Al Jazirah NewsPaper Wednesday  08/11/2006G Issue 12459محليــاتالاربعاء 17 شوال 1427 هـ  08 نوفمبر2006 م   العدد  12459
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

مزاين الإبل

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

تغطية خاصة

شعر

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

زمان الجزيرة

الأخيــرة

يارا
جائزة نوبل
عبدالله بن بخيت

في كل مرة يفوز بها كاتب يعود الجدل حول مدى تسييس جائزة نوبل. لم أقرأ كثيراً عن حيثيات فوز باموك الذي أعلن مؤخراً فوزه بهذه الجائزة المثيرة للجدل. ولم أبحث في الموضوع، فقد عرفت هذا الكاتب قبل عدة سنوات بعد ترجمة روايته جودة بيك. كان انطباعي عنها أنها بطيئة الحركة وتجلب الملل. ولكن فوزه بجائزة نوبل دفعني إلى قراءة روايته (ثلج) المترجمة إلى العربية. خرجت بالانطباع نفسه، ربما لعب سوء الترجمة دوراً في ذلك، ولكنها أعادتني إلى مسألة تسييس جائزة نوبل. فالرواية تتحدث في جزء من منها عن المد الإسلامي وصراعه مع برامج الحداثة التركية التي أسسها أتاتورك.
كنت دائماً مقتنعاً أن جائزة نوبل لم تكن أبداً جائزة محايدة ونزيهة. كانت من أهم الأجهزة الثقافية التي لعبت دوراً بارزاً في الحرب الباردة. سلطت قوتها وشهرتها لتحريض المثقفين الروس على التمرد والانشقاق. ولكنها فقدت كثيراً من احترامها بعد أن رشح لها الكاتب الروسي سولجنستين. لم يكن سولجنستين كاتباً رديئاً، ولكنه لم يكن كاتباً بارزاً يستحق جائزة بهذا الحجم، خصوصاً في روسيا بلد الرواية بامتياز. كانت فرصة للسوفييت للانتقاص من قيمتها والدعاية ضدها.
ما أخشاه أن تلتفت هذه الجائزة إلى العمل في مواجهة العالم الإسلامي والعربي تحديداً، وأن ينجر خلف بريقها بعض الكتاب العرب الأفاقين. فالمعركة التي بدأت في الحادي عشر من سبتمبر لن تتوقف عند تجفيف منابع الإرهاب أو الاحتلالات العسكرية أو حتى الاستخدام الموسع لوسائل الإعلام. هناك وسائل أخرى ستوظف. من أهمها التغلغل في أوساط النخبة الثقافية. فالرواية وهي من أهم المنجزات الإنسانية في مجال الفكر والأدب وأكثر الأجناس الأدبية رواجاً بين الناس، ولكنها لم تحظَ حتى الآن بأي قيمة في المؤسسات الثقافية العربية. فالمؤسسات العربية ما زالت متمسكة بالنظرة التقليدية للأدب. ومناهج التعليم لم تعترف بعد هذا الجنس الأدبي العظيم، وما زالت قيادات الثقافة التقليدية تنظر للرواية بازدراء على أساس أنها جزء من الأدب الشعبي. بل بعضهم ما زال يعدها وسيلة تربوية أو ترويجية وفي أحسن الأحوال وسيلة ترفيهية، ولكنها في كل الأحوال لا تصلح أن تكون عملاً أدبياً يحظى بالاحترام والتقدير، ويستحق أن يكون لها نقادها ودارسوها وجوائزها. من هذا الثقب الخطير يمكن لجائزة مسيسة مثل جائزة نوبل أن تدخل في نسيج الثقافة العربية لتكون أداة لتوجيه الوعي. (كما حدث مع نجيب محفوظ مثلاً). حال الرواية في الثقافة العربية يعكس كثيراً من التناقضات في المجتمعات العربية والإسلامية ومدى الانفصام بين الوعي الشعبي وبين المؤسسات التي تقود الثقافة في العالم العربي. عندما تقرأ المناهج الأدبية تلاحظ أن هناك جراً قسرياً للماضي، وكأن الأدب لا يمكن أن يكون إلا في الماضي ولا يتم إلا بإتباع سنن الأولين.
فما يتعلمه الطالب في المدارس شيء وما يتلقاه في الحياة شيء آخر. فذهنية الطالب العربي تؤسس على ارستقراطية الأدب. فما يعبر عن نبض الحياة المتدفق يجب أن يبقى بعيداً عن المناهج؛ لأنه ينتمي إلى وعى العوام. للاحتفاظ دائماً بالفرق بين الناس العاديين والنخبة؛ أي بين العوام وبين القيادات الثقافية. الرواية بتطبعها أدباً شعبياً.
ليس بالمعنى السلبي عندما نريد أن نقلل من قيمة الشيء نصفه بأنه شعبي أي رديء. ولكن بمعنى أنها أدب الجماهير الحديثة المتعلمة لأنها فعل لا يتم إلا بالقراءة بخلاف الشعر الذي يمكن أن ينجز التمتع به بالسماع. وإهمال الرواية ليس الإهمال الوحيد في الحياة الثقافية والفكرية في عالمنا، ولكنه من أخطر الإهمالات التي يتوجب سدها قبل أن تسدها الأيادي الخفية التي تقود المؤسسات الثقافية العالمية المرتبطة بالقوى السياسية. لن يسمح لنا العالم أن نبقى في دفء الماضي الحالم، علينا أن ندخل العصر بأقدامنا لا جراً بحبال وسلاسل الآخرين.

yara4u2@hotmail.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved