Al Jazirah NewsPaper Wednesday  01/11/2006G Issue 12452الرأيالاربعاء 10 شوال 1427 هـ  01 نوفمبر2006 م   العدد  12452
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

المجتمـع

مزاين الإبل

دوليات

متابعة

منوعـات

ملحق نجران

نوافذ تسويقية

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

تغطية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

جسر الخير
د.سهام العيسى

لم أتابع خلال هذا شهر رمضان المبارك سوى القليل جداً من برامج القنوات الفضائية ومنها برنامج يعرض في تلفزيون دولة الكويت القناة الأولى وسبب متابعتي وحرصي عليه هو أن المنسقة ما بين طاقم البرنامج وجمعية صندوق إعانة المرضى (مجال عملها) هي الصديقة الغالية عفاف الجاسم، عفاف من الشخصيات الإيجابية والعصامية والتي تعودت أن ترى دائماً الجانب المشرق للحياة ولكنها من خلال هذا البرنامج تعرضت للجانب الآخر من القمر الخليجي وقضاياه التي بدأت تطفو في مجتمعاتنا الخليجية وهي: قضية الحاجة والفقر والمرض ومن خلال البرنامج عرفنا أن هناك الكثير من الأسر الخليجية تحت خط الفقر على الرغم من أن هناك الكثيرين الذين يعتقدون أن مشكلة الفقر غير موجودة في مجتمعاتنا، فكل خليجي مرفه ويسكن قصراً يحتوي على بئر بترول كما يظن بعض سكان الأرض شرقاً وغرباً ويدعم هذا بعض التقارير العالمية فمثلاً التقرير السنوي السادس لعدد الأثرياء في العالم الذي أعده مكتب الإستراتيجيات الاستشارية في ولاية بوسطن بين 6% من سكان دولة الإمارات العربية مليونيرات وتلتها دولة الكويت ثم سويسرا ولم تتطرق الدراسة للمملكة العربية السعودية ولكن أعتقد أنها تدخل ضمن هذا التقرير على الرغم من عدم ورود أي ذكر لأثريائنا.
مأساة منطقة الليث كانت صدمة للعديد منا في رمضان قد نغفر لأنفسنا إذا كان زمن استجداء اللقمة غير رمضان ولكن أن تكون الأسر المحتاجة في هذا الشهر ونحن من يمد يد الخير إلى أقصى بقاع الأرض ونعجز عن الإحساس ومد يد العون لأهلنا. إن قانون الصدقات في ديننا يُبنى على الأقرب ثم الأقرب ونعلل أنه ربما صوت القريب ضعيف لذا لم يصل أو لم نسمعه بوضوح لذا تأخرت استجابتنا، ومن خلال متابعتي للموضوع طبعاً على صفحات الصحف كانت هناك مساعدات قليلة أول الشهر ولم تصل المساعدات الحقيقية ولم يتم توزيعها إلا في العشر الأواخر من رمضان (جريدة الرياض 14 أكتوبر 2006م) وهذا يجعلنا نتساءل ما دورنا الحقيقي وأين دور جمعياتنا الخيرية وإعلامنا ولماذا كانت استجابتنا بطيئة لهذا الحد؟؟؟؟؟
نعم نحن نحتاج إلى برنامج يعد مثل برنامج جسر الخير، نعم نحن نريد أن نسمع صوت طفلة محتاجة وشيخ فقير كئيب وحيد، وأرملة ويتيم نريد أن نسمع أصواتهم ونشاركهم. العديد من جمعياتنا لها أنشطتها المتميزة وسط المدن الرئيسة ولكن تلك القرى البعيدة المناطق النائية صوتها ضعيف وعلى الرغم من جهود الدولة لتجاوز هذه الهوة من خلال الاهتمام ببعض المناطق مثل جازان ونجران في الجنوب والجوف والحدود الشمالية في شمال المملكة إلا أن سعة الرقعة الجغرافية وتنوعها أدى إلى ظهور مثل تلك المناطق وهذه الظاهرة أيضاً لها دورها الخطير في الهجرة إلى المدن حيث يظن الكثير منهم أن المدن هي الملاذ الآمن من الفقر وذكرت لي أرملة بأنها انتقلت للرياض لأن الجمعيات الخيرية وأهل الخير نشاطهم أكثر وهي تعيش على ما يقدمونه لها بالإضافة إلى مصدرهم المالي الأساس وهو المكافأة الجامعية لاثنين من أبنائها.
ولو حاولنا أن نتعرف على واقع الفقر في بلادنا دون التطرق إلى أسبابه، وذلك من خلال دراسة قام بها الدكتور راشد الباز (أستاذ الخدمة الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود) التي بيّنت أن خط الفقر للمواطن السعودي يبلغ 1120 ريالاً بالشهر - بعد احتساب أجرة المنزل - في حين يبلغ خط الكفاف 1660 ريالاً بالشهر وأن معاشات الضمان الاجتماعي (التي تبلغ 5400 ريال في العام للفرد و16700 للأسرة المكونة من 7 أفراد) تقل كثيراً عن خط الفقر (جريدة الوطن في 12 مايو 2005م).. وقامت وزارة الأشغال العامة والإسكان قبل خمس سنوات بمسح ميداني شمل ثماني مدن رئيسة (هي مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض وجدة والظهران والخبر وأبها) لدراسة الأحوال المعيشية للأسر السعودية اتضح من خلالها أن 51% من الأسر السعودية لا يوجد لديها دخل ثابت، و40% لا يزيد دخلها الشهري على 6 آلاف ريال، في حين يرتفع الدخل إلى حدود مفتوحة لدى 9% من الأسر السعودية.
ها هو رمضان يودعنا وينتهي شهر ويبقى أحد عشر شهراً من العام فهل مسؤوليتنا انتهت عند حد إفطار رمضان، وهل مأساة هذه الأسر انتهت من شبح الفقر الذي يطاردها طوال العام وليس في شهر الخير فقط، ونتساءل ما دورنا الحقيقي وما الذي نستطيع أن نقدمه لهم؟
إن خبرات العمل الخيري في بلدنا تتركز في تقديم المساعدات الاجتماعية النقدية والعينية، وليس تحويل الفقراء إلى عناصر منتجة تستطيع كفالة أسرهم وتوفير مصادر دخل ثابتة لهم من خلال المشروعات المتنوعة التي تتناسب مع ظروف كل فرد ومنطقة وأظن هذا يتفق مع أهداف الصندوق الخيري لمكافحة الفقر الذي تم إنشاؤه عام 2003م وحتى يتم تفعيله كلياً فإننا بحاجة إلى خطوات وتكاتف ما بين وزارة العمل للشؤون الاجتماعية وجمعياتنا الخيرية وبنوكنا التي ينبغي أن يكون لها دور في القروض الصغيرة تماماً مثل بنك جرامين الذي أسسه الاقتصادي المعروف البروفسور محمد يونس فبنك جرامين قد بادر هذا العام (2006م) بالذهاب للفقراء في أماكن وجودهم في بنجلاديش في أكثر من (70) ألف قرية، لتقديم خدماته لهؤلاء الفقراء، وعدم الاكتفاء بانتظارهم حتى يأتوا إلى البنك. وقد سعى أيضاً لخدمة فئة المتسولين في بنجلاديش والاستفادة من خدماتهم كمندوبي تسويق ومبيعات بحكم تجوالهم الدائم، وأن لدى بنك جرامين حالياً أكثر من (80) ألف متسول، تم تأهيلهم إلى مقترضين في إطار هذا البرنامج كما اهتم البنك بتشجيع الأطفال الفقراء للالتحاق بالمدارس واستكمال تعليمهم، قدم البنك حتى الآن أكثر من (28) ألف منحة دراسية، وأن هناك أكثر من (12) ألف طالب وطالبة في مجالي الطب والهندسة يدرسون حالياً في نطاق هذا البرنامج، وأن نحو ستة آلاف طالب وطالبة يحملون الآن شهادة الدكتوراه، قد تخرجوا بالفعل من هذا البرنامج.
وبالإضافة إلى اهتمامه بالتعليم، فهذا البنك والقائمون عليه يهدفون إلى تحسين مستوى معيشة الفرد من حيث الصحة والغذاء، وذلك عن طريق إنشاء مستشفيات ومشروعات إنتاجية غذائية في بنجلاديش بهدف القضاء على الأمراض وتحقيق الأمن الغذائي.
دائماً يقال إن النجاح في الحياة يتطلب الذكاء والاستفادة من خبرات الآخرين ونحن أمام تجربة لدولة تصنّف على أنها من أفقر دول العالم فلماذا لا نحاول أن نطبق تجربتهم في مكافحة الفقر لنبدأ منذ الآن.. نحتاج إلى تشريح الواقع لنعرض مشاكلنا لنناقشها نحتاج إلى برامج إعلامية تستقطب الناس تناقش همومهم احتياجاتهم وتحافظ على كرامتهم، تدرس وتحلل ويشارك بها الجميع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، مشايخنا، تجارنا، بنوكنا، اقتصاديونا والمواطنون ومؤسساتنا الكبرى أرامكو وسابك وغيرهما ونضع الحلول ونعمل سوياً ونعود بعد مدة لنرى إنجازاتنا فمن يشكو الحاجة هم أهلنا لذا يجب أن تكون جسورنا موصولة معهم دائماً كما هي موصولة لضحايا تسونامي ولبنان.

Seham1426@yahoo.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved