وداعا.. طاش!!
سهم بن ضاوي الدعجاني

** في استفتاء جماهيري عبر موقع لإحدى صحفنا المحلية على شبكة الإنترنت، أجمع 68.3% من القراء على أن (النقد) الذي طرحته (بعض) المسلسلات المحلية في هذا الشهر الفضيل قد تجاوز (الحدود) المسموح بها، و8.4% من أولئك القراء قالوا (أحياناً) يحصل تجاوز من تلك المسلسلات تجاه قضايا دون مراعاة لخصوصيتنا الدينية والاجتماعية.
وبالرجوع إلى الأرشيف النقدي، على مختلف ألوان الطيف الإعلامي المحلي، بدءاً من الصحافة الورقية بكل أشكالها وألوانها ومروراً بالصحافة الإلكترونية بساحاتها ومنتدياتها المختلفة نجد أن مسلسل (طاش) الذي يعتبره كثير من النقاد كبير المسلسلات الرمضانية لتربعه على عرش مسلسلاتنا المحلية منذ سنوات عندما بدأ كبوابة محلية للنقد لعددٍ من قضايانا الحياتية، فنجح عندما سلط الضوء على بعض أوجاعنا الاجتماعية ونجح في تكوين قاعدته الجماهيرية التي تعاطفت معه لبعض النجاح الذي حققه في تسليط الضوء الإعلامي مضخماً لبعض المناطق على خريطة الوجع في المجتمع السعودي، ومزيفاً أحياناً أخرى بقصدٍ أو غير قصدٍ لواقعنا الاجتماعي.
بعد هذه الرحلة الطويلة لهذا المسلسل وللتجاوزات التي حصلت منه في هذا الشهر الفضيل وأمام الغضبة الاجتماعية التي رأيت وسمعت وقرأت بعض ملامحها هنا أو هناك، يجب أن نقف وقفة جادة مع هذا المسلسل والقائمين عليه تقديراً لمجتمعنا ولهويته الإسلامية.
أقول: لابد من وقفة تقويم لا تقييم لهذا المسلسل حتى نحترم هويتنا ونبقى (قبلة) للمسلمين تحترم مشاعرهم قبل ذواتهم.
وأخيراً
زملاء الحرف شاركوا كعادتهم في ترجمة نبض الشارع السعودي تجاه هذا المسلسل وإليكم عدداً من الأصداء المختلفة التي رصدت بعضها، فالأول يقول: (ولكن للأسف ظهر علينا برنامج (طاش) في إحدى حلقاته ليرسخ النظرة الخاطئة لهذه البلاد)، وقال الثاني: (ولكن الصدمة الكبرى حين انتهت الحلقة ووجدت أن ما وصل إلى فكر الجمهور هو إدانة الإسلام بالإرهاب)، والثالث يقول: (لكنني أختلف معهما ومع معدي بعض الحلقات في مبالغتهم غير المقبولة عند تناول بعض القضايا أو المغالطة في طرح بعضها).
ولا شك عندي أن هذا غيض من فيض لعددٍ كبيرٍ من حملة القلم في هذه البلاد الطاهرة التي ارتضت الإسلام ديناً ومنهاجاً لها.
والسؤال
وماذا بعد؟ هل يمر مسلسل طاش هذا العام كزوبعة في فنجان أم لا بد من وقفة معه ممثلين ومعدين ومنتجين حتى لا نفقد مصداقيتنا أمام العقلاء في الداخل والخارج.