Al Jazirah NewsPaper Sunday  19/11/2006G Issue 12470الرأيالأحد 28 شوال 1427 هـ  19 نوفمبر2006 م   العدد  12470
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

قضايا عربية
  في الصحافة العبرية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

مدارات شعبية

وطن ومواطن

وَرّاق الجزيرة

الأخيــرة

الأمير سعد بن خالد كما عرفته 3-3
عبد العزيز بن حمد السويلم

تحدثت في الحلقتين السابقتين عن شخصية الأمير سعد وأخلاقه وإنسانيته ونبله، وكذا كرمه.. وحرصه الشديد على مساعدة الناس ومساعدتهم بالمال والجاه.. وكل شيء يراد منه ويستطيع عمله آخذاً بالحكمة القائلة (أبخل البخلاء من يبخل بجاهه) وخير الناس أنفعهم للناس فسعد لم يبخل بجاهه.. ولا بماله، فأياديه - رحمه الله - كانت معطاءة، ووجهه يتهلل فرحاً وترحيباً بزواره والقادمين إلى منزله ومجلسه العامر بالسرور والمحبة والرجال وهذا ما كان سموه يقوم به من هبات وعطايا ومساعدات للمعوزين والمحتاجين.. وفك أسر المأسورين.. وتفريج هم المهمومين وسد عوز المحتاجين فسموه يعمل تلك الأعمال الخيرة ابتغاء مرضاة الله ويعملها دونما هيلمة إعلامية أو تصريحات وأحاديث صحفية كما يفعل بعض الأشخاص.
فهو - رحمه الله - من الصنف الذي لا تعلم شماله ما تقدم يمينه.. وحديثه قليل رحمه الله رحمة واسعة جزاء ما قدم من أعمال.
ومع هذا فإن سموه كان يحب المداعبة والممازحة بما يضفي على المجلس والحاضرين البهجة والمرح والفرح والسرور.
فكثيراً ما يداعب ويمازح جلساءه من الخاصة الذين يعرفهم برجاحة العقل ورحابة الصدر. ذات مرة قام بمداعبة أحد جيرانه ومؤذن المسجد وأحد الخلص من جلسائه شخص يدعى محمد بن حمد الدريهم رجل من جلساء الأمير منذ عشرات السنين ورجل دين وخلق ومؤذن مسجد سموه ويعرف سموه أن هناك مداعبة بين المؤذن وأحد الأصدقاء للأمير وللمؤذن وهو الشيخ علي الشتوي جار الأمير ومن خاصيته وهو رجل فاضل..
فقال الأمير للدريهم: أنتم يا أهالي المحمل (ثادق وقراها) معروف عنكم الإخلاص والشجاعة وبيرق (علم) المحمل إبان توحيد الملك عبد العزيز للبلاد كان بجوار بيرق أهل الرياض بيرق أهل اليمامة ويحرص الملك عبد العزيز رحمه الله على تعيين أهالي المحمل في الجهاد والحراسات ذات الطابع الخاص لإخلاصهم وشجاعتهم يقول الأمير هذا معلوم وقد أخبرني بذلك أحد أعمامي المشاركين مع الملك في حروبه لتوحيد البلاد، علم صديقك علي شتوي بذلك فانبسط من هذا القول محمد بن دريهم.
وانتظر على مضض حتى جاء للمجلس علي الشتوي، وقال الدريهم: (يا سعد دون أن يقدم كلمة الأمير- من باب الملاطفة مع الأمير - قال يا سعد والله لولا الله سبحانه ثم بيرق أهل ثادق كان رحتوا (أنتم يا آل سعود وآل الشيخ وبنو تميم سك)! فضحك الأمير وغضب علي الشتوي غضباً شديداً وسأل الأمير هل هذا صحيح.. فقال الأمير سعد وكأنه لا يعرف الموضوع هذه أمور تاريخية ومثل ما تسمع، ولكن أنت يا علي ما الذي يزعجك إن قال عنا وما زعلنا.. قال علي ما أرضى هذا غلط!
فأخذ الأمير يلطف الجو بينهما ويقول هذه أمور سابقة ومعروفة ولا يوجد ضرر على أحد من قول هذا الرجل، وأنت يا علي عارف نفسك وجماعتك ما فيكم شك. المهم أخذ الجميع بعد هذا الفاصل من النقاش يضحكون..
وعندما زرت الأمير قال لي رحمه الله: تعرف يا عبد العزيز ويش سوى شايبكم هذا يا أهل ثادق - يقصد المؤذن الدريهم - سألت سموه ماذا عمل.. حكى لي القصة بكاملها وهو يضحك وضحكت معه، وبعد قليل دخل علينا بالمجلس علي الشتوي وكان الدريهم موجوداً في المجلس فسلم علينا وصافحناه وقلت للشتوي ما تصالحتم أنت يا علي والدريهم، فقال إذا حلت قضية فلسطين وتصالح اليهود مع الفلسطينيين صلحنا وهو يضحك ويشير إلى الدريهم بيده. ضحكنا سوياً وساد المجلس الفرح والسرور.
قال لي الأمير سعد أنا جالس في هذا البيت رغم قدمه من أجل هالشياب يجوني على رجولهم وفي الحقيقة ما زين هذه الحارة ونورها في عيني كورد جود هذه الوجيه والأجاويد يعني الشتوي والدريهم وبقية الجيران الذين اعتادوا على مجالسة الأمير ومشاركته أحياناً الفطور والأكل جزاه الله خيراً.
من خصال سموه وسجاياه الحميدة أنه كان يتطلف مع الناس جميعاً حتى من يكون لديه خلل في قواه.. فذات يوم وبعد صلاة الفجر سلم عليه أحد جيرانه شخص يدعى محمد (...) وهذا الشخص مصاب بنوع من النسيان وساكن في حجرة ومعروف لدى سكان الحارة وكذا جماعة المسجد.. عرض على الأمير أن يتقهوى عنده فرحب الأمير جبراً بخاطره.. وبعد دخوله إلى غرفة ذلك الرجل تبعه شخصان من جلسائه الذين اعتادوا أن يجلسوا معه في منزله العامر والغرفة لا يوجد بها معاميل ولا من يخدمه قال لذلك الرجل: يا محمد ويش رايك نروح سويا ونتقهوى في منزلنا ونفطر سويا فقال مشينا وأخذ محمد معه ومع الرجلين الآخرين وذهبوا إلى مجلس الأمير وأخذوا يتناولون القهوة ويتحدثون وبعد تناول الفطور انصرف كل إلى حيث سبيله.
هذا بعض ما أعرفه عن الفقيد الراحل العزيز سمو الأمير سعد بن خالد طيب الله ثراه وجعل الجنة مأواه.
رحمك الله يا أبا خالد فقد كنت عبارة عن عدة شخصيات في شخص رجل واحد.. جزاك الله خيراً على ما قدمت من أعمال وعوضنا وأسرتك وجميع عارفيك ومحبيك خيراً وجعل الخير والبركة في عقبك ووفقهم إلى السير على خطاك وسيرتك العطرة.
اللهم ارحم الأمير سعد، اللهم وسع منزله في الجنة، اللهم اجعله في عليين مع الصحابة والشهداء والصالحين، اللهم نور عليه في قبره واجعله روضة من رياض الجنة، اللهم وفق أولاده إلى تأسيس جمعية خيرية باسمه ليواصلوا عبرها أعماله الخيرة ولتكون عيناً جارية له والله ولي التوفيق.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved