Al Jazirah NewsPaper Saturday  28/10/2006G Issue 12448زمان الجزيرةالسبت 06 شوال 1427 هـ  28 أكتوبر2006 م   العدد  12448
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

مزاين الإبل

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

الخميس 22 رمضان 1393هـ الموافق 18 اكتوبر 1973م العدد (733)
سبحان مغير الأحوال
بقلم: الدكتور حمود البدر

(1)
قوة جبارة لا تقهر، قهرت.. وقوة ضعيفة لا تعرف أن تحارب، قويت وتعلمت فنون الهجوم والكر والفر.. هذا إذا اعترفنا بأن هذين الادعائين صحيحان.. مهما يكن فلم تحن الفرصة من قبل لاختبار صحتهما إلا يوم السبت 10 رمضان إذ ثبت لاسرائيل أولاً؛ لأنها هي التي تدعي، والعرب ثانياً الذين صدقوا أو كادوا يصدقون ذلك الادعاء.. والعالم ثالثاً الذي لم يجد أو ير ما يدحض ذلك الادعاء.
كنا في الحروب السابقة نهوش ولا نقدم، بينما كان الاسرائيليون يدعون الوداعة ويهجمون لحماية تلك الوداعة.. يهجمون فقط لأنهم يريدون - حسب ادعائهم - وقاية أنفسهم من تهويش العرب ومن هجومهم الذي يوشك أن يقع ولم يقع أبداً على مدى خمس وعشرين سنة.
لا زلت أذكر سذاجتي في سنة 1967، وكنت يومها في الولايات المتحدة أتمنى لو قامت إسرائيل بالضربة الأولى حتى يتسنى لنا - كمبرر أمام العالم - الضربة الثانية ثم نبدأ بهجوم مضاد، وكانت فرحتي لا توصف حينما حصل ذلك.
بل إن سذاجتي امتدت إلى ما هو أبعد من ذلك.. كنت أرى المعلقين السياسيين والخبراء العسكريين على شاشة التلفزيون وعلى صفحات الجرائد يصفون ويسهبون في شرح الهزيمة الساحقة التي لحقت بالعرب، وكنت أضحك في نفسي وأقول سوف يرون.. إنه تكتيك عسكري لا بد منه لكي يجر العرب الجيوش إلى المصيدة ومن ثم إبادتها. كنا نتجمع حول المذياع العربي ونسمع البلاغات المتناثرة حول انتصارات القوات العربية، ونتهكم بما يقوله المعلقون الأمريكان سواء منهم السياسيون أو العسكريون، ولم نعلم بالهزيمة بدافع من التشبث بالنصر الموهوم إلا عندما فتحنا المذياع يوم 8 يونيو وكانت نجاة الصغيرة تغني اغنية (الله).
عندئذ بدأت الصدمة التي لم نفق منها إلا بعد أن اتضح كل شيء.. انقلب الفأل إلى بأس والشعور بالثقة إلى شعور بالخيبة وبدأت الحرب النفسية الشرسة الصادرة عن طواويس إسرائيل وأعوانهم.. وهل لهم أن يجدوا فرصة لتطويق الكبرياء العربي والمعنويات الجريحة من تلك الفرصة؟..
تحولت أيام ما بعد 8 يونيو إلى فترة شعرنا فيها كعرب بأننا وصلنا إلى مرحلة من الضياع ومرحلة من اليأس بحيث لن تقوم لنا قائمة، وأصبحنا نشك في كل كلمة تصدر عن القادة العرب، ونكاد نصدق كل كذبة تدعيها إسرائيل.. تحولت برامج التسلية في التلفزيون الأمريكي إلى مرتع خصب للتندر بالعرب وبجبنهم وغبائهم، يتسابق إليها كل واحد من أولئك الذين غسل مخهم بالدعاية الإسرائيلية.
ولكن كل ذلك لم يمنع الفئة المسيطرة على وسائل الاعلام الأمريكية من الصهاينة من ان يسحبوا الكرسي من تحت صنائعهم من أولئك المتندرين الذين كان من أصلفهم مقدم البرامج الشهير (ادسوليفان) الذي اقتلعوه من برنامجه الذي ظل يقدمه طوال خمس وعشرين سنة، كان يدعي خلالها انه انجح برنامج منوع ثم تبعه في السقوط لاعق الأحذية الصهيونية النسائي جاكي جايسون، ثم تبعهما آخرون قدموا للصهيونية من الخدمة من خلال برامجهم التلفزيونية ما لا يستطيع تقديمه أي صهيوني من إسرائيل.
تداعت هذه الذكريات ولا زالت تتداعى حينما تحطمت السطورة وتغير الحال من بعد ظهر يوم السبت 10 رمضان الموافق 6 أكتوبر. (وإلى لقاء آخر)

حمود البدر



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved