Al Jazirah Magazine Tuesday  21/08/2007 G Issue 232
فن عربي
الثلاثاء 8 ,شعبان 1428   العدد  232
 

آثار الحكيم: تمنيت أن أكون مايكل جاكسون

 

 

دخلت القلوب باحترامها لنفسها، وأثبتت من خلال ما تقدمه أن الفن يمكن أن يقدم في قوالب محتشمة ووقورة، إنها آثار الحكيم التي آمنت بمفاهيم استطاعت أن تحافظ عليها، عن هذا وذاك وغيره كان هذا الحديث الحافل.

* أول ما يستلفت الانتباه في شخصية آثار الحكيم هو الالتزام والتحفظ هل هذا منهج قررت دخول الوسط الفني به أم ماذا؟

- هو ليس نهجاً فنياً فقط إنما هو منهج حياتي متكامل، وهذا بالطبع نتاج التربية وما يغرسه الأهل منذ الطفولة في نفوس أبنائهم وقد عشت طفولتي كاملة على الرغم من صرامة والدي أي أنني انتقلت منها إلى مرحلة الشباب بصورة تلقائية بعد أن استكملت المرحلة الأولى فكان الانتقال صحياً وطبيعياً.

* نعلم أنك الكبرى عند والديك فكيف أثر هذا في تنشئتك؟

- لأنني كنت باكورة أبي وأمي فقد أولياني اهتماماً كبيراً وكنت محور حياتهما ما أعتقد أنه انعكس على صحتي النفسية، لكن هناك نقطة أخرى وهي أننا يجب أن نفرق بين الاهتمام والدلع فالأخير إنما تكون له انعكاسات سالبة على حياة الطفل مستقبلاً وقد كان والداي يعيان هذا جيداً.

* هل الصراحة وحدها هي الحد الفاصل بين الدلع كما تسمينه والاهتمام الزائد؟

- ليس بالضبط ذلك أن والدي كان يضع لنا أسساً لابد من الالتزام بها ومراعاتها وإلا تعرضنا للعقاب الذي يصل إلى حد الضرب، وقد كنت أكثر من يتعرض لعقابه بسبب طبيعتي المتمردة فقد كان يحدد لنا موعد العودة إلى المنزل ويحسب خطواتنا بكل دقة وقد استفدت من هذه القيم كثيراً بعد أن كبرت وتعلمت منها قيمة المواعيد واحترام الذات، وإعلاء كثير من الأخلاقيات والالتزام بها بصفة عامة.

* هل تعتقدين أن هذا التحفظ الذي تلتزمين به هو ما يضيق المساحة أمامك دون تقديم الكثير من الأعمال؟

- أنا أعطي من وقتي الكثير للأسرة لأنني مؤمنة بأن الفن يمكن تأجيله في بعض الأحيان ومن ثم العودة إليه وهو بالنسبة لي هواية يمكن التعاطي معها أو الصبر على البعد عنها، لكن ما لا يمكن تأجيله هو غريزة الأمومة لذا أوليت هذا الجانب اهتماماً قلل من وجودي الفني.

* على الرغم من تحفظك إلا أنك قدمت دور فتاة الليل في أحد أفلامك؟

- حدث هذا في فيلم النمر والأنثى لكن لنتوقف ونرى كيف قدمته إذ لم يتعرض دوري لكيفية أداء بنت الليل لعملها لكنه فقط أشار إلى أن هذا هو عملها، وبنات الليل شريحة اجتماعية موجودة ولا يمكن تجاوزها لكن ما أراه هو عدم الغوص في تفاصيل تأديتها عملها.

* ألا ترين أن مثل هذا التناول قد يضعف الشخصية؟

- بالعكس لأنه هنا يتناولها بصورة فنية جمالية وليست صورة مبتذلة تركز على إثارة الغرائز دون تقديم ما يفيد العمل، وأحب أن أضيف شيئاً وهو أنه حتى في بعض الأدوار الأخرى لابد من مراعاة طرق التقديم فقد قدمت مثلاً شخصية عايدة في مسلسل زيزينيا وهي شخصية دلوعة وراعيت في تقديمي لها الا يحدث خلط بين الدلع والابتذال.

* إذن أنت من القائلين إن كثيراً من الأعمال يتم إفراغها من مضمونها والدخول بها في عوالم الابتذال والتسطيح؟

- نعم وهذا في رأيي ليس مصادفة لكنه جزء من مؤامرة كبيرة تستهدفنا كأمة وتستهدف شبابنا حتى يصبحوا عجينة سهلة التشكيل ويستطيع الغرب بعد ذلك إعادة صياغتها.

* كثيراً ما نسمع عن مشكلات أثيرت بين آثار وبعض زملائها في الوسط الفني هل هذا نتاج مزاجك الحاد؟

- ليس كثيراً وإنما قليلاً لكن بعض الأمور تضخم خاصة في الوسط الفني وذلك بسبب التركيز الإعلامي، أما ناحية مزاجي الحاد فهذه تهمة لا أدري من أين أتيتم بها المشكلة أساساً أنني لا أجامل في الحق وأرى أن هذا من حق جمهورنا علينا، فنحن نقدم هذه الآمال من أجله وعندما تتنازل عن بعض الحقوق فإن الضرر يعود عليه وأنا لا أحب أن نقدم له عملاً منقوصاً ولا أتنازل عن حقوقه نيابة عنه. لكن هناك الكثير من الفنانين الذين أضافوا لي الكثير ولم أختلف إلا مع عدد هو في الحقيقة أقل من القليل.

* إذن نعود للذين عملت معهم وأضافوا إليك؟

- هؤلاء هم من نقول إنهم كثرة على رأسهم يأتي الراحلان فريد شوقي وأحمد زكي، فالأول قدمت معه عدة أعمال واستفدت منه كثيراً سواء فنياً أو إنسانياً أما الثاني فاعتبره أستاذي الأول فهو فنان كما يجب أن يكون الفنان الحقيقي يؤمن بدوره في الحياة ويقدم أعماله بمنتهى الجدية ويراعي قيمه ومبادئه وأرى فيه شيئاًِ من شخصيتي وحقاً استفدت منه الكثير، إضافة إلى أنني أعتبر أن كل من وقفت أمامه أضاف لي شيئاً.

* إلى جانب الفن أي الهوايات أقرب إلى نفس آثار الحكيم؟

- أحب الموسيقى منذ صغري وألعب على عدد من الآلات، وكان حلمي أن أكون مايكل جاكسون قبل أن أتجه للتمثيل.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة