Al Jazirah NewsPaper Tuesday  17/10/2006G Issue 12437الاقتصاديةالثلاثاء 25 رمضان 1427 هـ  17 أكتوبر2006 م   العدد  12437
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

قضايا عربية
  في الصحافة العبرية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

تغطية خاصة

القوى العاملة

الرأي

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

مدارات شعبية

الأخيــرة

عقول تكافح الفقر وأخرى تساعد على نشره
فضل بن سعد البوعينين

الدكتور المسلم محمد يونس، أكاديمي متخصص في علم الاقتصاد، هجر مهنة التدريس الأكاديمي من أجل خدمة الفقراء ومد يد العون لهم بطريقة مهنية تحفظ لهم الكرامة، وتساعدهم على الكسب الحلال، ترجم مفاهيم الاقتصاد إلى واقع ملموس من خلال دعمه لشريحة الفقراء وتحويلهم إلى جماعات منتجة تعتمد على نفسها في توفير لقمة العيش الحلال، بعيداً عن التسول.
لم يقتنع الدكتور يونس بما كان يقدمه من خدمات تعليمية جليلة لطلاب جامعة (تشيتاغونغ) ما دفعه إلى هجر مهنة التدريس الجامعي من أجل تحقيق نظريته الاقتصادية الخاصة التي يرى من خلالها إمكانية إحداث التغيير الأكبر في قدرة الفقراء على البقاء والإنتاج من خلال القروض الصغيرة.
نجح الدكتور يونس في تأسيس (بنك غرامين) المتخصص في القروض الصغيرة للفقراء والأعمال التجارية البسيطة، بعد أن أيقن أن البنوك التجارية تتجاهل هذه الفئة من المجتمع ما أدى إلى بقاء ظاهرة الفقر وتفشيها على نطاق واسع.
أقرض الدكتور يونس، من خلال بنك (غرامين) أكثر من 5 بلايين دولار، واستفاد منها أكثر من 5.3 ملايين شخص ومنشأة تجارية صغيرة.
اعتمد بنك (غرامين) في سياسته التمويلية على نظام المجموعات التضامنية الذي يعتمد على تقديم القروض لمجموعات صغيرة متضامنة في السداد، وفي هذا فلسفة اقتصادية تعتمد على فكر المجموعة، وقوتها الإنتاجية، وملاءمتها المالية النسبية لضمان القروض المصرفية، إضافة إلى عامل الدعم المباشر الذي يقدمه أفراد المجموعة لبعضهم البعض.
لم يتوقف نجاح الدكتور يونس عند حدود وطنه، بل تجاوزه إلى دول العالم الثالث والدول الصناعية أيضا، ومنها الولايات المتحدة الأميركية.
الدكتور يونس شعر بحق الفقراء في العيش الكريم، وأحس في نفسه مقدرة تعينه على تحقيق أهدافه الإنسانية، فكرّس حياته للعمل الإنساني النبيل، واستغل علمه وماله لخدمة شعبه ووطنه، وفقراء العالم أجمع دون تمييز، فحقق النجاح تلو النجاح وما زال يجول العالم يقدم المال والقروض للفقراء، ويدعم المؤسسات الخيرية بأفكاره التي أضحت نظريات اقتصادية يفترض أن تدرس في الجامعات بدلاً من بعض المواد النظرية غير المنتجة التي لا تستطيع أن تعلم دارسيها كيفية المحافظة على الثروات عوضاً عن تحويل المجتمعات الفقيرة إلى مجتمعات منتجة تعتمد على قدرات أفرادها في مواجهة احتياجاتها المعيشية.
أثبت الدكتور يونس براعة فائقة في التغلب على مشكلة الفقر بأدوات بسيطة، لكنها مثمرة وخلاقة، وعلى ذلك استحق الحصول على جائزة نوبل للسلام، وهي الجائزة التي ذهبت أخيراً إلى من يستحقها نظير ما قدمه من خدمات جليلة للإنسانية ولتغلُّبه على معضلة الفقر على وجه الخصوص.
تجربة الدكتور يونس الغنية بالعبر والأفكار الخلاقة والنتائج المبهرة تشرع الأبواب أمام برامج مكافحة الفقر التي باتت ضرورة ملحة لجميع المجتمعات المدنية دون استثناء، هذه التجربة الخلاقة يفترض أن يستفاد منها في مشروع الملك عبدالله لمكافحة الفقر، وهو المشروع الضخم الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين جل اهتمامه.
لم يعد الأمر محصوراً في دفع النفقات والهبات بل يتعداه إلى خلق الأفكار المبدعة، ومساعدة الفقراء كي يتمكنوا من مساعدة أنفسهم مستقبلا دون الحاجة للآخرين، من خلال المشاريع الصغيرة التي ستتحول مع مرور الوقت إلى مشاريع ضخمة إذا ما أحسنت إدارتها.
لدينا من الأموال الضخمة الكثير، إلا أننا نفتقد إلى الأفكار والخطط الإستراتيجية، والأساليب الحديثة المجربة التي يمكن من خلالها تحقيق الهدف الأسمى، وهو مساعدة الفقراء المتعففين للحصول على الرزق الكريم.
هناك الكثير من الفقراء المتعففين الذين لا يسألون الناس إلحافا، وهم أكثر حاجة وحرصاً على مثل هذه البرامج التنموية التي تضمن، بعون الله وتوفيقه، لهم العيش الكريم والاكتفاء الذاتي.
قال تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} هناك برامج متعددة تقدم يد العون للفقراء والمحتاجين بطرق مختلفة، ومنها (برامج عبد اللطيف جميل لخدمة المجتمع) ومنه يتفرع (صندوق عبد اللطيف جميل لدعم المشاريع الصغيرة) الذي يشبه في أهدافه، أهداف بنك (غرامين)، خصوصا في تمويله للمشاريع الصغيرة، ودعمه للمهن ومساعدة الشباب من الجنسين على خلق الفرص التجارية الصغيرة ومساعدتهم على النجاح، خدمة لهم وللمجتمع بأسرة.
أتمنى أن يتحول (صندوق عبد اللطيف جميل لدعم المشاريع الصغيرة) إلى بنك متخصص في دعم المشاريع الصغيرة، ومساعدة الفقراء من خلال الأعمال التجارية البسيطة، وأن يعمل تحت مظلة مؤسسة النقد العربي السعودي فمثل هذا البنك سيكون بإذن الله النواة الكريمة للقرض التجاري الحسن.
أعمال إنسانية جليلة يقدمها أهل الفضل والخير والبركة، الذين استخدموا ما حباهم الله به من نعم لمعالجة مشكلة الفقر، وتحمل مسؤولياتهم تجاه المجتمع ابتغاء لمرضاة الله عز وجل، وهي أعمال تحتاج منا جميع الدعم والمسانده، والشكر والدعاء لكل القائمين عليها.
بقي أن نشير إلى القلة التي ما برحت تعمل على إفشال جميع مخططات الخير التي توجه من أجل معالجة مشكلة الفقر والحد من انتشارها، ويأتي في مقدمتهم، بعض كبار المضاربين، وهم قلة، الذين حولوا سوق الأسهم السعودية إلى سوق للمقامرة، يتلاعبون فيه بمقدرات الشعب، ويمعنون في ظلم صغار المستثمرين من خلال تبديد ثرواتهم بطريقة نظامية، إلا أنها لا تخلوا من عمليات الاحتيال والتدليس في صفقات البيع والشراء التي يعقدونها في السوق.
قال تعالى: {وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ}، وقال سبحانه وتعالى: {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ}.
هؤلاء القلة من المضاربين وبعض المجموعات، قدموا مصالحهم الخاصة على مصالح المجتمع، واستخدموا ثرواتهم وعقولهم للإضرار بصغار المستثمرين الذين يمثلون ثلثي المجتمع، ما أدى إلى زيادة معدلات الفقر بسبب الخسائر التي يتحملها صغار مستثمري الأسهم في غفلة من الجهات الرقابية، فتنعكس بالتبعية على الأسر والمجتمع بشكل عام.
هؤلاء هم الفئة القليلة التي تساعد على نشر الفقر وزيادة معدلاته في مناطق المملكة، وإليهم نوجه نداءنا المخلص، في هذا الشهر الفضيل بأن يتقوا الله في المواطنين وأن يجعلوا من (مشروع الملك عبدالله لمكافحة الفقر) نبراساً يستلهمون منه الدروس والعبر، ودافعاً للمساهمة الإيجابية في إنجاح هذا المشروع الإنساني العظيم، طاعة لله أولاً، ثم لولي الأمر، وخدمة للمجتمع.
قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} صدق الله العظيم.

f.albuainain@hotmail.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved