Al Jazirah NewsPaper Tuesday  09/10/2006G Issue 12429مقـالاتالأثنين 17 رمضان 1427 هـ  09 أكتوبر2006 م   العدد  12429
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

تغطية خاصة

الرأي

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

مدارات شعبية

وطن ومواطن

الأخيــرة

إدمان اللهاث وراء السراب 1-2
عبدالله الصالح العثيمين

تُذكِّرني تصريحات بعض أركان الإدارة الأمريكية هذه الأيام، بمقالتين نشرتهما عام 1423هـ، كان عنوان إحداهما: (يا مقلب القلوب). ومما أشرت إليه فيها مسلسل تغير مواقف الزعماء العرب تجاه قضية أمتنا الأولى: قضية فلسطين؛ استمراء لتنازل بعد آخر عن ثوابتها.
وقلت: إن الزعماء العرب عندما قالوا في مؤتمر الخرطوم المشهور: لا سلام مع الكيان الصهيوني، كانوا يدركون أن هذا الكيان القائم على أيديولوجية عنصرية شريرة لن يقبل إلا سلاماً له واستسلاماً من العرب لإرادته. لكن نجاحه في عزل مصر - بكل ثقلها ومكانتها - عن ميدان مواجهته كان إصابة لقضية فلسطين في مقتل. وبعد ذلك توالت الانتكاسات العربية المؤثرة سلباً على مسار تلك القضية، وكان من بينها دخول نفق اتفاقية أوسلو بكل ما في بعض بنودها من ضرر على ذلك المسار. وإذا ببعض مواد الميثاق الوطني الفلسطيني تُغيَّر وفق طلبات الكيان الصهويني، ومؤتمرات عربية تعقد لا يفوق الواحد منها؛ خضوعاً وتخاذلاً، إلا ما يأتي بعده. وإذا بالموقف الذي كان يرفض الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين، ويرى وجوب مقاومته بكل الوسائل يتحول - نتيجة فَقْد الإرادة - إلى موقف يُكرَّر؛ وهو أن السلام مع المحتل هو الخيار الإستراتيجي المتبنَّى لإزالة الاحتلال، مستبعداً ذكر امكانية المقاومة المسلحة إذا فشلت المفاوضات. بل وجد من زعماء العرب من يدينون المقاومة خوفاً من غضب من لا يكنون لأمتنا إلا العداوة، أو طمعاً في زيادة ما يقدم لهم من ثمن مقابل عمالتهم.
أما المقالة الثانية، التي نشرتها عام 1423هـ، فعنوانها: (بين يدي مؤتمر القمة: حقائق وآمال). وكان نشرها قبل انعقاد مؤتمر بيروت بيوم واحد. وقد ذكرت فيها عشر حقائق، منها ما يتصل بما يتسوله الآن بعض قادة العرب من عودة إلى المفاوضات مع كيان العدو الصهويني، وما تدعيه إدارة أمريكا من رغبة في أن يكون للفلسطينيين دولة.
كان من الأمور التي قامت بها إدارة الرئيس بوش الأب خدمة للكيان الصهويني - كما ذكر جيمس بيكر، وزير خارجية ذلك الرئيس - الإتيان بممثلي الدول العربية إلى مؤتمر مدريد ليتفاوضوا مباشرة مع ذلك الكيان، وهو ظل الصهاينة يتطلعون إليه أكثر من أربعين عاماً. وكانت الأسس التي قام عليها المؤتمر (قد بنيت على مطالب إسرائيلية محددة)، كما قال بيكر حرفياً. وهكذا كانت بداية المفاوضات. ثم أصبحت الكأس المرة، التي جعلت الإدارة الأمريكية قادة العرب يتذوقونها، شهداً بالنسبة لبعضهم، وباتوا مدمنين عليها يتوقون دائماً إلى احتسائها. وتفاوض الفلسطينيون - وهم الطرف الضعيف مادياً وسياسياً - مع الصهاينة الأقوياء المدعومين دعماً غير محدود من قبل الإدارة الأمريكية المتصهينة بالذات. وفرض الأقوياء المدعومون على الطرف الضعيف الشخصيات التي تفاوضهم. وتوصل الطرفان إلى اتفاقية أوسلو، التي يدرك كل من تأمل بنودها أنها كانت في صالح الكيان الصهيوني أكثر مما هي في صالح الفلسطينيين. وكان هذا أمراً متوقعاً بطبيعة الحال. وماذا كانت النتيجة؟..
رغم ما أبدته القيادة الفلسطينية خلال سنوات من توقيع تلك الاتفاقية من تنازلات متتالية لم يزدد قادة الصهاينة إلا عتواً وتكبُّراً، ومواصلة لارتكابهم جرائم الحرب الشنيعة، وتهويد الأرض المحتلة بما فيها القدس الشريف، ولقد رأى الجميع كيف كان مصير السيد عرفات، الذي وقع اتفاقية أوسلو والتزم بها. لم يكن ذلك المصير إلا الحصار المذل، ثم الوفاة، وفاة الله أعلم بأسبابها الحقيقية. ورأى الجميع، أيضاً وسمعوا تصريح الأمين العام للجامعة العربية في نهاية اجتماع لوزراء الخارجية العرب إبان العدوان الصهيوني الأخير على لبنان، فقد أعلن فشل الجهود التي بذلت للتوصل إلى حلول سلمية، كما أعلن اليأس من اتخاذ مجلس الأمن، الذي هو أداة في يد أمريكا حليفة الكيان الصهيوني، أي قرار لحل قضية فلسطين حلاً عادلاً. ولكاتب هذه السطور أن يضيف بأن لو فرض أن ذلك المجلس اتخذ مثل ذلك القرار هل سينفذ؟ كم من قرار أصدر بشأن تلك القضية ولم ينفذ؟.
هل يفرض المجلس الدولي سلطته
إلا إذا استهدف الإسلام والعربا؟
وماذا عما تدعيه إدارة أمريكا المتصهينة من رغبة في أن يكون للفلسطينيين دولة؟..
لو تغابينا وفرضنا جدلاً أن ذلك الادعاء نابع عن رغبة حقيقية، وتناسينا عمق التصهين المتغلغل في نفوس أركان تلك الإدارة، فهل في هذا الأمر جديد؟..
إن الاعتراف بحق الفلسطينيين أن تكون لهم دولة أمر تضمنه قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين، الذي اتخذ قبل تسعة وخمسين عاماً، ثم إن الدولة التي يدعى أن هناك رغبة في قيامها الآن لم يوضح المدى الجغرافي لها، ولم يبين ما إذا كانت كاملة السيادة أو مقيدة بما يتنافى مع هذه السيادة.
إن التصريحات التي يدلي بها أركان الإدارة الأمريكية بين آن وآخر تدل على أنهم لا يرون أن تكون الدولة الفلسطينية، التي تُدَّعى الرغبة في قيامها، شاملة للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م؛ ناهيك عن تلك الأراضي التي احتلها الصهاينة قبل ذلك العام وبعد قرار التقسيم عام 1947م. بل إن قادة أمريكا يرون أنه لا بد من مراعاة الحقائق على الأرض الناتجة عما احتل عام 1967م.
أما زعماء الكيان الصهيوني فقد أعلنوها صريحة كل الصراحة: لا عودة إلى حدود سبعة وستين، ولا تخلي عن القدس الشرقية، ولا قبول بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم رغم أن هناك قراراً دولياً بذلك الحق. ولم يقتصروا على الاعلان والقول؛ بل طبقوا ما أعلنوا وما قالوا عملياً. فالتهويد للقدس جار دون توقف، وبناء المستوطنات على الأراضي المغتصبة في الضفة الغربية بالذات متواصل، وجدار الفصل العنصري يكاد يتم بناؤه بحيث أصبح ما بقي خارجه من الضفة مجرد كانتونات غير قابلة لتكوين دولة. والأمريكيون الذين يدعون أن لديهم رغبة في قيام دولة فلسطينية يصرون على أن يستبعد عن قيادتها من اختارهم الشعب الفلسطيني بانتخاب حر نزيه لقيادته، ويفضلون غيرهم.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved