Al Jazirah Magazine Tuesday  30/01/2007 G Issue 204
أنت وطفلك
الثلاثاء 11 ,محرم 1428   العدد  204
 

10 قيم اغرسوها في عقول أبنائكم

 

 

نعيش عصراً متسارع الخطى يحاصره الانفتاح من كل جانب ويتدفق فيه الإعلام والمعلومات وعروض الأفلام والتجارب من كل صوب.. وفيه بدا البيت وقد فقد دوره.. والمدرسة وقد تراجعت أساليب التربية فيها.. الأبناء لم يعودوا يسألون آباءهم وربما فقدوا إحساسهم بالعائلة وقيمتها وتكرست في نفوسهم الأنانية.. لا وقت عندهم للتأمل والتخيل وحمل المسؤولية.. فما العمل؟

سؤال يطرق أبواب كل بيت.. أجرت عنه مجلة الثقافة والتعليم Education الهولندية دراسة موردة 10 نقاط وتوصيات يتعين على كل أب وكل أم الوعي بها واتباعها وهي:

1 - الأبناء لم يعودوا يسألون أمهاتهم وآباءهم:

في الوقت الحاضر أصبحت هناك فجوة بين الأبناء وآبائهم وأمهاته، فالأبناء لا يلجؤون إلى ذويهم لسؤالهم عن أي قضية ولا يطلبون رأيهم في حل أي مشكلة.. ولو احتاج الابن رأيهم في أي مسألة فإنه يلجأ إلى الأصدقاء أو الوسائل الأخرى خاصة شبكة المعلومات (الإنترنت). وأجرت مجلة Education دراسة على عدد من الأولاد والبنات تتراوح أعمارهم ما بين 9 و 12 عاماً. فتبين لها أن 90% من الأبناء يبحرون في الشبكة للحصول على المعلومات التي يريدونها ومعها أصبحت حاجة الأبناء إلى ذويهم في هذه المسألة شبه معدومة وهذا بدوره عزز الفجوة بين الابن ووالديه.

2 - افتقار مكتبة البيت إلى قصص قصيرة ذات قيمة:

مع تسارع الزمن أصبح شبه المستحيل أن تجد شاباً أو فتاة في سن المراهقة ويحمل كل منهما كتاباً ليقرأه فهذا الأمر لم يعد ذا بال بالنسبة لشباب وفتيات هذا اليوم ولكي نشجعهم على القراءة يجب أن نضع عدة قصص قصيرة في مكتبة المنزل فربما يلجؤون إليها.. ولكن يجب انتقاء مثل هذه القصص التي تحتوي على عبر وتجارب ونصائح كأن تحتوي على تمجيد لشاب حاول أصدقاؤه إغراءه بالتدخين أو تناول المخدرات إلا أنه رفض أو قصة تفوق ونجاح لفتاد رضت عرض صديقة لها بأن تذهب معها إلى حفلات صاخبة بدلاً من المدرسة أو محاضرة جامعية فالمهم أن تحمل القصة مغزى ذا قيمة اجتماعية أو إنسانية مثل الإشادة بالصدق وتوضيح سوق عواقب الكذب.

3 - اللعب خارج المنزل:

في كثير من الأحيان تمنع الأم ابنها الصغير من اللعب خارج البيت إما خوفاً من أن يقع له مكروه أو حذراً من اختلاطه بأصدقاء السوء أو ممن هم أقل منه في المستوى الاجتماعي فيتعلم منهم الألفاظ النابية والسلوكيات غير المحببة إلا أن الحرص الزائد على حده هنا يعد تصرفاً خاطئاً فعلى الوالدين أن يسمحا لابنهما بالاختلاط بكافة الشرائح الاجتماعية ممن هم في عمره والسماح له باللعب معهم في الحدائق والأماكن العامة والشواطئ لأن في ذلك فوائد يجب عدم إهمالها خاصة أن الوالد عندما يكبر سيضطر للتعامل مع الجميع من كافة شرائح المجتمع وفئاته لأن الحياة تفرض ذلك عليه لذا عليه التعود من الصغر على الاختلاط بالآخرين حتى ولو تعرض لمشكلات أو مآزق بسيطة لهذا يعطيه حصانة نفسية عندما يدخل معترك الحياة ويجد نفسه أمام تحديات حقيقية دون مساعدة أمه أو أبيه ولكن هذا لا يعني أن نترك الحبل على القارب أو نترك الولد بلا رقابة منا، فهذه ضرورية جداً ولكن علينا ألا نشعره بأنه تحت الوصاية وأنه لولانا لما استطاع أن يتدبر أموره فالأب والأم لن يكونا مع ابنهما طيلة حياته وفي كل الظروف التي يواجهها.

4 - علينا تعويدهم أبوتنا ومناسباتنا الخاصة:

بالقدر الذي نسعى فيه إلى إسعاد أبنائنا علينا أيضاً أن نذكرهم بأن لنا عليهم واجبات من المفروض أن يعرفوها وهم صغار حتى يتذكروها وهم كبار فمثلاً عندما تمر مناسبة عيد الأم يجب أن نعرفهم بأن من الضروري أن يقدموا للأم هدية حتى ولو كانت وردة فهذا الأمر يشعرهم بأن للآخرين حقاً عليهم يجب أن يحترموه وإذا مرض أحد الوالدين يفترض أن نغرس في نفوس الأبناء الاهتمام به كأن يقدم له الطعام أو الدواء بحيث لا تمر حالة مرضية في البيت من دون أن يشارك الأبناء مهما كانت أعمارهم في خدمة المريض ورعايته. وإذا تعرضت العائلة لأزمة يتوجب أن نشرك جميع أفراد العائلة في محاولة حلها وأن نأخذ منهم الرأي حتى لو لم نعمل به وذلك لنشعرهم بأن رأيهم مهم وأنه مكان احترام وتقدير من قبل الأبوين.

5 - وقت للتأمل والتفكير:

تتميز حياة اليوم بأنها سريعة الإيقاع لا وقت فيها للتأمل والتفكير العميق لدرجة أن عمالقة شعر الماضي مثل المتنبي وشكسبير وغيرهما لو عاشوا في عصرنا هذا وثقافته وشروطه لما قالوا قصيدة حكمة طويلة واحدة، فنمط الحياة السريع يفرض على الجميع أن يسير بسرعة حتى إن الذي لا يجيد السرعة سيجد نفسه في المؤخرة وقد تركه الآخرون وراءهم ذلك لا يعني أننا فقدنا إحساسنا كلياً بالجمال بل يوجب علينا أن نغرس في نفوس أبنائنا المعاني الجمالية في الحياة ونأخذهم لقضاء بعض الوقت في أحضان الطبيعة ونشجعهم على تأمل هذه ضرورة كي يعرف الأبناء ما يحيط بهم من قيم جمالية وليعرفوا أيضاً أن الجمال ليس فقط في جهاز الكمبيوتر ومن خلال شبكة الإنترنت بل في الطبيعة وهذا بدوره سيجعل الأبناء يتذوقون الجمال وبالتالي يعيشون الحياة الإنسانية.

6 - العلاقات العائلية:

من الأمور التي يفتقدها أطفال اليوم (الإحساس بالعائلة الكبيرة) فالعائلة أصبحت في نظرهم هي الأب والأم وأخ وأخت في أحسن الأحوال ما حرم الطفل من قيم العائلة وامتدادها وزاد أنانيته وتقوقعه على ذاته.. مع العلم أن قيم العائلة الكبيرة تشعر الطفل والابن بالحماية والأمن والطمأنينة والاعتزاز بالنفس والانتماء الذي ينسحب أيضاً على الحي والمدينة والوطن والأمة والدين. ولعل نشأة الطفل على الانتماء لعائلة صغيرة تجعله يشعر بالخوف عندما يخرج إلى الحياة العملية لأنه يكون قد تعود على مجتمع ما قد يؤدي إلى فشله في الحياة.

7 - نحن نغرس الأنانية في نفوس الأبناء:

نحن ومن دون أن ندري نغرس الأنانية في نفوس أبنائنا فعندما نركز في تعاملنا معهم على الاهتمام كلياً بأشيائهم الخاصة من دون أن نطلب منهم أن يفكروا بنا أو بالآخرين أو بأطفال العالم من حولهم نكون قد دفعناهم إلى الأنانية، لذا فالمطلوب منا عندما نجلس معهم على طاولة الطعام مثلاً ونجدهم يتأففون من الأطعمة ولا يريدون تناولها أن نخبرهم بأن هناك ملايين الأطفال الذين لا يجدون ما يأكلون ولا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا في مجتمعات فقيرة أو غير مستقرة، وهذا يغرس في نفوس أبنائنا الاهتمام بالآخرين وشعورهم بالمسؤولية تجاه العالم المحيط صغيره وكبيره.

8 - مساعدتهم على تحمل المسؤولية:

نفترض أن يعمل الآباء والأمهات معاً لتعليم وتعويد الأبناء على تحمل المسؤولية ولو كانت محدودة في سن مبكرة.. وهنا لا بأس في أن نطلب منهم مثلاً القيام بإصلاح بعض الأعطاب في البيت، أو في حديقة البيت وأن يذهبوا إلى السوبر ماركت وأن يشتروا الخضروات والفواكه وأن نعطيهم النقود ليدفعوا ثمن ما يشترونه وأن نراقب تصرفاتهم لما نمنحهم من مصروف ونقود.

9 - الاهتمام بالجيران:

من المهم جداً أن نزيد اهتمام أولادنا بالجيران ومناسباتهم الفرحة والحزينة كأن نطلب منهم ألا يلعبوا أو يضحكوا بصوت عالٍ حفاظاً على مشاعر الجار ولعله من الضروري أن نغرس في نفوسهم المشاركة الوجدانية من الآخرين حتى تتجذر هذه القيمة في نفوسهم وتكبر معهم.. ولكي يتم ذلك علينا اصطحابهم معنا لأداء الواجب في المناسبات السارة ومحاولة تلقينهم فن التعامل مع كل ظرف حتى تكبر معهم هذه القيم وتبقى راسخة في نفوسهم.

10 - التخيل (وهنا لا نعني التأمل والتفكير):

وسط هذه الغابة من أفلام السينما والرسوم المتحركة ومحتويات شكبة الإنترنت وغيرها يجد الطفل أن كل شيء يقدم له جاهزاً دون الإمعان والتخيل في أموره لذا علينا نخلق عند أولادنا فكرة التخيل كأن نطلب منهم أن يكتبوا قصة قصيرة وأن يتخيلوا أبطالها نصفهم من العمالقة والنصف الآخر من الأقزام، أو نطلب منهم أن يتخيلوا منظراً طبيعياً ورسمة كلوحة زيتية وهكذا، ولكي نشجعهم على ذلك لا بأس من تقديم هدية لهم عند إنجاز المهمة.. فعملية التخيل ضرورية للغاية لأنها تخلق عندهم شغف الإبداع ومحفزاته عندما يكبرون.

وتختم مجلة Education دراستها بالقول إن الطفل هو نتاج لتصرفات الأب والأم والمحيط الذي يعيش فيه فالظروف التي يعيشها مع أسرته ومحيطه العائلي والاجتماعي تشكل ملامح شخصيته وإمكاناته ومنظومة قيمه وطرائق حياته وتصرفاته ولذا ترى المجلة أن الوالدين هما المسؤولان عن سلوك الطفل حالة يسهل تشكيلها بالطريقة المثلى لأنه يتقبل ما نزرعه ويتأثر بما نفعله ولذا تنصح المجلة الوالدين أن يكونا قدوة لأبنائهما فليس من المعقول كما تقول المجلة بأن تقول لابنك إن التدخين مضر وأنت تدمنه وتمارسه أمامه.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة