الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السياراتالرياضيةكتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 29th April,2003 العدد : 32

الثلاثاء 27 ,صفر 1424

هيئة الصحفيين..!
ما كدنا نفرح بصدور الموافقة على إنشاء هيئة للصحفيين في المملكة..
وبصدور لائحتها كمشروع سوف يعرض على جمعيتها العمومية..
حتى ضج الزملاء..
وشط بهم الغضب..
اعتراضاً على ما جاء فيها..
***
وما كاد أول اجتماع للهيئة التأسيسية يعقد في رحاب صحيفة الرياض..
وما اسفر عنه من قرارات لتسريع قيام هذه الهيئة..
حتى بدأ الهمس يتحول إلى جهر..
اعتراضاً على خطوات اقرها اجتماع الرياض..
وعلى رؤى صدرت عن الزملاء رؤساء التحرير..
***
ولست ضد أن يجاهر الزملاء المعترضون بآرائهم..
وان يكتبوا بما يعتقدون انه إضافة جيدة لنظام الهيئة..
سواء باقتراح منهم في تعديل صيغة مادة من مواده..
أو إضافة بند جديد على نظامه..
وسواء جاءت الاجتهادات باقتراح لحذف نص لا ضرورة لوجوده في النظام..
أو أن هذه الأصوات تحمل مقترحات يرى أصحابها أنها تصب في مصلحة الهيئة والمنتسبين لها..
***
وأرجو ان تتسع صدور أعضاء الهيئة التأسيسية لقبول وجهات النظر الأخرى..
وان تقتصر وجهات نظر الآخرين على طرح أفكار تساعد على تسريع خطوات بدء العمل في هذه الهيئة بعد انتظار طويل..
وأن تتسع صدورهم أيضاً لسماع ما يقوله أعضاء الهيئة التأسيسية بحكم قربهم وإلمامهم بالخطوات التي سبقت صدور الموافقة عليها..
***
وبمثل هذا الجو..
وبهذه الروح..
تقترب وجهات نظر الجميع من بعضها..
وتتفق الآراء حول ذات الهدف..
ولا يكون هذا الحماس سبباً في ضياع ما نتمناه لهذه الهيئة..
***
وأنا مع المنادين بالإصغاء لكل الآراء من قبل أعضاء الهيئة التأسيسية..
وأفهم لماذا سارعوا إلى إعلان تخوفهم من الآن..
مع انه كان من المناسب لهم ولأعضاء الهيئة التأسيسية لو تريثوا إلى حين انعقاد الجمعية العمومية..
وانتظروا بعض الوقت لمعرفة الحقيقة كاملة لا جزء منها..
وحينها لكل منهم أن يصرح بما يشاء..
ويعبِّر عن وجهات نظره..
لأن الأصوات حينها هي المرجح والفيصل والحكم في كل ما قيل ويقال الآن..
***
أنا مثلاً مع من يطالب بمساواة الإعلامي الصحفي تحديداً غير المتفرغ مع زميله المتفرغ للمهنة..
ومع تعديل كثير من بنودها..
وزملائي رؤساء التحرير كذلك..
والمرونة في زعمي مطلوبة..
بل ومفيدة..
وكلما اتسع العدد وكبر لمنتسبي الهيئة كان ذلك مؤشراً على نجاحها المبكر..
***
واللائحة بالمناسبة مجرد مشروع..
لم يصدر قرار وزاري بها حتى الآن..
وهي معروضة للمناقشة والتداول أمام أول جمعية للهيئة إما لإقرارها على ما هي عليه وإما تعديلها وهذا سوف يتم بالتصويت..
***
وبالتالي فلا داعي للتشويش على أجوائها من الآن..
وقتل حماس وطموح اولئك الذين يقومون بالتحضير لانعقاد أول اجتماع لجمعيتها..
وبخاصة أن الكثيرين ممن كتبوا عنها لم يطلعوا على تفاصيل ما جاء فيها.


خالد المالك

الفتاوى
يجيب عنها الشيخ سلمان ابن فهد العودة
إعداد: ناصر الفهيد
[ السؤال: نهى الله إبراهيم عن الدعاء لأبيه فامتثل إبراهيم ولا شك ولكن انظر معي وتأمل عندما كبر إبراهيم وشاخ دعا لوالده في سورة إبراهيم بدليل أنه قال: {الحّمًدٍ لٌلَّهٌ الذٌي وّهّبّ لٌي عّلّى الكٌبّرٌ إسًمّاعٌيلّ وّإسًحّاقّ إنَّ رّبٌَي لّسّمٌيعٍ الدٍَعّاءٌ (39) رّبٌَ اجًعّلًنٌي مٍقٌيمّ الصَّلاةٌ وّمٌن ذٍرٌَيَّتٌي رّبَّنّا وّتّقّبَّلً دٍعّاءٌ (40) رّبَّنّا اغًفٌرً لٌي اّلٌوّالٌدّيَّ اّلٌلًمٍؤًمٌنٌينّ يّوًمّ يّقٍومٍ الحٌسّابٍ (41)}. وقد وهب الله إبراهيم إسماعيل وإسحاق وهو شيخ مسن. فكيف نوفق بين الآيات؟ ولو عدنا لكتب التفسير لوجدنا علماءنا رحمهم الله أجابوا بحجج غير سليمة فمن قائل: إنه دعا لوالده ؛ لأنه لم ينه بعد. قلت: وكيف ذلك وسياق الآية يدل على أنه دعا لوالده بعد أن رزق الذرية وهو بلغ من العمر عتيا. .؟ ومن قائل: إن هناك قراءة ولوالدي. قلت: وهذا تأويل لا دليل عليه وليت شعري! كيف يحمل أهل السنة رحمهم الله على المؤولين رحمهم الله وهم هاهنا يؤولون. ولثقتي بك أيها العلامة أرسلنا لك وبالله التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى إخوانه المرسلين. الجواب: ليس في القرآن الكريم تصريح بأن الله نهى إبراهيم عن الدعاء لأبيه. لكن فيه {وّمّا كّانّ اسًتٌغًفّارٍ إبًرّاهٌيمّ لأّبٌيهٌ إلاَّ عّن مَّوًعٌدّةُ وّعّدّهّا إيَّاهٍ فّلّمَّا تّبّيَّنّ لّهٍ أّنَّهٍ عّدٍوَِ لٌَلَّهٌ تّبّرَّأّ مٌنًهٍ إنَّ إبًرّاهٌيمّ لأّوَّاهِ حّلٌيمِ (114)} . وهذا التبين يجوز أن يكون في آخر عمره. ويجوز أن يكون يوم القيامة. كما جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة. وعلى وجه آزر قترة وغبرة فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك لا تعصني؟ فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك. فيقول إبراهيم: يا رب إنك وعدتني ألا تخزيني يوم يبعثون. فأي خزي أخزى من أبي الأبعد؟ فيقول الله تعالى: إني حرمت الجنة على الكافرين...) الحديث. برقم (3101...) ولذلك جاء في رواية ابن المنذر بعدما ذكر مسخ الله لأبيه: فإذا رآه كذلك تبرأ منه. وقال: لست أبي. وقد طعن الإسماعيلي وغيره في صحة هذا الحديث ومتنه. وعده آخرون مشكلا مع قوله تعالى: { فّلّمَّا تّبّيَّنّ لّهٍ أّنَّهٍ عّدٍوَِ لٌَلَّهٌ تّبّرَّأّ مٌنًهٍ }. والصواب أن الأئمة من المفسرين وغيرهم اختلفوا في الوقت الذي تبرأ فيه إبراهيم من أبيه على أقوال عدة: فقيل: عند موته. كما أخرجه الطبري في تفسيره عن ابن عباس بإسناد صحيح. وقيل: في الآخرة كما دل عليه الحديث المذكور آنفا. وهو قول سعيد بن جبيروالقولان متقاربان. ويؤيدهما في المعنى وعد النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طالب بالاستغفار حين مات على الكفر حتى نهي عن ذلك. وقد ورد في بعض الأحاديث عند ابن جرير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك. فلا أزال: أستغفر لأبي طالب حتى ينهاني عنه ربي) ثم نزلت الآية. وبهذا يرتفع الإشكال بحمد الله.
***
الجمع بين اسم الله ورسوله
* السؤال: أعمل داعية، وخطيبا في الخارج وأطلب منكم دعما معنويا. ودعما ماديا كالكتب وغيرها. وتمر علي مسائل أحتاج فيها استفتاء العلماء ومن هذه المسائل: ما حكم الجمع بين الله وبين أحد مخلوقاته في الفعل أو الضمير مثل: «الله ورسوله بريئان من.."؟ فقد استعملت مثل هذه العبارة وعاتبني أناس على ذلك. لكني سمعت في شريط لكم في محاضرة عقدت في مسجد التنعيم بمكة المكرمة ليلة الثلاثاء الموافق 10/شعبان/1413ه بعنوان: «حديث حول منهج السلف» لقد استعملتم هذه العبارة بالذات. فما وجه الاستدلال من ذلك حتى أقنع خصمي
الجواب أخي الشيخ: أرحب بأي تواصل أو سؤال أو استشارة. كما أنني لا أستغني عن نصحكم واقتراحاتكم فالمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض. والمؤمنون إخوة، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. جعلنا الله وإياكم من أهلها. ثم إنني أرجو ألا يطول بكم الانتظار حتى يتيسر إرسال بعض الكتب والرسائل إليكم. أما عن السؤال فقد وجدت أن الجمع بين اسم الله واسم محمد صلى الله عليه وسلم جاء في القرآن والسنة كثيرا كثيرا ربما يزيد على أربعة آلاف موضع. لكن إذا كان في هذا الإسناد والجمع والعطف ما يوهم الآخرين بالمساواة أو التشريك فيتجنب دفعا للبس. والأفضل التنبيه على مثل هذه الملاحظات حتى يكون المسلمون على بينة من أمرهم وفي دينهم. وإنما نهي عن العطف بالواو إذا كان يراد بالعطف مساواة المخلوق بالخلق في القدرة والمشيئة والفعل. كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل لما قال ما شاء الله وشئت. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (قل ما شاء الله ثم شئت) أي أن مشيئته بعد مشيئة الله ومرتبة عليها. وما عدا ذلك فالأدلة تدل على الجواز. ومن ذلك على سبيل التمثيل لا الحصر قوله تعالى: «وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم».
***
الفرق بين الريح والرياح
السؤال لماذا لفظ الرياح ورد في القرآن مفردا ومجموعا. أعني أنها جاءت مجموعة مع الرحمة مفردة مع العذاب كقوله تعالى: {وّمٌنً آيّاتٌهٌ أّن يٍرًسٌلّ الرٌَيّاحّ مٍبّشٌَرّاتُ} وقوله: {وّهٍوّ الذٌي أّرًسّلّ الرٌَيّاحّ بٍشًرْا بّيًنّالدّيً رّحًمّتٌهٌ } وجاءت مفردة مع العذاب كقوله تعالى: { بٌرٌيحُ صّرًصّرُ عّاتٌيّةُ } وقوله:{ الرَيحّ العّقٌيمّ}.{وّفٌي عّادُ إذً أّرًسّلًنّا عّلّيًهٌمٍ الرٌَيحّ العّقٌيمّ (41)} . وروي أن رسول صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا هبت الريح «اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا» فما السبب؟
الجواب: الذي يظهر لي أن لفظ (الريح) مفردا يأتي للرحمة وللعذاب. كما في قوله تعالى { وّجّرّيًنّ بٌهٌم بٌرٌيحُ طّيٌَبّةُ وّفّرٌحٍوا بٌهّا جّاءّتًهّا رٌيحِ عّاصٌفِ } . وقوله عليه السلام: (نصرت بالصبا. وأهلكت عاد بالدبور..» أما الرياح بالجمع فلا تأتي إلا للرحمة. وحديث «اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا» ضعيف. أما السر في ذلك والله أعلم فلعل إفراد الريح يدل على شدتها وقوتها وتدميرها. أما الجمع فيدل على تعددها وتنوعها ولينها ورخائها وإلى هذا المعنى أشار القرطبي في تفسيره فقال «فمن وحد الريح فلأنه اسم للجنس يدل على القليل والكثير. ومن جمع فلاختلاف الجهات التي تهب منها الرياح. ومن جمع مع الرحمة ووحد مع العذاب فإنه فعل ذلك اعتبارا بالأغلب في القرآن نحو (الرياح مبشرات) و(الريح العقيم) فجاءت في القرآن مجموعة مع الرحمة مفردة مع العذاب. إلا في يونس في قوله {وّجّرّيًنّ بٌهٌم بٌرٌيحُ طّيٌَبّةُ } وذلك لأن ريح العذاب شديدة ملتئمة الأجزاء كأنها جزء واحد. وريح الرحمة لينة متقطعة فلذلك هي رياح. فأفردت مع الفلك في يونس لأن ريح إجراء السفن إنما هي ريح واحدة متصلة ثم وصفت بالطيب فزال الاشتراك بينهما. وعند أبي داود وابن ماجة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الريح من روح الله» قال سلمة: فروح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب فإن رأيتموها فلا تسبوها وسلوا الله خيرها واستعيذوا بالله من شرها.
***
وضع صور النساء على المنتجات
* السؤال: ما حكم وضع صور ذوات الأرواح على الأغلفة التجارية للإشهار؟ ومن ذلك وضع صور النساء على كرتون بعض العلب التجارية للإشهار والتعريف بخصائص السلعة. علما بأن المرأة لا يظهر منها إلا وجهها وبعض من شعرها. وهي في صورة محتشمة. وهذا خاصة في بعض المنتجات الخاصة بالنساء مثل الحناء، وزيت الشعر. وصبغ الشعر؟ وهل يجوز أن نضع صورة امرأة ملتفتة إلى الخلف بحيث يظهر الرأس فقط، ولا يظهر منه إلا الشعر؟
الجواب: أرى أنه لا يجوز وضع صور النساء على المنتجات لما في ذلك من الفتنة. حيث أصبحت الشركات والمتاجر تتنافس على اختيار الجميلات. وعرضهن بشتى الملامح والأوضاع. وهكذا القنوات الفضائية. والصحف. والمجلات أصبح الكثير منها ينظر إلى المرأة باعتبارها جسدا فحسب. ويوظفها وسيلة لجذب الزبائن. وقل أحيانا لخداعهم. وهذا يعود بالضرر على المرأة نفسها في تكريس صورتها المادية الجسدية. وتغييب صورتها الروحية والعقلية. حيث هي مدرسة. وسكن. وعقل. وتاريخ. وفضائل. فيختفي هذا كله ويتضاءل. أو ينعدم. وتبرز صورة المرأة الجسد. وهذا مقصور على ذوات المواصفات الخاصة أولا. وعلى فترة من العمر محدودة ثانيا. ثم يلفظها السوق. ولذلك تقوم الحملات. ويجب أن تقوم في الغرب. والشرق لمنع استغلال المرأة. أو المتاجرة بها بأي وجه.أما رسم صورة شعر مجرد مثلا كوسيلة إيضاح وإشهار. وتعريف ببعض السلع فلا يظهر مانع منه والله أعلم.
***
ولا يزالون مختلفين
السؤال: ما المعنى الصحيح المراد من قول الله تبارك وتعالى: {وّلّوً شّاءّ رّبٍَكّ لّجّعّلّ النّاسّ أٍمَّةْ وّاحٌدّةْ وّلا يّزّالٍونّ مٍخًتّلٌفٌينّ } «حيث إني وجدت من المفسرين من فسرها بأن الله تعالىخلق الخلق للاختلاف. ثم بعد ذلك وجدت من يرد على هذا القول وينكره أشد الإنكار. وقد وجدت في شريط لكم بعنوان: «المعالم المنجية من شؤم المعصية» قولكم بعد إيراد الآية أي: للاختلاف الذي يترتب عليه انقسامهم واختلافهم هذا إلى الجنة وهذا إلى النار. كما قال تعالى : {وّلّقّدً أّرًسّلًنّا إلّى" ثّمٍودّ أّخّاهٍمً صّالٌحْا أّنٌ اعًبٍدٍوا اللَّهّ فّإذّا هٍمً فّرٌيقّانٌ يّخًتّصٌمٍونّ (45)} أرجو إيضاح المعنى الصحيح من الآية الكريمة. وجزاكم الله خيرا. الجواب: الذي يترجح عندي في معنى الآية. أن الله تعالى لو شاء لجعــل الناس أمةواحدة على منهج واحد. كما جعل الملائكة. ولكنه شاء أن يخلق خلقا يختبره ويبتليه. ويمنحــه الفرصة للهدى والضلال، والخير والشر. والصلاح والفساد. وكان هذا هو الإنسان {إنَّا خّلّقًنّا الإنسّانّ مٌن نٍَطًفّةُ أّمًشّاجُ نَّبًتّلٌيهٌ فّجّعّلًنّاهٍ سّمٌيعْا بّصٌيرْا (2)} {وّهّدّيًنّاهٍ النَّجًدّيًنٌ (10)} . {إنَّا هّدّيًنّاهٍ السَّبٌيلّ إمَّا شّاكٌرْا وّإمَّا كّفٍورْا (3)} .التعبير بالاختلاف في آية هود؛ لأنه هوالمحصلة الأكيدة المعلومة لله تبارك وتعالى أن خلقهم على هذه الصفة يؤدي إلى الاختلاف. بين مؤمن وكافر،، وبين بر وفاجر. وإلى الاختلاف داخل الصف المؤمن أيضا بين مخلص متجرد، وضعيف ذي هوى... والاستثناء {إلاَّ مّن رَّحٌمّ رّبٍَكّ } [يدخل فيه والله أعلم المؤمنون المتجردون من الهوى وإن اختلفوا ضمن دائرة الخلاف الجائز شرعا.
***
زكاة البضائع
* السؤال: في مسألة تقييم قيمة البضائع المنوي دفع زكاتها. السؤال يتمثل في رجل تاجراشترى بضاعة وكان سعر القطعة منها كما اشتراها 35 ريالا باع القطعة بأربعين ريالا. بعد شرائه البضاعة نزل سعرها في السوق إلى عشرين ريالا مثلا. ثم حال الحول على هذه البضاعة ويريد صاحبها إخراج زكاتها. السؤال عن كيفية تقييم البضاعة هل يقيمها على سعر السوق (20 ريالاً) أو على سعرها كما اشتراها (35ريالاً) أو ماذا أفيدونا زادكم الله من فضله.
الجواب: بالنسبة للقطع التي لم يتم بيعها فالأظهر عندي أنه يزكي قيمة شرائها؛ لأنها هي المؤكدة. وما زاد عليها فهو مشكوك فيه. إلا أن تزيد قيمتها الشرائية عما اشتراها به فتزكى قيمتها الحالية بعد الزيادة. وكذلك لو انخفضت قيمتها فإنه يزكيها بقيمتها بعد الانخفاض. والله أعلم.
***
التأخر في الزواج
* السؤال: شاب بلغ السادسة والعشرين من العمر يسأل عن الزواج. أرسله أبوه للدراسة في بلد كفار أهله وهو في سن الأربعة عشر. قدر الله أن يكون من المهتدين فلم يقع لا في زنا ولا في خمر ولا في دخان ولا في غيرها والحمد لله. مرت بضع سنين وشعر بحاجته إلى الزواج فاتصل بأبيه وأبلغه بنيته فزجره أبوه رغم أنه مقتدر. لعله ممن يعتقد بإكمال الدراسة أولا ثم الوظيفة ؛ لتكوين النفس ثم الزواج. والله أعلم. بالطبع للآباء أمور أخرى يفكرون بها قد يبينوها أو يخفوها. نسأل الله لنا ولهذا الأب وأمثاله الهدى والتقوى والثبات. آمين.
صبر الشاب مستعينا بالله ثم بالعلاج النبوي المعروف ألا وهو الصيام. إضافةإلى أمور أخرى مثل قراءة جزء من القرءان يوميا والاجتهاد في بعض النشاطات الإسلامية في ذلك البلد الكافر... حرص الشاب أيضا على إيجاد بعض الوظائف البسيطة التي عمل بها أثناء دراسته ليبدأ بالادخار. ومرت بضع سنوات أخر وعرض رغبته في الزواج على أبيه مرة أخرى بعد تخرجه من الجامعة وبدئه بالعمل مباشرة. فقال له أبوه: اصبر ولا تستعجل. قال الشاب متعجبا: أنا صابر ولكن أنت لماذا تؤخرني؟ ماذا تنتظر؟ فرد الأب قائلا: معليش اصبر ولا تستعجل. سمع الشاب وقرأ بعض الفتاوى لبعض الشيوخ وسأل فكانت الفتوى مشابهة وهي: لماذاتنتظر أباك. الفتاة هي التي تحتاج إذن وليها وليس الشاب. أبوك آثم بتأخيرك. وأنت بإمكانك أن تخطب لنفسك وتتزوج ولا يطالبك الإسلام بموافقة أهلك أو مرافقتهم لك لتطلب فتاة للزواج. لا تصعب على نفسك الخوض في الفتن وعليك أن تبادر بالزواج فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. قال الشاب: لا أريد أن يكون هذا سببا في إيجاد حساسيات ومشاكل بيني وبين أبي ثم بينه وبين زوجتي وأهلها. أريد أيضا أن أثبت لأبي أنني أطيعه إذ أنه دائما يعتقد أنني لا أطيعه ولست أدري لماذا. ما هي نصيحتكم لهذا الشاب. بارك الله فيكم. علما بأنه مقتدر ماليا؟ وحتى وإن لم يكن فالله تعالى يقول: «...إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله» بعد ذكر صلاحهم. والنبي محمد صلى الله عليه وسلم ذكر (في معنى الحديث) من الثلاثة الذين حق على الله عونهم: متزوج يطلب العفة أو كما جاء في الحديث أرجو الاستعجال والتفصيل في الجواب قدر الاستطاعة فقد نعرض السؤال وجوابه على الأب إن شاء الله. وجزاكم الله خيرا.
الجواب أعتقد أن السادسة والعشرين من العمر، مع توفر الإمكانيات المادية. والرغبة الشخصية، كافية للسعي الجاد في أمر الزواج. والسكن النفسي والطمأنينة والأنسب سبب الزواج هو من أسرار النجاح في الدراسة والعمل والحياة. ورحمة الوالد وشفقته وحرصه على ولده مما لا يحتاج إلى امتحان أو تجريب. ودون شك، فإن وراء تمنع الوالد هذه الفترة الطويلة رأيا وظنا. وربما اعتقد الوالد أنه يحتاج إلى نضج أكثر ليتحمل مسؤوليات الزواج. لكن للأمانة فهذا لا يسوغ التمنع والإصرار على التأجيل بل الواجب على الأب أن يلح على أولاده في تتميم شطر دينهم وإعفاف أنفسهم بالنكاح الشرعي خاصة في هذا الزمن الذي تتبرج فيه الفتنة. وتتراقص فيه الشهوة على أفواه الطرق. وفي البيوت. وفي المدارس. وفي كل صعيد. وأي عذر في هذا فهو بحاجة إلى مراجعة وتصحيح. فالله تعالى يقول: {وّأّنكٌحٍوا الأّيّامّى" مٌنكٍمً وّالصَّالٌحٌينّ مٌنً عٌبّادٌكٍمً وّإمّائٌكٍمً إن يّكٍونٍوا فٍقّرّاءّ يٍغًنٌهٌمٍ الله مٌن فّضًلٌهٌ } فالزواج سبب للغنى. والإحساس بالمسؤولية. ووسيلة إلى استكمال النضج العقلي والنفسي والاجتماعي. ومدرج إلى النجاح في العمل والوظيفة. واحتمالات الفشل واردة. لكنها لا تحول بين التاجر والدخول في مشاريعه. ولابين الطبيب وممارسة مهنته. ولا بين الطالب ودراسته. فالحياة كلها مبناهاعلى المخاطرة. ومع اتخاذ الأسباب والحرص والحذر. والاختلاف على هذه الفتاة أو تلك يحثكم فيه إلى رغبة الابن في النهاية؛ لأنه هو الذي سيعاشرها وليس غيره. فيمكن أن تبين له مزايا هذه وتلك وخصائصها ومأخذها. ويترك له الاختيار. ولا يمكن أن تكتمل شخصية الشاب وتقوى إلا بتحمله المسؤولية واشتراكه في القرار. خاصة في قرار كهذا يخصه أولا وأخيرا. أوجه كلمة أخوية إلى الأب الكريم الحاني المشفق ألا يتردد ولا يؤجل. فالأمرلا يحتمل التأجيل. وفورة الشهوة ونداء الفطرة إلى الجنس الآخر قد تصبح طوفانا يدمر كل شيء. فلا يجوز شرعا التأجيل والتأخير. بل يجب المسارعة وتذليل العقبات. وفقك الله لكل خير.
***
مشاهدة أفلام الجنس الكرتونية
* السؤال:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إخواني أفيدوني: أريد أن أعرف هل هذا حرام أم لا؟ أنا أشاهد وبالكرتون أشياء مثل الجنس والقبلات، لكن هي ليست مرئية بل رسوم متحركة فهل هذا حرام؟ جزاكم الله خيرا أفيدوني.
الجواب: أرى لك أخي الكريم أن تبتعد عن مشاهدة مثل هذه الأشياء المحرمة سواء بالكرتون أو غيره، فإن العبرة في الشرع بالمقاصد، وأن تشغل نفسك بالمفيد النافع لك في الدنيا والآخرة، وأن تهتم بمعالي الأمور، أسأل الله أن يرزقك غض البصر بحوله وقوته.
***
الإنترنت حرام؟
* السؤال:هل الإنترنت حرام؟
الجواب: الإنترنت وسيلة يختلف حكمها، بحسب الغاية منها، واستعماله في الدعوة إلى الله خير عظيم بلا شك في ذلك، فإذا كنت تستعملها في مثل ذلك، وتستفيد منه، وتدل عليه، فإن هذا من وسائل الدعوة إلى الله، وإن كان يخاف استعمالها في غير ذلك من الأمور المحرمة، كالدخول إلى المواقع السيئة فكريا، وخلقيا، فإن ذلك لا يجوز.
***
حديث «أنا سترتها عليك في الدنيا، وأنا اغفرها لك اليوم»
* السؤال: ما صحة حديث «أنا سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم» وكذلك حديث «من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه أدخله الله الجنة» وما دلالات هذين الحديثين؟
الجواب: حديث «أنا سترتها عليك في الدنيا، وأنا اغفرها لك اليوم» رواه البخاري في صحيحه «برقم 2661» وفي تفسير القرآن، وفي الأدب، والتوحيد. ورواه مسلم في التوبة «برقم 4972». وابن ماجه «في المقدمة 179». وأحمد «5562،5179».
كلهم من طريق قتادة، عن صفوان بن محرز، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يدني الله عبده المؤمن فيضع عليه كنفه، ويستره، فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم، أي ربِّ، حتى إذا قرره بذنوبه، ورأى في نفسه أنه قد هلك، قال: سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته، وأما الكافر أو المنافق، فيقول الأشهاد: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم، ألا لعنة الله على الظالمين».
فهذا حديث صحيح، متفق على صحته، ظاهر المعنى، لا إشكال فيه بحمد الله.
{ وّنٍودٍوا أّن تٌلًكٍمٍ الجّنَّةٍ أٍورٌثًتٍمٍوهّا بٌمّا كٍنتٍمً تّعًمّلٍونّ} *الأعراف: 43* ، فالعمل لابد منه للإيمان، ولهذا قال العلماء: الإيمان قول وعمل واعتقاد.
فهو قول باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل بالأركان.
ولا يكاد يذكر الإيمان في القرآن إلا مقرونا بالعمل الصالح، فلابد فيه إذاً من عملٍ يزكيه ويدل عليه.
اما شهادة باللسان، وكل أعمال المرء في عمره كله تشهد ضده، وضد إيمانه، فهناك إذا كفر تشهد عليه كل لحظات المرء، وكل أعماله، وكل توجهاته، وهناك دعوى إيمان لا يوجد ما يشهد لها!
لابد للإيمان من عمل، وعلى هذا جرى قول السلف كالإمام أحمد، والبخاري، والآجرّي، واللالكائي، وأبي عبيد، ومن قبلهم من الصحابة والتابعين لهم بإحسان.
ألهمنا الله وإياك السداد في القول والعمل.

..... الرجوع .....

اعرف عدوك
قضية العدد
تكنولوجيا الحرب
فن الادراة
النصف الاخر
الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
رياضة عالمية
المستكشف
داخل الحدود
الصحة والتغذية
الصحة والتأمين
الملف السياسي
فضائيات
أطفال التوحد
من الصفر
الفتاوى
السوق المفتوح
العناية المنزلية
مستقبليات
الاخيرة
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية


ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved