Al Jazirah NewsPaper Monday  16/10/2006G Issue 12436الاقتصاديةالأثنين 24 رمضان 1427 هـ  16 أكتوبر2006 م   العدد  12436
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

دوليات

متابعة

لقاءات

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

في ظل غياب الدراسات التحليلية المتخصصة.. تزيد الثقة في توصيات المضاربين!!
د.حسن أمين الشقطي (*)

من أكثر المشكلات التي برزت على ساحة سوق الأسهم خلال الآونة الأخيرة هي تزايد الثقة في توصيات المضاربين، فهي خليط ما بين توصيات وشائعات، ولكن من التجربة ومع صدق بعض تنبؤاتها بدأت تبرز ثقة ومصداقية متزايدة فيها.. إلا أن المستثمرين بخضوعهم لهذه التوصيات يكونون كمن سلم القط مفتاح الكرار. فلسوء الحظ لا يعلم عوام المستثمرين مدى خطأ حدسهم بتصديق مثل هذه التوصيات إلا كل حين وآخر، ففي الغالب لا نسمع سوى صدى تصديق توصية دون صدى التغرير من خلال توصيات أخرى كثيرة. ولكن ما يثير التساؤل كيف وصل الحال إلى أن يسعى الفرد المستثمر للحصول على التوصية من المتداولين المنافسين له؟ ألا يوجد محللون ماليون؟ نحن لا نتكلم عن محللي الفضائيات أو حتى محللي الصحف، ولكن نتساءل أين طبقة المحللين الماليين المتخصصين في التحليل الأساسي؟ بل نتساءل أين الدراسات التحليلية المتخصصة؟ أين الأكاديميون المتخصصون في المحاسبة والمراجعة والتحليل والتخطيط المالي؟ لماذا لا نسمع أصواتهم ليس بتقارير صحفية ولكن بدراسات متعمقة عن الأسهم وشركاتها؟ بل أين السماسرة والوسطاء حتى الآن، نحن لا نتساءل عن دورهم في الوساطة ولكن نتساءل عن دورهم في التحليل المالي المتخصص والعميق للأسهم وشركاتها؟ إن هؤلاء الأطراف جميعاً غائبون عن ساحة السوق؟ والنتيجة أن المستثمرين أصبحوا اليوم تائهين في توصيات عشوائية من هنا وهناك.. اختلط فيه الحابل بالنابل، لا تدري من هو الوسيط من المحلل من المتداول من المضارب !!! الجميع يوصون فما أسهل التوصية بأن السوق سوف يرتد أو أن السهم (س) سوف يحقق تدبيلة أو أن السهم (ص) ينبغي الخروج منه الآن !!!
هل مسار السوق الآن يوحي بالكفاءة ؟
إذا كان الأمر كذلك... فكيف يسير السوق؟ هل يحقق المسار العشوائي المطلوب لكفاءة تشغيله؟ نعم السوق يسير في مسار عشوائي ولكن ليس مسار الكفاءة.. بل مسار العشوائية في المضاربة. إن مصطلح المسار العشوائي يعبر عن كفاءة أي سوق مالي، ليس المقصود المضاربات العشوائية ولكن المقصود أن يتخذ مسار السوق ككل المسار العشوائي بدون تحكم أو احتكار أو استحواذ أو غيرها من الأساليب التي تنتفي معها كفاءة تشغيل وعمل السوق.
علام يعتمد كبار المضاربين في تداولاتهم؟ هل يكذبون الكذبة ويصدقونها؟
إذا كان عوام المتداولين في السوق يعتمدون على توصيات عشوائية تصدر عادة من كبار المضاربين ويروجها لهم بعض المرتزقة من اتباعهم من مرتادي المنتديات وبعض المنابر الإعلامية الأخرى... فعلام يعتمد هؤلاء المضاربون الكبار أنفسهم في تداولاتهم؟ هل يكذبون الكذبة ويصدقونها؟ أم لديهم دراساتهم وتحليلاتهم العميقة والمتخصصة عن ليس الأسهم ولكن عن شركاتها؟
إن واقع السوق وتجاربه في الماضي والحاضر تؤكد أن المسار العشوائي في عمليات التداول هو المسيطر على مضاربات عوام المستثمرين، في حين ان كبار المضاربين يتخذون مسارات محددة ومرسومة من قِبل متخصصين في الغالب هم محللون ماليون يرسمون بأيديهم التشارتات التي ينحبس بداخلها صغار المستثمرين ويغوصون في قراءتها ساعات وأيام، وما يلبثون أن يفسروها على النحو الصحيح حتى تكون قد ضاعت الفرص المضاربية فيها.
نعم الدلائل تشير إلى أن امتلاك كبار المضاربين متخصصون وخبراء في التحليل الأساس قبل الفني. يقوم هؤلاء المتخصصون بتحديد الترند للسهم والأسهم البديلة، وتحديد أدوات الإيحاء وساعات الانكسار وأيام الارتداد وغيرها. بل الخطورة في قيام تحالفات خفية على أسهم معينة بين هؤلاء المضاربين.. يتم فيها التنسيق على إتمام وتنفيذ عمليات بيع أو شراء على سهم أو أسهم معينة في أوقات محددة لخلق حالة نفسية معينة لدى عوام المستثمرين.
أين الدراسات التحليلية المتخصصة عن الأسهم وشركاتها؟
بداية على الرغم من الطفرة السعرية والتوسع والانتشار الكبير في قيمة رسملة سوق الأسهم خلال السنوات الأخيرة، فإنه لا يوجد حتى الآن بالسوق السعودي أي جهات مستقلة يمكن ضمان حياديتها في إصدار دراسات تحليلية متخصصة عن سوق الأسهم.. نعم توجد تقارير متخصصة عن بعض البنوك وبعض الجهات الرسمية مثل مؤسسة النقد العربي السعودي وغيرها، فضلاً عن بعض المكاتب المستقلة، إلا أن الناتج عنها لا يسمن ولا يغني من جوع، فهي لا تكاد تكون تقارير إحصائية ومختصرة لا تقدم جديداً على مستوى الأسهم أو شركاتها. فهي جميعاً ترتكز على تحليل مسار المؤشر وتقرير الأداء الإجمالي للسوق ككل.
بمعنى أنها لا تخدم أهداف التداول للمستثمرين. بل حتى تلك التقارير الصادرة عن بعض الشركات المستقلة (المكاتب الاستشارية) وهي شحيحة ومدفوعة الثمن، تجدها لا تتعرض بالنحو التحليلي المطلوب للأسهم أو شركاتها. بل حتى تلك التقارير المستقلة والمتخصصة غالباً ما تفتقد إلى ثقة المستثمرين فيها لأن الشركات المصدرة لها أو أصحابها في الغالب يكونون مضاربين في السوق، ومن ثم فإن هذه التقارير والدراسات تصدر بتوجيهات مدارة لتحقيق أهداف شخصية لأصحابها المضاربين.
أكثر من ذلك، فمشكلة المجاملات وعدم السعي للتطرق لأي جوانب سلبية في شركة أو سهم معين تعد من أكبر المشكلات في مضمار التحليل المالي في السوق المحلي. فالجميع يعلم أن الشركة (ف) هي شركة خاسرة ولا ينبغي الاقتراب منها، ولكن لا يقول أحد ذلك، ليس لسبب سوى لعدم معاداة الشركة أو معاداة المضاربين عليها.
أين الجمعيات المهنية؟ أين تكتلات المستثمرين غير الربحية؟
الأمر المستغرب أنه حتى الآن لم يعلن صراحة عن إنشاء جمعية أو أي تكتل للمتداولين في السوق يخدم مصالح المستثمرين بشكل حيادي ومستقل عن الأغراض الشخصية للشركات الاستثمارية أو المكاتب الاستشارية وغيرها.
لماذا عزف الأكاديميون والخبراء المتخصصون عن الدراسات التحليلية للأسهم؟
لم يعد الأكاديميون أو حتى الخبراء يقبلون على الدراسات التحليلية المتعمقة أو المتخصصة عن الأسهم أو عن شركات الأسهم، بل إن إقبالهم واهتمامهم الكبير اليوم هو الظهور الإعلامي في الفضائيات والصحف وكافة المنابر الإعلامية المتاحة لمن يملكون القدرة فقط على الكلام عن الأسهم. بداية هم غير راغبين في تكلف الوقت والجهد الكبيرين لإعداد دراسات متعمقة... بداية السوق لا يطلبها ولا يدفع ثمناً لها.
ثانياً أن المطلوب هو فقط تعليقات أو تنويهات، بل نقول توصيات عن مسار المؤشر أو مسارات الأسهم أو أخبار الشركات. فلماذا التعب والجهد إن لم يكن يرغب في هذه الدراسات أحد؟ ليس المطلوب الرغبة فقط ولكن الرغبة المقترنة بالاستعداد المادي؟
صغار المستثمرين غير قادرين على تمويل مثل هذه الدراسات، وكبار المضاربين لديهم أطقمهم الخاصة؟ فمن يهتم؟ ومن يدفع؟ ومن يمول؟... بل من يوجه ويخطط لمثل هذه الدراسات؟ أين هيئة السوق المالية مما يجري؟ وهل هي غائبة فعلاً عن المجال البحثي؟
هيئة السوق المالية من المؤكد أنها لديها دراساتها وتقاريرها، بعضها يعلن وبعضها يحجب لأغراض تسيير أعمالها الرقابية وغيرها. تلك التقارير المعلنة هي تقارير إحصائية بياناتية (يومية وأسبوعية وشهرية وربع سنوية وسنوية) توفر الرؤية المعلوماتية فقط عن السوق والأسهم المتداولة فيه. ولكنها بأي حالٍ من الأحوال لا تعد دراسات تحليلية سواء عن السوق أو حتى عن الأسهم.. ناهيك بعيداً عن شركاتها. نعم الهيئة لا تقدم أي جديد في هذا المضمار البحثي وغير مطلوب منها كأي هيئة مسؤولة عن سوق المال تقديم أكثر مما تقدم. ولكن المطلوب منها هو ضمان إتاحة الفرص العادلة لكافة المتداولين في السوق في الوصول إلى المعلومة وأيضاً إلى تحليلها على النحو المطلوب والصحيح. نعم المعلومة متاحة ولكن تحليلها وقراءتها غير متاحة وتُركت للتأويلات والشائعات وتوصيات المضاربين في اقتناصهم لصغار المستثمرين.
ما المطلوب؟ وما التطلعات؟
إن السوق الآن في أمس الحاجة لإنشاء جمعية للمستثمرين في سوق الأسهم ترعى أهداف المتداولين وتحمي مصالحهم. بالتحديد نتطلع أن تقوم هذه الجمعية بإصدار دراسات تحليلية متخصصة وتقارير دورية ليس عن السوق كما يحدث الآن ولكن عن الأسهم وشركاتها. هذا وتسري منذ فترة شائعة بأن هناك لائحة تنظيمية للمحللين الماليين باتت وشيكة الصدور، إلا أن هذه اللائحة على الرغم من أنها ستنظم التوصيات العشوائية وتحد منها، إلا أنها لا تضمن بأي حالٍ من الأحوال أن يقوم هؤلاء المحللون بدراسات تحليلية متعمقة عن الأسهم وشركاتها.
لذلك، فإن صدور هذه اللائحة لن يحل مشكلة غياب الدراسات التحليلية المتعمقة في السوق.
بالتأكيد أن واقع السوق اليوم يحتاج إلى جهة غير ربحية تكون مسؤولة عن حماية ورعاية مصالح المتداولين في السوق مثلها مثل الغرف التجارية الصناعية التي نجحت فكرتها في حماية ورعاية مصالح التجار. وينبغي ضمان الحيادية والاستقلالية في هذه الجمعية لعدم التشكيك والانحراف عن هدفها الرئيس وهو حماية مصالح المتداولين وتوعيتهم بشكلٍ عادل.
فهل نشهد قريباً جمعية للمتداولين والمستثمرين في سوق الأسهم ؟!

(*)محلل اقتصادي ومالي


Hassan14369@hotmail.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved