Al Jazirah Magazine Tuesday  30/10/2007 G Issue 240
الصحة والتغذية
الثلاثاء 19 ,شوال 1428   العدد  240
 

احتياطات غذائية لاجتياز مرحلة سن اليأس بسلام

 

 

* إعداد - د. نهاد ربيع البحيري

لكي تمر المرأة بسلام من أزمة منتصف العمر وتعبر إلى بر الأمان عليها أن تحتاط غذائيا من بعض الأغذية التي تزيد من شدة الأعراض وبالتالي تؤثر على الحالة النفسية مما يجعل هذه المرحلة من أسوأ مراحل العمر، وللاحتياط من تلك الأغذية أسباب واضحة على المرأة أن تقتنع بها تمام الاقتناع لتحافظ على صحتها وحالتها النفسية ومن تلك الأغذية ما يلي:

1- المشروبات الغازية:

- تحتوي المشروبات الغازية على نسب عالية من الفوسفور وهو من المعادن التي يجب على المرأة في تلك السن تجنبها لأن ارتفاع مستويات الفسفور في الدم، تنقل رسالة إلى المخ مضمونها أنه لا يوجد كالسيوم في الجسم بالقدر الكافي وتكون النتيجة هي أن ينسحب الكالسيوم من العظام والأسنان لكي يحدث توازنا في النسب العالية من الفسفور، وإذا استمر حدوث ذلك بانتظام فسوف تضعف العظام بالتأكيد هذا مع شرب كميات كبيرة من المياه الغازية.

- ومما هو جدير بالذكر أن عظام المرأة تصل إلى أقصى كثافة لها في سن الـ25 وتبدأ بعد ذلك في التناقص فيما بعد، فإذا كانت المرأة في سنها الصغيرة تفرط في تناول المياه الغازية المحتواة على الفسفور وهي الكولا ذات اللون الداكن فلا شك أنها ستعاني من هشاشة العظام فيما بعد، أما المياه الغازية غير الملونة فلا بأس بها لعدم احتوائها على الفسفور إلا أن العصائر الطبيعية مفضلة عليها من الناحية الصحية.

- لذا يجب على المرأة في هذه المرحلة العمرية بالذات أن تتجنب المياه الغازية لأن العظام كلها انخفضت كثافتها وضعفت وأصبحت أكثر عرضة للسكر.

2- الإفراط في تناول البروتين الحيواني

- تعتبر البروتينات عموما جزءا حيويا من الوجبة الغذائية لتكوين البنية الأساسية للخلايا والعظام والشعر والجلد والأظافر، وهي مكونة من 25 نوعا من الأحماض الأمينية ثمانية منها تسمى الأحماض الأمينية الأساسية حيث يجب الحصول عليها من الغذاء بخلاف الـ17 نوعا الباقية التي يستطيع الجسم صنعها بنفسه.

- ولكن الإفراط في تناول البروتينات يؤذي الجسم مع ذلك حيث يتسبب في حدوث تفاعل حمضي بالجسم يتطلب نسبة كبيرة من الكالسيوم لمعادلته، فعند تناول الكثير من اللحوم يخصص جزء من الكالسيوم الموجود بالأسنان والعظام لتصحيح هذه الحالة من عدم التوازن ثم يحذف هذا الكالسيوم خارج الجسم في البول مما يدمر العظام تدريجيا.

- وقد بحث العلماء كثيرا وأجروا التجارب لتحديد الكمية الموصى بها من البروتين الحيواني في سن اليأس وتوصلت تجاربهم إلى أن امرأة تتناول حوالي 95 جم من اللحوم يوميا تكون معرضة لهشاشة العظام وضعفها أكثر من امرأة تتناول 65 جم من البروتين الحيواني يوميا وان تناول الخضراوات بكثرة لا يضر والدليل هو أن النباتيين يتمتعون بعظام أكثر كثافة من الأفراد العاديين من متناولي اللحوم.

- وفي هذا الإطار لا يجب أن تتعرض المرأة للأنظمة الغذائية العالية البروتين من أجل إنقاص الوزن لأن تلك الأنظمة تتضمن ارتفاع مستويات البروتين وانخفاض مستويات الكربوهيدرات وتقليل الفاكهة لاحتوائها على الكربوهيدرات مما يكون له بالغ الضرر على صحة المرأة وعظامها.

- وينتج عن كثرة تناول البروتين وتكوين النيتروجين في الجسم كناتج من نواتج هضم البروتين الذي يزداد نسبته بزيادة تناول البروتين وهو يحذف خارج الجسم في البول إلا أن كثرته تتراكم في الجسم وتؤذي الكبد والكلى وتتسبب في حدوث فشل بهما.

3- الكافيين والسكر

- لقد صنفنا الكافيين مع السكر لأن ضررهما يتشابه أثره على العظام حيث يسبب كل منهما تغيرات شديدة في مستويات سكر الدم الذي بدوره يحفز على زيادة إفراز الأدرينالين، ومن الضروري عدم إفراز الكثير من الأدرينالين في سن اليأس وعدم إرهاق الغدة التي تفرزه نظرا لضرورته في تكوين نوع من هرمون الأستروجين الذي يحمي العظام حينما يقل إفراز المبايض له مع التقدم في السن.

- وبالإضافة إلى ذلك يتسبب كل من القهوة والسكر في حدوث التفاعل الحمضي المشابه لذلك الذي يحدث عند تناول البروتين وله نفس تأثير سحب الكالسيوم من العظام والأسنان، لذا يعتبر تناول أكثر من فنجانين من القهوة يوميا سببا من أسباب ضعف عظام الحوض.

* تأثير الشاي: وللشاي بعض التأثير حيث يحتوي على نسبة من الكافيين على الرغم من أنها أقل من القهوة لذا فعلى من اعتادت على شرب الشاي بانتظام أن تجعل هناك فاصلا بينه وبين الوجبة الغذائية حوالي ساعة قبلها أو بعدها حيث يحتوي على مادة التانين التي تسحب الكالسيوم من الجسم وتطرده للخارج.

- وعلى الرغم من ذلك أثبتت بعض الأبحاث أن النساء اللاتي يشربن الشاي يتمتعن بعظام أكثر كثافة نظرا لاحتواء الشاي على الفلافونيدات التي تعتبر مضادة للأكسدة وتقي الجسم من الكثير من الجزيئات الحرة الضارة المدمرة للخلايا والتي ترتبط بالأمراض الخطيرة كالسرطان وأمراض القلب حيث تساعد مضادات الأكسدة كذلك على زيادة كثافة العظام، ويفضل هنا الشاي الأخضر على الشاي الأسود لاحتوائه على نسبة أعلى من الفلافونيدات بينما قد يتسبب كثرة تناول الشاي الأسود إلى حدوث هبوط في سكر الدم لذا يمكن تناول الشاي الأخضر ولكن باعتدال فلا ننسى أنه محتو على الكافين.

4- ملح الطعام

- يعتبر تناول وجبة كثيرة الملح من الأمور التي تساعد على فقد الكالسيوم من الجسم لأن الملح هو مركب كلوريد الصوديوم الموجود في كثير من الأجهزة المطهوة والتي نفضل تناولها على الرغم من عدم احتواء تلك الأغذية على الدهون أو قلة الدهون بها.

5- الإفراط في منتجات اللبان

- تتناول الكثيرات في مثل هذه السن الحرجة منتجات الألبان بكثرة لتعويض الجسم عن الفاقد من الكالسيوم إلا أن الإفراط في تناول الحليب ومشتقاته قد لا يكون فيه مصلحة وإكسابه المزيد من الكالسيوم فلا تنسى أن الحليب وخاصة قليل الدسم ومنزوع الدسم يحتوي على نسبة عالية من البروتين الذي يضر الجسم إذا كثر تناوله ويتسبب في فقد الكالسيوم مع البول لذا فقد يتسبب كثرة تناول الحليب في فقد الكالسيوم أكثر من اكتسابه فشرب الحليب وتناول مشتقاته مطلوب في هذه السن ولكن باعتدال وتناول أغذية أخرى معه مصادر للكالسيوم فالحليب ليس المصدر الوحيد للكالسيوم.

6- الردة

- تعتبر الردة من الأغذية المحتوية على مواد تسمى الفيتامينات التي تعمل كمغناطيس يجذب نحوه المعادن القيمة مثل الكالسيوم والزنك والمغنسيوم، وهي معادلة هامة للصحة العامة فهذه المعادن تنجذب نحو الردة في الجهاز الهضمي وتخرج من الجسم لذا ينصح بعدم إضافة الردة إلى الحبوب فالأفضل تناولها مع الحبوب الكاملة في تكوينها الطبيعي وعدم إضافتها بشكل مبالغ فيه للطعام.

7- السبانخ

- تحتوي السبانخ على الأكسالات التي تتفاعل مع الكالسيوم في الجهاز الهضمي وتوقف من امتصاصه لذا ينبغي عدم الإفراط في تناولها.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة