأديته لدى البعض، ووجود مشكلة في تقبل بعض المهن لأسباب اجتماعية خصوصاً فيما يخص عمل المرأة.

أيضاً من التحديات ضعف الالتزام (من طرفي العمل) نتيجة عدم التقيد بعقود العمل وعدم وجود وصف وظيفي في عقد العمل هذا إن وجد، وعدم وضوح الجزاءات المترتبة على عدم التقيد بعقود العمل أو بنودها لطرفي العقد، والاستغلال لسماحة الأنظمة واللوائح المنظمة للعمل المعمول بها، وذلك من طرفي العمل، والجهل بالجانب القانوني من حيث الحقوق والواجبات، وضعف العلاقة مع مكاتب العمل وعدم الرجوع لها غالباً إلا في حال الشكوى، ووجود مشكلة في تقبل مسميات بعض المهن (مثلاً: وظيفة معقب يفضل أن تكون مندوب علاقات حكومية، أما وظيفة بائعة فتسمى مندوبة تسويق، حارسة تصبح مسئولة أمن وهكذا إذا أرادت أن تقبل الوظيفة).

وافتقاد سيدات الأعمال إلى جهة توظيف معتمدة يمكن الرجوع إليها في حال رغبة سيدة الأعمال توظيف كفاءات وطنية (ربما يساهم عبداللطيف جميل في بعض عمليات التوظيف ولكن وجود أكثر من جهة في مختلف القرى والمدن قد يساهم في توفير الموظفة المناسبة للوظيفة المناسبة في وقت اقصر ويخفف من التجارب الفاشلة).

ومن التحديات أيضاً، الرغبة في الوصول السريع إلى الأهداف في العمل وافتقاد الصبر من قبل صاحبة العمل والعاملة، وضعف الأجور وعدم تقيد بعض جهات العمل بالحد الأدنى المعلن (1500 ريال). هذه بعض عوائق السعودة, وإن كنت أرى أن هناك الكثير من الموظفات ممن يحصلن على راتب عالٍ ولكن ليس لديهن استمرار في العمل، وافتقاد التشجيع والتقدير في قاموس كثير من منشآت الأعمال، وعدم وضوح ثقافة العمل وتوطين الوظائف لدى طرفي العمل، حيث تغلب المصالح الشخصية القصيرة المدى على مصلحة العمل والوطن، وقلة التغطية الإعلامية للسعودة من حيث إبراز الجانب الإيجابي لها.

المشاركة في خدمة المجتمع

* تسهم سيدات الأعمال والمثقفات في المشاركة ببرامج المسؤولية الاجتماعية، ماذا عن تجربتك في هذا المجال؟

- شخصي المتواضع حمل على عاتقه المساهمة في القضاء على البطالة في مجتمع السيدات وذلك بدعم السعودة بالتوجيه والتطبيق الشخصي في مشروعنا الصغير، كما قمت بتأسيس مجموعة دعم رائدات الأعمال (فبراير 2007)، حيث تقدم خدمات مجانية لرائدات الأعمال تشمل المتابعة من خلال لقاءات الدعم (المعنوي والإداري والتسويقي)، أو الاستشارات المجانية في مجالات الإدارة والتسويق والإنتاج وذلك تحت مظلة مركز سيدات الأعمال - الخبر، أو التسويق لرائدات الأعمال بأكثر من وسيلة منها المشاركة في المعارض. ولا أغفل قسم الرجال وما نلقاه منهم من توجيهات ومعلومات تخدم مصلحة العمل وخاصة والد الجميع رئيس غرفة الشرقية الشيخ راشد الراشد الذي أتمنى أن ترى رائدات الأعمال أياديه البيضاء ودعمه المتميز قريباً بإذن الله مثلما عرف بدعمه لسيدات الأعمال واحترامه لدورهن في خدمة اقتصاد الوطن والمجتمع في الشرقية.

صعوبات تعترض المشروعات النسائية

* ما الصعوبات التي تواجه المشروعات النسائية وما أسباب ذلك؟

- هناك مساهمات كثيرة لتذليل الصعوبات، مثل جعل الوكيل اختيارياً أو إنشاء فروع نسائية لمكتب العمل أو لوزارة التجارة وغير ذلك من التيسير, إلا أن بعض صاحبات الأعمال يواجهن صعوبات مثل صعوبة الحصول على تمويل مالي بما يناسب رغبة وقدرات صاحبة المشروع ويخدم طموح مشروعها، وحاجة بعض المشروعات لتخصصات معينة غير متوفرة وبالتالي لا يوجد العدد الكافي من التأشيرات مما يعطل المشروع أو يضطرها إلى تغييره، وضعف شبكة المواصلات العامة التي تغطي احتياجات انتقال المرأة لإنهاء أعمالها، وعدم وجود سائق خاص لديها أو شخص من الأسرة يمكن أن يتفرغ لقضاء احتياجات انتقالها، ووجود أكثر من نشاط تحت ترخيص مشغل وافتقاد التخصص في الترخيص، مع عدم قدرة صاحبة المشروع القيام بنشاط المشغل الأساسي وهو الخياطة.

صعوبة الحصول على ترخيص لإقامة مشروعات مثل كافتيريا نسائي، أو نادي رياضي نسائي، وعدم تفعيل بعض القرارات الصادرة والتي تعطي تيسيراً أكبر للمرأة، وكذلك وجود تيسير إجراءات في مناطق من المملكة وافتقاده في أخرى، وضبابية الرؤية لدى كثير من صاحبات المشروعات فيما يخص الفرص الاستثمارية أو الإجراءات أو ما استجد من أنظمة ولوائح.

* المنتديات الاقتصادية هل ساهمت بالفعل في حث الجهات المسئولة لتنفيذ بعض توصياتها، أم ما زالت تلك التوصيات حبراً على ورق؟

- كل خير يأتي بخير وقد سبق وأن أوضحت أن من عوائق السعودة استعجال النتائج وقلة الصبر، لذلك أقول إن التوصيات التي لا يمكن تنفيذها اليوم تنفذ في الغد بإذن الله.

تواصل مع الغرف التجارية

* ما مدى تواصل سيدات الأعمال مع الغرفة التجارية في المشكلات التي تعترضهن ومدى تجاوب الغرفة مع المستثمرات؟

- الغرف التجارية تم إنشاؤها للتيسير على رجال وسيدات الأعمال، وإتاحة الفرصة للجميع للتعارف، والتعرف على ما يستجد من اللوائح والأنظمة والفرص الاستثمارية وخدمة قطاعاتهم المختلفة، ورفع احتياجاتهم إلى الجهات الرسمية من خلال جهة وسيطة غير ربحية تعمل على توضيح وجهات النظر والتقريب بينها، وخدمة الصالح العام. ولحفظ خصوصية سيدات الأعمال تم إنشاء مراكز سيدات الأعمال التي تخدمهن بشكل صحيح، وتجتهد في إيجاد التواصل بينهن وبين الجهات المختلفة في القطاع العام، والاستفادة من خدمات مراكز سيدات الأعمال سواء في مجال التدريب، أو رفع الخطابات بشكل صحيح للمسئولين، والحصول على التراخيص اللازمة، أو ترتيب لقاءات مع المسئولين لتجاوز ما قد يعترضهن من مشكلات، أو إعطاء محاضرات ترفع من ثقافة سيدة الأعمال في المجال القانوني أو الإداري.

الاستثمار ومستقبله

كيف ترين مستقبل الاستثمار في المملكة؟

- لو رجعنا للخطة التنموية الثامنة لوجدنا أن الاتجاه يحمل بشائر الخير للقطاع الخاص، بغض النظر عن عقبات العمالة والتأشيرات التي يعاني منها الجميع الآن، والتي تعتبر من أبرز العوائق لجميع من يرغب في الاستثمار الصناعي، حيث المطلوب عمالة فنية أو عمالة ذات أجر متدنٍ، وظروف عمل قد لا يقبل بها العدد الكافي من قوة العمل المحلية، حيث لا تتفق ظروف العمل ومسمياته وبعض الخبرات المطلوبة فيه مع الموجود.

على كل حال الخير قادم والبشائر تحملها منتديات الاستثمار التي عقد أحدها مؤخراً في غرفة الشرقية، وكذلك كل ما تحمله القلوب المخلصة التي تسعى لتذليل أي عقبة في مجال تنمية الاقتصاد الوطني وفسح المجال لرأس المال السعودي (بغض النظر عن كونه للرجال أو للنساء) للمساهمة في دعم الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة