Al Jazirah NewsPaper Sunday  15/10/2006G Issue 12435متابعة الأحد 23 رمضان 1427 هـ  15 أكتوبر2006 م   العدد  12435
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

دوليات

متابعة

منوعـات

نادى السيارات

نوافذ تسويقية

الرأي

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

مدارات شعبية

وَرّاق الجزيرة

زمان الجزيرة

الأخيــرة

«الجزيرة » في حوار خاص مع مسؤول الصحافة في الخارجية الأمريكية
نحترم الخصوصية السعودية ولا نفكر مطلقاً في التدخل في الشؤون الداخلية


*حوار - جاسر الجاسر - بندر الحربي:
في لقاء خاص أجرتة معه صحيفة (الجزيرة) تطرق مدير مكتب الصحافة والدبلوماسية العامة في مكتب شؤون الشرق الأدنى، في وزارة الخارجية الأمريكية ألبرتو فيرناندز، إلى قضايا عدة ومحاور مفصلية في العلاقات الدولية والإقليمية من أهمها قضايا الشرق الأوسط الساخنة كقضيتي فلسطين والعراق وإشكالية الإرهاب ومشروع الشرق الأوسط الكبير كما استشرف ألبرتو مستقبل العلاقات السعودية الأمريكية، وفيما يلي نص الحوار:
مقدمة: أولا، كل عام وأنتم بخير بحلول شهر رمضان الكريم. ويشرفني، السيد جاسر الجاسر، أن أكون معكم هذه الليلة في حوار بالهاتف، وأرجو أن يكون حوارا مفيدا ومشوقا، وأنا جاهز لتلقي أسئلتكم.
جاسر: نحن أيضا سعداء جداً، ونشكركم بالتهنئة بشهر رمضان. وكذلك نحن سعداء باستئناف برامج الحوارات التي تعمل على تحقيقها السفارة الأمريكية هنا في الرياض لتوثيق العلاقة وتعزيز الحوار بين شعبينا وهو أمر نحتاج إليه كثيرا لتزايد الهجمات على هذه العلاقة والحوار سيكون حتما في صالح الشعبين.
* هناك كثير من الأصوات الإقليمية وحتى بعض الأصوات المحلية التي تتهم أمريكيا بالتدخل في الشؤون الداخلية السعودية خاصة فيما يخص المناهج والحد من عمل أو عدم تفهم عمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ما رأيك في هذا الحديث..؟
* أعتقد أن العلاقات السعودية الأمريكية إيجابية جدا. وحقيقة وجود مجموعة كبيرة جداً من الطلاب السعوديين في الولايات المتحدة هو دليل على ذلك، هنالك 15 ألف طالب سعودي يدرسون حالياً في الولايات المتحدة، وتصدر السفارة الأمريكية حوالي ألف تأشيرة شهريا للطلاب.
ومثلما قال الرئيس بوش إن التبادل الثقافي والتعليمي هو من أكثر الطرق مناسبة للتقارب والعلاقات الايجابية والمشتركة بين الدول.
وأعتقد أن كل دولة أو مجتمع له ملامح وخصائص خاصة وعلينا احترام هذه الحقيقة في أية دولة. وعلينا احترام الحقيقة الموجودة في السعودية، التي لديها تاريخ مهم وغني كجزء من العالم العربي وفي قلب العالم الإسلامي.
وفي نفس الوقت نحن كولايات متحدة لدينا مبادئ أمريكية والأشياء التي نعتبرها من المبادئ الدولية.
ونحن دائما نحاول، ليس فقط بالنسبة للمملكة، أن نستكشف حلاً وسطاً أو إيجاد نوع من الانسجام بين هذه المبادئ الدولية وبين الاحترام الضروري للآخر والمجتمعات الأخرى، لازم يكون هنالك نوع التوازن بين الاثنين واحترام مبادئنا الشخصية كولايات متحدة.
* الآن هنالك اتجاه من قبل الحكومتين باستخدام الوعي الثقافي و الفهم للآخر. اتخذت المملكة العربية السعودية مبادرة تكثيف إرسال الطلبة السعوديين للولايات المتحدة الأمريكية وفتح المجال للمثقفين السعوديين والصحفيين وأساتذة الجامعات بزيارة الولايات المتحدة الأمريكية والتعرف على الفكر الأمريكي عن قرب.
* ما المبادرات الأمريكية للتعرف على السعوديين عن قرب في ثقافتهم ومختلف مرئياتهم، اذ ينظر كثير من السعوديين لأمريكا كدولة شاركت في تنمية وتحقيق مستوى عال جدا من التقدم في هذا البلد؟.
* أعتقد أن من أفضل الطرق للتقارب بين البلدين هي من دون شك إرسال المفكرين والمثقفين من البلدين.
أنا أعرف أنه كان لدينا هنا في وزارة الخارجية الأمريكية عدة جلسات مع مفكرين من المملكة وعلماء دين من المملكة ونحن نستفيد بصراحة من مثل هذه اللقاءات لان هؤلاء الرجال هم سفراء للمملكة ويقدموا الوجه الإنساني الحقيقي والبعد الإنساني للمواطنين في المملكة هذا أمر ضروري.
أنا أعتقد أن التعميم من الأشياء السلبية جدا في الحياة ونحن لا بد أن نكسر هذه الانطباعات الخاطئة والصور الخاطئة عن المملكة في الولايات المتحدة. كما أن هنالك أيضا الصور الخاطئة عن الولايات المتحدة في العالم العربي.
والحقيقة هي أن الوضع في الولايات المتحدة وفي العالم العربي مليء بعدة أشياء وبعدة تفاصيل وتناقضات ونحن علينا احترام هذة الصورة الغنية للآخر وعمل أي شيء يشجع التقارب بين الشعبين وتقديم الصورة الحقيقية هو أمر إيجابي.
وأية مبادرات من الجانب السعودي أو الأمريكي لها هدفان: التعرف على الآخر ومعرفة الآخر علي بنفس القدر، وأن أقدم الحقيقة الموجودة في وطني للآخر.
* هل نستطيع أن نقول إن الولايات المتحدة شعبيا - لأن الحكومة قطعت خطوات جيدة في هذا المضمار - فهل نستطيع أن نقول إن الناس في أمريكا تخلصوا من عقدة وجود سعوديين ضمن اللذين قاموا بتفجيرات أحداث 11 سبتمبر مما يعود بالعلاقة المميزة التي كانت تربط البلدين قبل هذه الأعمال الإرهابية؟
* أعتقد نحن على الطريق الصحيح في ذلك. لكن علينا أن نعترف أن ذلك سيستغرق وقتا، في العقلية الأمريكية أحداث 11 سبتمبر، كان حادثا تاريخيا له أثر سلبي عميق. خصوصا عندما يكون لديك بعض المجرمين الذين يحاولون ربط أحداث 11 سبتمبر مع أهداف أخري. من دون شك، الجهل موجود والخوف موجود ولكن بجهودنا وبالدراسة والخطوات الإيجابية نعالج الموضوع، لا نريد أن نكون سجناء للخوف.
بالعكس نشجع التقارب والإنسانية المشتركة. نعلم جيدا أن الناس في السعودية والمواطنين كذلك ضحايا للإرهاب ويعانون من الإرهاب، كما شاهدنا في الرياض والظهران وجدة.
وهذا يعني أن المملكة والولايات المتحدة في نفس الخندق. نقف بجانب الإنسانية ضد الكراهية، والحكومة الأمريكية تحاول العمل مع الشعب الأمريكي. وهذه مهمة مشتركة بيننا وبينكم.
* نلاحظ أن أكثر الحلفاء التزاما بمحاربة الإرهاب والتصدي للمتطرفين هم من الدول الإسلامية. والمملكة العربية السعودية محارب شرس للإرهاب وحليفة جدا مع أمريكا في هذا المضمار وكذلك الباكستان كدولة إسلامية ومصر والعديد من الدول الإسلامية، لكن مع هذا نجد أن الاتهامات والإرهاب يلصق بالمسلمين فقط لماذا هذا المفهوم الخاطئ الذي يؤجج الكراهية ضد المسلمين عموما؟
* أولا، الإرهاب مشكلة موجودة مع وجود الإنسان. الإرهاب لا دين ولا مذهب ولا قومية له. والإرهاب هو ممارسة العنف لأسباب سياسية ولنشر الكراهية والعنف والقتل.
هذا أولا، طبعا هناك مشكلة وأنتم تعرفون ذلك أكثر منا هو أن هناك مجرمين ومتطرفين يحاولون استخدام الدين الإسلامي النبيل كتغطية لأهدافهم السياسية أو لتبرير جرائمهم السياسية.
نحن دائما نفرق بين هؤلاء الناس الذين يستخدمون الدين كغطاء لجرائمهم وحقيقة الدين والفرق كبير جدا بين الاثنين. هذا هو التحدي أمام الإعلام والحكومات أن نفرق بين الاثنين والإرهاب يبرر نفسه بالدين أو القومية أو الإنسانية.
علينا أن نفرق بين الاثنين وهو أمر ليس سهلا؛ لأنك تعرف أن هنالك جهلة في كل مكان في الغرب وفي الشرق ولكن هي مهمة أساسية.
يجب أن نقر أن العدو ليس هو الإسلام العدو هو المجرمون الذين يريدون إهانة الإسلام بسبب جرائمهم والقتل والكراهية التي يمارسونها ضد الجميع.
* طبعا، الآن ورغم الجهود الأمريكية التي بعضها نجحت إلى حد ما ولكن في الحقيقة يجب أن نكون صادقين وأنتم أيضا يجب أن تنظروا إلى الصورة الحقيقية، لا تزال صورة الولايات المتحدة الأمريكية خاصة في الشارع العربي مشوهه، ما الخطوات أو الجهود التي تقوم بها لتحسين، أو على الأقل، عرض الصورة الحقيقية لأمريكا كمدافعة عن الديمقراطية والمساواة واحترام الرأي الآخر؟
* هذا الأمر هو تحد كبير لنا، من دون شك أنه مجال واسع للوم ونحن لازم نعترف بأخطاء الولايات المتحدة. هناك أشياء مثل جريمة أبو غريب، هي جريمة ونحن نعترف بذلك والمسؤولون عن هذه الجريمة هم الآن في السجن ولسنوات طويلة في الولايات المتحدة. ويجب أن نغير السياسات والإستراتيجيات لنكافح مثل هذه الأشياء.
ولكن في نفس الوقت هنالك نوع من التشويش المقصود من بعض الناس مثل الخطباء التكفيريين ومثل أتباع القاعدة، أو قضايا مثل قضية الشيشان أو قضية البوسنة أو قضية كوسوفو أو تيمور أو كشمير من دون توضيح أن أمريكا بنفسها حاربت الصرب لإنقاذ المسلين في كوسوفو والبوسنة.
والقضايا في كشمير وتيمور لا علاقة لهما مع الولايات المتحدة من دون شك هنالك فجوة في بعض الأشياء في أفغانستان أو في العراق. لكن لدي دائما سؤال عن هذا الموضوع هل الحكومة الأفغانية اليوم أليست هي حكومة إسلامية والحكومة في العراق أليس هؤلاء الناس مسلمين طيبين هؤلاء ليسوا يهودا أو نصارى أعتقد هنالك تشويش مقصود من هؤلاء المجرمين والمتطرفين الذين يريدون تشويه الوجه الأمريكي في المنطقة. عن القضايا الأخرى مثل قضية فلسطين من دون شك أن هناك مجال لعدم التوافق التام ولكن علينا استئناف المحاولات للهدف المشترك وهو إقامة دولة فلسطينية مستقلة ديمقراطية في وقت مبكر ولا يوجد حل آخر ونحن نعرف أن الشعب الفلسطيني يعاني من سنوات طويلة من الإذلال والعنف.
وفي النهاية الحل الوحيد لهذه المشكلة هو إيجاد حل وسط يضمن للشعب الفلسطيني دولة مستقلة بهم وللدول العربية الأمن، هذه هي الطريقة الوحيدة. وعلينا العمل على كل هذه الجبهات ومجابهة كل هذه التحديات.
نكافح الكذب، لأن هنالك كذبا ضد الولايات المتحدة، وهنالك مبالغات وكذلك تغيير السياسات بالتنسيق مع حلفائنا وأصدقائنا في المنطقة. مثل المبادرة السعودية لحل مشكلة فلسطين وهذه مبادرة مهمة ونحن يجب أن نعترف بالمحاولات من الجامعة العربية والمملكة لحل عادل وشامل لقضية فلسطين. هذا هو في رأيي التحدي الكبير أمامنا.
* جميل جدا أن تعترف الولايات المتحدة بأخطائها في أبو غريب وفي مناطق أخرى ولكن لأسف الشديد فإنها تساعد على الدفاع عن أخطاء الآخرين، مثل الأعمال الإسرائيلية الأخيرة كان هنالك استعمال مفرط للعنف يصل إلى حد الإبادة في لبنان، ومع هذا وجدنا الولايات المتحدة الأمريكية لم تحرك ساكنا للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها مما يجعل المتطرفين والذين يتهمون أمريكا بأنها تدعم إسرائيل للفتك باللبنانيين. هذه نقطة والنقطة الأخرى هي ما يشهده العراق الآن من قتل يومي من قبل المليشيات حيث يقتل كل يوم حوالي مئة شخص عراقي أيضا يتهم أنه بدعم من القوات الأمريكية الموجودة في العراق. ألا ترى أن الدفاع عن اللذين يعملون تحت العباءة الأمريكية يساعد على تشويه الصورة الأمريكية؟
* من دون شك، ونحن لازم نعترف أن هذه هي الحقيقة وهذا هو الإجماع في المنطقة، ولكن من الواضح، وكما تعرف كمحلل ناضج لهذه الأشياء أن الوضع أكثر تعقيدا. نأخذ مثلا لبنان، الحرب في لبنان كان مفاجأة كبيرة لنا هنا في الولايات المتحدة. وأعتقد أنه كان مفاجئا لإسرائيل أيضا ورد الفعل الإٌسرائيلي العنيف. ولكن أعرف أن الحرب لم تكن مفاجأة لأنها كانت محاولة مقصودة ومدروسة من حزب الله. هذا هو حزب الله الذي يشعل الحرب لأسبابه الخاصة بطريقة باردة ومقصودة ومدروسة. وبعد انفجار هذه القنبلة وانفجار هذه القضية استغرب حزب الله رد الفعل الإسرائيلي. ما هذه التناقضات، حزب الله يقول إن إسرائيل وحشية وإن إسرائيل متطرفة وإن إسرائيل عنيفة وفي نفس الوقت تستفزها وتشتكي أن رد الفعل الإسرائيلي كان عنيفا. أعتقد أنه يجب أن يكون هنالك نوع من الاعتراف بالأخطاء عند الآخرين. والولايات المتحدة تمارس نوعا من انتقاد الذات وهنالك حاجة ضرورية كبيرة في المنطقة لهذا النوع من الانتقاد الذاتي الداخلي. في قضية العراق، أنت تعرف الوضع هناك جيدا، وأنت تعرف أن الكفاح في العراق تغير قليلا، كان هنالك محاولات استفزاز للقتل، قتل بالمئات للشيعة في العراق وفي بعض الوقت شاهدنا رد فعل عنيف من هذا الجانب ودخلنا في فترة سلسلة العنف والعنف المتبادل والانتقام والقتل. نعرف الحل في العراق، هنالك طريقة واحدة للحل وهو عن طريق المصالحة الوطنية وتقوية مؤسسات الوطن وتقوية الحكومة العراقية خصوصا القوات المسلحة العراقية. الوضع صعب جدا وفاشل جدا ونحن يجب علينا الاعتراف بذلك. ولكن في نقس الوقت، نحن نعرف أن هنالك طريقا واحدا للمستقبل وهو بيد الشعب العراقي بتأييد الولايات المتحدة وتأييد دول جوار العراق الذين يريدون عراق قوي وفعال يعيش في سلام وعضو شريف في الجامعة العربية وفي عائلة البلدان الإسلامية. وهذا هو المطلوب مننا، ولا ندع لليأس طريقا إلينا وأن نعمل بشدة وأكثر فاعلية لحل الوضع في العراق.
وفي لبنان كذلك الحل هو نفس الشيء وهو بتقوية الحكومة اللبنانية والمشروع الديمقراطي في لبنان الذي يوفر المجال للجميع في عائلة ديمقراطية لبنانية واحدة حتى لحزب الله. نحن ضد حزب الله كمنظمة إرهابية، لكن هنالك مجال للجميع كمجتمع مدني كحزب سياسي وهنالك مجال للجميع في لبنان ونحن علينا تأييد اندماج هذه المنظمات في الحياة المدنية اللبنانية. احتكار السلاح في يد الدولة فقط مثلما هو موجود في بقية دول العالم.
* هذا الكلام مفهوم جدا، لكن الملاحظ خاصة في العراق أنكم تعارضون اتجاه حزب الله كحزب عسكري. وفي نفس الوقت لكم صلات وعلاقات جيدة مع رديكالين شيعة ويحملون السلاح كتنظيم حزب عبدالعزيز الحكيم الذي تقول بعض التقارير أنه يمتلك مئة ألف مقاتل في منظمة بدر وجماعات الشيعة الذين هم من أصول إيرانية يكادون يسيطرون على محافظات الجنوب وحتى الوسط، نجد الولايات المتحدة رغم أنها القوة العسكرية القوية تغض النظر عن إعمال هذا الجيش الذي يقتل السنة؟
* أوافقك على ذلك، وهذه هي ردة فعل الدولة العراقية الضعيفة. والحل هو تقوية الدولة العراقية ومليء هذا الفارغ السياسي الموجود. المشكلة هي أن هذه المليشيات تستفيد من هذا الفراغ العسكري المحلي وأصبحت بعد سنوات قوية.
والحل هو تقوية القوات المسلحة العراقية ووضع نهاية للمليشيات ومثلما نطلب احتكار السلاح في يد الدولة في لبنان علينا أن نطلب احتكار السلاح في يد الدولة في العراق، الدولة الديمقراطية المنتخبة، هذا هو الحل بالنسبة للقضيتين.
* هنالك جهود عربية ودولية وجهود من الولايات المتحدة الأمريكية بتحريك عملية السلام في المنطقة. هل ستظل هذه الجهود قاصرة على خارطة الطريق أم سيستفاد من المبادرات الأخرى خاصة المبادرة العربية؟
* أنا اعتقد انه أولا علينا احترام جهود البلدان العربية في أحياء عملية السلام ونحن نؤيد ذلك خصوصا الجهود السعودية. وهذه الجهود اعتقد أنه دليل احترام السعودية لمستقبل الشعب الفلسطيني والصمود الفلسطيني الذي هو أكبر ضامن. نحن قلنا لحماس أننا نعترف بهذا الإنجاز الديمقراطي في ابريل الماضي وأن الوقت مناسب لاندماج حماس كحزب سياسي في الحياة المدنية وأن الحل لقضية فلسطين هو عن طريق المباحثات وعن طريق الحوار لا بالسلاح ولا بالإرهاب ولا بالعمليات الاستشهادية في تل ابيب ولا بالصواريخ ضد المستوطنات.
هذا يعني أننا كلنا، الدول العربية والولايات المتحدة، نوافق لحد ما أن التحدي هو كيف نشجع الطرفين لاتخاذ الخطوات المناسبة للوصول لحل وسط وتقارب بين الجانبين. هنالك خوف وقلق عن المستقبل لدى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وعلينا تشجيع التقارب بين الجانبين لهدف للحصول على السلام الذي نريد أن نشاهده في وقت مبكر.
أعتقد بأننا خسرنا بعض السنوات بسبب أحداث 11 سبتمبر وبسبب انتفاضة الأقصى. نحن كنا، وأنت تعرف ذلك، أقرب لحل إيجابي للمشكلة قبل ست سنوات وخسرنا بعض السنوات بسبب هذه الأشياء. والوقت مناسب لتنشيط جهودنا في عملية السلام من أجل الشعب الفلسطيني الذي يعاني اليوم من الانعزال والفقر ويستحق شيئا أفضل من الولايات المتحدة ومن المجتمع الدولي هنالك دين أخلاقي للشعب الفلسطيني وهذا الدين الأخلاقي هو مشترك للغرب وللشرق للبلدان العربية والولايات المتحدة. كلنا يجب أن نترجم المجاملات والكلام لأحداث على الأرض من أجل هذا الشعب المضحي.
* إذا أنتم تؤيدون الجهد العربي بجعل هذا العام عام تحقيق أو تحريك السلام في القضية الفلسطينية؟
* من دون شك، نحن نوافق على ذلك، وهذا هو الموقف من اللجنة الرباعية، المكونة من الولايات المتحدة والأمم المتحدة وروسيا والبلدان الأوربية.
* هل سيكون هنالك إشراك أو مساهمة عربية مع جهد اللجنة الرباعية؟
- أنا لا أعرف ذلك، لكن من دون شك أنك ستشاهد في الأشهر القادمة تنشيط على عدة مستويات في هذا الموضوع لأن هنالك إجماعا أن الوقت مناسب وأن الحاجة كبيرة لتقدم في هذا الحقل الأساسي. نحن نعرف أهمية قضية فلسطين. الأحداث في الأشهر الأخيرة أظهرت أن قضية فلسطين ما زالت من القضايا الأساسية في المنطقة.
* هنالك بعض المصطلحات السياسية يذكرها ساسة واشنطن من حين إلى آخر مثل الفوضوية البناءة، مثلا في العراق، هنالك مخاوف أن هذه هي مقدمات لتفكيك الشرق الأوسط خصوصا في إطار ما يعرف بالشرق الأوسط الكبير، ما هو تعليقكم على ذلك؟
* نحن نرفض هذه الفكرة، فكرة الفوضوية البناءة. نحن نؤمن بالبناء ولكن ليست بالفوضوية البناءة أو بتدمير العالم العربي لبناء شيء جديد، بالعكس أفضل طريق لهذا الشرق الأوسط الجديد هو عن طريق الإصلاح التدريجي الداخلي في البلدان العربية وفي المجتمعات الأخرى. ونحن كولايات متحدة نحترم فكرة الديمقراطية في المنطقة. نحن نعلم أن الطريقة الوحيدة الثابتة للوصول إلى ذلك هي بموافقة ومساهمة الشعوب في المنطقة. الديمقراطية على الأسلوب الأمريكي (صنع في الولايات المتحدة) Made in USA سيكون مرفوضا في المنطقة. لازم يكون صناعة شرق أوسطية، عربي وإسلامي. وهذا يعني أننا لازم نؤيد طريق الإصلاح التدريجي الداخلي على طلب الشعوب. طبعا نحن نعرف أن هنلك عدم رضا، ويأس وإحباط في العالم العربي، والشعوب تريد الإصلاح ويعتقدون أن الإصلاح هو من أولويات المنطقة ولكن هذا لا يعني الإصلاح بعيون الأمريكان ولكن الإصلاح المطلوب والمقبول من شعوب المنطقة.
* بالنسبة للموضوع النووي الإيراني وأيضا كوريا الشمالية. نجد أن الولايات المتحدة تتجاهل أو تبعد عن عين المجهر قضية السلاح النووي الإسرائيلي، مع العلم أن هذا مهدد وبشكل كبير للأمن القومي العربي، ما هو تعليقكم على ذلك؟
* أنا بالصراحة لا أفهم الارتباط بين الاثنين، لان عندنا دولة إيران التي تمارس سياسية ودبلوماسية عدوانية جدا في المنطقة. وإيران دولة كبيرة وقوية وهي إضافة إلى ذلك تريد الحصول على أسلحة نووية وحصانة نووية. وهي، بصراحة، لا تشكل خطرا على إسرائيل فحسب هي بكل صراحة تشكل مخاطر لبلدان الخليج وجيران إيران وهي مخاطر مباشرة. واعتقد أن من المبالغة استعمال إسرائيل كقميص عثمان في قضية إيران النووية.
أنا لم اسمع أبدا تهديدات من الجانب الصهيوني مرتبط بالنووي لأي طرف عربي لا ضد حزب الله أو الأنظمة العربية أبداً. لماذا، لأن من يعرف جغرافية بلاد الشام يعرف أن تل أبيب والقدس وعمان ودمشق وبيروت وحتى القاهرة وجدة قريبة جدا من بعض من المستحيل أن يتكهن أحد باستعمال العنف النووي بين هؤلاء المدن والدول القريبة جداً.
لكن إيران التي تمارس يوميا العدوانية والتدخل في شؤون البلدان الأخرى والتي تمارس الإرهاب، إضافة إلى الحماية النووية والحصانة النووية، ستصبح خطرا مباشرا لدول المنطقة أكثر من أمريكا وأكثر من إسرائيل.
* بدأنا نرصد إشارات عديدة بأن هنالك دول في الشرق الأوسط تسعى إلى أحياء برامج نووية، وأن تحدثت عن أنها برامج لاستخدام السلمي، ما هو الموقف الآن؟
* أولا، أريد أن أوضح أنه ليس لدينا مشكلة مع استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية. وبالمناسبة هذا هو الموقف الأمريكي من إيران. يعني أننا نعترف بحق إيران للحصول على الطاقة النووية لأغراض سلمية وبا لضمانات الدولية المطلوبة. وهذا ينطبق على إيران وعلى أية دولة أخري في المنطقة. المشكلة هي الضمانات والشفافية. أذا كان هنالك شفافية وضمانات مناسبة لهذه البرامج، فلا مانع لدينا ونحن نؤيد حق الجميع النمو والتنمية بكل معنى الكلمة.
* إذا ليس لديكم اعتراض على اتجاه بعض الدول العربية في تطوير برامج لاستفادة من الطاقة النووية لإغراض السلمية؟
* تماما، مبدئيا لا مشكلة. المشكلة دائما في التفاصيل وفي الضمانات الأمنية لحماية السكان المحليين وضمانات مرتبطة بوكالة الطاقة النووية الدولية. لكن مبدئيا نحن نعترف بهذا الحق.
* أيضا مبدئيا تعترفون بحق الشعوب في الاستفادة من الطاقة النووية لأغراض السلمية؟
* صحيح.
* في نهاية اللقاء نرجو أن نسمع منك نظرة أو استقراء للعلاقة ما بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية؟
- أعتقد أن لدينا جهازا مهما وايجابيا وفعالا أمامنا وهذا هو الحوار الإستراتيجي بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية. وستكون جلسات الحوار الاستراتجي القادمة في شهر نوفمبر القادم لبحث مواضيع مهمة مشتركة في التنمية البشرية والطاقة والاقتصاد ومحاربة الإرهاب ومواضيع عسكرية وقنصلية وتعليمية. وأنا أعتقد أن هذا هو التحدي الكبير. وبلدينا يعملان في بيئة احترام مشترك، بيئة تحترم الجهود السعودية طيلة السنوات الطويلة للصداقة وللتقارب بين المملكة والولايات المتحدة. والاعتراف بأننا في نفس الخندق في إنسانيتنا المشتركة.
وأنا أعتقد أننا سنشاهد نتائج إيجابية كبيرة جدا لجلسات الحوار الاستراتيجي القادمة. ومن دون شك العلاقات السعودية الأمريكية إيجابية وستكون أفضل في المستقبل، والحمد لله، بتكثيف جهودنا المشتركة لمصلحة البلدين.
شكراً.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved