الأحلام
أحمد حسين / علم نفس

لا أتحدث هنا عن أحلام الأطفال والشباب في المستقبل فهذا يحلم أنه سيصبح دكتوراً وذاك يحلم أنه سيصبح سفيراً يتنقل من بلد إلى آخر ويتذوق من أصناف الأطباق الشهية التي يشتهر بها كل بلد - ككبسة الأرز بلحم البعير والحاشي التي تشتهر بها دول الخليج العربية - ولكني أتحدث عن الأحلام التي يراها النائم، فالأحلام يلاحظ عليها أنها تجري بسرعة كبيرة أكبر من الواقع بمئات المرات فحلم في نصف ساعة يضاهي أحداث عام كامل، وكأنه شريط سينمائي تعمد المهندس إدارته بسرعة للوصول إلى آخر الشريط.
ولوحظ أيضاً أن النائم إذا لم يحلم، فلن يشعر بتقدم الزمن بل يصبح كأصحاب الكهف الذين هربوا من نملك الروم (دقيانوس) وناموا ثلاثمائة سنة شمسية وهي تعادل ثلاثمائة وتسع سنوات قمرية، وحين استيقظوا قالوا: {لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ}، وكذلك قصة الفتاة الأمريكية التي تعرضت لحادث سيارة فأصيبت بإماءة مدة أربع سنوات كاملة فلما أفاقت ظنت أنها أدخلت منذ يومين أو أسبوع على الأكثر فلما رأت ولدها ذات الأربع سنوات عرفت الحقيقة.يقول العلماء، إن الدماغ يحوي ملايين من الخلايا العصبية والأشعة تسقط على كل خلية مما يؤدي إلى عالم جديد بأبعاده الثلاثة يراه النائم وكأنه في عالم حقيقي بينما هو عالم خيالي متحرك فالحالم قد يحلم أنه يسبح في البحر ثم يشاهد سمكة قرش ثم تعضه بفكيها ثم يدخل المستشفى ثم يعوده أصدقاؤه ويواسونه.. إنها أحداث بأبعاد ثلاثية وفوق هذا فهو يسمع الأصوات داخل الحلم وفوق هذا أيضاً فهو يجري مع الحلم رغم أنه بسرعة صاروخ - أرض جو - فيختصر أحداث شهور وسنين في حلم مدته ساعة أو ساعتين.. ولن أتطرق للرؤيا فهذا موضوع أقدر مني على خوضه علماء الدين.