الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السياراتالرياضيةكتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 29th April,2003 العدد : 32

الثلاثاء 27 ,صفر 1424

هيئة الصحفيين..!
ما كدنا نفرح بصدور الموافقة على إنشاء هيئة للصحفيين في المملكة..
وبصدور لائحتها كمشروع سوف يعرض على جمعيتها العمومية..
حتى ضج الزملاء..
وشط بهم الغضب..
اعتراضاً على ما جاء فيها..
***
وما كاد أول اجتماع للهيئة التأسيسية يعقد في رحاب صحيفة الرياض..
وما اسفر عنه من قرارات لتسريع قيام هذه الهيئة..
حتى بدأ الهمس يتحول إلى جهر..
اعتراضاً على خطوات اقرها اجتماع الرياض..
وعلى رؤى صدرت عن الزملاء رؤساء التحرير..
***
ولست ضد أن يجاهر الزملاء المعترضون بآرائهم..
وان يكتبوا بما يعتقدون انه إضافة جيدة لنظام الهيئة..
سواء باقتراح منهم في تعديل صيغة مادة من مواده..
أو إضافة بند جديد على نظامه..
وسواء جاءت الاجتهادات باقتراح لحذف نص لا ضرورة لوجوده في النظام..
أو أن هذه الأصوات تحمل مقترحات يرى أصحابها أنها تصب في مصلحة الهيئة والمنتسبين لها..
***
وأرجو ان تتسع صدور أعضاء الهيئة التأسيسية لقبول وجهات النظر الأخرى..
وان تقتصر وجهات نظر الآخرين على طرح أفكار تساعد على تسريع خطوات بدء العمل في هذه الهيئة بعد انتظار طويل..
وأن تتسع صدورهم أيضاً لسماع ما يقوله أعضاء الهيئة التأسيسية بحكم قربهم وإلمامهم بالخطوات التي سبقت صدور الموافقة عليها..
***
وبمثل هذا الجو..
وبهذه الروح..
تقترب وجهات نظر الجميع من بعضها..
وتتفق الآراء حول ذات الهدف..
ولا يكون هذا الحماس سبباً في ضياع ما نتمناه لهذه الهيئة..
***
وأنا مع المنادين بالإصغاء لكل الآراء من قبل أعضاء الهيئة التأسيسية..
وأفهم لماذا سارعوا إلى إعلان تخوفهم من الآن..
مع انه كان من المناسب لهم ولأعضاء الهيئة التأسيسية لو تريثوا إلى حين انعقاد الجمعية العمومية..
وانتظروا بعض الوقت لمعرفة الحقيقة كاملة لا جزء منها..
وحينها لكل منهم أن يصرح بما يشاء..
ويعبِّر عن وجهات نظره..
لأن الأصوات حينها هي المرجح والفيصل والحكم في كل ما قيل ويقال الآن..
***
أنا مثلاً مع من يطالب بمساواة الإعلامي الصحفي تحديداً غير المتفرغ مع زميله المتفرغ للمهنة..
ومع تعديل كثير من بنودها..
وزملائي رؤساء التحرير كذلك..
والمرونة في زعمي مطلوبة..
بل ومفيدة..
وكلما اتسع العدد وكبر لمنتسبي الهيئة كان ذلك مؤشراً على نجاحها المبكر..
***
واللائحة بالمناسبة مجرد مشروع..
لم يصدر قرار وزاري بها حتى الآن..
وهي معروضة للمناقشة والتداول أمام أول جمعية للهيئة إما لإقرارها على ما هي عليه وإما تعديلها وهذا سوف يتم بالتصويت..
***
وبالتالي فلا داعي للتشويش على أجوائها من الآن..
وقتل حماس وطموح اولئك الذين يقومون بالتحضير لانعقاد أول اجتماع لجمعيتها..
وبخاصة أن الكثيرين ممن كتبوا عنها لم يطلعوا على تفاصيل ما جاء فيها.


خالد المالك

100 مليون من أطفال الشوارع بالعالم
د. اليوسف: التفكك الأسري والعوامل الاقتصادية.. وراء الظاهرة

الفقر ليس عيباً.. مقولة صحيحة شكلاً ومضموناً، فجميع البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء، تواجه هذه المشكلة وتضع لها الحلول التي ترى انها مناسبة.. ومن ثم فالعيب هو ترك قضية متشابكة كهذه دون مواجهتها والتصدي لها.
وهناك تقدير وتثمين للجهود التي تقوم بها الجهات المسؤولة في المملكة للتصدي للفقر والعمل على وضع حد لانتشاره، لكن الشيء المحير فعلاً هو بروز مشكلة أخرى لا تقل خطورة عن الفقر، وهي أطفال الشوارع أو الأطفال الباعة والمتسولون الذين يتزايدون بصورة غير مسبوقة في شوارع العاصمة والمدن الكبرى.
هؤلاء ونسبة غير قليلة منهم تسربوا من التعليم أو يعيشون ظروفاً اجتماعية غير ملائمة، يزاولون أنشطة وسلوكيات مرفوضة ولذا فهم بحاجة إلى التوجيه والتقويم والإرشاد وتعليمهم حرفاً مناسبة حتى لا ينفرط عقدهم ويصبحوا معول هدم لا لبنة قوية تضاف إلى البناء الاجتماعي والاقتصادي القائم.
د. عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف أستاذ علم الجريمة المشارك، جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض، أعد دراسة حول الخصائص الاجتماعية والاقتصادية والنفسية للأطفال الباعة والمتسولين.
د. عبد الله بن عبد العزيز اليوسف
يقول في دراسته التي جاءت بعنوان «الأطفال الباعة والمتسولون» إن أطفال الشوارع هم الأطفال ذكوراً وإناثاً الذين يقومون ببيع الحاجات البسيطة عند الإشارات الضوئية، أو التسول أو بيع الحاجيات للمارة بإلحاح شديد أقرب ما يكون للتسول منه للبيع، أما التسول فيرى د. اليوسف انه مد الأكف لطلب الإحسان من الغير أو عرض سلع للبيع بإلحاح.
وعن هدف الدراسة قال إنها تسعى إلى معرفة الخصائص الاجتماعية والاقتصادية والنفسية لهؤلاء الأطفال بجانب معرفة أسباب هذه الظاهرة، ومدى انتشارها وحجمها في مدينة الرياض، موضحاً انه في ضوء المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها معظم أقطار العالم وخصوصاً في النصف الثاني من القرن العشرين، برزت تغيرات كثيرة على تركيبة الأسرة وتماسكها الأمر الذي انعكس مباشرة على الأطفال، فقد وجد بعضهم نفسه بدون مأوى وأصبحوا عرضة للتشرد أو الاستغلال.
على مستوى العالم
لفت الباحث الانتباه إلى وجود هذه الظاهرة في مختلف الدول، فمثلاً عالمياً يمكن الإشارة إلى ان ظاهرة أطفال الشوارع ليست جديدة تماماً، فقد عرفت تاريخيا بصيغ مختلفة وفي ظل أوضاع عالمية متباينة، فقد أفرزت الثورة الصناعية في أوروبا وأمريكا الشمالية في القرن التاسع عشر هذه الظاهرة إلى الحد الذي قبلت معه كجزء من الشكل العام للمناطق الحضرية. وغالبا ما تبرز مشكلة أطفال الشوارع في أوقات الاضطراب الاجتماعي أو التحولات السريعة التي يمر بها المجتمع، وعند القاء نظرة على حجم ظاهرة أطفال الشوارع على مستوى العالم، تشير البيانات الحديثة إلى تزايد مذهل لظاهرة أطفال الشوارع حيث تتراوح الأعداد ما بين 80 مليوناً ومائة مليون وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية واليونيسيف ومنظمة تشايلد هوب ويتوزع هذا العدد بين أمريكا اللاتينية وآسيا وافريقيا وباقي دول العالم على النحو التالي: 40 مليوناً في أمريكا اللاتينية، 25 30 مليوناً في آسيا و20 مليوناً في افريقيا، و20 مليوناً في باقي دول العالم. ومما يؤسف له ان التقارير الأولية تشير إلى ان النصف من أطفال الشوارع على الأقل معرضون للاستغلال غير الأخلاقي وتعاطي المخدرات وان الشبكات الإجرامية العالمية تنقل الأطفال من أمريكا اللاتينية وآسيا إلى شمال أوروبا.
أمريكا اللاتينية
وبالإضافة إلى ذلك، فالكثير من الدراسات تشير إلى ان ظاهرة أطفال الشوارع تتركز في دول العالم النامي وخاصة في أمريكا اللاتينية وآسيا إلى جانب امتدادها إلى افريقيا في فترة لاحقة، وإذا أخذنا مثالاً لدولتين في أمريكا اللاتينية لتوضيح حجم ظاهرة أطفال الشوارع هناك مثل المكسيك والأرجنتين، فإنه يتضح بصورة جلية لنا خطورة حجم الظاهرة، وتزايدها بشكل مستمر.
أما عن حجم ظاهرة أطفال الشوارع في آسيا، فنجد ان التقارير تشير إلى ان بالهند ما يقرب من 100 مليون طفل شارع وحدث متسكعين في المدن الكبيرة. وهذا الرقم المهول وإن كان يتعارض مع العدد الاجمالي الذي يُوجد ميل للاتفاق عليه من الدارسين لظاهرة أطفال الشوارع وهو مائة مليون طفل على مستوى العالم، إلا انه يدل على ان الهند من أكثر الدول التي تنتشر فيها ظاهرة أطفال الشوارع على مستوى العالم.
وعند القاء الضوء على حجم ظاهرة أطفال الشوارع في الفلبين، فإننا نجد ان أطفال الشوارع يعملون لمدة 12 ساعة في اليوم في محاولة للبقاء بسبب ان أكثر من ثلث السكان أو 23 مليون نسمة يعيشون في مستوى الفقر، كما تشير التقارير إلى انه في عام 1986م، قد جرى استغلال نحو 20000 طفل ما بين عمر 7 15 سنة في أعمال غير لائقة.
أما عن حجم ظاهرة أطفال الشوارع في افريقيا وهي أكثر القارات ريفية منذ عهد بعيد، فقد برزت ظاهرة أطفال الشوارع مؤخراً ولا شك ان أعدادهم الآن في ارتفاع بسبب التحولات الديموغرافية والتحضر السريع.
أما الدول الصناعية فإنها تعاني من ظاهرة أطفال الشوارع وان اختلفت الأسباب عن الدول النامية.
عربياً
لم ينج المجتمع العربي من ظاهرة أطفال الشوارع حيث مرَّ بالعديد من التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية على اختلاف حدتها من بلد إلى آخر، وتمثلت هذه التغيرات في الزيادة السكانية في العديد من الدول العربية، وازدياد معدلات الهجرة من الريف إلى الحضر، وبالتالي الضغط على الخدمات وخاصة في المدن والعواصم الرئيسية، والحروب الأهلية إضافة إلى العديد من الكوارث الطبيعية، ولا شك ان مثل هذه التغيرات غالباً ما ترتبط بمشكلات التفكك الأسري، سوء معاملة الطفل، جرائم العنف الأسري، البطالة، انخفاض متوسط دخل الفرد، ازدياد معدلات التسرب الدراسي، وتشغيل الطفل لتعويض الفاقد الاقتصادي لبعض الأسر مما يهيئ المناخ لازدياد حدة مشكلات الطفولة، ومن بينها مشكلة أطفال الشوارع في العديد من المدن والعواصم العربية، رغم عدم وجود احصائيات دقيقة حول حجم الظاهرة عربياً، بشكل يمكن ان يسهم في التعرف على أبعادها المختلفة.
دول الخليج العربي
على الرغم من عدم وجود أي أرقام توضح حجم ظاهرة أطفال الشوارع في دول الخليج العربي إلا انه يمكن القول إن ظاهرة أطفال الشوارع بدأت بالبروز بشكل قليل متمثلة في مجموعة من الأطفال تمارس البيع والتسول عند إشارات المرور الضوئية، ولم يعثر الباحث على أي إحصائيات تحدد حجم الظاهرة في دول الخليج العربي.
ويمكن القول إن هناك مشكلة تتمثل في بيع الأطفال للسلع البسيطة والتسول عند إشارات المرور الضوئية، وهذه الظواهر قد تتطور في المستقبل القريب لتشكل مشكلة تسكع للأطفال وبروز ظاهرة جديدة في مجتمعات الخليج العربي مثل ما هو موجود في البلدان العربية الأخرى، مما يجعل دراستها وتقصي حجمها قضية بالغة الأهمية.
المشكلات متعددة
وتطرق الباحث إلى المشكلات التي يعاني منها أطفال الشوارع فقال إن هناك عدداً من المشكلات من أهمها:
أولاً: المشكلات الصحية وأبرزها:
أ التسمم الغذائي: ويحدث للأطفال نتيجة أكل أطعمة فاسدة انتهت صلاحيتها للاستخدام الآدمي، ولكن أطفال الشوارع يجمعونها من القمامة ويأكلونها.
ب الجرب: فالكثير من أطفال الشوارع مصابون بالجرب.
ج التيفويد: وهو مرض منتشر بين أطفال الشوارع نتيجة تناول خضروات غير مغسولة يجمعها أطفال الشوارع من القمامة أو بسبب تناول وجبة طعام تجمَّع عليها الذباب.
د الملاريا: نتيجة لأن أطفال الشوارع معرضون لكميات هائلة من الناموس الناقل للملاريا أثناء نومهم في الحدائق العامة ليلاً دون أغطية تحميهم.
ه البلهارسيا: حيث يتعرض أطفال الشوارع لمرض البلهارسيا نتيجة تجمعهم سويا ونزولهم للاستحمام في المياه الملوثة.
و الأنيميا: يصاب أطفال الشوارع بالأنيميا نتيجة عدم تنوع واحتواء الوجبات التي يأكلونها على جميع المتطلبات الضرورية لبناء الجسم نتيجة فقرهم وعدم توفر نقود لديهم.
ي كحة مستمرة وتعب في الصدر: وذلك نتيجة استنشاق أطفال الشوارع لعوادم السيارات لتعرضهم لها طوال اليوم بالإضافة إلى تدخينهم السجائر وتعرضهم لنزلات البرد في الشتاء نتيجة بقائهم في الشارع.
وأسباب معظم الأمراض المنتشرة بين أطفال الشوارع هي بسبب أكلهم من القمامة نتيجة لعدم توفر المال لديهم لشراء أكل نظيف بالإضافة إلى عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية مما يؤدي إلى التقرحات والتقيحات بالجسم بالإضافة إلى استحمامهم في الأنهار والبرك، كما ان الأطفال الذين يسكنون في المقابر يعانون من انتشار أمراض متعددة منها النزلات المعوية وأمراض العيون وأمراض الجهاز التنفسي بالإضافة إلى الأمراض الجلدية المختلفة وكل ذلك نتيجة اقامتهم الدائمة في الشارع.
التعليم
بجانب المشكلات الصحية يأتي التسرب الدراسي وذلك نتيجة انحدار الكثير من هؤلاء الأطفال من أسر متفككة وفقيرة وغير سوية، مما يساعدهم على الهروب.
استغلال العصابات
ويلي ذلك مخاطر استغلال العصابات التي تعتبر من أكثر المخاطر التي تمثل خطورة بالغة على أطفال الشوارع والمجتمع بوجه عام، وهو استقطاب المجموعات الإجرامية المنظمة لهم، واتخاذهم أدوات سهلة ورخيصة للأنشطة غير المشروعة فقد يستخدمون أدوات في الترويج والتوزيع للممنوعات أو الأعمال المنافية للآداب.
بالإضافة إلى ما سبق ذكره، فإن أطفال الشوارع يعانون من مشكلات أخرى مثل المشكلات النفسية والخوف وعدم الثقة بالآخرين وحب التملك وغيرها.
خصائص وسمات
ويتطرق د. اليوسف إلى سمات أطفال الشوارع فيقول: هناك مجموعة من السمات أبرزها ما يلي:
1 الشغب والعند والميول للعدوانية: يرى الكثير من الباحثين ان معظم أطفال الشوارع لديهم نوع من العدوانية نتيجة الإحباط النفسي الذي يصيب الطفل من جراء فقدانه الحب داخل أسرته، ويزداد الميل إلى العدوانية مع ازدياد المدة التي يقضيها الطفل في حياة الشارع، حيث يتعلم من الحياة في الشارع ان العنف هو لغة الحياة في الشارع، بالإضافة إلى ان أطفال الشوارع يمارسون العنف نحو بعضهم البعض.
2 الانفعال الشديد والغيرة الشديدة: فالحياة في نظر طفل الشارع هي لعب وأخذ فقط دون الاهتمام بالمستقبل، وهما الشيئان اللذان فشل في الحصول عليهما من أسرته التي دفعت به إلى الشارع رغماً عنه.
3 التمثيل: أطفال الشوارع تعودوا على التمثيل، لأنه من ناحية إحدى وسائلهم الدفاعية ضد أي خطر يواجههم، أو حين يقبض عليهم، كما انه يستخدم من قِبل أطفال الشوارع للإضرار بأطفال آخرين باتهامهم كذباً بسلوك أو فعل أشياء معينة لم يفعلها هؤلاء الأطفال.
4 التشتت العاطفي: ويتمثل لدى أطفال الشوارع من خلال كثرة البكاء والطلبات الكثيرة، وغير المحددة وعدم الكف عن البكاء حتى لو أقنعتهم عدة مرات باستحالة تلبية مطالبهم.
5 عدم التركيز: مستوى أطفال الشوارع الدراسي ضعيف جداً، فمنهم من لم يلتحق بالتعليم ومنهم من يتسرب من الدراسة مبكراً كما انهم لا يستطيعون التركيز على أي حديث قد يكون طويلاً.
6 ليس لديه مبدأ الصواب والخطأ: طفل الشارع بهروبه من المنزل حطم نسبياً الضبط الخارجي عليه، والمتمثل في رب الأسرة، والذي كان يوجهه، ولأن أسلوب الضبط الخارجي كان يمارس من الأب أو من عائل الأسرة بعد الوالدين بدرجة كبيرة من التسلط على الطفل فكان من نتيجة هذا ان الأب قد سلب من الطفل عنصر الضبط الداخلي الذي يتولد من خبرة الطفل الذاتية في ممارسة حياته.
آثار تشغيل الأطفال
وتطرق الباحث في دراسته إلى الآثار المترتبة على تشغيل الأطفال وتناولها على النحو التالي:
* الآثار الاجتماعية:
أ قضاء وقت كبير خارج المنزل والعودة متأخراً ومتعباً مما لا يمكنه من الجلوس مع أسرته، وهذا يجعله لا يشعر بدفء الجو الأسري، مما ينعكس على نفسية الطفل، فيخلق منه شخصية غير مستقرة انفعالياً..
ب قد يتعرض الطفل العامل للإهانة السيئة من قبل صاحب العمل ومن هم أكبر منه سناً، وهذه المعاملة تأخذ أشكالاً متعددة أبسطها الإهانة وأقصاها العقاب البدني المبرح.
ج خروج الطفل للعمل في سن مبكرة يؤدي إلى عدم حصوله على أي مؤهلات للقيام بعمل يحتاج إلى مهارة وابتكار، ويقصر دوره على الأعمال الروتينية.
د يؤدي خروج الطفل للعمل إلى التهرب من أداء الواجب، وإظهار الاستقلال وتحدي السلطة الأبوية، والتعود على العادات السيئة..
ه يؤدي تشغيل الأطفال إلى انفصال الطفل عن باقي الأفراد، ويجعله على هامش المجتمع، كما تتسع الهوة بينه وبين الجماعات الأخرى والتي ينظر إليها على أنها تتفوق عليه بالقدرة والنفوذ والمال.
و يؤدي تشغيل الطفل إلى تنمية الإحساس بعدم الرغبة في التعاون مع زملائه.
ز يؤدي تشغيل الأطفال إلى ضعف الشعور بالولاء أو الانتماء وعدم القدرة على الابتكار..
ح ـ عندما يكسب نقوداً حتى ولو كانت قليلة، فإنه يحاول ان يعوض بها فقره وحرمانه من الحاجات الأساسية، مما يجعله ينغمس في العادات السيئة مثل التدخين وتعاطي الحبوب المخدرة، وغيرها من السلوكيات المنحرفة. ط ـ يؤدي خروج الطفل من المنزل إلى ضعف أو انعدام الرقابة الأسرية وانعدام التوجيه نتيجة قضائه أغلب الوقت خارج المنزل.. ] الآثار التعليمية: هناك العديد من الآثار التعليمية يمكن إيجازها في: أ ـ عدم استكمال الطفل لتعليمه أو تسربه من المدرسة.. ب ـ افتقاد الوحدة الثقافية، فلن تكون هناك معلومات ومفاهيم مشتركة حيث ان هذه الأشياء هي التي تربط بين أفراد المجتمع بعضهم البعض وهذا لا يتحقق الا عن طريق التربية والتعليم، وتسرب الطفل من التعليم يحرمه هذه الفرصة. ج ـ يصبح الطفل العامل أمياً نتيجة تسربه من المدرسة، كما انه مستقبلاً سيكون أباً ورب أسرة أمياً، وسوف يورث ثقافة الجهل والفقر إلى أولاده فيما بعد.
الجوانب الترويحية
أما تأثير تشغيل الأطفال على الجوانب الترويحية فيتمثل في:
أ فقدان الطفل للعب والترويح نتيجة انشغاله طوال اليوم بأعمال هي من اختصاص الكبار، ومما لا شك فيه أن اللعب والترويح يعد من أهم الأنشطة المصاحبة لمرحلة الطفولة والتي يكتسب الطفل من خلالها تعلم القدرة على القيادة، والتبعية والتعاون مع زملائه في اللعب.
ب يؤدي عمل الطفل إلى عدم قدرته على التخيل، حيث ان من صفات مرحلة الطفولة القدرة على التخيل والاستغراق في أحلام اليقظة الا أن الطفل العامل يفتقد كل ذلك، ويعيش في واقع يقتل لديه روح الإبداع والابتكار، ويجعله ينغمس مبكراً في عالم الكبار.
ج كثرة الساعات التي يعملها الطفل وانغماسه في نشاطات الكبار يجعله لا يجد وقتاً للعب أو الراحة، مما يفقده الاستمتاع بطفولته.
التوافق النفسي
وأخيراً يمكن إيجاز آثار التشغيل على التوافق النفسي الروحي في أن الطفل العامل يفتقد القدر المناسب والملائم للانتماء، حيث ان عمله لا يمكنه من ان يكوّن له أصدقاء، حيث ان الصداقات تمد الطفل بإدراك واقعي لذاته، كما ان تواجده في العمل طوال اليوم يضعف ولاءه وانتماءه لأسرته.
كل هذا يجعل الطفل العامل غير متوافق نفسياً واجتماعياً، نتيجة قيامه بدور اجتماعي يحتاج إلى متطلبات لا تتوافر لدى صغار السن. كما ان إحساس الطفل العامل بالمسؤولية الاجتماعية والاقتصادية عن أسرة تحتاج إلى دعمه المادي، قد يخلق لديه نوعاً من الصراع بين رغبته في أن يعيش حياة مناسبة لحياة الصغار بما فيها من لعب وانطلاق وممارسة للهوايات المحببة إلى نفسه ونفوس من يماثلونه في العمر، وصراع آخر يتمثل في كونه يتحمل مهام العمل على ما فيها من مشاق.
كل هذا يؤثر على توافق الطفل النفسي والاجتماعي مع المجتمع، مما يوجد لديه شخصية مضطربة غير قادرة على التكيف مع الواقع الاجتماعي للمجتمع، ومما قد يؤدي إلى مشكلات وانحرافات في المستقبل.
نتائج الدراسة
كشفت الدراسة عن أن أعمار الأطفال المتسولين تقع بين ست وثماني سنوات وتمثل الإناث الغالبية العظمى منهم، وان غالبية المتسولين ينحدرون من أسر تتميز بكثرة عدد أفرادها، وبالنسبة لترتيب هؤلاء فقد أوضحت النتائج ان غالبيتهم ترتيبهم بين الرابع والخامس، أيضاً يعيش غالبية الأطفال المتسولين في بيوت شعبية عدد غرفها يتراوح بين ثلاث إلى خمس، وان الوالد في الغالب على قيد الحياة والآباء والأمهات أميون ولا يعملون بصفة عامة ويتمتعون بصحة جيدة ولا يعانون من أي مرض.
وكشفت الدراسة كذلك ان الأطفال المتسولين يدرس الغالبية منهم في المرحلة الابتدائية وانهم يقضون أكثر من خمس ساعات في التسول خارج المنزل وانهم يقومون بالتسول بتشجيع من أمهاتهم كذلك يتسول هؤلاء في بعض الأيام والمناسبات ويتراوح الدخل اليومي ما بين 30 و70 ريالا.
ويتم التسول غالبا للإسهام في مساعدة الأسر على متطلبات الحياة اليومية.
ومعظم هذه النقاط يتفق فيها الأطفال المتسولون مع الأطفال الباعة.
مقارنة
وقد عقد د. اليوسف في دراسته مقارنة بين المتسولين والأطفال الباعة في محاولة لمعرفة القواسم المشتركة فيما بينهم وقد خلص الى القول بأن غالبية الباعة من غير السعوديين بينما يمثل السعوديون النسبة الأكبر بالنسبة للمتسولين. بالاضافة الى ذلك فإن الإناث يمثلن القطاع الأكبر من الأطفال المتسولين بينما يمثل الذكور القطاع الأكبر من الباعة.
يتشابه المتسولون والباعة في انحدارهم من أسر كبيرة الحجم من حيث عدد الأفراد كما يقع المتسولون والباعة في الترتيب الرابع والخامس بين إخوتهم داخل الأسرة.
يتشابه الباعة والمتسولون أيضا في نمط المساكن التي يسكنون فيها مع عدم امتلاكهم لها. بالاضافة الى ذلك فقد أشار الباعة والمتسولون الى أن والديهم على قيد الحياة ويعيشون معهم. كما يتشابه الباعة والمتسولون كذلك في المستويات التعليمية لآبائهم وأمهاتهم، حيث ينحدرون من أسر أمية. بالاضافة الى تشابههم في عدم وجود عمل لرب الأسرة وغياب الدور الاشرافي لرب الأسرة.
تتشابه أسر الباعة والمتسولين في عدم اهتمامهم بتعليم أبنائهم واحتلال التعليم مرتبة دنيا لديهم. بالاضافة الى ذلك فإن الحاجة المادية تمثل الدفاع الأساس للأطفال الباعة والمتسولين كما يمثل التسول والبيع لكلتا الفئتين المصدر الأساس للدخل، مما يشير الى استمرار هذه الظاهرة لدى كل من الفئتين. ويتمثل مصدر الاختلاف بين الباعة والمتسولين في أن غالبية الباعة يقضون فترة أطول في الشارع من المتسولين.
بالاضافة الى ذلك فإن بيانات الدراسة تشير بشكل واضح الى ان غالبية عينة البحث سوف يستمرون في هذا السلوك «البيع والتسول» نتيجة اعماد أسرهم شبه الكامل على هذه الأعمال مصدراً وحيداً للدخل مما يجعل توسع هذه الظاهرة في المستقبل القريب أمراً وارداً وشديد الاحتمال في حالة عدم اتخاذ أي اجراءات لعلاجها والتصدي لها أو الحد منها.
توصيات الدراسة
يوصي الباحث بإجراء المزيد من الدراسات لأولياء أمور المتسولين من قبل مكتب مكافحة التسول لمعرفة جوانب العجز المادي الذي تعاني منه هذه الأسر وحله، حيث أشار الكثير من أولياء أمور المبحوثين من المتسولين إلى أنهم على استعداد لممارسة أي عمل يجدونه في حال توافره، وسوف يتوقفون عن دفع أبنائهم للتسول.
يجب تحديد جهة معينة تكون مهمتها ملاحقة الأطفال الباعة ومنعهم من البيع ومعاملتهم معاملة المتسولين حيث إن وجودهم في الشارع يمثل خطراً عليهم وعلى الآخرين، بسبب تنقلهم بين السيارات وازعاجهم لحركة المرور، بالإضافة إلى الخطر الذي يتعرض له هؤلاء الأطفال من خلال استنشاق عوادم السيارات، كما يمثل وجودهم تشويها للوجه الحضاري للبلاد.
قد يؤدي وجود هؤلاء الأطفال في الشارع إلى الانخراط في أي نوع من أنواع الانحرافات، أو قد يقوم بعض الكبار باستخدامهم لأغراض غير مشروعة، مع اغرائهم بالمال نتيجة عدم الرقابة الأسرية عليهم.
لذا يجب معالجة هذه الظاهرة قبل استفحالها، لأن هؤلاء الأطفال يعدون من الأطفال المهددين بالانحراف واقتراف الجريمة نتيجة وجودهم الطويل في الشارع، الذي يتجاوز الست ساعات كما أشارت إليه نتائج هذه الدراسة.
يوصي الباحث بإجراء دراسات مسحية شاملة على مستوى المملكة العربية السعودية لا تقتصر على استقصاء أحوال الأطفال الباعة والمتسولين وحدهم، بل تتجه كذلك إلى دراسة أوضاع أسرهم من خلال إجراء مقابلات عميقة مع أرباب هذه الأسر لمعرفة جوانب القصور والنقص لديهم.

..... الرجوع .....

اعرف عدوك
قضية العدد
تكنولوجيا الحرب
فن الادراة
النصف الاخر
الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
رياضة عالمية
المستكشف
داخل الحدود
الصحة والتغذية
الصحة والتأمين
الملف السياسي
فضائيات
أطفال التوحد
من الصفر
الفتاوى
السوق المفتوح
العناية المنزلية
مستقبليات
الاخيرة
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية


ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved