Al Jazirah NewsPaper Sunday  19/11/2006G Issue 12470الرأيالأحد 28 شوال 1427 هـ  19 نوفمبر2006 م   العدد  12470
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

قضايا عربية
  في الصحافة العبرية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

مدارات شعبية

وطن ومواطن

وَرّاق الجزيرة

الأخيــرة

مقالب الذاكرة
مالك ناصر درار / جدة

كل الأحاديث والأخبار والموضوعات التي تتناول أو تدور حول الذاكرة.. تحظى باهتمام استثنائي؛ فمقالب الذاكرة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا.. أو هي كذلك دائما ومنذ قديم الزمان.. فمن منا لم يمر بلحظات شديدة الصعوبة بسبب حالة النسيان المفاجئة.. نسيان مكان وضع مفاتيح السيارة في وقت يتوجب فيه التوجه بسرعة إلى لقاء عمل أو عند العودة في وقت متأخر ليلاً.. أو نسيان مكان السيارة نفسها بعد الانتهاء من جولة تسوق في أحد المراكز التجارية حيث يكون الإجهاد قد بلغ بنا الذروة؟؟.. أما أصعب المواقف فهي تلك التي نلتقي فيها بشخص نعرفه جدا ونحبه جداً.. ونعجز تماما عن تذكر اسمه فيما هو ينادينا بأسمائنا ويسألنا عن الأبناء بأسمائهم.. والأمثلة كثيرة.
والحقيقة المؤكدة هي أن الذاكرة لم تعد حديدية.. وأن الذاكرة أصبحت تسمح بتسرب الكثير والكثير جداً من المعلومات.. وأن قدرتنا على الحفظ لم تعد كما كانت في السابق، وكذلك قدرة أبنائنا.. وإن ما يقال عن القدرات الذهنية الفذة لآبائنا وأجدادنا وعلمائنا القدامى يصيبنا بالإحباط والخوف أيضا.
* المشكلة موجودة وخطيرة.. القدرات الذهنية للإنسان المعاصر تتراجع.. الأبحاث تؤكد ذلك وتحذر من المزيد من التراجع.. دون أن تقدم تفسيرا واحدا يتفق عليه العلماء.
* البعض يؤكد مسؤولية التلوث عن كل مشاكلنا الصحية.. وعن تدهور قدراتنا العقلية والذهنية.. وبالتالي عن التدهور الملحوظ في القدرة على اختزان المعلومات في الذاكرة وعلى استرجاعها في الوقت المناسب أو عندما نحتاجها.. والبعض يشير بأصابع الاتهام إلى الإنسان نفسه الذي تخلى عن عقله أو أسند الكثير من مهامه العقلية إلى الآلة.. أي أن الإنسان استخدم عقله في صنع الآلة ثم سلمها عقله أو معظم مهام عقله.. لم يعد هناك من يجري عملية بسيطة.. حتى ولو كانت عملية ضرب رقمين.. ولم يعد أحد يحرص على حفظ جدول الضرب كما كنا نفعل في الماضي.. أي أننا تركنا كل الحسابات والعمليات الحسابية البسيطة والكبيسة للآلة الحاسبة أو الكمبيوتر.. والنتيجة هي تدهور الذاكرة الرقمية وتدهور القدرات الذهنية الحسابية.. ونحن لم نعد نجهد ذهننا في تذكر أي شيء.. فالمفكرة الإلكترونية تقوم بكل شيء.. تذكرنا بعيد ميلاد الزوجة وعيد الزواج ومواعيد الاجتماعات والمناسبات الاجتماعية التي يتعين المشاركة فيها وكل شيء.. وبالتدرج يتعود الدماغ على حالة الكسل.. وتصاب مناطق الذاكرة بالصدأ.. وهي عملية مستمرة.. حتى أن بعض العلماء تنبؤوا بأن إنسان المستقبل سوف يكون (بكرش كبير ورأس صغير)!!.
ويبدو أن العلماء الألمان اقتربوا كثيرا من معرفة أسباب ترسخ أسماء البعض في الدماغ بعد التعارف عليهم.. وأسباب (تبخر) أسماء أخرى تماما من الذاكرة؛ إذ فحص أطباء متخصصون في الوظائف العصبية المعرفية أدمغة 9 مرضى يعانون من الصرع إلكترونياً.. وتوصلوا إلى أن الذاكرة تثبت في الدماغ بفعل التعاون المشترك بين منطقتين متجاورتين.. وتختفي إذا لم يحدث هذا التعاون.
* وقام فريق العمل الألماني بقيادة البروفيسور جوليان فيرنانديز بفحص جميع مناطق الدماغ المسؤولة عن بناء الذاكرة.. التي تلعب دوراً مهماً في عملية خزن المعلومات أو الاحتفاظ بها في الذاكرة.. وركز الباحثون فحوصاتهم على المناطق العميقة من قرن آمون والقشرة الأنفية.. وتوصلوا إلى وجود منطقتين مسؤولتين عن الذاكرة تفصلهما مسافة 15 ملليمترا فقط.. فإذا ما تضررت منطقة من المنطقتين فإن الإنسان يعجز عن خزن المزيد من المعلومات في ذاكرته.. وتمكنوا من رسم المنطقتين المذكورتين بواسطة أجهزة تخطيط الدماغ بعد أن نجحوا في زراعة الأقطاب الكهربائية مباشرة في الفصين الصدغيين من الدماغ.. وعرض العلماء على المرضى في ذات الوقت صوراً يفترض بهم تذكرها لاحقاً.. ورصدوا وسجلوا نشاطا ملحوظا للمنطقتين الدماغيتين لفترة قصيرة جداً.. وهو ما يؤكد أن تذكر الوجوه يتم بين المنطقتين المتجاورتين وبفعل تيارات دماغية متبادلة بين قرن آمون والقشرة الأنفية.
* كلام غامض.. ولكن العلماء يؤكدون أنه مفيد، وأنه سوف يساهم في ترميم شروخ الذاكرة.. وإلى ذلك ليس أمامنا سوى تحمل مقالبها..!.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved