اكتشاف مستطيلات أثرية في منطقة حائل

*تحقيق - عبد الله بن محمد الشايع:
ضمن رحلات متتالية إلى منطقة حائل للتعرف على مسار أحد الطرق التجارية القديمة, وحصر ما عليه من علامات تتمثَّل بالدوائر والمذيلات والضُّوَى الحجرية، فقد كنت في يوم الثلاثاء 26-8-1427هـ في جولة جنوب جبل (حبران) وجبل (أم الأرسان) وكان يصحبني في هذه الرحلة التي دامت خمسة أيام الأستاذ (عبد الله بن عبد الرحمن الضراب) ومع أننا وقفنا على مشاهد أثرية مختلفة الأنماط إلاَّ أن أحد تلك المشاهد استوقفنا كثيراً نظراً لغرابته حيث لم أقف على شبيه له مع كثرة تجوالي في جميع مناطق المملكة.
هذه المشاهد عبارة عن مربعات مستطيلة الشكل رصت حجارتها بعناية فائقة، وهي متفرقة هنا وهناك، منها ما هو متقارب ومنها ما هو متباعد، وقد يُوجد من بينها مستطيلان متجاوران.
والأمر المثير للتساؤل أنها مختلفة الأحجام من حيث الطول والقصر ويصل طول الواحد منها 395 متراً بعرض 35 متراً، كما أنها مختلفة الاتجاهات منها المتجه شمالاً ومنه ما هو متجه غرباً.
لقد وقفت أمام هذه الأشكال الغريبة حائراً، حيث لم أستطع إلحاقها بأعلام الطرق نظراً لكثرتها واختلاف اتجاهاتها، ولأنها لا تشبه تلك الأعلام التي قمت بحصرها وهي تُعد بالآلاف، وإن قلنا إنها مساكن أو أماكن استراحة للقوافل، حال دون ذلك عدم وجود فتحات في أضلاع المستطيل وأن الأرض في الداخل على طبيعتها شبيهة بطبيعة الأرض في الخارج، كما أنني لم ألحقها بالمدافن، لأن قبور القدماء أنماطها وأشكالها واضحة.
وقد غادرت تلك المستطيلات الحجرية دون أن أجد لها تفسيراً ولو على سبيل التخمين نظراً لتفردها من حيث الشكل والتنفيذ, وهذه المجموعات من المستطيلات الغريبة تقع فوق قُفٍّ مستو , طرفه الجنوبي يشكل حافة عالية ذات منظر خلاب تطل على سبخة منخفضة تتجمع فيها مياه السيول.
وقد رصدت مستطيلات أخرى في تلك الناحية بعيدة عن هذه التي نتكلم عنها.
وحتى يتصور القارئ الكريم ما أتكلم عنه، هذه صور لبعض ما تمَّ الوقوف عليه من هذه المشاهد النادرة:
الصورة رقم (1): منظر عام لأطول مستطيل تمَّ الوقوف عليه حيث يبغ طوله 395 متراً بعرض 35 متراً.
كما تمَّ التوثيق المصوَّر من خلال:
الصورة رقم (2): لضلع المستطيل من الجهة الشرقية.
الصورة رقم (3): لضلع المستطيل من الجهة الغربية.
الصورة رقم (4): لضلع المستطيل من الناحية الشمالية بطول خمسة وثلاثين متراً وعرض سبعة أمتار، وهو محكم التنفيذ.
الصورة رقم (5): دائرة مفرغة طول قطرها ثمانية أمتار، تقع خارج المستطيل عند زاويته الشمالية الغربية.
الصورة رقم (6): منظر عام لمستطيل آخر غير بعيد من المستطيل الأول.
الصورة رقم (7): منظر مستطيل ثالث في الحيِّز نفسه.
الصورة رقم (8): أحد أضلاع مستطيل رابع.
الصورة رقم (9): ركم كبير مقابل للمستطيلات على حافة المرتفع يطل على السَّبِخَةِ.
الصورة رقم (10): منظر مستقر المياه في السبخة، وتبدو حافة المرتفع ذات المناظر الجميلة.
هذه المشاهد الأثرية الموغلة في القدم تعتبر من المواقع الأثرية النادرة في أراضي المملكة العربية السعودية, وهي جديرة باهتمام المسؤولين عن الآثار بإخضاعها للدراسة, وكذا المحافظة عليها.. ومن حسن الحظ أن أيدي العابثين بالآثار لم تمتد إليها حتى الآن نظراً لوقوعها في مكان ناءٍ بخلاف بعض المشاهد الأخرى التي تمَّ العبث فيها بحثاً عن الكنوز الوهمية.
ولا سبيل إلى حماية آثار بلادنا إلاَّ عن طريق التوعية بوساطة وسائل الإعلام المختلفة, وكذا التذكير بالمرسوم الملكي الصادر بحماية الآثار وعدم التعدي عليها, وأن من يتعدى على المواقع الأثرية يعرض نفسه للعقوبات الصارمة الواردة في المرسوم.. والله الهادي إلى سواء السبيل.
1-9-1427هـ