الجمعة 23 رمضان 1393هـ الموافق 19 أكتوبر 1973م - العدد (734)
كلمة الجزيرة
هذا هو موقفنا من البترول

اتخذت حكومة الفيصل يوم أمس واحداً من أهم القرارات الحكيمة والجريئة التي اعتادت القيادة الرشيدة اتخاذها حين يتطلب الموقف لها أو لمثلها أو لدى الاقتناع بمسببات اتخاذها ولا سيما في مثل هذا الموقف الذي تعيشه أمتنا العربية نتيجة لاعتداء إسرائيل على أراضينا ومحاولتها ضرب دول المواجهة ومواقع مقاتلينا الأحرار.
هذا القرار هو ما أعلنه البيان الصادر عن الديوان الملكي بشأن قرار حكومة صاحب الجلالة بتخفيض إنتاجها من البترول فوراً بنسبة 10% استناداً لقرار وزراء البترول العرب في مؤتمرهم المنعقد في الكويت أمس الأول بشأن تخفيض الإنتاج شهرياً بنسبة لا تقل عن 5%.
والقرار بحد ذاته ورغم أهميته لا يشكل كل ما تنوي اتخاذه الحكومة الرشيدة من خطوات لدعم المعركة، إذ أن بيان الديوان الملكي المنشور في هذا العدد أشار أيضاً إلى عزم الحكومة على إيقاف تصدير البترول إلى أمريكا ما لم تستجب الولايات المتحدة الأمريكية لرغبة المملكة وتتجاوب مع جهودها بشأن تعديل موقفها الحالي من الحرب الدائرة بين الأمة العربية وإسرائيل وما لم توقف مساعداتها الحربية للعدو.
والحكومة وهي تعلن عن هذا القرار إنما تؤكد كعادتها التزامها بدعم المعركة بكل ما لديها من إمكانيات وبكل ما تملكه من طاقات مادية وبشرية، حرصاً منها على بذل أقصى ما تملكه من طاقات لأمتنا العربية من أجل معركة التحرير وتسخيرها لتطهير المقدسات من المستعمرين، وهي بمثل هذه الخطوة إنما تؤكد تلاحم المملكة مع أشقائها ودعمها لهم بالكثير جداً من إمكاناتها المادية والعسكرية والبشرية.
وموقف المملكة هذا.. جدير بنا أن نقف عنده طويلاً ونتذكر معه أوامر الفيصل بدعم جبهات القتال بقوات من جيشنا وتخصيص جزء كبير من ميزانية الدولة - ومنذ زمن - لا زالت آثار العدوان ودعم المجهود الحربي.. ليس هذا فقط بل واستعدادها لأن تضع كل ما لديها من طاقات عوناً وسنداً كبيراً في تحقيق النصر المرتقب - بإذن الله - على العدو الغادر.
الشكر - بعد الله - للفيصل وهو يتخذ هذا القرار مقروناً بأكثر من أمل عزيز على أمتنا ومطمع شريف لكل القوات العربية المصلحة التي تخوض اليوم أشرف المعارك وأكثرها كرامة ونبلاً.