الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 29th June,2004 العدد : 87

الثلاثاء 11 ,جمادى الاولى 1425

الافتتاحية
لغة الحوار..!
ليس هناك من طريق آخر تصحح به أخطاء بعض الكتَّاب متى وجدت..
ويعالج من خلاله ما قد يكون مجال ملاحظة سلبية في أي شأن من شؤون الحياة..
غير الحوار المتوازن..
وبالمناقشة الهادئة الهادفة..
وبتقبل مبدأ احترام الرأي الآخر وإن لم يوافق قناعاتنا..
***
وبالحوار القائم على المحبة..
والتناصح فيما بيننا..
والابتعاد عن التأويل والتأويل المضاد..
وعدم الذهاب إلى أكثر مما يعنيه أو يقصده المرء حين يكون له رأي أو وجهة نظر..
بهذا تكون نقاط الالتقاء فيما بين الأطراف المختلفة أكثر من نقاط الاختلاف وهذا هو المطلوب..
***
لا بد من احترام الرأي الآخر..
وخلق الأجواء المناسبة له..
دون تبرم أو تذمر أو انفعال..
مع الالتزام بالأسس السليمة لكل حوار..
من حيث ملامسته لأي مشكلة..
أو معالجته لمستجد غير مقبول..
وعند مواجهته مع أي تصرف غير مستحب..
وبالاتكاء على هذه الأسس نكون قد اخترنا الطريق الأمثل والأصح..
***
ومن المؤكد أنه ليس كل من يطرح وجهة نظر يفترض من الجميع أن يسلّم بها..
وأن يقتنع بها الكل..
ويتبناها كل أفراد المجتمع..
إذ إنها قد لا تكون بالمواصفات والقياسات المفيدة للوطن..
وقد تكون خالية من المقومات التي تصب في خدمة المواطن..
وربما خالف صاحبها برأيه العرف المستحب والعادة الجميلة ولم يراع بها التعاليم الإسلامية..
***
وفي مقابل ذلك، فهناك وجهات نظر جيدة ينبغي أن تلقى القبول..
وربما كان الاحتفاء بها لهذا السبب مطلوباً..
بل ومن الإنصاف أن تكون مثل هذه الآراء ضمن القائمة التي ربما كان من المناسب أن تقابل بشيء من الاهتمام..
وكل هذا يأتي ضمن الفهم الواعي والمتزن والعاقل لكل الآراء التي أرى ضرورة استيعابها..
***
لقد قالوا قديماً: إن الاختلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية..
وأنا أريد أن يكون الود هو الثروة الحقيقية التي تقود هذا المجتمع النقي إلى ما هو أفضل..
وأن يكون الحب النظيف بين أفراده هو العلامة المميزة فيما بين أطياف هذا المجتمع..
ولتتباين بعد ذلك وجهات النظر فيما بين الأفراد والمجتمعات والمؤسسات، طالما أنها لاتمس الثوابت، وطالما أن هذا التباين يعمق المزيد من وشائج القربى، والتقارب والتحاب فيما بين الجميع.
خالد المالك
المرشح المستقل رالف نادر في حديث مع مجلة (أمريكان كونسرفتيف):
شارون يعتقل بوش داخل البيت الأبيض!

* إعداد أشرف البربري
يتفق المراقبون داخل الولايات المتحدة وخارجها على أن رالف نادر شخصية لم تتكرر كثيراً على مسرح السياسة الأمريكية.. فالرجل يبلغ من العمر سبعين عاماً ومع ذلك مازال قادراً على خوض معركة انتخابات الرئاسة الأمريكية لا لشيء إلا لكي يجد الفرصة لتوصيل رسالته إلى الشعب الأمريكي لأنه يدرك قبل غيره انعدام فرصته في الوصول إلى البيت الأبيض، ففي الانتخابات الرئاسية الماضية حصل نادر على ثلاثة في المائة تقريباً من أصوات الناخبين الأمريكيين.
ولد رالف نادر في 27 فبراير عام 1934 من أب وأم لبنانيين هاجرا إلى الولايات المتحدة وأنشآ مطعماً في ويست كونكتيكت. درس رالف القانون وتخرج من جامعة هارفارد العريقة عام 1958 ورفض العمل لدى الشركات الأمريكية الكبرى التي عرضت عليه العمل رغم الإغراءات المالية الهائلة. دخل العمل السياسي العام في مطلع الستينيات مع تفجر حركة الحقوق المدنية للزنوج في أمريكا، وبعد نجاح الحركة واصل نادر مشاغباته السياسية والاجتماعية بهدف حماية حقوق الضعفاء في المجتمع الأمريكي.
خاض نادر مواجهات عنيفة ضد القوى السياسية والاقتصادية الكبيرة في أمريكا منذ كفاحه في الستينيات كمحام ضد هيمنة الشركات الكبرى خصوصاً شركات السيارات التي فرض عليها من خلال حركته الشعبية للدفاع عن حقوق المستهلك التقيد بإجراءات السلامة والأمان سواء في تعميم حزام المقعد أو الترويج لأكياس الهواء الواقية أو تعميم مقاييس إطارات السيارات. وقد أصدر أول كتاب له عام 1965 تحت عنوان (غير أمينة.. بأي سرعة كانت؟)
وهاجم فيها شركات السيارات بسبب عدم اهتمامها بتوفير عوامل الأمان في سياراتها.
لقد أصبح رالف نادر علماً ورمزاً في التاريخ الأمريكي المعاصر وأكسبه كفاحه تقديراً في واشنطن حتى من الرؤساء الأمريكيين خصوصاً الرئيسين الديمقراطيين ليندون جونسن وجيمي كارتر.
لم يتزوج نادر رغم بلوغه السبعين من عمره، نادر يقول إنه يهوى القراءة .
والمشي وتشجيع فريق نيويورك يانكيز للبيسبول في أوقات فراغه. ويقول في موقعه على الإنترنت إنه سيخوض الانتخابات (لاستعادة الديمقراطية الأمريكية من مصالح الشركات التي تهيمن على الحزبين) الجمهوري والديمقراطي.
ويضيف موقعه على الإنترنت: (رالف سيخوض الانتخابات مثل جميع الأحزاب (الثالثة).. (أي الأحزاب الصغيرة غير الحزبين الجمهوري والديموقراطي) والمرشحين المستقلين لتعبئة المواطنين خلف ثورة للتوصل لحل جذري (لمشاكل) الشعب الأمريكي التي لن يناقشها أي من الحزبين أو يتبناها).
وقد وافق المرشح الثالث للرئاسة الأمريكي رالف نادر على دعوة باتريك بوكنان رئيس تحرير مجلة أمريكان كونسيرفتيف الأمريكية والمرشح السابق للرئاسة الأمريكية في الحزب الجمهوري من أجل مناقشة العديد من القضايا المتعلقة بترشيح نادر للرئاسة والسياسات الخارجية والداخلية للرئيس الأمريكي جورج بوش، تضمن الحوار شرحاً لمحاولة رالف نادر استقطاب تأييد المحافظين الساخطين على الرئيس الأمريكي جورج بوش الجمهوري.
والحقيقة أن رالف نادر شخصية مثيرة للاهتمام، فعلى مدى أكثر من أربعين عاماً ونادر يلعب أدواراً رئيسية ومثيرة للجدل على مسرح السياسة الأمريكية. وفيما يلي نص الحوار:
* بات بوكنان: دعنا نبدأ بقضايا السياسة الخارجية وبخاصة العراق والشرق الأوسط، فأنت ترى نتائج استطلاعات الرأي التي تشير إلى تدهور مكانة الولايات المتحدة لدى شعوب العالم.. فلماذا تكرهنا هذه الشعوب الآن؟
رالف نادر: أولاً وقبل كل شيء فإن أمريكا تؤيد كل أنظمة الحكم الدكتاتورية والفاسدة والمستبدة في أغلب دول العالم بما في ذلك الشرق الأوسط لأغراض عديدة. وقد أيدنا صدام حسين الذي كان ديكتاتوراً حليفاً لأمريكا في مناهضة الشيوعية حتى عام 1990 وهذا أحد أسباب كراهية شعوب الشرق الأوسط لأمريكا.
وهناك أيضاً سبب ثقافي.. فهذه الشعوب ترى أن قبول الثقافة الأمريكية يعني التخلي عن القيود التي يفرضها دينهم وثقافتهم على السلوك الشخصي، كما أنها تنظر إلى الصور والمواد العارية التي تنتجها شركاتنا الأمريكية باعتبارها هجوماً على هذه الشعوب.
وهناك بالطبع الدعم الأمريكي للنظام العسكري في إسرائيل بمليارات الدولارات وتجاهل حركة السلام لدى كل من الفلسطينيين والإسرائيليين مع أن هذه الحركات قوية ومؤثرة على الجانبين، علاوة على ذلك فإن الشعوب العربية ترى أمريكا وهي تغض الطرف عن ترسانة إسرائيل النووية التي تكفي لتدمير الشرق الأوسط في يوم وليلة إذا أرادت ذلك.
* بات بوكنان: إذن هل معنى هذا أن الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش ليس الوحيد المسئول عن هذا الوضع وإنما يشاركه في المسئولية كلينتون وبوش الأب وريجان وغيرهم من رؤساء أمريكا السابقين؟
رالف نادر: الحقيقة أن خضوع الدمى الموجودة في الكونجرس والرئاسة الأمريكية للسياسات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة هي المسئولة عما يحدث، ثم إن أي ديكتاتور معاد للشيوعية كان حليفاً لأمريكا حتى عام 1991.
دمى شارون
* بات بوكنان: استخدمت تعبير (دمى في الكونجرس)، فهل كان المرشح الديموقراطي للرئاسة الأمريكية وعضو مجلس الشيوخ، جون كيري، دمية في الكونجرس عندما صوت لصالح منح الرئيس بوش (تفويضاً مفتوحاً) لشن الحرب ضد العراق؟
رالف نادر: الكل تقريباً دمى سواء دمى في الكونجرس أو دمى في البيت الأبيض، وعندما يأتي محرك الدمى إلى واشنطن فإننا نشاهد كل هذه الدمى تتراقص.
* بات بوكنان: لماذا تعتبر كلاً من الكونجرس والبيت الأبيض مجموعة من الدمى؟ هل لأنهم يؤيدون سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون وحزب الليكود اليميني المتطرف في إسرائيل بدلاً من تأييد حركات السلام في كل من إسرائيل وفلسطين؟
رالف نادر: هذا سؤال جيد لآن حركة السلام في إسرائيل قوية بالفعل، فقد تمكنت من حشد 120 ألف متظاهر في قلب عاصمة إسرائيل تل أبيب، كما أنها تضم وزراء سابقين وأعضاء حاليين وسابقين في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) وجنرالات سابقين ومحاربين قدماء ورؤساء سابقين لأجهزة الأمن الإسرائيلية وأشخاصاً من مختلف الأوساط.. إذن فهي ليست حركة هامشية على الإطلاق.
والإجابة على سؤالك هو أن كلاً من أعضاء الكونجرس ورجال البيت الأبيض يخضعون أحكامهم المستقلة على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لنفوذ جماعات الضغط الموالية لإسرائيلية لآن هذه الجماعات تتمتع بهامش نفوذ في انتخابات بعض الولايات الأمريكية من خلال التبرعات التي تقدمها وذلك بدلاً من التركيز على التوصل إلى تسوية سلمية للصراع، ولا يبدو أن كلاً من أعضاء الكونجرس أو مسئولي البيت الأبيض متفقون مع العبارة الخالدة للكاتب اليهودي توم فيلدمان: (شارون وضع عرفات تحت الإقامة الجبرية في مقر المقاطعة برام الله ووضع بوش تحت الإقامة الجبرية في المكتب البيضاوي) بالبيت الأبيض.
ومن الناحية الواقعية لا يستطيع أي عضو في الكونجرس أن يتحدث عن هذه الحقيقة التي ذكرها فيلدمان، وهنا نأتي إلى المفارقة الكبرى، فنحن في أمريكا لا نستطيع أن نناقش هذه القضية بنفس الحرية التي يمكن أن يناقشونها بها في إسرائيل التي تحصل على مساعدات اقتصادية وعسكرية أمريكية تقدر بمليارات الدولارات سنوياً.
المستنقع العراقي
* بات بوكنان: دعنا ننتقل إلى ملف العراق، فقد عارضتها وها هي الحرب تتحول إلى مأزق دام لأمريكا، وأنت قلت إنك ستسحب القوات الأمريكية من العراق خلال ستة أشهر في حالة فوزك في الانتخابات الرئاسية، ولكن ماذا إذا انهارت كل أشكال الدولة في العراق وتحولت إلى مأوى للإرهابيين؟ هل سنعيد إرسال قواتنا إلى هناك لتطهيره مرة أخرى؟
رالف نادر: وفقاً لاقتراحي فإنه سيكون هناك قوات حفظ سلام دولية تحل محل القوات الأمريكية التي ستنسحب، فالانسحاب الذي اقترحه هو انسحاب ذكي ومنظم ويتزامن مع إجراء انتخابات ديموقراطية حرة في العراق تحت إشراف دولي، كما أن الانسحاب الأمريكي سيشمل القوات العسكرية والشركات الأمريكية لأن الشعب العراقي ينظر إلى هذه الشركات باعتبارها آتية للسيطرة على مقدرات بلاده الاقتصادية وبخاصة موارده النفطية، في الوقت نفسه تستمر أمريكا في تقديم المساعدات الإنسانية للعراقيين حتى يتمكن العراق من الوقوف على قدميه مرة أخرى. كما أننا سنكون في الصدارة خلال الانتخابات العراقية المنتظرة لضمان حصول كل من الأكراد والسنة والشيعة على حقوقهم السياسية. فلن يكون الانسحاب الأمريكي من العراق تكراراً للانسحاب العشوائي من فيتنام عندما كنا بالكاد نشحن الجنود في الطائرات المروحية دون حتى أن تلامس عجلاتها الأرض.
* بات بوكنان: أنت تتحدث باستمرار عن الشركات الأمريكية ونفوذها الطاغي على السياسة الأمريكية. فما هي رؤيتك لهذه القضية؟ ..أنا طبعاً أفترض أنك لا تتحدث عن الاقتصاد الخاضع لسيطرة الدولة ولا الاشتراكية. أم أنك تتحدث عن ذلك؟
رالف نادر: حسناً، الأمر يتعلق أساساً بدور الحكومة المنتخبة بطريقة ديموقراطية وهو الحد من نفوذ مجموعات المصالح والشركات الكبرى كما قال توماس جيفرسون. والشركات الكبرى تدرك تماماً أن القوة الوحيدة القادرة على مواجهة نفوذها وتجاوزاتها هي الحكومة. ولذلك فإن هدف هذه الشركات هو السيطرة على الحكومة باستغلال المال والسياسة. وبالفعل فإن الشركات الأمريكية الكبرى وضعت كبار ممثليها على رأس مؤسسات الحكم الكبرى في واشنطن مثل وزارة الدفاع (البنتاجون) ووزارة الخزانة ومجلس الاحتياط الاتحادي. كما تحقق الشركات أهدافها في السيطرة على الحكومة الأمريكية من خلال توفير فرص عمل لكبار المسئولين الحكوميين وأعضاء الكونجرس بعد تقاعدهم. كما أن هذه الشركات تمتلك وحدات قانونية تقدم مشروعات القوانين الجاهزة لأعضاء الكونجرس. فضلاً عن ذلك، فإن الشركات تفرض سيطرتها على الحكومة من خلال التهديد بنقل مشروعاتها خارج أمريكا. وأسرع طريقة لإذلال أي عضو في الكونجرس هي تهديده بنقل مصانع الشركات خارج الولاية أو الدائرة الانتخابية التي يمثلها حيث يتحول الناخبون إلى عاطلين فيثورون على ممثليهم في الكونجرس لأنهم فشلوا في حماية وظائفهم.
القوة الهائلة لهذه الشركات تنتهك الكثير من مبادئ الرأسمالية نفسها. فعلى سبيل المثال ينص المبدأ الأول للرأسمالية على حق المال في السيطرة على ممتلكاته. ولكن في ظل الشركات متعددة الجنسية لم يعد للمساهمين أي سيطرة على شركاتهم. ووفقاً للرأسمالية فإنه إذا لم تتمكن من جذب السوق إلى نشاطك يجب أن تعلن إفلاسك ولكن في حالة الشركات الكبرى فإنها لا تعلن إفلاسها ولكنها تلجأ إلى الحكومة الأمريكية للحصول على مساعدات لإنقاذها. ووفقاً لمبادئ الرأسمالية فالمفترض أن تكون حراً في التعاقد مع أي شركة. ولكن هل تذكر آخر مرة تفاوضت فيها بحرية مع أي بنك من أجل الحصول على قرض أو مع موزع سيارات لشراء سيارة بتسهيلات في السداد؟ فدائماً ما تجد هناك عقود جاهزة معدة للتوقيع فقط. وأصبح القانون السائد للعقود حالياً هو أن صغار المستهلكين سيوقعون على العقود المعدة سلفاًً من قبل الشركات دون أن يكون لهؤلاء المستهلكين الحق في التفاوض بشأن شروط العقد. ثم أن الرأسمالية تقوم على افتراض القانون والنظام ولكننا نجد أن الشركات الكبرى تتورط في جرائم مالية عديدة مثل الاحتيال والتزوير والاستغلال. وأخيراً فإن الرأسمالية تفترض حرية المنافسة في السوق بين جميع اللاعبين بحيث يكون هناك احتمال فوز أي لاعب. ولكن من يمكنه منافسة ماكدونالدز في سوق الوجبات الجاهزة؟ ومن يمكنه منافسة مايكروسوفت في سوق برمجيات الكمبيوتر؟ ثم إن الشركات العالمية العملاقة لا ترتبط بأي ولاء لأي دولة من دول العالم. وهذه الشركات إما تسيطر على الدول أو تتخلى عنها. لذلك فإننا نجد الآن اندماجاً بين الشركات الكبرى والحكومات الكبيرة من أجل المزيد من دعم هذه الشركات أو تقليص المخاطر التي تتعرض لها أنشطتها أو ضمان تحقيق أرباح لها.
الهجرة إلى أمريكا
* بات بوكنان: ننتقل الآن إلى قضية أخرى وهي قضية الهجرة إلى أمريكا. فنحن نوقف حوالي مليون ونصف المليون مهاجر غير شرعي على الحدود الأمريكية سنوياً في حين يتمكن حوالي مليون مهاجر من التسلل إلى الولايات المتحدة. ويبلغ عدد المقيمين بطريقة غير شرعية في أمريكا حالياً ما يتراوح بين 8 و14 مليون شخص. والرئيس الأمريكي مطالب بحكم مسئولياته الدستورية حماية الأراضي من الغزو الأجنبي. وهذه الهجرة تمثل نوعا من أنواع الغزو.
رالف نادر: طالما أن سياستنا الخارجية تقوم على دعم أنظمة الحكم الديكتاتورية الفاسدة في مختلف أنحاء العالم فإن أبناء شعوب هذه الدول سوف يستمرون في محاولة عبور الحدود للهجرة نحو دول الشمال الغني سواء كانت أمريكا أو أوروبا الغربية.
وهناك أيضا سياستنا التجارية الخارجية كما هو الحال مع المكسيك في ظل اتفاق إقامة منطقة التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) التي أدت إلى تدفق صادرات الذرة الأمريكية رخيصة الثمن إلى المكسيك مما أدى إلى إفقار ملايين المزارعين المكسيكيين وعائلاتهم لذلك فإنهم لا يجدون أمامهم حلا سوى محاولة الهجرة شمالا إلى الولايات المتحدة بحثا عن فرصة للحياة.
علاوة على ذلك فأنا ضد مواصلة السياسة الأمريكية في استنزاف عقول دول العالم الثالث وتفريغ هذه الدول من أبنائها ذوي المهارات الخاصة. فأمريكا تستقطب أفضل المهندسين والأطباء والعلماء والمبرمجين والمستثمرين من الدول النامية والذين يجب أن يبقوا في بلادهم للمساعدة في بناء مستقبلها.
* بات بوكنان: إذن ما هو حل هذه المشكلة من وجهة نظرك؟
رالف نادر: بداية أنا ضد السماح بدخول مبرمجين من دول العالم الثالث للعمل في أمريكا في حين أن المبرمجين الأمريكيين يعانون من البطالة لا لشيء إلا لأن الشركات الأمريكية تفضل هؤلاء المبرمجين القادمين من العالم الثالث لأنهم يحصلون على أجور أقل.
وهذا هو السبب الذي يجعل صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية المعبرة عن مصالح الشركات الأمريكية الكبرى ومجتمع المال والأعمال تتبنى سياسة الحدود المفتوحة وبخاصة أمام العمالة الوافدة لأنها تعني عملياً سياسة الأجور المنخفضة التي يستفيد منها الأثرياء سواء كانوا مساهمين في الشركات الأمريكية الكبرى أو مسئولين كبار فيها يحصلون على مكافآت تقدر بملايين الدولارات نتيجة الأرباح التي تحققها الشركات اعتمادا على العمالة الرخيصة الواردة من الخارج في الوقت الذي يعاني فيها أكثر من 14 مليون أمريكي من البطالة.
* بات بوكنان: ننتقل إلى نقطة أخرى تتعلق باستمرار انتشار القوات الأمريكية في دول حليفة مثل كوريا الجنوبية واليابان وأوروبا. فهل ستسحب القوات الأمريكية من هذه الدول إذا ما أصبحت سيد البيت الأبيض؟
رالف نادر: الحقيقة أن قواتنا في هذه الدول تحمي دولا غنية جدا وتستطيع الدفاع عن نفسها ضد عدو ليس له وجود لذلك فوجودنا هناك ليس له معنى حقيقي. يذكر أن القوات الأمريكية موجودة في أوروبا واليابان منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية بهدف حماية هذه الدول من الخطر الشيوعي طوال سنوات الحرب الباردة التي انتهت رسميا بانهيار الاتحاد السوفيتي والكتلة الشرقية الشيوعية في أوروبا. في حين أن القوات الأمريكية موجودة في كوريا الجنوبية منذ انتهاء الحرب الكورية عام 1953 بهدف الدفاع عن كوريا الجنوبية ضد التهديد الكوري الشمالي الشيوعي.
انتخابات عام 2000
* بات بوكنان: حسنا لننتقل إلى معركة الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي خضتها عام 2000 ضد كل من المرشح الجمهوري جورج بوش والمرشح الديموقراطي نائب الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت أل جور. والسؤال لو لم تخض تلك الانتخابات فمن كان سيفوز في رأيك؟
رالف نادر: الإجابة على سؤالك هذا يتطلب أن أكون قادرا على قراءة الأحداث التي لم تقع. فلو لم أخض تلك الانتخابات، هل كان الديموقراطيون سيخرجون في ولايات محددة للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات لأنهم مولعون بالنسب المئوية التي كنت سأحصل عليها؟ ولو لم أكن في تلك الانتخابات، فهل كان جور سيتمكن من الإدلاء ببيانات شعبية يوما بعد يوم لكي يدعم فرصه الانتخابية؟
والحقيقة أن القول بأن وجودي في الانتخابات الرئاسية الماضية فتح الطريق أمام المرشح الجمهوري جورج بوش لكي يدخل البيت الأبيض من أوسع أبوابه يتجاهل الحقائق الواضحة. فاستطلاعات الرأي العام التي جرت أمام مراكز الاقتراع في تلك الانتخابات أظهرت أن 25 في المائة من الناخبين الذين صوتوا لصالحي كانوا سيصوتون لصالح بوش لو لم أكن موجودا في حين أن 28 في المائة منهم كانوا سيصوتون لصالح أل جور. والباقون كانوا سيبقون في بيوتهم ولن يذهبوا إلى صناديق الانتخابات.
والآن وفي معركة الانتخابات الرئاسية الحالية يشير استطلاع للرأي في ولاية نيو همبشاير أجري قبل شهر ونصف إلى أن ثمانية في المائة من الناخبين سوف يختارون، تسعة في المائة منهم جمهوريون و11 في المائة مستقلون وأربعة في المائة ديموقراطيين.
* بات بوكنان: إذا كان ترشيحك في الانتخابات الرئاسية الماضية أضر ببوش أكثر مما أضر بآل جور فلماذا يحاول الديموقراطيون إخراجك من سباق الرئاسة الحالي؟
رالف نادر: لأنهم مازالوا يعتقدون أن سياساتي التقدمية سوف تجذب أصواتا من الديموقراطيين والمستقلين أكثر مما تجذب أصواتا من معسكر الجمهوريين.
الرئيس القادم
* بات بوكنان: لو حصلت أنت على 15 في المائة من أصوات الناخبين، فمن في رأيك سيكون رئيس أمريكا في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟
رالف نادر: الحقيقة أنا لا أدري كيف ستنتهي المعركة الرئاسية الحالية.
* بات بوكنان: دعني أسألك عن موقفك الانتخابي حاليا. ففي مثل هذا التوقيت يدور الحديث عن الولايات التي سيحاول المرشح للرئاسة الفوز بأصوات ناخبيها من خلال التواجد بها. ففي كم ولاية تتواجد حاليا بحملتك الانتخابية؟
رالف نادر: الآن أنا لم أبدأ بأي ولاية لكنني اعتزم التحرك في 45 ولاية وهي الولايات التي خضت فيها المعركة خلال الانتخابات الرئاسية الماضية عام 2000.
* بات بوكنان: هل يمكن أن تحدث ظروف معينة يمكن معها أن تعقد اتفاقا مع جون كيري لكي تنسحب من السباق؟
رالف نادر: وقت الانسحاب من المعركة الانتخابية يسبق وقت الدخول فيها. فأنت لا تستطيع أن تعد حملة انتخابية على مستوى الولايات المتحدة وتحشد عشرات الآلاف من المتطوعين الذين يعملون في هذه الحملة من أجلك ثم تأتي في لحظة واحدة وقبل التصويت في الانتخابات بشهر مثلا لتعلن انسحابك لأنك توصلت إلى اتفاق مع أحد المرشحين. إذن فالإجابة على سؤالك هي بالنفي بالتأكيد. فقرار الانسحاب من سباق الرئاسة الأمريكية غير وارد تحت أي ظرف بالنسبة لي.
* بات بوكنان: ما هي الأسباب التي يمكن أن تجعل المحافظين يصوتون لصالح رالف نادر وليس بوش؟
رالف نادر: أسباب عديدة بالتأكيد. وبالرغم من ذلك فأنا لا أتوقع أن يغير المحافظون مواقفهم بالنسبة لنقاط الاختلاف بيننا. ولكن إذا نظرنا إلى النقاط المشتركة بيننا فسوف نصل إلى نتيجة مؤداها أنه لا يجب التسليم بتأييد المحافظين للمرشح الجمهوري كمسألة منتهية. وإليك النقاط التي أتلاقى فيها مع المحافظين ونختلف فيها جميعا مع الرئيس بوش. أولاً، يشعر المحافظون بغضب شديد تجاه السياسة المالية للرئيس بوش التي أوصلت عجز الميزانية الأمريكية إلى مستويات خيالية يمكن لكل ذي عينين أن يراه. وهناك التغير الشديد في مواقف بوش لدرجة تصل إلى حد الخيانة لتلك المواقف. فما يفعله بوش الآن يختلف تماما مع ما تعهد به عندما جاء إلى واشنطن رئيسا لأمريكا قبل ثلاث سنوات ونصف السنة.
كما أن المحافظين مستاءون جداً من أموال الضرائب التي يدفعونها لتصب في النهاية في مصلحة ملوك الشركات الكبرى لأنها تدمر حرية المنافسة وتبدد أموال الضرائب. كما أن المحافظين مستاءون من التخلي عن السيادة الأمريكية الاقتصادية لصالح منظمات دولية مثل منظمة التجارة العالمية ومنطقة التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) التي أصبحت صاحبة القرار الأخير بشأن السياسات التجارية للولايات المتحدة. وأتمنى أن يساعدني المحافظون عندما نحاول إلغاء اتفاق (نافتا) في الكونجرس لأن دفعة بسيطة من المحافظين كفيلة
بإسقاط هذا الاتفاق لأن الكونجرس وافق عليه في الأساس بأغلبية ضئيلة. وإذا تمكنا من إسقاط (نافتا) سيكون من السهل إسقاط منظمة التجارة العالمية.
ثم إن المحافظين ساخطون على الطريقة التي يدير بها الرئيس بوش الاقتصاد الأمريكي حيث يشجع الشركات الأمريكية على الانتقال بمصانعها ووظائفها إلى الصين ذات نظام الحكم الشيوعي في حين يمتد طابور العاطلين في أمريكا بامتداد ولاياتها.
أيضاً فإن المحافظين على عكس الاعتقاد الشائع عنهم يؤمنون بالقانون والنظام وضد الجرائم التي ترتكبها الشركات الكبرى مثل الاحتكار والاحتيال والاستغلال.
لذلك فهم يعتقدون أن الرئيس بوش لا يتحرك بما فيه الكفاية لوقف هذه الجرائم.
وكذلك فالمحافظون رافضون قانون مكافحة الإرهاب الذي أصدرته إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001. فهم يرون أن هذا القانون يسمح للحكومة الأمريكية بممارسة الاستبداد ضد الشعب بالإضافة إلى أنه يمثل اعتداء على حرية الحياة الخاصة من خلال السماح بفرض رقابة صارمة على الحياة الخاصة للمواطنين بدعوى مكافحة الإرهاب.
وأخيراً هناك أمران آخران. فهم يرفضون قانون التعليم الجديد الذي أصدرته إدارة الرئيس بوش تحت اسم (التعليم لكل الأطفال) لأنه من وجهة نظرهم سمح للحكومة الفيدرالية في واشنطن بفرض سيطرتها على نظم التعليم المحلية في الولايات بدعاوى مضللة. وهم أيضاً مذعورون من سلبية الرئيس بوش الذي يزعم التدين في مواجهة الشركات التي تروج للصور الإباحية والعنف بين الأطفال والفصل بين الأطفال وآبائهم مما يدمر مؤسسة الأسرة.
فإذا جمعت كل هذه الأمور معا فسوف تصل إلى نتيجة واحدة وهي ضرورة تمرد المحافظين الأمريكيين على الشركة الهائلة التي توجد في البيت الأبيض متنكرة في صورة رجل يدعى جورج بوش. لذلك أعتقد أن الأمر قد ينتهي بالمحافظين في الحزب الجمهوري إلى البقاء في منازلهم وعدم المشاركة في الانتخابات المقبلة من الأساس لأنهم في حالة أقرب إلى تلك الحالة التي صور بها التقدميون موقف الديموقراطيين الذين أساهم وضع الحزب الديموقراطي ومرشحيه فوجدوا أنفسهم أمام خيار يقول (ليس هناك بديل سوى البقاء في المنازل بدلاً من الخروج والذهاب للتصويت لصالح الديموقراطيين).

..... الرجوع .....

الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
رياضة عالمية
نادي العلوم
المستكشف
خارج الحدود
الملف السياسي
فضائيات
السوق المفتوح
استراحة
أقتصاد
حياتنا الفطرية
منتدى الهاتف
بانوراما
طب
من الذاكرة
جزيرة النشاط
روابط اجتماعية
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved