الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 29th June,2004 العدد : 87

الثلاثاء 11 ,جمادى الاولى 1425

الافتتاحية
لغة الحوار..!
ليس هناك من طريق آخر تصحح به أخطاء بعض الكتَّاب متى وجدت..
ويعالج من خلاله ما قد يكون مجال ملاحظة سلبية في أي شأن من شؤون الحياة..
غير الحوار المتوازن..
وبالمناقشة الهادئة الهادفة..
وبتقبل مبدأ احترام الرأي الآخر وإن لم يوافق قناعاتنا..
***
وبالحوار القائم على المحبة..
والتناصح فيما بيننا..
والابتعاد عن التأويل والتأويل المضاد..
وعدم الذهاب إلى أكثر مما يعنيه أو يقصده المرء حين يكون له رأي أو وجهة نظر..
بهذا تكون نقاط الالتقاء فيما بين الأطراف المختلفة أكثر من نقاط الاختلاف وهذا هو المطلوب..
***
لا بد من احترام الرأي الآخر..
وخلق الأجواء المناسبة له..
دون تبرم أو تذمر أو انفعال..
مع الالتزام بالأسس السليمة لكل حوار..
من حيث ملامسته لأي مشكلة..
أو معالجته لمستجد غير مقبول..
وعند مواجهته مع أي تصرف غير مستحب..
وبالاتكاء على هذه الأسس نكون قد اخترنا الطريق الأمثل والأصح..
***
ومن المؤكد أنه ليس كل من يطرح وجهة نظر يفترض من الجميع أن يسلّم بها..
وأن يقتنع بها الكل..
ويتبناها كل أفراد المجتمع..
إذ إنها قد لا تكون بالمواصفات والقياسات المفيدة للوطن..
وقد تكون خالية من المقومات التي تصب في خدمة المواطن..
وربما خالف صاحبها برأيه العرف المستحب والعادة الجميلة ولم يراع بها التعاليم الإسلامية..
***
وفي مقابل ذلك، فهناك وجهات نظر جيدة ينبغي أن تلقى القبول..
وربما كان الاحتفاء بها لهذا السبب مطلوباً..
بل ومن الإنصاف أن تكون مثل هذه الآراء ضمن القائمة التي ربما كان من المناسب أن تقابل بشيء من الاهتمام..
وكل هذا يأتي ضمن الفهم الواعي والمتزن والعاقل لكل الآراء التي أرى ضرورة استيعابها..
***
لقد قالوا قديماً: إن الاختلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية..
وأنا أريد أن يكون الود هو الثروة الحقيقية التي تقود هذا المجتمع النقي إلى ما هو أفضل..
وأن يكون الحب النظيف بين أفراده هو العلامة المميزة فيما بين أطياف هذا المجتمع..
ولتتباين بعد ذلك وجهات النظر فيما بين الأفراد والمجتمعات والمؤسسات، طالما أنها لاتمس الثوابت، وطالما أن هذا التباين يعمق المزيد من وشائج القربى، والتقارب والتحاب فيما بين الجميع.
خالد المالك
(قطة السينما العربية) زبيدة ثروت:
كدت أعتزل التمثيل بسبب الشائعات!

لقاء أيمن عبد الحميد
رفضت الفنانة المعتزلة زبيدة ثروت عرضاً مغرياً قيمته مليون جنيه من إحدى المحطات الفضائية، مقابل تسجيل قصة حياتها ومشوارها الفني في حلقات لتعرض على شاشة التليفزيون في رمضان القادم.
وكانت الفنانة التي تقيم منذ نحو أربعة أعوام بالولايات المتحدة الأمريكية، قد قامت مؤخراً بزيارة للقاهرة استمرت شهرين زارت خلالها أصدقاءها القدامى وفوجئت بالعرض المغري، فأبدت استعدادها لتسجيل مشوارها الفني وما يتعلق برحلتها منذ بداية مشوارها حتى آخر عمل شاركت فيه بشرط الابتعاد عن حياتها الخاصة مؤكدة أنها ترفض (الاتجار) بخصوصياتها أو التعريض بزملائها القدامى.
ونالت زبيدة ثروت بموقفها هذا احترام الجميع سواء من جماهيرها العريضة العاشقة لها والحريصة على متابعة أخبارها بصفة مستمرة أو من أصدقائها وزملائها من داخل الوسط الفني، وكان أجمل تعليق على ما فعلته ما جاء على لسان الممثل الكبير كمال الشناوي عندما قال: إن هذه هي) زبيدة (التي أجبرتنا جميعاً على احترامها في الماضي فلم تدخل أبداً في صراعات مع أحد وهي ما زالت على عهدها.
انتهزنا فرصة وجودها بالقاهرة وأجرينا معها هذا الحوار الشامل لنتعرف منها على أهم محطات حياتها الفنية والعائلية وأبرز المواقف التي واجهتها على مدى مشوارها الفني:
* منذ 20 عاماً وأنت بعيدة عن جمهورك.. ألا تشعرين بالوحشة؟
من قال هذا ؟ أنني أشعر بصدق باشتياق شديد لجمهوري وبوحشة أشد للوقوف أمام الكاميرات، ولكن ليس معنى هذا أنني أفكر في العودة، فمؤكد أنكم لا ترضون لي العودة بشكل مختلف عما عهدتموني عليه. فأنا واثقة أنكم لا تريدون مشاهدتي في صورة مختلفة عن صورة الماضي الجميلة.
* أتقصدين عامل السن وتقدم العمر؟
الموضوع ليس كذلك فأنا والحمد لله لا زلت أحتفظ بنضارتي ورشاقتي ولكن ظروف العمل نفسها تغيرت، فالعمل في السينما العربية يختلف بشكل كامل عن السينما الأمريكية والأوروبية. فهناك كلما تقدم العمر بالفنان كلما زادت مكانته، وتجد أفلاماً تكتب وتعد خصيصاً من أجلهم ليس بهدف تكريمهم فقط بل لتستفيد السينما والأجيال الجديدة من خبراتهم التي اكتسبوها على مر السنين، بينما الأمر مختلف تماماً على الساحة العربية، فالفنان عندنا كلما تقدم به العمر يتعرض للمهانة وعدم العمل ويضطر لقبول أدوار لا تتفق مع قيمته ولهذا انسحب الكثيرون منا وابتعدوا في الوقت المناسب.
* وما الأسباب التي دفعتك شخصياً للاعتزال؟
آخر عمل شاركت فيه كان مسرحية اسمها (عائلة سعيدة جداً) مع المرحوم أمين الهنيدي والمنتصر بالله تأليف وإخراج الراحل السيد بدير، ورغم أن تاريخي مع المسرح قبل هذا العرض كان مسرحية واحدة فقط هي (20 فرخة وديك) وكنت قررت الاعتزال من أواخر السبعينات بعد مشاركتي في فيلم (المذنبون) إخراج سعيد مرزوق، إلا أنني ضعفت أمام السيد بدير الذي نعرف جميعاً قيمته وتاريخه، وبالفعل قدمت معهم العرض لمدة شهر واحد فقط بمسرح بيرم التونسي بالإسكندرية وبصراحة لم أكن مرتاحة أو راضية عن نفسي وكل يوم كنت أتردد في الذهاب للمسرح ولكن احترامي لزملائي وللجمهور كان يدفعني للذهاب حتى وجدت الفرصة والشجاعة فأبلغت المخرج بعدم قدرتي على الاستمرار في العرض، وقررت الانسحاب والتوقف والاحتفاظ بصورتي الجميلة كما هي في عيون جمهوري والحمد لله.
محرومة من الميراث!
* اسمحي لنا بالعودة معك للبداية كيف ومتى؟
أنا من مواليد مدينة الإسكندرية ولا أخجل كما تفعل الكثيرات من ذكر عُمر سني الحقيقي. فقد ولدت في 14 يونيو عام 1940، والدي كان ضابطا وكان يعاملنا في البيت أنا وأشقائي تماماً مثل معاملته للجنود والعساكر، إلا أنه بصراحة من داخله كان إنساناً طيباً جداً، بينما كانت والدتي سيدة صارمة للغاية وكانت في منتهى الذكاء، ولطالما تمنيت أن أكون في مثل ذكائها، وفي المنزل رقم 32 بشارع عبد الحميد المعادي بمحطة الرمل فقضيت سنوات عمري الأولى التي لا يمكن نسيانها.
* وكيف بدأ مشوارك مع الفن؟
لقد أنعم الله عليّ منذ طفولتي أنا وشقيقتي بنعمة الجمال، وكان جمالنا محط أنظار الجميع في الحي الذي نشأنا فيه، وأثناء دراستنا بالمرحلة الإعدادية قامت إحدى المدرسات بإرسال صورتي وكذلك صورة شقيقتي إلى مسابقة نظمتها مجلة (الجيل) _ التي كانت تصدر حينئذ_ لاختيار أجمل مراهقة وكانت المفاجأة الجميلة إنني فزت بالمركز الأول بفارق خمسة آلاف صوت عن الفتاة التي حصلت على المركز الثاني، أما أختي فقد حصلت على المركز التاسع وقامت المجلة بنشر صورتي على مساحة كبيرة فلفتت أنظار المخرجين والمنتجين نحوي، فبدأت اتصالاتهم بالمجلة للتعرف على عنوان الأسرة، ففوجئ أبي باتصالات وزيارات لا حصر لها من قبل عدد كبير منهم جميعهم يريدونني للعمل في أفلامهم الجديدة.
* والدك كما عرفنا منك كان رجلاً شديداً بحكم وظيفته العسكرية فماذا كان موقفه من عملك بالفن؟
المفاجأة التي لم أكن أنا نفسي أتوقعها أنه أبدى ترحيباً شديداً بل راح يشجعني. فقد كان عاشقاً للفن ويرى على عكس الكثيرين في هذا الوقت أن الفن رسالة سامية ولا يخجل من عمل ابنته به، فأذكر في سنوات عملي الأولى أنه كان يحضر التصوير معي ويشاهدني ويشجعني، وكان كل سيناريو يأتيني يقرؤه هو أولاً ثم يوافق أو يعترض عليه.
* ماذا كان موقف والدتك؟
رغم صرامتها الشديدة وقوة شخصيتها إلا أنها كانت تتفق مع أبي فكانت تعترض فقط على ارتدائي للملابس التي كانت تراها غير لائقة وكانت تتفق مع أبي في رفض أي سيناريو يتطلب مني أداء بعض المشاهد أو ما شابه ذلك.
* نعرف أن جدك كان محامياً كبيراً ومن أعيان الإسكندرية فهل أيضاً رحب هو أيضاً بعملك بالفن؟
جدي هو الوحيد الذي اعترض ووصل الأمر به لتهديدي أنا وأبي وأمي بالحرمان من الميراث إذا استمر عملي في التمثيل!
* وهل ظل على موقفه؟
بعد بضع سنوات على عملي بالفن التحقت بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية ولا أخفي عليكم أنني التحقت بهذه الكلية تحديداً لكي أسترضي جدي لأنني منذ طفولتي كان يصطحبني معه للمكتب وأبدى رغبته كثيراً في الحصول على ليسانس الحقوق لكي أعمل بمكتبه بل وأتولى شؤونه، واكتشفت أنني كنت ذكية جداً عند اختياري لهذه الكلية حيث إنه قام بإعادة العلاقة معنا بعد أن أكدت له أنني أسعى لتحقيق حلمه هو، وأن الدراسة عندي أهم من التمثيل فأطمأن هو كثيراً وأعتقد أنني بعد انتهاء الدراسة سأنشغل بالمحاماة وأنسى تماماً موضوع التمثيل.
* وماذا حدث بعد التخرج؟
عملت بالفعل محامية تحت التمرين بمكتب الأستاذ لبيب معوض المحامي الشهير، وكان وجودي في هذا المكتب بمثابة تحويل المكتب إلى ملتقى للمعجبين فقد كنت أثبت وجودي سينمائياً والكثيرون من أصحاب القضايا كانوا يأتون لرؤيتي والنظر لي فكانوا ينسون القضايا ويتحدثون معي عن الفن والسينما وغالبا ما كنت استرسل معهم في الحديث الذي كان يستمر بالساعات.
* وما موقف الأستاذ (لبيب) من كل ذلك؟
بالطبع لم يعجبه هذا الحال ونبه عليّ أكثر من مرة بأن هذا المكان للعمل وليس (للدلع) واتصل بجدي وطلب إنقاذه مني وما أفعله بالمكتب، ورغم محاولات جدي المتكررة معه بأن يصبر عليّ إلا أن الأمر لم يستمر كثيراً حيث تركت المكتب في النهاية وانتهت صلتي بالمحاماة إلى الأبد.
البداية السينمائية
* لنتحدث عن خطواتك الأولى مع الفن وأول عمل شاركت فيه؟
كان أول فيلم سينمائي لي هو )ثلاث نساء) أمام يحيى شاهين وهند رستم، وتم ترشيحي للعمل فيه عقب نشر صورتي بمجلة (الجيل) وحصولي على المركز الأول كما أسلفت، لا أنسى أبداً ما حدث أثناء التصوير من مواقف طريفة، وكان أولها أن حجمي كان صغيراً جداً بالنسبة لحجم جسم الفنان يحيى شاهين والمفروض أنه يحبني، فكان هناك تناقض مضحك بيننا بالطبع وكان هناك مشهد أمام الفنانة سناء جميل تصفعني فيه على وجهي وكانت تؤدي دور رئيسة الممرضات وأنا أؤدي دور ممرضة وكلما جاء وقت تنفيذ المشهد تتوقف يدها في الهواء لأن براءة وجهي كانت تمنعها من إتمام صفعي، وهكذا تعطل التصوير وقتاً طويلاً حتى تقرر تعديل المشهد من صفعة إلى )شخطة) ولا أنسى أبداً أن سناء جميل ضمتني بعد انتهاء المشهد لصدرها وراحت تعتذر لي بشدة.
* وما هي أبرز أدوارك السينمائية في تلك الفترة؟
عندما أصبح عمري 19 سنة فقط كنت قد مثلت نحو عشرة أفلام دفعة واحدة، أول أربعة أفلام منها كان من تأليف حسين حلمي المهندس. أول فيلم مثلت فيه دور فتاة شبه كفيفة، والفيلم الثاني لبنت تعاني من الإعاقة، والفيلم الثالث كان لفتاة عمياء وبقية (العاهات) كانت في الطريق إلا أنني اعترضت على هذه النوعية من الأدوار وقررت الانتقال للأدوار الرومانسية البريئة الحالمة، وبسرعة أيضاً شعرت بملل منها فكنت أريد أن أؤدي دوراً مختلفا تماماًً فهل تتخيلون أني كنت أحلم بأن أؤدي دور شخصية راقصة ذات يوم.
* وما الذي منعك؟
العادات والتقاليد وصرامة الأسرة في تعاملها معي فكان أبي وأمي يرافقونني في كل خطواتي ودائماً كانت أسئلتهم لي لا تتوقف: إلى أين أنت ذاهبة؟ أو مع من كنت؟، وهكذا. . دون النظر إلى إنني أصبحت نجمة مشهورة ومعروفة، وأتذكر أنني إذا تأخرت بعد المغرب مثلاً أتعرض للضرب المبرح!
* وما هو موقف المخرجين والمنتجين ومعروف أن العمل بالسينما غير مرتبط بمواعيد؟
كانت هذه هي الأزمة الحقيقية. فقد كانوا يضطرون لتصوير أدواري في الأوقات المناسبة بسبب شروط أبي وأمي عن الاتفاق وتوقيع العقود كشرط أساسي بالنسبة لهم وكانوا يرفضون التخلي عنه.
ولم يكن هناك بديل أمامي سوى التفكير في الزواج وكان عمري وقتها 20 سنة، وجلست بمفردي أفكر (أتزوج من ؟) فأنا لم أكن أحب أحدا ولم يكن قلبي قد دق لأي إنسان والتفكير في أمر الزواج كان الهدف منه أن أستقل بحياتي وأحصل على حريتي.
زواج سريع
* ومن هو الرجل الذي وقع عليه اختيارك ليكون أول رجل في حياتك؟
كان النقيب ايهاب الغزاوي (ضابط بحري) الوحيد بين كل من الذين تقدموا لخطبتي الذي أعجبتني شخصيته، وكان قد تقدم لخطبتي أثناء دراستي بالجامعة فطلب منه أبي تأجيل الكلام في هذا الموضوع حتى أنتهي من دراستي وحينما وجدت الحصار يكاد يطبق على رقبتي وجدته يظهر ويكرر طلبه فوافقت على الفور وتم الزواج خلال 24 ساعة فقط.
* وما هي أبرز ذكرياتك عن الزواج؟
ليس هناك ذكريات ولا يحزنون فقد وقع الطلاق بعد تسعة شهور فقط.
* ولكننا نعرف أنك عدت لاستئناف علاقتك الزوجية معه مرة ثانية؟
هذه حقيقة فبعد أن خضت أكثر من تجربة زواج بعده عدت له مرة ثانية ولكن العودة لم تستمر سوى عامين فقط.
* وما هي أطرف المواقف التي تتذكرينها خلال زواجك منه؟
كان (إيهاب) إلى جانب عمله كضابط بحري رياضيا أيضاً فعندما زار نجم الكرة البرازيلية بيليه (مصر) ، توجهنا أنا وزوجي لزيارته بالفندق الذي كان يقيم فيه ففوجئ الجميع ببيليه ينسى نفسه وظل ينظر لعينيّ متجاهلاً الجميع بشكل كان فيه إحراج شديد بالنسبة لي، فقد كان جريئاً جداً في نظراته بشكل لم أكن أتخيله أو يتخيله أحد.
* وكيف خرجت من هذا الموقف؟
لم أكن أملك أي شيء أفعله للخروج من الموقف فقد انتهى الأمر بعد أن أطال النظر لي وقتا طويلا وفوجئت به يلتفت لزوجي قائلاً له: خد بالك من عيون زوجتك أنهما أجمل عينين رأيتهما في حياتي وابتسم أو اصطنع الابتسام إلا أن بداخله كانت نار حارقة، وأنا واثقة أنه لو كان الموقف حدث مع شخص آخر لكان قتله على الفور. فقد كان شديد الغيرة عليّ لأقصي درجة.
* كان الرجل الثاني في حياتك هو المنتج السوري صبحي فرحات. . كيف تم الزواج بينكما؟
تعارفنا عن طريق العمل وبعد مرور عام على انفصالي الأول من إيهاب الغزاوي توطدت العلاقة بيني وبين صبحي فرحات وعرض عليّ الزواج ولم أتردد حيث وافقت على الفور كعادتي في كل زيجاتي وهي عدم التفكير.
* وهل جاء زواجك منه عن اقتناع ؟
سأعترف لكم بشيء قد تندهشون منه وهو أنني رغم تعدد زيجاتي إلا انني لم أجرب الحب طيلة عمري فرغم أنه أي الحب شيء رائع ولذيذ جداً كما تعرفت عليه من خلال القصص والروايات وكذلك السيناريوهات التي قدمتها في السينما إلا أنني لم أجربه. ففي كل تجربة زواج كنت أظن أنني وجدت الحب لكن بعد الزواج اكتشف أن اختياري لم يكن في محله، ومن هنا لم يستمر أي زواج بالنسبة لي سوى لفترة قصيرة باستثناء زواجي من صبحي فرحات الذي استمر ثمانية أعوام كاملة!
* وما هو السر في استمرار هذا الزواج؟
صبحي كان كريماً لأبعد الحدود. أضف إلى هذا أنه كان طيب القلب جداً، والشيء الذي كان يذهلني فيه أنه كان لديه مقدرة على حب كل الناس، وكان يتحملني في أوقات عصبيتي ورغم كل هذا وقع الطلاق بعد 8 سنوات زواج أنجبت منه خلالها بناتي الأربع ريم ورشا ومها وقسمت.
* ومن كان الفارس الثالث في حياتك؟
بعد انفصالي عن (صبحي) بشهور قلائل تزوجت المهندس رمزي إسماعيل. اعتقدت أنني عثرت على الحب الذي كنت أبحث عنه معه واكتشفت بعد الزواج أنني كنت مخطئة تماماً فكان الانفصال بعد ستة شهور فقط، وخضت بعد هذا أكثر من تجربة زواج أخرى سواء مع الممثل عمر ناجي الذي كان في بداية مشواره الفني وجذبني بوسامته ورقته، أو الفنان اللبناني نعيم. ودائماً كنت اكتشف بعد الزواج أنني أخطأت الاختيار فكان الانفصال السريع، حتى عدت كما ذكرت لأول أزواجي إيهاب الغزاوي بعد انفصال 20 عاماً.
* ومن هو الرجل الذي ارتبطت به ولا تستطيعين نسيانه حتى اليوم؟
بصدق شديد هو صبحي فرحات فبعيداً عن التحول الذي طرأ عليه في آخر أيام زواجنا. فكانت حياتي معه عبارة عن حفلات وأفراح وهدايا وسفريات لكل بلاد العالم.
ضحية الشائعات
* وهل تتذكرين أول شائعة تعرضت لها؟
نعم كانت مع منتج سينمائي كبير اعفوني من ذكر اسمه، وبسببه ضربني والدي علقة ساخنة وقال لي لو فكرت في الزواج منه سوف أقطع رقبتك، ويعود موقف والدي إلى أن ذلك الرجل كان يكبرني في السن بفارق كبير.
* وما هي أكثر الشائعات إثارة وسخونة؟
زواجي سراً من عبد الحليم حافظ وانطلقت أثناء اشتراكنا في بطولة فيلم (يوم من عمري) وراح الوسط بأكمله يرددها وساعد على انتشارها صمتي أنا (وعبد الحليم) وعدم نفينا لها.
* وماذا كنت تفعلين حيال هذه الشائعات؟
كنت أبكي بشدة فمع كل شائعة تطاردني كنت أقرر اعتزال التمثيل، والابتعاد بشكل كامل عن الساحة الفنية لكني كنت سرعان ما أعدل عن هذا القرار لأن التمثيل كان كل حياتي ومستقبلي.
* وكيف حصلت على لقب (صاحبة أجمل عيون) ؟
حدث هذا من خلال رسائل الجمهور للصحف والمجلات الفنية بعد ظهوري في عدة أفلام، فأقترض المنتج الكبير حسين حلمي المهندس هذا اللقب وأطلقه في أفيشات السينما وسار خلفه كل المنتجين الآخرين الذين تعاونت معهم فيما بعد.
* وماذا عن لقب (ملكة الرومانسية) ؟
أيضاً أطلق هذا اللقب من بعض النقاد بعد عرض فيلم (يوم من عمري) مع عبد الحليم حافظ وقد كان هذا الفيلم بمثابة نقطة التحول في حياتي الفنية.
* قدمت للسينما عدداً كبيراً من الأفلام الجميلة والناجحة فما هي الأعمال التي تعتزين بها؟
في بداية مشواري مع الفن وتحديداً في الفترة من عام 1957 حتى عام 1960 قدمت مجموعة كبيرة من الأفلام التي أعتز بها مثل (نساء في حياتي) مع رشدي أباظة وهند رستم إخراج فطين عبد الوهاب وكذلك (الملاك الصغير) مع يوسف وهبي ويحيى شاهين و(بنت 17) مع أحمد رمزي وزوزو ماضي و(شمس لا تغيب) مع كمال الشناوي إخراج حسين حلمي المهندس، وأكثر الأفلام التي أعتز بها حتى اليوم هو (في بيتنا رجل) مع عمر الشريف وحسين رياض وحسن يوسف وزهرة العلا فهو من الأفلام العظيمة التي لا أشبع من مشاهدتها، وقد يكون هو الفيلم الوحيد الذي كلما شاهدته لا أنتقد أدائي فيه، ففي كل أفلامي أحاسب نفسي وأؤكد أنه كان في إمكاني العمل بشكل أفضل بما في ذلك (يوم من عمري) رغم إشادة الجميع بأدائي فيه.
* والأفلام التي تنتقدين نفسك بشدة بسبب أدائك فيها؟
بصراحة أفلام عديدة منها (لا شيء يهم) الذي قدمته عام 1968 مع نور الشريف وتوفيق الدقن إخراج حسين كمال و (زوجة غيورة جداً) مع حسن يوسف إخراج حلمي رفلة وكذلك فيلم (أنا وزوجتي والسكرتيرة) مع أحمد رمزي إخراج محمود ذو الفقار، أما أكثر الأفلام التي انتقدت نفسي بشدة بسببها فهو فيلم (المذنبون) الذي شاركت فيه عام 1976 مع سهير رمزي وحسين فهمي إخراج سعيد مرزوق.
* وماذا عن الجوائز وشهادات التكريم التي حصلت عليها؟
حصلت على جوائز عديدة سواء من مهرجانات محلية أو عالمية ولكني أعتز بشدة بجوائزي عن أفلام (يوم من عمري) وأعتز أكثر بتقدير الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لي في فيلم (في بيتنا رجل) وأعتز كذلك بمجموعة الجوائز التي حصلت عليها عن فيلم (الحب الضائع) مع سعاد حسني ورشدي أباظة ومحمود المليجي إخراج بركات والذي قدمناه عام 1970 وحقق نجاحا ضخما سواء على المستوى الجماهيري أو النقدي.
* اتهموك في الماضي بأنك (نرجسية) بشكل غريب وكان هذا شائعاً عنك في الوسط الفني فما هي أسباب ذلك؟
قديماً وحديثاً أيضاً أنا أحب نفسي جداً، وأعرف تماماً ماذا أريد. كثيرون يرون أن حب النفس أنانية، أما أنا فأقول أن حب النفس إخلاص لها وثقة بها وراحة للضمير وطريق وصول إلى مستقبل أفضل، وأكبر دليل على هذا أن حياتي صافية كصفاء السماء في ليالي الصيف، ليس بها أي عقد أو مطبات وخالية من الحقد والضغينة والنفاق، وأنا كما أحب نفسي أحب الناس وأبتسم دائماً لكل من يكلمني أضحك مع كل من يحب أن يضحك وأتمنى أن يحبني كل الناس أيضاً.
* وما هي أبرز صفاتك؟
كنت وما زلت إنسانة مخلصة إلى درجة الغباء والكل يعرف عني هذا.
* وماذا عن فلسفتك في الحياة؟
فلسفتي هي أن أحقق الأهداف الصغيرة القريبة. . وهي بدورها تحقق الأهداف الكبيرة، فأكبر خطأ يقع فيه الإنسان هو أن يرسم الإنسان لنفسه أهدافاً كبيرة جامدة، سوف تتغير بلا شك كلما تقدم به العمر واتسعت مداركه وتضاعفت خبراته في الحياة، زمان وبعد نجاحي في السينما اعتبرت أن هدفي القريب هو الحصول على ليسانس الحقوق وبعد حصولي على الليسانس ظهرت أمامي أهداف جديدة مثل الإنجاب، ثم تحولت أهدافي إلى أحلام جميلة خاصة بمستقبل بناتي والوصول بهن لبر الأمان، وهكذا حتى أصبحت أحلم لأحفادي!
بعد كل هذه الحياة المتناغمة مع الفن والناس حدثينا عن حياتك الآن؟
حياتي الآن محصورة في الصلاة والصوم وتأدية فروض الله، وأمتع أوقاتي أقضيها مع أحفادي فأشعر أنني أمتلك الدنيا بأكملها وأنا معهم.

..... الرجوع .....

الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
رياضة عالمية
نادي العلوم
المستكشف
خارج الحدود
الملف السياسي
فضائيات
السوق المفتوح
استراحة
أقتصاد
حياتنا الفطرية
منتدى الهاتف
بانوراما
طب
من الذاكرة
جزيرة النشاط
روابط اجتماعية
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved