Al Jazirah NewsPaper Tuesday  24/10/2006G Issue 12444مقـالاتالثلاثاء 02 شوال 1427 هـ  24 أكتوبر2006 م   العدد  12444
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

دوليات

متابعة

منوعـات

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

زمان الجزيرة

الأخيــرة

في موتك.. نحن في خجل..!!
عبير عبدالرحمن البكر

لك الله يا سامية.. برحمته وفضله فنحن في موتك في خجل وأمام إرادة الله في صبر ورضى.. في خجل.. أمام خطواتك المتعبة وهي تحمل النصاب المكتمل الضاغط لأربع وعشرين حصة.. تسافرين كل صباح وأنت الموجوعة من مسافات قاتلة من منزلك بأقصى شرق الرياض إلى مدرستك القابعة في وسط الرياض..
تدلفين بوابة المدرسة.. تركضين.. عدد الحصص لن يقل عن أربع وعشرين حصة.. وهمتك العالية وإخلاصك الكبير وطالبات اكتظ بهن الفصل الدراسي.. معلمة اللغة الإنجليزية المادة الأكثر كرهاً للتلميذات والأكثر عبئاً على المعلمات نقصاً في الكادر التوظيفي.. التعليمي... اركضي يا سامية أكثر وأكثر لا تتوقفي حتى أمام هذا المرض الذي يحتل جسمك يخنق تنفسك.. واصلي عناءك وتعبك لا تشتكي أبداً لا تفاصلي المشرفة التربوية التي زادت أوجاعك وجعاً.. لا تتبرمي أمام مديرتك التي لن تعذرك.. ولا أمام زميلاتك اللاتي حملن وجعك وما استطعن فعل شيء لك.. لا تنثري تفاصيل إعيائك أمام تلميذاتك لمي مرض السرطان يا سامية وواصلي حتى الموت فليس معك أحد إلا الله.
ولا تتساوى جثة هامدة تتكوم كل يوم بعد مجيئك من مقبرتك أو لنقل مدرستك.. أمام أطفالك وزوجك لا تقولي انك مصابة بالسرطان.. وان تحاولي أن تكملي مسيرتك التعليمية بالرغم من الضغط الكبير من الحصص والأعباء الأخرى.. قولي للموت: إن الأنظمة أقوى من تحملك.. وأن القرارات العقيمة أشد من تماسكك.. وأن إجازتك المرضية التي طالت ما عادت تجدي وأنها مرفوضة وأن ثمة قرارات إدارية تحرمك من وظيفتك هي أنفذ وأسرع.. وأن تحرصي على دوامك بالرغم من أن الموت يعلن قدومه في تفاصيلك والاعياء استوطن في جسدك.. وأنهم يهددون ويرعدون باسم القرارات والأنظمة أنك ستحولين من معلمة إلى شيء آخر بسبب إهمالك ومرضك.. وأن زوجك المكلوم ترك الوظيفة وبقي إلى جانبك يرعاك والصغار.. ولا مصدر لأن تعيشوا شظف الحياة إلا من مرتبك المهدد بالانقطاع..
وانك يا سامية حتى بعد مماتك لا أحد لصغارك إلا الله ومرتبك أو ما يعول أسرتك انقطع مع انقطاع أنفاسك.. أخذ منك التعليم يا سامية زهرة عطائك وبخل على زهرة صغارك.. بخل عليك بعد مماتك أن يعول صغارك الذين لا أحد لهم بعد الله إلا أب مكلوم ترك وظيفته ليؤازر مرضك الصعب ومت أنت وبقي صغارك وأبوهم في مهب ريح الفقر والتشرد.. وحدهم يرعاهم أب مكلوم بعد وفاتك..
كلّنا يا سامية (رحمك الله) بعد وفاتك في خجل نحن الذين عايشنا اللحظات الأصعب معك وقبلاً تفانيك وإخلاصك وصرنا نجمع التبرعات لنعول أسرتك البسيطة بعد وفاتك بعد أن كنت أنت من يعول أسرتك صرنا نحاول أن نعوض غيابك وما نحن بقادرين.. كلّنا يا سامية رحمك الله في أسى كبير تموتين وتموت معالم راتبك.. بموتك تشقى أسرتك بالديون والحزن.
يا الله كم نحن في خجل.. كم نحن في أسى..

abeeralbaker@maktoob.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved